top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - لماذا تعمدت أمريكا توريط دول الخليج العربي ؟


لماذا تعمدت أمريكا توريط دول الخليج العربي ؟



في يوم 10-8-2019 نشرت صحيفة ( أخبار الخليج ) البحرينية تقريراً للكاتب " سيد زهرة " لخص فيه ما نشرته مجلة النخبة الأكثر نفوذاً في أمريكا وهي فورن بوليسي (foreign policy) نقل عنها تأكيدات النخبة بأن أمريكا ستنسحب من الخليج العربي وأنها لن تتورط في حرب مع إسرائيل الشرقية وتقدم النخبة أدلة ذلك في الموقف الأمريكي الضعيف – ضعيفاً بالتمثيل - الذي شجع إسرائيل الشرقية على التمادي في عدواناتها وعربدتها ورفع مستوى تحديها لدول الخليج العربي ولأمريكا ، وأكدت بأن " ترامب " لن يختلف عن سابقيه بوش الصغير وأوباما في سياسته تجاه إسرائيل الشرقية .

إذاً : هل تبني ترامب لتلك السياسة النارية تجاه إسرائيل الشرقية كان هدفه الحقيقي توريط دول الخليج العربي في الوصول إلى حافة الحرب مع إسرائيل الشرقية وكشف كل أوراقها تجاهها ثم انسحاب أمريكا وترك دول الخليج العربي وحدها في مواجهة إسرائيل الشرقية ؟ ، الجواب الأكيد الآن هو .. نعم أمريكا رسمت خطة محكمة ومتوقعة لاستدراج دول الخليج العربي لمستنقع صراع ساخن مع إسرائيل الشرقية ، فراحت عبر مسؤوليها كـ" جون بولتون " وأبواقها العربية المجندة مخابراتياً تبشر بحتمية ضرب أمريكا لإسرائيل الشرقية بل أن المجندين تمادوا أكثر وأخذوا يرسمون سيناريوهات ما بعد الضربة زيادة في توريط العرب ! ، كيف تم ذلك ولماذا ؟

1- أمريكا في عهد ترامب تعيد صنع صورة ( إيران القوية المتحدية والتي لا تقهر ) بعد أن فقدت بريقها وحل محله عار الغزو والإبادة الجماعية لآلاف العرب كل سنة والاستيطان الإيراني في أراضي العراق وسوريا وبالملايين فتوفرت أدلة إدانة لها بصفتها دولة استعمارية لا تختلف عن باقي دول الاستعمار إلا في أنها أشد حقداً على العرب فحرم نغولها العرب من القدرة على الدفاع عنها ، والمطلوب الآن إعادة تجميل صورتها بتصويرها كقوة تتحدي أمريكا وبريطانيا والعالم ، وسبب الموقف الأمريكي هو أن إسرائيل الشرقية مازالت ذخيرتها الاستراتيجية الأهم لأنها تملك أدوات تفتيت العرب وهو الهدف المركزي المشترك الغربي الاستعماري والصهيوني والقومي الفارسي ، فلا تتوقعوا من الغرب أكثر من إعادة الزوجة النافرة إلى بيت الطاعة ولا تتوقعوا منه إنجاب غير ترامب حتى لو كان أصلعاً أو بشعر أسود وجسد نحيل .

2- تعمدت أمريكا دفع دول الخليج العربي للمواجهة العسكرية مع إسرائيل الشرقية بضمانات أنها ستحميها إذا وقعت الحرب ، ولكن ما أن أخذت دول الخليج العربي تبدي استعدادها وتحديها للتهديدات الإيرانية حتى تغيرت أمريكا وصارت تدعو للتهدئة وتقبل الوساطات ! ، ولكن بعد أن أسفرت دول الخليج العربي عن استعداداها حتى لخوض الحرب وهو ما كانت تخشاه منذ عقود ! .

