top of page

دراسات وبحوث

لا توجد منشورات بهذه اللغة حتى الآن
انتظرونا...

September 20, 2017

  سلسلة دراسات

فرسان البعث العظيم

      ( 5 )

 

القائد

عزّة إبراهيم

رجل الجهاد والتحرير

إعداد : مجموعة فرسان البعث العظيم

المقدمة :

 

لكل زمان رجاله ، وكل يشتهر بفنه ، فحياة البشرية متنوعة المجالات والاختصاصات ، وإن التأريخ يسجل المبدعين والعناوين المتألقة الأصيلة بأسطر عبقها المنطلق من جذور انتماءات الرجال وارتباطها بأرضها وتأريخها وحضاراتها ، وأن فعل الرجال دال على كينونة النفس وسمو المعاني الروحية في ذواتهم ، فترى أصحاب الهمم العالية لا يفترون عن تقديم كل ما هو نافع للبشرية ولشعبهم وأمّتهم ، يسابقون الزمن باقتدار عال ، خطواتهم واثقة في مجد أمتهم والنهوض بها لتبقى خير أمّة أخرجت للناس .

في السلم ، يتبارى الرجال في البناء والتصنيع والزراعة ومختلف فنون الحياة يتقدمهم القائد السياسي ليخط لهم سبل التطور وطرق حفظ منجزاتهم وإبداعاتهم ، وهو الزمن الذي يتألق به القائد السياسي إلى المرتبة التي يسجله التأريخ بالوصف الذي يجعل منه نبراساً للأجيال القادمة تَعتبِرُ بفنه في قيادة الأمّة وقوة ارتباط الشعب به .

وفي الحرب ، تتلألأ في سماء الأمّة نجوم الرجال أولوا البأس الشديد ويسطر التأريخ وثْباتهم على طريق الجهاد حيث إحدى الحُسنيين ، النصر أو الشهادة .

لقد خَبُر الشعب العربي برمته وقفة القائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، في السلم والحرب ، فكان بحق وتحقيق رجل النصر والسلام ، رجل حرب من الطراز الأول ، وقائداً في السلم حاضراً مع البُناة والمبدعين من أبناء الشعب العراقي خصوصاً والأمّة العربية عموماً ، فسجل عنواناً مهماً وبارزاً في المعاني الجهادية حتى يوم استشهاده لترتقي روحه إلى بارئها ويحفر التأريخ اسمه بألق ورقي في أسفاره .

ولأن حزب البعث العربي الاشتراكي ، حزب جماهيري وحزب طليعي ، فقد زخرت حياة الحزب بقادة من الرعيل الأول والخط الأول في الدولة وقادة ميدانيين مجربين اشرأبت نفوسهم وأرواحهم على معاني الجهاد والكفاح والنضال من أجل رفعة أمّتهم وازدهارها .

وحيث تمر الأمّة اليوم بأحلك الظروف ، وهي تتصدى لمحاولات استعمارية متعددة الأشكال والأساليب ، فكان لابد من قائد محنك يجمع في بأسه قوة الحكمة وسماء الإنسانية وأنسام الرشاد ، ليكون رجل هذا الزمان ، فكان القائد الهمام ، عزّة إبراهيم ، القائد الذي عرفه الشعب العراقي بالأمين المأمون ، رجل قائد ، كان حاضراً في تفاصيل السلم وبناء العراق العظيم ، حيث كان أميناً على أمنها ومعاشها وحريتها ، وكان حاضراً في وقفات جهادية ضد أعداء الأمّة عبر مسيرته النضالية في حياة الحزب ومع شعب العراق الأبي في كفاحه من أجل عزّته وكرامته .

ولأن من الواجب أن تعرف الأمّة وشبابها قائدها ورمز عزّتها وكرامتها ، نقول " تعرف " من المعرفة الشاملة والعرفان للرجل الذي يقف اليوم رمزاً مجاهداً على طريق النصر ، ومن أجل تحرير عراقنا العظيم وكامل تراب الأمّة ، ولم نقول " تعلم الأمّة " لأن البديهية تشير إلى علم الأمّة به كرمز في سلسلة رموز الأمّة الذهبية .

ولأجل ذلك كله ، فقد انبرى رفاق لكم في مجموعة فرسان البعث العظيم على كتابة دراستهم هذه لتنضم إلى صفحات التأريخ المسطر لنفحات القائد الجهادية ورمزيته على طريق النصر والتحرير في سفره الخالد المجيد .

وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم .ه

 

مجموعة فرسان البعث العظيم

April 30, 2017

دراسة : أضواء على خطاب الرفيق القائد عزّة إبراهيم الدوري في الذكرى السبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ( آليات تنفيذ الخطاب التأريخي )0

المقدمة

لعل من المعلوم عند الجماهير العربية ثورية الفكر القومي الذي يحمله حزب البعث العربي الاشتراكي ، والمنصف يعلم ويتذكر كيف كان نظام البعث الوطني في العراق وقبل الاحتلال يعمل بمنهج وخطط استراتيجية من شأنها أن تقدم المنفعة لكل الشعب العربي بدون استثناء ودعم قواه التحريرية في فلسطين والأحواز وإسناد الجهود العربية في استرجاع الجزر العربية المحتلة من قبل الكيان الصفوي في إيران .

إن حزب البعث العربي الاشتراكي ومن خلال منهجه القومي الاشتراكي كان وما يزال يتطلع إلى حياة حرة كريمة لعموم شعبنا العربي الأبي ، وأبداً ما كان يوماً ومنذ تأسيسه في السابع من نيسان لعام سبعة وأربعين وتسعمائة وألف ويومنا هذا أن يتبنى على الإطلاق نظرة قطرية ضيقة في أي من مجالات الحياة ، بل ، وحتى في تصديه للأطماع الفارسية فإنه قد اعتبر ذلك تهديداً لحدود الأمّة الشرقية حيث كان الحارس الأمين للبوابة الشرقية للأمّة ، وكانت قادسية صدام المجيدة بحق قادسية العرب جميعاً .

إن حزب البعث العربي الاشتراكي وبما يحمله من الفكر الثوري القومي والثبات العقائدي قد احتل بحق وتحقيق مكانة الرمزية المتقدمة بين الأحزاب في عموم الساحة العربية ، ونتيجة طبيعية لسمو الأفكار الثورية وترتيبات البناء العقائدي والتكوينات القيادية فقد كان قادة البعث ومنذ يوم تأسيسه يشكلون رموز الأمّة في قيادة الجماهير العربية نحو الوحدة والحرية والاشتراكية .

اليوم ، يقف القائد المجاهد عزّة إبراهيم الدوري رمزاً للأمّة في قيادته للبعث العظيم ويجسد اقتداره العروبي والبعثي حيث والأمّة تمر في أحلك الظروف وتتعرض إلى شتى أنواع التهديد ومن جهات وأطماع عديدة وأهداف عدوانية متعددة ، والعديد من الأقطار العربية تتعرض للإحتلال والتدمير والاقتتال الطائفي ، هذا الحال الذي بكل تأكيد هو أعنف وأقسى من ظروف ونتائج الحروب المباشرة .

هكذا كان خطاب القائد المجاهد عزّة إبراهيم الدوري في الذكرى السبعين لتأسيس البعث العظيم ، خطاباً قومياً شاملاً يتناول حال الأمّة جملة واحدة لا يفرق بين قطر وآخر ، فالكل مهدد ومستهدف ، وما يمس أي قطر عربي سوءٌ فإنه ينسحب بالتأكيد بالسالب على بقية الأقطار العربية ، هكذا هي نظرة البعث الخالد ، وهكذا هي نظرة قيادته السياسية المجاهدة وجماهيره الحرّة الأبية .

ولأنه قومي ثوري تعبوي قد جاءنا به قائدٌ رمزٌ مجاهدٌ ، فإننا في مجموعة فرسان البعث العظيم قد عزمنا الهمّة على إعداء هذه الدراسة لتكون بمثابة دليل عمل وآليات تنفيذ ما جاء به خطاب القائد المجاهد ونعطف في دراستنا المتواضعة هذه تناول المشروع الوطني الذي أعلنه البعث العظيم لإنقاذ العراق .

