top of page

الدروس الفوائد في استشهاد القائد 26 الذكر


ورد في الصحاح أن رجلاً قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به . قال : (( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله )) .

ومن مدلولات هذا الحديث أنه ليس كل امرءٍ موفق لذكر الشهادتين عند الموت ، ولذلك فإن المداومة على ذكر الله تجعل المرء مطمئناً في حُسن خاتمته وبلوغ النطق بالشهادتين عند حضوره الموت ، يقول الله تعالى في كتابه العزيز { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } ، والقول الثابت هو شهادة إن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسول الله ، وفي ذلك قال رسول الله ، صلّى الله تعالى عليه وسلّم (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله ، دخل الجنّة )) .

ومن استعراضنا لحياة القائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، في حياته الدنيا ، وجدناه قوّاماً صوّاماً ذاكراً ، وما كان حديث له يخلو من ذكر الله تعالى وآياته وأحاديث رسوله الكريم ، صلّى الله تعالى عليه وسلّم ، ويشهد القاصي والداني على أنه كان كثير الدعاء لأمّته وشعبه ، وقد روى لي أحد مشايخ اليمن عن الشيخ محمد الفسيل ، أنه قد التقى بالقائد الشهيد ومعه نخبة من علماء اليمن ، يقول الشيخ محمد الفسيل : " لقد صليت خلف صدام حسين صلاة لم أصليها طول عمري ، لقد قرأ فينا البقرة كاملة " .

لقد أطلق القائد الشهيد حملته الإيمانية الكبرى بعد أم المعارك الخالدة مباشرة ، وقد آتت أكلها في نشر حالة الوعي الفقهي ولزوم الذكر عند الشعب العراقي ، ومن تلك الحملة فرض دراسة الفقه لأربع سنوات على كل الوزراء والقياديين والكادر المتقدم في الحزب ، وكان يقول : " على الرجل القيادي أن يفقه دينه ويعلم فقه المعاملة والمعاملات بينه وبين الشعب " ، فسادت حالة روحية عظيمة في أبناء الشعب العراقي كانت مقوماً حقيقياً في التصدي للحصار الظالم وكسره .

وفي مشهد الشهادة ، رأينا ذلك الذاكر الذي كرمه الله تعالى بالاطمئنان والثبات في القول كمقدمة لنيل درجة الشهادة التي بانت علاماتها على محياه الشريف وهو يرى مقعده بين الذاكرين الله كثيراً والذاكرات .

وكما كان قائدنا الشهيد يعلمنا التقوى والمفاهيم الثورية والواجبات الوطنية في حياته الدنيا ، وقف على منصة الشهادة ليعلم شعبه وأمّته ورفاقه كيف يصل المرء إلى درجة الاطمئنان والفوز بنعيم الآخرة حصاداً لما قدمه في حياته الدنيا ، وكأن لسان حاله يقول لنا : " لا تنقطعوا عن ذكر الله تعالى ، وها أنا وبرحمة الله تعالى أقف اليوم محصناً ومحفوظاً بالذكر الذي تطمئن القلوب به ، يا رفاقي ، نصركم معقود بدوام ذكر الله بألسنتكم وقلوبكم " .

ما أعظمك من قائد ، حتى وأنت تغادر الحياة الدنيا إلى دار الخلود جعلت من وقفتك على منصة الشهادة وكأنها وقفة على منبر تفيض علماً على رفاقك ومنهلاً يروي أرواحنا الثورية وسراجاً ينير دروب النضال أمام شعبك ورفاق دربك .

إلى عليين أيها القائد المهيب

والله أكبر ، وليخسأ الخاسؤون

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page