top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - محور مقاومة أم محور استعمار فارسي ؟


محور مقاومة أم محور استعمار فارسي ؟


رغم سقوط شعارات المخابرات الإيرانية التي تبنتها منذ إسقاط الشاه إلا أن حسن مازال يظن بأنها مازالت تؤثر ، اليوم 11 -11 - 2019 قال بوضوح بأن " موقع اليمن مهم جداً لمحور المقاومة " ، ويأتي هذا التأكيد بعد أن كرر اعترافه بأنه عبد مطلق العبودية لخامنئي في الشهرين الأخيرين وأنه جندي في الجيش الإيراني ، وهذا التأكيد يعزز كافة الشواهد والاعترافات الإيرانية بأن ما نراه الآن هو محاولة استراتيجية لإقامة امبراطورية فارسية جديدة ! ، فما الذي يجعل ما يسمى زيفا ( محور المقاومة ) الذي ظهر أصلاً تحت شعار تحرير الأرض اللبنانية من الغزو الإسرائيلي الغربي يصل لليمن وهي بعيدة جغرافياً عن منطقة ( محور المقاومة ) ؟ ، هنا نحن ملزمون بإثبات أن ما يسمى ( محور المقاومة ) ليس سوى محور الاستعمار الفارسي :

1- سؤال : مقاومة مَنْ بعد انتهاء الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان ؟ ، إن التموضع الأصلي لهدف حزب الله في تحرير جنوب لبنان حدد هويته الحقيقية وهي أنه عمل لطرد الاحتلال والاحتلال طرد ومن ثم فإن تسمية المقاومة لم تعد تنطبق على حزب الله ، خصوصاً أنه لم يعد يطلق رصاصة على إسرائيل الغربية منذ عام 2006 بل أنه ترك مزارع شبعا محتلة وسخر سلاح المقاومة لتدمير الأقطار العربية تنفيذاً لأوامر وطنه الفعلي وزعيمه خامنئي ، فهو يمتلك سلاحاً أقوى من سلاح الدولة ولهذا أخضعها له في انقلاب صيف عام 2008 لتحويلها إلى قاعدة انطلاق رئيسة للتوسع الاستعماري الفارسي وهذا ما أثبتته كافة الأحداث التالية .

2- هل حزب الله حقا معاد لإسرائيل الغربية وأمريكا كما يدعي ؟ ، الجواب .. كلا فالواقع وليس الشعارات يؤكد بأن للغرب ، خصوصاً أمريكا ، وللصهيونية ، خصوصاً إسرائيل الغربية ، مصلحة سوبرستراتيجية في نشوء قوة مسلحة غير عربية الولاء وتتصدى لحركة التحرر الوطني العربية لمنعها من إكمال تحقيق أهدافها الوطنية والقومية ، وليس أفضل من نغول إسرائيل الشرقية للقيام بهذا الدور ، لأنها ومن معها لديها استعداداً كاملاً لارتكاب جرائم أشد بشاعة من جرائم أمريكا وإسرائيل الغربية وهذا ما شاهدناه في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، فحزب الله ما قاوم الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان إلا كي يكتسب سمعة طيبة يسخرها لتحقيق أهداف المشروع الاستعماري الفارسي .

وما سبق تدعمه شواهد عديدة منها :

أ- لِمَ لم تحاول أمريكا وإسرائيل الغربية منع تضاعف سلاح حزب الله في لبنان رغم أنه كان يجري تحت أنظار الجميع ؟ ، بعد حرب عام 2006 صار حزب الله متفوقاً عسكرياً على الجميع ، ومن البديهي أن امتلاك السلاح يعزز القدرة على قلب التوازنات وكل وجهاز مخابرات يعرف مسبقاً بأن تعاظم القدرة العسكرية لأي طرف مشكوك بنواياه يفرض اتخاذ اجراءات احترازية ، إذاً : لِمَ لم يمنع الغرب ولا الصهيونية تعاظم القوة العسكرية لحزب الله ؟ ، وهما كانتا قادرتان على ذلك بدليل ما فعلتاه مع طرف أقوى بمئات المرات من حزب الله وهو العراق القوي الذي دحر مصدر قوة الحزب وهي إسرائيل الشرقية ، والأكثر لفتاً للانتباه أن حزب الله كان يتباهى باستعراض تفوقه العسكري بصورة متكررة ؟ ، السبب هو أن الغرب والصهيونية كانت لهما مصلحة استراتيجية في تعاظم قوة حزب الله لأنه كان يعد للعب الدور الأساسي في نشر الخراب في الأقطار العربية ، وهذا مافعله بعد عام 2011 .

