الرفيق المجاهد صلاح المختار - إنها لعبة تجميل إسرائيل الشرقية
- مفكر قومي
- Sep 8, 2019
- 5 min read

إنها لعبة تجميل إسرائيل الشرقية
الهجمات الإسرائيلية بطائرات مسيرة على مقرات حزب الله في لبنان هي ، وقبل كل شيء ، جزء من خطة إعادة تأهيل مدروسة لحزب الله ولسيدته إسرائيل الشرقية لأسباب عديدة سنذكرها ، من أجل إبقاء إسرائيل الشرقية تواصل دورها المرسوم صهيونياً وغربياً وفارسياً وهو تقسيم الأقطار العربية ومحو هويتها العربية بوجود دعم شعبي عربي لها تحت غطاء أنه صراع مع إسرائيل الغربية ، وهو دعم يشكل الشرط الأهم لنجاح المخططات المعادية ، ومن أبرز مؤشرات هذه الحقيقة هو رد فعل نغول إسرائيل الشرقية العرب الذين سرعان ما وجدوا الحجة لتصعيد دعمهم للدور الإيراني داخل الأقطار العربية وهو دور المحتل وبسبب هذه الطبيعة يحتاج بشدة لإخفاء طبيعته الاستعمارية عن طريق وجود عرب يدعمون خطواته .
منذ تصاعدت ( المصارعة الحرة ) الأمريكية – الإيرانية في زمن ترامب كان من أبرز مؤشراتها أنها تتضمن هدف واضح وهو إعادة تجميل للوجه الإيراني البشع والذي لم يعد يحتمله حتى بعض نغولها فتخلى عنها بعضهم وارتفعت أصواتهم تفضح الطبيعة الاستعمارية للدور الإيراني ونغوله العرب كأداة طيعة بيده ، وبالفعل ما أن ضربت الطائرات المسيرة مقرات حزب الله في بيروت حتى تعالت أصوات تدين العملية الإسرائيلية مستغلة عداء العرب للغزاة الصهاينة ، ولكن الإدانة هذه كانت ملتبسة ومحاطة بأسئلة واضحة جداً بدون الاجابة عليها تنكشف خيانة قسم من الذين استنكروا العملية لأمتهم العربية ، وفيما يلي ملاحظات أساسية تؤكد ذلك :
1- لنتذكر دائماً أن الغزو يبقى غزو سواء كان أمريكياً أو صهيونياً أو إيرانياً ... الخ ، إذ كيف أُميز بين احتلال واحتلال وأعتبر أن أحدهما جيد والثاني سيء وكلاهما يستهدفان تدمير وطني وهويتي ومصالحي الوطنية والقومية ؟ .
2- إن أي إدانة للعمليات الإسرائيلية الغربية ضد مقرات حزب الله لكي تكون نزيهة ووطنية وقومية وأخلاقية حقاً يحب أن تسبقها إدانة انقلاب حزب الله على لبنان وسيطرته عليه بالقوة وتحييده للدولة اللبنانية والقوى اللبنانية ، وهذا يعد عملياً احتلالاً إيرانياً بالواسطة لأربعة أقطار عربية هي العراق واليمن وسوريا ولبنان ، وباعترافات إيرانية رسمية لوزير الحرب الإيراني حسن دهقان وهو احتلال لا يختلف من حيث الطبيعة عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين ولا عن الاحتلال الأمريكي للعراق وإن كان يختلف من حيث الأساليب والحدة ، فالاحتلال الإيراني أخطر بمراحل عديدة من الاحتلالات الأمريكية والصهيونية خصوصاً لأنه يقوم على الاستعمار السكاني للأقطار العربية .
لم يؤدي انقلاب حزب الله العسكري في لبنان في عام 2008 إلى تغيير وجوه بل أدى إلى استبدال سلطة الدولة بسلطته وهي واقعة لا ينكرها حسن نصر الله حتى في تصريحاته يوم 27-8 والتي أكد فيها أنه سوف يرد على الهجوم الاسرائيلي بطريقة لا تؤدي لحرب شاملة ، في تجاهل متوقع للدولة اللبنانية التي كان يجب أن تقوم هي وليس حزب الله بالرد ، والسؤال الذي يجب منع تجنب طرحه هو : هل ولاء حسن نصر الله وحزبه للبنان والأمة العربية كي يجد مبرراً لانقلابه ويفسره على أنه يخدم مصلحة لبنان العربي ؟ .
3- مفهوم ولاية الفقية وهو مثبت في الدستور الإيراني بصفته مذهب الدولة يلزم المؤمن به بالخضوع المطلق للولي الفقيه وإذا خالفه فإنه يتعرض للحرمان من زوجته وإدانته وتكفيره ، وحسن نصر الله تابع لإسرائيل الشرقية تبعية مطلقة لأنه يؤمن بولاية الفقية وأكد ذلك في أكثر من خطاب والدليل على ذلك أنه مسجل في لبنان بصفته وكيل للولي الفقيه علي خامنئي في لبنان ، وهي وكالة رسمية ، ويترتب على هذه الوكالة إضافة لالتزام بولاية الفقية خضوع حسن نصر الله خضوعاً مطلقاً لخامنئي فينفذ أوامره حرفياً وبلا إبطاء وبغض النظر عن فائدتها أو ضررها على قطره لبنان وعلى أمته العربية ، وربما يكون مفيداً لتأكيد الطابع العبودي المطلق لمفهوم ولاية الفقية أن ننظر مرة أُخرى في صور حسن نصر الله عندما يقابل خامنئي وكيف أنه يبدأ بتقبيل يده والانحناء بذل عبداً له ( الملحق 1) ، فهل يمكن للعبيد تحرير وطن ؟ .
