top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - ديكتاتورية ( صباط السيد )


ديكتاتورية ( صباط السيد )


وصلتني بصمة صوتية لأحد المنتفضين من مدينة الناصرية الثائرة في جنوب العراق ، وكان أبرز ما فيها ان الشوارع خلت من المعممين وأخذ الثوار يفتشون البيوت بحثا عنهم ولم يجدوا احدا بعد ان نزعوا عمائمهم وتركوها في بيوتهم خوفا من الشعب الثائر فأحرقت عمائمهم وكتبهم ،وهذا طبيعي لعدة اسباب جوهرية منها:

1- الكوارث التي وقعت في اقطار عربية كانت ثمرة ما قام به رجال الدين لانهم كانوا ابرز منفذي المخطط الغربي - الصهيوني - الفارسي المصمم لتقسيم الاقطار العربية ، ففي العراق المرجعية ورجال الدين هم من دعم النواب والوزراء ورئيس الوزراء الفاسدين ووفر لهم قاعدة مضللة تضمن بقاء فسادهم وجرائمهم وتبعيتهم للخارج ، وهذه حقيقة ترسخت في وجدان الملايين لذلك تفجرت مشاعر حقد متطرف ضدهم سنة وشيعة .

2- شاهدنا قبل الانتفاضة مناظر تقزز النفس وتشيطن الاسلام عموما والتشيع خصوصا مثل تقبيل اقدام الزائرين الايرانيين وإجبار ضباط وجنود الجيش الحالي يغسلون اقدامهم بل وصلت الكارثة ان البعض يزور المكان الذي قضى فيه خميني حاجته البشرية في العراق ! ، وما كان ذلك الانحدار ليحدث لولا فتاوى المعممين التي تبيح كل محظور مهمها كان مناقضا للدين وللاخلاق وللذوق العام ، حصل ذلك رغم ان العراقي الاصيل ينظر لـ( العجمي ) بتعال يصل حد الاحتقار ، والعجمي هو الفارسي ، فهل كان ممكنا ان تظهر هذه الممارسات لولا التثقيف الطويل الذي قام به رجال الدين ؟ .

وكما ان القاعدة وداعش ازالتا العقل النقدي وحولتا من ينتمي اليهما الى ادوات منفذة فقط فان المعممين الشيعة اوصلوا بعض العراقيين الى منزلة الذل وتحقير الذات ، لانه من دون تجريد الفرد من احترامه لنفسه لا يمكن تفكيك منظومة القيم الانسانية وهي اهم الاهداف الغربية والصهيونية والايرانية مادام ضعفها او غيابها يؤدي الى تفكيك المجتمع ، وكان التجهيل والتجويع هما الوسيلتان الاساسيتان .

3- ونرى الطابع المخطط لدور المعممين عندما نلاحظ ان حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن يمارسون نفس ما يمارسة معمموا العراق لان موجههما واحد وهو قم وطهران ، فالحوثي وحسن ينسبان نفسيهما واتباعهما لـ( آل البيت ) لتضليل البسطاء ! ، وهي كذبة فجة تدحضها الوقائع المادية ، واستنادا لذلك يطلبون من الناس تقديسهم وطاعتهم ومن يرفض يحكم عليه بالموت او يعزل عن عائلته ومحيطه ! ، في لبنان المنفتح فكريا واجتماعيا اتخذت العبودية للمعممين الشيعة شكلا فيه مفارقات عجيبة ، فـ" حسن " استغل شعبيته السياسية لاقامة نظام عبودي مقيت لم يشهده لبنان من قبل ويتناقض من تركيبته ، تمثل في اجبار اللبنانيين الذين يتجرأون على انتقاده على تقبيل ( صباطه ) ، وهو الحذاء ! .