ويا محلى النصر بعون الله

 

مجموعة فرسان البعث العظيم

April 11, 2017

دراسة بعنوان : أساليب التخريب وطرق التصويب

المقدمة

منذ مائة من السنين ، وقريباً من تأريخ معاهدة سايكس بيكو في 1916 ، وبعدها وعد بلفور في 1917 ، ومروراً بمعاهدة سان ريمو في 1920 ، بدأت المؤامرات ضد الأمّة العربية تحاك بأسلوب مباشر وبأشكال متعددة ، منها العسكرية والاقتصادية والسياسية والديموغرافية ، حيث نص وعد بلفور على إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين بعد أن كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني ، علماً بأن العداء للأمّة العربية بدأ حقيقة منذ آلاف السنين وكانت الصهيونية والفارسية بجذورهما اليهودية والمجوسية أهم اللاعبين فيها قبل نشأت الدولة الصفوية ومساهمتها في تغذية مقومات تدمير الأمّة العربية وركائزها الأساسية وضرب وحدتها والإمعان في تجزئتها كخطوة مهمة في إضعاف أمّة العرب فأشغلت الشعب العربي بمعاسير الحياة كتركة طبيعية للاحتلالات التي مرت بالأمّة العربية حيث خلفت الجهل والفقر والمرض وسلطت على رقاب الناس حكاماً يأتمرون بأوامر الأجنبي في تبعية شبه مطلقة لإرادة أعداء الأمّة على حساب الشعب المقهور .

لم تفلح الثورات في الحد من توسع العدو الصهيوني الاستيطانية أو الضرب على رقاب من سلّموا زمام أمور بلادهم للأجنبي ، حيث كانت تفتقر إلى التعبئة الجماهيرية الحقيقية بمعناها الثوري ، وقصور الخبرة السياسية في قادة هذه الثورات ، وحتى الحروب التي جرت بين العرب من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى في الأعوام 1948 و1967 و1973 ما كانت سوى مجسات صهيونية غربية للتعرف على حقيقة قوة العرب ووحدة القرار العربي ، فقد تمكن أعداء الأمّة من ضمان وقف القتال في الوقت الذي يحددوه فيما إذا لو تعرضوا إلى تهديد حقيقي من خلال الانتصارات التي يحققها الجيش العربي على أرض المعركة ، حيث جعلوا وقف الحرب بيد أزلامهم المواجهين لأرض فلسطين السليبة ، وهكذا ، فإن التأريخ يذكر لنا أن حروب العرب مع الكيان الصهيوني قد توقفت في الوقت الذي كان فيه الجيش العربي قاب قوسين أو أدنى لتحرير فلسطين من قبضة الكيان الصهيوني .

فكان مولد حزب البعث العربي الاشتراكي في نيسان 1947 وثورته البيضاء في تموز 1968 إيذاناً لبدء مرحلة جديدة في حياة الأمّة العربية ، مرحلة يقودها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه أولوا بأس شديد ، جاؤوا مع حزبهم وأهدافه التي ولدت من رحم معاناة الأمّة العربية فجعلوا المركزية في الوحدة وسبقوها على باقي الأهداف المتمثلة بالحرية والاشتراكية ، وكان تحرير فلسطين شرط في بلوغ بوابة الفتح على طريق الوحدة العربية .

أدرك أعداء الأمّة أن الخطر محدق بهم مع ثبات البعث على نهجه الثوري واتساع قاعدة الجماهيرية المعبئة ثورياً ، وأيقنوا أن البعث ليس حزباً تقليدياً يمكن مساومته أو تحيده أو تركيعه ، فصار جهد الأعداء مركز في كيفية القضاء على هذا الحزب الذي يمتد بقوة وبسرعة بين الجماهير العربية وقيادته القائمة على أرض العراق العظيم ، وبعد أن خابت كل مخططاتهم لجأوا إلى الفعل العسكري المباشر في غزو العراق واحتلاله وتغييب سلطته الوطنية الشرعية وحزبه الثوري من على الساحة السياسية في العراق ليخلو لهم الجو في اللعب بمقدرات الشارع العربي والمضي في تجزئة وإضعاف الأمّة العربية .

وبعد أن كانت قادسية صدام المجيدة نموذجاً في معاني الوحدة العربية ووقوف العراق مدافعاً عن البوابة الشرقية للأمّة يقاتل جيشه الأسطوري عدوان الفارسية الصفوية ومعه جيوش عربية من الأردن واليمن والسودان شاركوا فيالق العز والشرف ، وبعد أم المعارك الخالدة التي فيها تحقق النصر لجيش العراق الأبي الذي سدد ضربة موعودة للكيان الصهيوني ، بعد هذا كله ، ذهب أعداء الأمّة إلى الإعداد لحملة شرسة حشدوا لها العالم وأخرسوا صوت القادة ( العرب ) وألزموهم قمع كل محاولة جماهيرية لنصرة العراق وشعبه العظيم وهو يتصدى لأكبر غزو في التأريخ المعاصر ، فتم غزو العراق واحتلاله في نيسان سنة 2003 .