الثائر بطبيعته حر ولا يمكن له أن يكون عبداً مجرداً من الإرادة الحرة ، فحرية الثائر هي أهم شروط قدرته على النضال من أجل حرية شعبه ، ومتى ما فقد الإرادة الحرة فقد ثوريته وتحول إلى أداة طيعة ، وهذا هو حال حسن نصر الله ! ، ومن المفيد التذكير بواقعة تحدد هويته وهي صوره التي يفتخر بها وهو يقاتل الجيش العراقي أثناء محاولة خميني غزو العراق ! (المحلق2) ، فإذا كان ولاء حسن نصر الله وحزبه لإسرائيل الشرقية وهي ليست وطنه القومي وتغزو أقطار عربية وتعلن بلا مواربة أنها تريد غزو أقطار أخرى فكيف يمكنه أن يكون وطنياً ومدافعاً عن لبنان وأمته العربية ؟ .
4- هل يمكن وفي ضوء ما سبق أن يكون العدوان الاسرائيلي على لبنان مؤخراً أكثر أهمية من إخضاع لبنان كله لإسرائيل الشرقية وقلب المعادلة اللبنانية جذرياً بجعل حزب الله هو المتحكم به دون غيره ؟ ، دون أدنى شك فإن السيطرة على لبنان وإفساد حياته وتغيير بنيته السياسية وتهديم اقتصاده ونشر الإرهاب فيه وممارسة ابتزاز القوى السياسية اللبنانية بسلاح المقاومة ، الذي أقسم مراراً أنه لن يستخدم إلا ضد إسرائيل الغربية ، وإلحاق لبنان قسراً بإسرائيل الشرقية ... الخ ، كل ذلك هو التهديد الوجودي الأهم للبنان من أي تهديد آخر في هذه المرحلة التاريخية ، وهو لذلك العدوان المباشر والأخطر عليه لأنه بمستوى غزو كامل وليس قصفاً من الخارج بطائرات مسيرة ، بدليل أن لبنان يتعرض للتدهور المتزايد وللهجمات المستمرة منذ سيطر حزب الله عليه ، فتهديد اسرائيل الغربية للبنان نابع في السنوات الأخيرة من هيمنة الحزب على لبنان وتسخيره لتحقيق أهداف تخدم المصالح القومية الإيرانية .
فهل حزب الله لبناني وعربي كي ننظر إليه وإلى عمله كما ننظر لمقاوم عراقي للاحتلال الإيراني وقبله للاحتلال الأمريكي وكما ننظر لمقاوم فلسطيني للاحتلال الصهيوني ؟ ، يقينا كلا ، فالاختلاف نوعي بين حالة حزب الله وحسن نصر الله اللذان يحتلان لبنان لصالح الفرس وحالة المقاوم العراقي والفلسطيني .
5- من هنا ، فإن وطنية وعروبة أي مدافع عن حزب الله تصبح موضع شكوك جذرية ما لم يسبق إدانته للضربات الاسرائيلية لمقرات حزب الله بإدانة احتلال حزب الله للبنان وتبعية قائده حسن نصر الله وحزبه لإسرائيل الشرقية التي تقاتل وتحتل في آن واحد العراق واليمن وسوريا ولبنان بضباطها وأدواتها المحلية ليس من أجل تحريرها من الغزو الخارجي بل من أجل إكمال الغزو الإيراني لها وهو عمل يدخل حتما في معايير العالم كله ضمن ممارسة القوى الاستعمارية .
6- إن إدانة الضربات الاسرائيلية لمقرات حزب الله وتجنب إدانة حزب الله على سيطرته على لبنان وإخضاعه لمصالح إسرائيل الشرقية وتوليه مهمة خطيرة وهي إعداد ميليشيات تابعة لإسرائيل الشرقية في العراق واليمن وسوريا ودول الخليج العربي وغيرها وتدريبها وتسليحها يخرجه حتماً من قائمة القوى الوطنية والقومية العربية ويضعه حتماً أيضاً في قائمة أدوات الاحتلال الأجنبي للأقطار العربية وهي حالة نعيشها الآن ولم نقرأها في التاريخ فنحن شهود أحياء وضحايا بالملايين للغزو الإيراني .
عندما يكون لبنان حراً ويقوده أبناءه الأصلاء وليس نغول الفرس والصهاينة والغربيين يمكن الدفاع عنه بلا تحفظ ، أما عندما يكون ضحية لصراع بين حرامية ولصوص أحدهما إيراني والآخر صهيوني ، فإن الأمر يحتاج لإدانة وفضح مزدوجين في آن واحد :
فضح لعبة أمريكا بهدف تجميل وجه إسرائيل الشرقية عبر حركات المصارعة الحرة الأمريكية حتى الآن ومنها القصف الصهيوني ، وفضح إسرائيل الشرقية ونغولها العرب ، ولهذا .. فإن أي إدانة منفردة للضربات الاسرائيلية الغربية لمقرات حزب حسن نصرالله دون أن تسبقها إدانة الغزو الإيراني للبنان موقف مشبوه ومدان وداعم للغزوات الإيرانية مهما موه وتبرقع .
Almukhtar44@gmail.com
27-8-2019
コメント