لبنان قطر عربي تميز بالوداعة والانفتاح واعتماد سياسة التوافقات وليس الالحاق بالقسر ، ولكن حسن تفرعن بعد عام 2008 واخذ يتصرف بصفته مقدسا لا يمس ابدا وتستطيع ان تكفر بالله وتشتم كافة ساسة لبنان ولكنه ممنوع نقد حسن ، ومن يفعل يجبر على الظهور في التلفزيون معتذرا منه ويبدي استعداده لتقبيل ( صباط السيد ) ! ، وبثت افلام عن اذلال اللبنانيين احدها في الرابط المرفق ! .

4- بقي الشعب في لبنان حائرا بين الرفض المتبوع حتما بقمع واهانات كبرى علنية واستعراضية وبين الصمت المر الذي يولد ومشاعر الانتقام المؤجل ، الى ان اتت الانتفاضة لتعبر عن الرفض اللبناني الشامل لاستبدادية حسن السادية ، وكذلك فان الانتفاضة في العراق كان اول تعبيراتها الرفض التام للاذلال الذي مارسة المعممون والمرجعيات ، ومنها مطاردة المعممين والهتاف ضد اسرائيل الشرقية ( إيران برة برة بغداد تبقى حرة ) و( هذا وعد - هذا عهد - ايران ما ترجع بعد ) ، وفي كلا القطرين تفجرت عوامل الرفض المكبوتة للمعممين الذين تميزوا إما بضيق الافق المطبق او السادية او بكلاهما معا ، وحسن يمثل كلاهما ، ورأينا مظاهر تفجر الغضب الشيعي في عقر دارهم في البقاع اللبناني والضاحية الجنوبية وفي جنوب العراق الثائرين .

5- اثبت حسن انه يحتقر التقاليد اللبنانية وقواعد السلوك الانساني الطبيعي عندما تصرف وفقا لتربيته الفارسية في قم وطهران فبرز جلفا لاقيمة عنده لكرامة الانسان ، ومما عمق استبداديته هو انه سادي بطبعه ويتلذذ باهانة خصومه ويصل النشوة عندما يرى بشرا يقبلون حذاءه ! ، وكان من مظاهر سذاجته انه توهم بان احترامه سوف لن يسمح بالانتفاض ضد احتلاله للبنان ، ولو اجرينا استفتاء في لبنان عن السبب الاهم للانتفاضة اللبنانية لوجدنا انه الكرامة الانسانية التي اهينت بـ( صباط السيد ) ، فلا شيء يحطم الانسان اكثر من اهانته امام الناس فكيف عندما تكون الاهانة من خلال شاشة التفزيون ؟! ، ومن رأى الفيلم ادرك انه مجبر في يوم ما على تقبيل " صباط السيد " ، وهنا كيفية تراكم عوامل الانتفاضة اللبنانية لانها ايضا ثورة كرامة ، ومن المؤكد ان صنم حسن قد تحطم الى الابد نتيجة استخدام الصباط كسلاح وكان ذلك هو المقدمة الحتمية لانتحاره .

سيسجل التاريخ ان انتفاضة احرار العراق ولبنان كانت من اهم تعبيرات الرفض الشامل للدور التدميري للمرجعيات والذي ينتج تلقائيا نظام عبودية يجرد الانسان من انسانيته ويجبره على التبعية لبشر اخر ليس اذكى منه واتخاذه وسيطا بينه وبين الله رغم ان الايمان بالله لايحتاج لاي وسيط .

إن الشباب الذي خنق في لبنان ، وهو كان حراً منفتحاً ، والشباب في العراق الذي أُجبر على ممارسات لا يتقبلها وهو المعتز بفرديته المعروفة ، انفجر بغضب عاصف تجاوز الحذر والخوف وانطلق في مسيرة تحرر لا يمكن وقفها إلا بإنهاء دور المعممين ، وبذلك تسقط المخططات المعادية للوحدة الوطنية في كل قطر عربي .

وكما ترسخت حقيقة أن " قاسم سليماني " رمز للاستعمار الإيراني فإن صورة ( حسن ) صارت رمزاً للخداع والسادية وخيانة الوطن .

Almukhtar44@gmail.com

12-11-2019

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page