وللوقوف على الوقائع والحقائق التي بها ومن خلالها تمكن أعداء الأمّة من إضعاف القوة العربية وتفتيت لحمة الأمّة الوطنية ، شرعنا في كتابة هذه الدراسة تبياناً للحال والحقيقة والحلول المرجوة لإعادة بناء التجمع العربي وتنمية قدرات الأمّة في النهوض والترقي ، ومن الله التوفيق .

 

مجموعة فرسان البعث العظيم

March 05, 2017

دراسة بعنوان : ثقافة البعثي

تعتبر الثقافة سلاح عند المرء في حضوره بين الجماهير والمجتمع المحيط به ، ورُبَّ سائل يسأل ، لماذا استخدمنا لفظ " سلاح " في التعبير عن الثقافة ؟ .

سؤال مهم ، والإجابة عنه أهم ، فنقول ، أن المرء اليوم وعبر الأزمان المنصرفة ، يعيش بين الناس وسط العديد من الأفكار والمفاهيم التي تُطرح ويستمع إليها ، ومن تلك الأفكار والمفاهيم ، ما هو صحيح وخيّر ، وما هو خاطئ وخبيث ، فهنا ، يكمن معنى السلاح في حضور الثقافة عند المرء ، فبالثقافة ينتصر للمفاهيم الصحيحة والمنطقية والواقعية ، وبالثقافة يتصدى لكل ما هو خاطئ وخبيث ، خصوصاً ، وإن القوى الاستعمارية قد استخدمت الإعلام كوسيلة في بث سمومها الفكرية في المجتمع العربي ، قاصدة التشويش على الناس وإبعادهم عن خلاصة وجوهر الأفكار والمفاهيم الوطنية ، فيكون لزاماً على من يريد الخلاص من الأفكار الهدّامة والمفاهيم المستوردة وتلبيسات أعداء العروبة أن يتسلح بالثقافة يستخدمها في التصدي وبنشر الوعي بين الجماهير العربية ، فالثقافة حجة المرء في حضوره بين الجماهير .

 

والبعثي ، جزء من هذا المجتمع ، بل إنه محل استقطاب كبير لأنظار الناس ، ذلك بسبب حضور الحزب ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، بقوة وانتشاره على الساحة العربية .

اليوم ، فإن البعثي سيكون أمام حالين :-

الأول : سيكون مقصود الجماهير التي ما برحت تستفهم عن أحوال الأمّة وموقف البعث العظيم ودوره فيما يجري وفعله على الأرض خصوصاً بعد احتلال العراق وغيابه عن ممارسة السلطة المباشرة في قيادة العراق .

الثان : أنه مكلف بالتحرك بين الجماهير باتجاه التوعية والتثقيف من جهة ، والكسب الحزبي من جهة أخرى .

وفي كلا الحالتين ، فإن على البعثي أن يكون معبئاً فكرياً وثقافياً وثورياً بالشكل الذي يكون فيه قادراً على إشباع استفهامات الجماهير من خلال الجواب الوافي الموزون المستند إلى الحقائق والوقائع والحجج والبراهين ، خاصة ، وإن جماهيرنا العربية اليوم متعطشة وهي بأمس الحاجة إلى أنوار الفكر والمفاهيم الثورية التي تستقر في الوجدان لصفائها ونصاعتها وصدقها في مطابقتها وتمثيلها الواقع العربي .

إن البعثي ، إذا لم يكن بهذا المستوى المترق في الفكر والمفهوم الثوري ، كان كالغبار الذي يحجب حقيقة الأنوار الثورية المتجهة نحو الاستقرار في قلوب جماهيرنا العربية ، وهذا بحد ذاته سوف يمنع وصول الفكر الثوري إلى مداه الذي هو وجدان الجمهور وقلبه الذي هو أساس ومستقر المعاني الوطنية والجهادية ، فإذا فرغ القلب من هذا المحتوى النوراني صعب على البعث بلوغ الوحدة الثورية في التصدي لأعداء الأمّة وتحرير ترابها وبناء صرحها الحضاري النهضوي الكبير .