ب- مقابل ذلك ، ماذا حصل للقوى اللبنانية الأُخرى ؟ ، تخلت فرنسا وأمريكا ، وهما أهم داعمي قوى لبنانية كانت عامل توازن طائفي بقوتها العسكرية ، عن إعادة تسليح القوات اللبنانية والكتائب وغيرهما وأهملتهما سياسياً في نفس الوقت الذي كانت قوة حزب الله تتعاظم ! ، فلِمَ حصل ذلك ؟ ، واضح كل الوضوح بأن الغرب والصهيونية كانت لهما مصلحة في هيمنة حزب الله على لبنان تمهيداً لتوسع المشروع الاستعماري الفارسي ، فوجود قوى لبنانية تحيّد قوة الحزب يمنع تحقيق خطوة استراتيجية في المخطط الإيراني وهي بناء خط حياة بين طهران وبيروت يمر عبر بغداد ودمشق ، وهذا الخط هو ضمانة نجاح التوسع الإيراني ، ولهذا كان التوسع الإيراني بالنسبة للغرب والصهيونية أهم بكثير من حماية قوى لبنانية دعمها الغرب تقليدياً .

ج- لِمَ قررت أمريكا ودعمتها بريطانيا وفرنسا إسقاط الشاه شرطيها في الخليج العربي وتنصيب خميني ملكاً مطلق الصلاحية رغم شعاراته المعادية للغرب والصهيونية ؟ ، هل كانت شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل مجرد تأهيل للنظام الإيراني الجديد كي يقوم بدوره التدميري في الوطن العربي تحت غطاء المقاومة ؟ ، ما هي دلالات ونتائج فضيحة إيرانجيت غير أنها دعم غربي صهيوني ضد العراق ؟ .

د- ولِمَ تعاونت إسرائيل الشرقية مع أمريكا لإسقاط النظام الوطني وغزو العراق ؟ ، أليس هذا ما عترف به كل من " محمد علي أبطحي " نائي الرئيس الإيراني خاتمي عندما قال حرفياً ( لولا المساعدة الإيرانية لما نجحت أمريكا في غزو افغانستان والعراق ) ؟ ، وهذا ماكرره أحمدي نجاد وهاشمي رفسنجاني وغيرهم ؟ ، من يعادي أمريكا والصهيونية لا يتعاون معهما ضد نظام وطني يخوض صراع وجود مع أمريكا والصهيونية وكيانها ! .

ه- لِمَ فتح " محمد خاتمي " الرئيس الإيراني حدود بلده للقوات البريطانية لتدخل إليها ومنها تشن هجمات على المقاومة العراقية في أم قصر أثناء غزو العراق بعد أن عجزت قوات الغزو عن تحقيق أي تقدم فطلب " توني بلير " رئيس وزراء بريطانيا وقتها رسمياً من خاتمي فتح حدود بلده لدخول القوات البريطانية فقام خاتمي بفتحها ومنها دخلت العراق ؟ ، أليس هذا ما عترف به خاتمي في مذكراته المنشورة ؟ ، هل يوجد مقاوم حقيقي يفعل ذلك ؟ .

و- ولِمَ كانت إسرائيل الشرقية الداعم الأول لغزو العراق وأول من اعترف بالغزو ، مع أنه غزو امبريالي صهيوني ، وكان الرئيس الإيراني نجاد أول من يزور العراق بعد الغزو تحت الحماية الأمريكية ؟ .

ز- ولم سمحت أمريكا للأحزاب والميليشيات الإيرانية بالسيطرة على الدولة العراقية وبدعم من قواتها الغازية ؟ ، ألم يكن بإمكان أمريكا تسليم الحكم لجماعتها من غير نغول إسرائيل الشرقية وهم كثر ؟ ، لقد كانت لأمريكا مصلحة في سيطرة نغول الفرس على العراق لأجل تنفيذ خطة تدميره ونشر الفوضى والفتن الطائفية والعنصرية والفساد وتهديم قيم المجتمع ، وكان نغول الفرس خير من يقوم بذلك وهو ما رأه العالم كله .

ك- ولِمَ سلمت أمريكا العراق إلى إسرائيل الشرقية عندما أجبرتها المقاومة العراقية على الانسحاب العسكري ولم تسلمه لرجالها في العراق ؟ ، ألم تكن تعرف بأن وجود العراق تحت الاستعمار الإيراني سوف يحوله إلى أداة جبارة في نشر الفتن والخراب في الأقطار العربية ؟ ، نعم .. كانت تعلم ولكنها أصرت على تسليم العراق لخامنئي لزرع كل تلك الأمراض الخطيرة لأنها مطلوبة أمريكيا وصهيونياً .