3-من المؤكد بأن تطبيع بعض حكام الخليج العربي مع إسرائيل الغربية كان أكثر من توريط لهم فهو انتحار حقيقي لأنه جردهم من أي تعاطف عربي خصوصاً بعد أن ظهر نغول خليجيون ساقطون يشتمون شعب فلسطين بحقارة ويزورون القدس دعماً لـ" نتنياهو " ! ، ولابد هنا من التأكيد بأنه لم يكن بإمكان النغول فعل ذلك من دون أمر حكومي ، وهذا يخدم أولاً إسرائيل الشرقية لأنه يسهل غزو أقطار خليجية .

4-الهدف الرئيس لـ" ترامب " الآن إنهاء الكيان الوطني السعودي بالتقسيم لأسباب استراتيجية ولكن أيضاً هناك دوافع صليبية - توراتية واضحة جداً ، فبقية دول الخليج سهل إنهاؤها وتقاسمها بين إسرائيل الشرقية والهند وغيرها وتحت مظلة أمريكية ، لكن السعودية برمزيتها الإسلامية وبحجمها الضخم نسبياً جغرافياً وسكانياً وبعد تحييد العراق وسوريا وإشغال مصر أصبحت هي الهدف المركزي الآن لخطة التقسيم ، خصوصاً وأن إنهاء السعودية سيدشن مرحلة نقل المرجعية الإسلامية إلى قم وهذا تحول خطير جداً ، ومهد لذلك بنهب المال السعودي ثم توريطها بصراع مفتوح مع إسرائيل الشرقية ثم شق مجلس التعاون ، وأخيراً تحويل تحرير اليمن من الحوثيين الى مستنقع للسعودية وهو ما نراه هذه الأيام بما يجري في عدن .

5- لم يخفي ترامب أبداً أنه يحتقر الأثرياء العرب وينظر إليهم كـ( طفيليات لا تستحق الحياة ) ، فهو مقتنع بأن المال العربي من حق أمريكا وأن مصير الأثرياء العرب يجب أن يكون تحت التراب وليس فوقه .

ترامب بنفس الوقت الذي كان يرقص بالسيف العربي في السعودية كان يدفع الأجهزة الأمريكية لتوجيه الاتهامات للأمراء والملوك الخليجيين بالإرهاب والفساد فصدرت القرارات من الكونغرس وأصبج الآن لدى الإدارة الأمريكية قرارات للكونغرس بتعويض السعودية لأُسر من قتلوا في هجمات 11سبتمبر عام 2001 ولديه تقرير إدانة للسعودية في مقتل خاشقجي وغير ذلك وسوف تفتح هذه التقارير لاحقاً حتماً ، وتراكمت التقارير ضد قطر تحت غطاء دعمها للإرهاب ولإسرائيل الشرقية ، وتخلصت أمريكا من تمويل وإدامة قاعدتيها في قطر وتبرعت قطر بتكاليفها كلها .

6- إسرائيل الشرقية ليست سوى زوجة تشاكس زوجها وهو يريد إعادتها لبيت الطاعة ، وليس تطليقها ، فأوهم ترامب الحكام العرب بأنه ينوي تطليقها مع أنه يقضي الليل معها يومياً يتعاركان ويتعانقان استعداداً لإنجاب النظام الشرق أوسطي الجديد واشترط على الزوجة أن تتعقل كي تمارس دورها فيه وهذا مناقض لعلاقة ترامب بالعرب وهي علاقة كره عنصري لهم مقروناً بتعاظم حاجة أمريكا للمال لسد نواقصها في الميزان التجاري والميزانية الأمريكية وليس هناك أكثر استعداد للدفع من العرب مقابل بالونات ملونة تنفجر بوجوههم بعد شراءها من بائع الفرارات ! .