 

                                                                   مجموعة فرسان البعث العظيم

February 12, 2017

دراسة بعنوان : حجج البعث في العمل بين الجماهير

 المقدمة

منذ ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي في نيسان من عام ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين وقد جعل غايته الجماهير العربية في وحدتها وحريتها وتحقيق العدالة الاجتماعية لها ، وذلك ، من خلال طرحه لأهدافه ، وهي ، الوحدة ، والحرية ، والاشتراكية ، وجعل له شعاراً يعبر عن حقيقة البعث القومية الإنسانية ، فكان شعاره :

أمّة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة

حيث يؤكد البعث ومنذ نشأته على ضرورات النضال الحتمي من أجل وحدة الأمّة العربية وحفظ رسالتها الخالدة من حيث أن الله تعالى قد كرّم هذه الأمّة بحمل رسالة السماء وجعل خاتمة الأديان وخاتم النبيين فيها ، إذ قال جل وعلا {  كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } ، وتأسيساً على ذلك وما في أمّة العرب من إرث حضاري يمتد لآلاف السنين ، وما وصف به العرب من الشهامة والفروسية والكرم والشجاعة ، وغير ذلك من الموصوفات الحميدة ، فقد وضع البعث العظيم شعاره وأهدافه من أجل النهوض بالواقع العربي وتحقيق حلم الجماهير العربية في الحرية والعيش الرغيد بعد التخلص من كل أشكال الاستعمار المهمين على مقدرات الأمّة ، وقد انبثقت أهدافه من صميم وجوهر معاناة الجماهير العربية .

ولأن شعار البعث وأهدافه قد مست روح الإنسان العربي واستقرت معانيها في قلوب الصفوة منها ، فقد أخذ البعث الخالد بالانتشار بين الجماهير وعلى مختلف الساحات في وطننا العربي الكبير ، وكان لابد للبعث من سلطة يسخرها في المضي لتنفيذ أهدافه وجعلها واقعاً ملموساً يعيشه أبناء العروبة في أمّتنا العربية المجيدة ، وقد تحقق له ذلك في العراق عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين في ثورة بيضاء يوم السابع عشر من تموز المجيدة وأنجزها في يوم الثلاثين من تموز العام نفسه .

استبشرت الجماهير العربية خيراً بمقدم الحزب القومي الثوري ، وخاصة ، وهي تتابع شروعه في الإنجازات الثورية منذ اليوم لاستلامه السلطة في العراق ، وحقق ذلك تفاعلاً جماهيرياً كبيراً حتى صارت الجماهير العربية في عموم الوطن العربي تهتف بحياة الحزب وقيادته المجاهدة وتتغنى بمنجزاته وانتصاراته .

ومعلوم ، فإن أعداء العروبة لا يروق لهم وجود حزب يعمل على تحقيق وحدة وحرية المجتمع العربي وبناء اشتراكيته الخاصة المنتجة للعدالة والإنصاف لشعبنا العربي الأبي ، خصوصاً ، وأن حزب البعث العربي الاشتراكي ، قد أكد ومن أول يوم تأسيسه على ضرورة تحرير فلسطين السليبة وكل شبر محتل في أمّتنا العربية المجيدة .

وعلى هذا ، واجه البعث العظيم مؤامرات وتحديات جمة منذ استلامه السلطة في العراق العظيم ، خصوصاً مع تقدم الحزب في تحقيق الانجازات والانتصارات واتساع قاعدته الجماهيرية ، وانتهت في غزو العراق واحتلاله ، ولم تفلح القوى الغازية والمحتلة في الحد من تقدم الحزب في عمله الثوري واتساع قاعدته الجماهيرية على الرغم من قيامها بجرم إنساني تمثل في اغتيال قائد البعث ، الرفيق الشهيد ، أبا عدي ، صدام حسين المجيد .

ولأن حزب البعث العربي الاشتراكي قد جعل من الجماهير غاية نضاله الثوري ووسيلته في تحقيق أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية ، فقد شرعنا في كتابة هذه الدراسة قاصدين تحقيق تلاحم أقوى وأكبر بين البعث والجماهير العربية في سائر بلادنا العربية ، حيث أن هذا التلاحم الثوري المصيري سيزيد من قوة وصلابة شعبنا العربي وتمكينه من الوقوف وبقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي بوجه كل التحديات التي تواجهها أمّتنا العربية المجيدة .....

1 / 1

Please reload

bottom of page