الرفيق المجاهد صلاح المختار - المغتربون العراقيون رموز العراق في العالم
- مفكر قومي
- Nov 14, 2019
- 3 min read

المغتربون العراقيون رموز العراق في العالم
العراقيون أبهروا العالم في كل العصور فما إن تخيم سحابات القهر واليأس ويسود الظلام حتى ينهض العراق حاملاً شعلة النور لتزيل من طريق البشرية الظلام والأفاعي والعقارب وتواصل مسيرتها نحو النور ، ولهذا لم تكن صدفة أن تموز Tammuz ( ومعنى اسم تموز هو الأبن المخلص ، وهو أحد حارسي بوابة السماء والمسؤول عن دورة الفصول ) كان يبعث حياً في شهر تموز كل ستة أشهر وكان أشهرَ رمز لبعث العراق كلما نام أو مرض أو اغتيل فيبعث مجدداً شاباً قوياً حارساً للسماء وتحتها الأرض ، فكان بهذه السمات خالداً لا يموت وتلك كناية عن صمود العراقي وصبره وتحمله للتحديات والتضيحات الغالية ، ومادام الإنسان موجوداً فإن الاعجازات الإنسانية لا تتوقف ، فالعراقي ولد وهو مصمم لتحدي العقبات مهما كانت خطرة وصعبة ، وهو ما جعله أول من نطق وأول من عمر وأول من ابتكر وأول من اكتشف قبل ثمانية آلاف عام .
ومع انطلاق انتفاضة الكرامة والحرية والاستقلال العراقية في الأول من تشرين الأول نهض العراق كله من ديالى إلى الأنبار ومن أربيل إلى البصرة ليقف أبناءه مع أخوتهم أبناء جنوب العراق ، أحفاد تموز الذي لا يموت مهما تكرر اغتياله ، الذين انتفضوا ضد الغزو الإيراني وظلمه وحقده العنصري المتطرف على العراق ، رأينا أبناء العراق في المهجر يقفون بروح تجدد تموز جدهم الأسطوري ورمز قوتهم الخالدة مع أخوتهم في العراق الثائر ، فخرج في أوربا وأمريكا واستراليا وأفريقيا وكل مكان الآلاف من أبناء العراق داعمين للانتفاضة العراقية الباسلة مؤكدين في تظاهراتهم عراقيتهم الأصيلة التي لم تضعفها الغربة الجبرية أو الاختيارية ، وكان صوتهم واحداً بعفوية انبعاث تموز في كل شهر تموز ، كما تقول الأسطورة العراقية ، يهتف ( إيران بره بره .. بغداد تبقى حره ) ، في هذه التظاهرات التقى الجميع ونزعوا ثياب خلافاتهم ولم تبق إلا مياسمهم العراقية العربية الأصيلة وارتفع صوتهم واحداً مدوياً بحماسة دعماً للانتفاضة .
ولم يكتفي أبناء العراق في الخارج بذلك بل دعوا لعقد دورة خاصة لمنظمة المغتربين العراقيين تكرس لدعم الانتفاضة فعقدت يومي 2و3 من هذا الشهر في أثينا عاصمة اليونان بحضور رائع تجاوز الـ 400 عراقي حر أصيل شارك متحملاً نفقات السفر والسكن فقط ليقول : ( أنا عراقي وأنا مع انتفاضة أحرار العراق ) ، فتجسدت وحدة العراقيين في الداخل والخارج وأعاد شعب العراق كله تأكيد أنه واحد وغير قابل للقسمة وأن من روج لأكذوبة تشرذم العراق ليس إلا متعاط للمخدرات ، وأن العراق لا يمكن أن يُخدع بالاعلام ولا بالضغوط النفسية .
مؤتمر أثينا كان عرساً عراقياً رائعاً أنشد فيه أبناء العراق رجالاً ونساء ، شباباً وشيوخاً ، نشيد موطني ونشيد الفراتين ودموع حب العراق المنتفض تتهاطل بكرم عراقي ، والإصرار على الدفاع عن العراق هو عنوان كل نبضة قلب وهمسة حب ونظرة أمل .
تحية للجنة التحضرية للمؤتمر التي كانت بحق رمزاً لتموز العراقي المبدع بانبعاثه كلما مرض أو تراجع وعودته أقوى وأشد صموداً وإصراراً ، وأخص بالذكر الأستاذ مازن التميمي ، رئيس اللجنة التحضيرية ، والأستاذ عبد المنعم الملا ، الأمين العام لمنظمة المغتربين العراقيين ، فقد أبدعا وقدما للعراق خير ما يجب أن يُقدم وهو تعزيز الأمل بتحريرالعراق بعد أن قدم المؤتمر صورة قوية للعراقي الواحد والثابت على عهد االوفاء للعراق .
تحية للجيل الجديد من شباب وشابات العراق في المهجر المبهر بوعيه القوي وإيمانه الراسخ والذي لم يتزعز طوال سنوات الغربة بأن العراق ينهض حتماً ويعود كما كان قوياً ومتقدما كلما تعرض لنكبات ، لقد أثبت شباب وشابات العراق في المؤتمر بأنهم أبناء تموز الذي ما إن يموت حتى يبعث من جديد ، وتلك هي تكملة عضوية لانتفاضة شباب العراق وتضحياتهم الغالية في العراق .
العراق ينهض ، العراق ينتفض ، العراق ينفض غبار 16 عاماً من الاحتلال الغاشم الأمريكي ثم الإيراني ، العراق يعود مجدداً لينهي فترة الدفاع ويهاجم الغزاة بقدرات أبناءه الذين لا يُقهرون .
Almukhtar44@gmail.com
7-11-2019
Comments