7- تقترب دول الخليج العربي بسرعة من كارثة تنفيذ خطة قديمة وهي إعلان سيصدر من مجلس الأمن وفقاً للفقرة السابعة من الميثاق غداً أو بعده بأن كل من عاش في الخليج العربي خمسة أعوام أو أربعة يحق له الحصول على الجنسية الخليجية فنرى قريباً الباكستاني والهندي والإيراني رؤوساء مقاطعات خليجية وينتهي العرب لأنهم الآن أصبحوا أقلية في الخليج العربي ، وهذا مخطط عمره عقود أعدته بريطانيا منذ اكتشف النفط فتقرر تحويل هويته من عربية إلى فسيفساء عرقية ! ، والخطر يتعاظم أكثر إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن أعداء جدد سيظهرون ويلتحقون بإسرائيل الشرقية وأمريكا ، فما لا يعرفه أغلب العرب هو أن الهند تعد الخليج العربي ( ساحتها الخلفية ) وأن دول الخليج بنيت بجهود رجالها فهي ( أحق بالخليج العربي من العرب ) كما تقول جهات قومية هندوسية منذ عقود وليس الآن ، وعرفت ذلك مباشرة عندما كنت سفيراً في الهند في أدبيات وتصريحات منظمة المتطوعين القوميين الهندوس ( راشتريا سواياميسفاك سانغ ) ويرمز لها اختصارا بـ( آر إس إس ) ، وهي المنظمة الأم لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم الآن ، والمنظمات الأخرى التابعة لها ، والهنود في الخليج العربي زادوا قوة حيث انتقلوا إلى مرحلة امتلاك شركات كبرى بعد أن كانوا مجرد موظفين وعمال وهذه مرحلة متقدمة في الاعداد لـ( مواطنتهم ) الخليجية .

8- لن يبقى عدد من هجر من العرب عشرين مليون عربي ( خمسة ملايين فلسطيني و15 مليون سوري وعراقي ) فقط بل ستلتحق بهم ملايين أخرى ممن سيبقى حياً من عرب الخليج ومصر والسودان والأردن والمغرب العربي ، إذا لم نتصدى بحزم للكارثة ، فما سيأتي هو عراقات وسوريات أُخرى في كل قطر عربي وهذا هو جوهر المخطط الغربي الصهيوني الفارسي القديم والذي ينفذ بعد غزو وتدمير العراق الذي كان مانعاًله .

9- وهنا نرى أن حكام الخليج العربي حفروا قبورهم بأياديهم ومهدوا لتحولهم إلى متسولين في الهند وغيرها ، كما توقع ملك خليجي ، عندما ساهموا بضرب درعهم القوي العراق تحت الحكم الوطني ، فالكوارث أخذت تترى وتتراكم وبلا توقف بعد انهيار السد العراقي الذي كان يحجب التسوناميات المتعددة ، وما لم يعاد بناء السد العراقي مجدداً بدعم القوى الوطنية العراقية كي تحرره من الاستعمار الإيراني فإن الكوارث ستقع حيث لم تقع بعد وستتفاقم حيثما وقعت ولن تنتهي إلا بتقسيمها وتقاسمها ، أما اللجوء لروسيا والصين وأوربا فهو سذاجة أُخرى لأن كهف سكن وتكاثر الغيلان الإيرانية وهم الأداة الأخطر هو الذي يجب أن يسد عليهم أولاً وقبل كل شيء بتحرير العراق وعندها سنرى أمريكا والصهيونية وكل معاد للعرب مجرداً من أهم أدواته لتدمير الأمة العربية .

فالعراق بتحرره يفتح الأبواب كلها لتقزيم إسرائيل الشرقية ولحرمان الغرب والصهيونية من القدرة على مواصلة القضم التدريجي لمصادر حياة العرب ومستقبلهم .

المعتاشون على الوهم رقصوا حتى الثمالة مصدقين عداء ترامب لإسرائيل الشرقية فراحوا يؤكدون أن أمريكا ستضربها حتماً ، لكن ترامب أجلسهم على قازوغ ظهر من أفواههم ، وانصرف لحلبة المصارعة الحرة الأمريكية مع زوجته الفارسية ، لأن من يتواصل ضربهم هم العرب وليس الزوجة الفارسية اللعوب ، فصمتوا بعد أن صار القازوغ لسانهم ! . Almukhtar44@gmail.com

12-8-2019

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page