الرفيق المجاهد صلاح المختار - الذي حصل الآن

الذي حصل حتى الان

صلاح المختار

أبواب الحرية لا تُفتح بنقرة ، بل بجمرة

تحاول عدة جهات بث اليأس في النفوس بتسريب معلومات كاذبة عن قرارات بإجهاض الانتفاضة من خلال حشد قوات ضخمة أو التهويل بما سيجري ، ولذلك من الضروري تسجيل الملاحظات التالية :

1- ما حصل حتى الآن هو إنجاز تاريخي نوعي تمثل بانقلاب استراتيجي إقليمي وأبرز نتائج الانقلاب هو تجريد إسرائيل الشرقية من أخطر قوة حققت بها توسعها الاستعماري في الأقطار العربية وهو ما يسمى ( الحاضنة الشيعية ) ، فبدون الحاضنة هذه ما كان يمكن أن يتوسع الاستعمار الإيراني بدليل أن الشاه حاول ما قام به خميني وخامنئي ولم ينجح لأنه كان بلا حاضنة داخل الأقطار العربية تعمل من أجله وتفتت وحدة الشعب على أسس طائفية .

أهم ما حصل الآن هو أن ما يسمى الحاضنة الشيعية ثبت أنها ليست شيعية وإنما هي عصابات نغول جندتهم مخابرات الفرس في عهد خميني ودربتهم ووضعت لهم استراتيجية تضليل تقوم على التحدث باسم الشيعة وبقوة هذه العصابات تحقق التوسع الاستعماري الإيراني ، ولكن الآن ظهرت حقيقة أن هذه العصابات من نغول الفرس قتلت عددا تجاوز الـ 1000 شهيد وجرحت أكثر من 12 ألف في جنوب العراق وبغداد وأغلب هؤلاء من الشيعة العرب ، في محاولة لإخفاء الحقيقة الأبرز وهي أن شيعة العراق ولبنان عرب أقحاح وأن من خدم الفرس هم نغول منغلة سفكوا الدم الشيعي كما لم يسفكه أحد قبلهم ، مثلما سفكوا الدم السني والمسيحي والصابئي وغيره وهي دماء عرب أصلاء كلهم أخوة في العروبة .

الانجاز الأعظم للانتفاضة تحقق ، فشيعة العراق ولبنان انتفضوا مع السنة والمسيحيين والدروز وغيرهم ضد نغول الفرس وقدموا آلاف الشهداء والجرحى وأظهروا قدرة نضالية فريدة بمواجهة الرصاص بصدروهم وتحديهم للخوف ، وهذه هي أهم ذخائر الأمة العربية ، فقد أُزيل التضليل وتأكدت الوحدة الوطنية فظهر اللبناني والعراقي كعربي ومواطن مساو لغيره ، وهذه هي القوة الجبارة التي لا تقهر حتى وإن طالت فترة النضال من أجل طرد الغزاة الفرس من العراق ولبنان واليمن وسوريا واقتلاع الخلايا النائمة في كل قطر عربي ، ومقابل ذلك انهارت المعنويات لدى حواضن الفرس وصاروا يبحثون عن طريق للهرب فالملايين لها حرمة ورهبة ، وهنا نرى مخاطر الانقلاب الاستراتيجي على المشروع القومي الفارسي .

2- الانجاز الآخر المهم هو إسقاط حاجز الخوف من المرجعية فالمرجعيات الدينية في العراق أثبتت أنها لا تمثل أي مسلم وهي مجرد أداة غزو وتضليل بدليل أن دم أكثر من ألف شهيد و12 ألف جريح سفك ولم تقف الموقف الديني المطلوب منها بل وقفت عملياً مع الجلاد والقاتل وتعمل على إبقاء الوضع الشاذ مع ترميم وجه الجلاد المستعمر كي يبدو مختلفاً.الجماهيرالمنتفضة لم تعد تلتفت للمرجعيات وإنما تتمسك بالأولويات الوطنية فقط وتعمقت حقيقة أن الإسلام ليس فيه مراجع لأن المسلم له صلة مباشرة بربه .

3- والانتفاضة في العراق ولبنان أكدت أن الطغمة الفاسدة الحاكمة ليست أكثر من خنازير من ورق رغم أن بينها خنازيز سامة ومسممة كما هي حالة حزب الله في لبنان ونغول إسرائيل الشرقية في العراق ، فهؤلاء قساة جداً لكنهم ما إن يواجهوا قوة متفوقة أخلاقياً عليهم حتى ينهاروا ولعل ما جرى للمجرم أبو عزرائيل الذي كان يتلذذ بشوي أجساد ضحاياه ويصور عملية الشوي ويتعمد نشرها دليل على أن كل القتلة من خنازير الفرس جبناء فهذا المجرم أخذ يتوسل من ضربوه بطريقة عبرت عن جبنه التام ، ويترتب على هذه الحقيقة أن من يقتل الآن لن يتمكن من مواصلة القتل لفترة طويلة فصمود الجماهير هو الذي حقق الانقلاب الاستراتيجي وهو الذي سيحدد مصير العراق ولبنان وتالياً كل الأقطار العربية .

4- إن استمرار الانتفاضة في لبنان والعراق لمدة اقتربت من الشهر دون إجهاضها بالقوة رغم استخدامها بصوة مفرطة يؤكد بأن زمام المبادرة الان بيد الشعب الثائر وإن من المستحيل استعادة نغول الفرس في العراق ولبنان لزمام المبادرة بدليل أن حزب الله أصدر يوم أمس نتائج استبيان أجراه هو يؤكد بأن 75% من اللبنانيين مع الانتفاضة وهذا قد يكون تمهيد لموقف تراجعي ، أما إذا أقدم حزب الله على استخدام شامل للقوة فهذا هو الانتحار بعينه وهو وسيده خامنئي يعرفان ذلك تماماً ، وبإمساك ثوار العراق ولبنان زمام المبادرة سيبقى طريق التغيير الجذري مفتوحاً ولن يستطيع أحد إغلاقه .

5- رغم هشاشة الموقف الدولي والعربي والاقليمي فإن مسار الأحداث لن يتقرر إلا بإرادة الثوار وستضطر هذه الأطراف لقبول الأمر الواقع مهما كانت ترفضه وهو واقع يؤكد بأن الملايين التي خرجت في العراق ولبنان لن تعود إ لا والنصر بيدها، ومهما كان الثمن باهضاً ، فالتراجع الآن انتحار والتقدم هو الانقاذ ، ولنتذكر بأن أبواب الحرية لا تُفتح بنقرة بل بجمرة .. وعندما يستشهد المئات تفتح كل أبواب الحرية .

Almukhtar44@gmail.com

9-11-2019