ل- ولِمَ مارست أمريكا ومازالت تمارس صمت الموتى تجاه جرائم الميليشيات الإيرانية التي أبادت أكثر من مليوني عراقي بينما أبادت أمريكا أكثر من مليون عراقي فقط بعد الغزو ، وهجرت أكثر من خمسة ملايين عراقي ونزح أكثر من 3 مليون عراقي ؟ ، كان هدف إسرائيل الشرقية هو تغيير تركيبة سكان العراق وإنهاء عروبته بالقتل الجماعي والتهجير وجلب سكان من الخارج ومنحت الجنسية العراقية لأكثر من 4 ملايين أجنبي ، وهذه من أهم أهداف أمريكا وإسرائيل الغربية وهو هدف مشترك بين هذه القوى .

م- ولِمَ مازالت أمريكا تمارس الصمت على القتل الجماعي للمتظاهرين السلميين في العراق منذ انطلاقة الانتفاضة الوطنية التحررية في الأول من تشرين الأول ؟ ، ومما يؤكد أن أمريكا لا تريد إنهاء الغزو الإيراني للعراق هو أنها تطالب رسمياً بتحقيق إصلاحات في النظام الحالي وليس إسقاطه مع أن شروط إسقاطه توفرت بعد انتفاضة ملايين العراقيين ضده وهي فرصة نادرة لإنهاء الخراب لو كانت أمريكا جادة في ذلك .

ن- ولِمَ قامت أمريكا بدعم السعودية والإمارات في ردهما على الغزو الإيراني لليمن عندما حصل انقلاب الحوثي ، وكان خطوة خطيرة هدفها تطويق السعودية والإعداد لغزوها ، لكنها ما إن اشتد الصراع حتى تحولت إلى طرف محايد ؟ ، والحياد دعم مباشر للحوثيين وضربة للسعودية والإمارات وهو ما جعل الحرب تستمر حتى الآن فتعززت قوة الحوثيين وتعرضت السعودية والإمارات لاستنزاف خطير وأُدخل اليمن في نفق مظلم ! .

ح- ولم ظهر توافق أمريكي إيراني في سوريا أدى إلى بقاء بشار والميليشيات الإيرانية ؟ ، لِمَ تدخلت أمريكا بقوة في بداية الأزمة السورية وحرضت عليه وعمقت الأزمة ودفعت أقطار عربية وإقليمية للانغماس ثم انسحبت وتركت الجميع في ورطة خطيرة أدت إلى تعقد الأزمة السورية وتعزز الدور الإيراني فيها ؟ .

اكتفي بهذه الأدلة التي تثبت أن المشروع الاستعماري الإيراني هو مصلحة استراتيجية غربية صهيونية بقدر ما ينتج عنه تدمير الأقطار العربية وجعلها عاجزة عن مواصلة النضال ضد إسرائيل الغربية والامبريالية الأمريكية ، ولكن ما أن تنجز إسرائيل الشرقية ونغولها هذه الأهداف حتى يعاد النظر في دورها .

والان ، لو نظرنا إلى الأقطار العربية نرى أنها لم تعد قادرة على تشكيل أي خطر على إسرائيل الغربية ولا على أمريكا ولفترة طويلة ، وهذا بالضبط هو الهدف السوبرستراتيجي لأمريكا والصهيونية ، وهنا نرى التوافق التام بين إسرائيل الشرقية والغرب والصهيونية .

لذلك وبعد أن تحقق هدف تحييد العرب تريد أمريكا الآن إعادة إسرائيل الشرقية إلى دورها الإقليمي المطلوب وهي أنها جزء من منظومة إقليمية وليست قائدة لها بينما يحلم خامنئي وخادمه حسن بأن لإسرائيل الشرقية مصلحة استراتيجية من اليمن إلى لبنان .

هل الصورة كاملة الوضوح الآن ؟ ، نحن الآن بأزاء استعمارين إقليميين يعتمدان على سكان مستوردين من الخارج هما إسرائيل الغربية وإسرائيل الشرقية ، وفوقهما امبريالية أمريكية شائخة تتراجع بسرعة وترى أن إطالة بقاءها وتأخير الزحف الصيني والروسي رهن بقوة أدواتها الاقليمية وفي مقدمتها الاسرائيليتين وهذا يتطلب أعلى تنسيق ممكن بينها ولذلك تجري عملية إعادة تدجين نظام خامنئي الآن ، وهذا هو التفسير الصحيح للموقف الأمريكي تجاه الصراع في المنطقة الآن .

Almukhtar44@gmail.com

11-11-2019

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page