الدكتور مازن صافي - تسخين الجبهات وجريمة الاستيطان
- محلل سياسي فلسطيني
- Nov 24, 2019
- 2 min read

تسخين الجبهات وجريمة الاستيطان
بقلم : د. مازن صافي في ظل العدوان الظالم والعنصري على شعبنا الفلسطيني، يأتي تصويت الأمم المتحدة على مشروع قرار تجديد تفويض عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا "، مما شكل انتصارا للحق الفلسطيني وقضيته العادلة على العنصرية الاحتلالية والعنجهية الأمريكية ، وهذا يدلل على أن الصمود الفلسطيني يمكنه أن يحقق مزيدا من الانتصارات وتنكيس أعلام الباطل ، وإعادة صفقة العار الى التجميد مرة تلو الأخرى . وأمام ذلك تقف القضية الفلسطينية على مفترق طرق خطير، بسبب العنجهية الأمريكية وانقلابها على القوانين الدولية ، وقراراتها المنفردة التي لا تراعي الحقوق الفلسطينية ، وبل وتشجع الاحتلال على التمدد الاستعماري الاستيطاني وانهاء معالم أي حلول سياسية ، فيما تستنفر إسرائيل ترسانتها العسكرية الجوية وتقوم بتسخين الجبهات الجنوبية والشمالية بالعودة لسياسة الاغتيالات ، والقصف للمناطق المدنية واستهداف القيادات الفلسطينية والعربية ، وهذا كان واضحا في إغتيال بهاء ابوالعطا القيادي في الجهاد الاسلامي ، واستهداف أكرم عجوري القيادي في نفس الحركة ويعيش في سوريا ، وسوريا التي تعرضت الليلة الماضية لقصف جوي اسرائيلي بأكثر من 20 صاروخ ، علق عليها بينيت بأنها تمثل " تغيير قواعد اللعبة " ، ويعكس الأزمة السياسية في اسرائيل إثر الفشل الذريع في تشكيل حكومة ائتلاف حكومي ، وضياع فرصة نتنياهو، مما جعله يذهب الى جبال نابلس حيث المستعمرات ليحتفل بما قال عنه بومبيو وزير الخارجية الأمريكي " إن المستوطنات الاسرائيلية لا تتعارض والقانون الدولي ، وأن معارضة بناء المستوطنات لم يجد نفعا للتقدم في عملية السلام " ، وأيضا شجع نتنياهو للحديث مرة أخرى عن أن هذه فرصة تاريخية قد لا تتكرر وأشار إلى أهمية البدء في تهويد الأغوار وتحويلها بالكامل تحت السيطرة الاسرائيلية " مستعمرة الذهب الاستيراتيجي " . إيران التي يبدو أنها غيرت في قواعد اللعبة وقامت بالرد المباشر على اسرائيل واستهداف الجولان والجليل بأربعة صواريخ ، يبدو أنها ترفض السياسة الاسرائيلية الجديدة ، تلك السياسة التي تجد تأييدا كبير في أواسط أنصار الفكر الانجيلي اليميني في الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد ظهر تأثيرهم في فوز ترامب برئاسة البيت الأبيض ثم عودته لهم لكي يتم انقاذه من أزمته السياسية الداخلية ، وحتى أنها قال لهم مازحا " أنه رئيس اسرائيل القادم " ، بينما بومبيو الذي ظهرت خلافاته مع ترامب ويتطلع لموقع سياسي أكبر داخل أمريكا ، يعزف أيضا على وتر أنصار اسرائيل من هذا التيار الانجيلي المتصهين والأكثر عداوة للشعب الفلسطيني ولقضيته وحقوقه المشروعه . روبرتكولفيل من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان ، أعاد التأكيد على أن الوضع القانوني الدولي للمستوطنات مستمر منذ أكثر من 40 وأنها تتعارض مع القانون الدولي ، وأن المستوطنات بشكل عام تعتبر إنتهاكا لحقوق الانسان ، وقد رفض الإجراء والتصريح الأمريكي الأخير والذي أطلقه بومبيو ، وبنفس الوقت أدانت منظمة " العفو "، الثلاثاء ، إضفاء الولايات المتحدة " شرعية " على المستوطنات الإسرائيلية ، معتبرة أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيبقى " جريمة حرب " رغم ذلك . إن ما يحدث من تسخين لن ينتهي بحرب سواء بالشمال أو بالجنوب ، وإنما هو محاولة اسرائيلية لإعادة الردع وخلط الأوراق ومحاولة الاستفراد بالجبهات كل على حدة ، ولكن هذا استراتيجياً ربما يشعل الحريق الكبير الذي لن يتم إلا بمشاركة العديد من الأطراف مرة واحدة .
Comments