top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - الخطة الإيرانية - ب -


الخطة الإيرانية B



بعد أن تعرّت إسرائيل الشرقية وشاهد شعبنا ( الملك الإيراني عارياً ) وقف كله يهتف بصوت واحد : ( إيران بره بره بغداد تبقى حره ) وذهل العالم وهو يرى شعب العراق يدوس بأقدامه على الطائفية والإثنية ويضع المخطط الاستعماري الإيراني على حافة الانهيار ، بعد هذا لجأت المخابرات الإيرانية إلى تنفيذ الخطة ب (B) ! ، فما هي الخطة ( ب ) التي يأمل خامنئي منها أن تعيد لاستعماره سيطرته على العراق ولبنان ؟ .

1- في العراق أخذ تيار من بقايا الطائفية التي تعرت تماماً يحاول ركوب الموجة بتبني أهداف الانتفاضة لكنه يدعو لاصلاح النظام وليس إسقاطه ، وبذلك يحاول إلغاء أهم هدفين ترعبان إسرائيل الشرقية وهما تحرير العراق من الغزو الإيراني والذي جسده هتاف ( إيران بره بره بغداد تبقى حرة ) ، وهدف بناء نظام وطني مستقل يقوم على الغاء دستور الاحتلال الأمريكي الإيراني لأنه مصدر التشرذم والفتن الطائفية والإثنية والفساد ، وإعداد دستور وطني قاعدته الأساسية المواطنة المتساوية وسلطة الشعب وليس تسلط رجال الدين ، وهكذا نظام يجتث باقتدار كافة فواحش الوضع الحالي ويعيد للعراقيين واللبنانيين حقوقهم كاملة .

وفي لبنان يتكرر نفس الشيء ، فالرئيس اللبناني وحسن نصر الله ، يريدان إبقاء ( العهد ) وترقيعه فقط ! ، وهنا نرى القاسم المشترك في تحرك المخابرات الإيرانية في كل من العراق ولبنان .

2- إن الشعب الذي هتف في لبنان ( كلن يعني كلن ) وهتف في العراق ( شلع قلع كلهم حرامية ) لم يتبنى هذا الموقف إلا بعد سنوات من الكوارث والظلم وتصديق وعود الساسة والمرجعية بالإصلاح والتي كانت مجرد خداع هدفه احتواء الغضب الشعبي ثم ( تعود حليمة لعادتها القديمة ) ، ولهذا .. فإن الانتفاضة الوطنية في العراق ولبنان دخلت مرحلة أُخرى أكثر خطورة ، بعد أن تيقنت المخابرات الإيرانية بأنه إذا لم تستخدم كل الوسائل لإفشال الانتفاضة سيزول الاحتلال الإيراني حتماً ، وهذه النتيجة تهدم الخطط الاستراتيجية الإيرانية كلها ، وهنا نرى الدافع وراء نزول السيستاني ومقتدى ساحة الصراع مباشرة وبلا أقنعة للدفاع بشراسة عن الاستعمار الإيراني لأن الانتفاضة قلصت كثيراً تأثيراتهما وزادت إمكانية إنهاء الاستعمار الإيراني .

3- ما لم يدركه واضعوا الخطة " ب " هو أن انتفاضة تشرين الأول هي حد فاصل بين تاريخين فقد أنهت مرحلة تاريخية برموزها وقواها الحاكمة والمؤثرة دينياً وطائفياً ، ودشنت مرحلة جديدة مختلفة بمرجعيتها ومحركاتها ، فهي تمثل إرادة الشعب ومطامحه وبمستوى قلص أو أزال تأثيرات رجال الدين ، وبهذا الدور أظهرت الانتفاضة الحقيقة التي كان الاحتلال بمرحلتيه الأمريكية والإيرانية يحاول إخفاءها وهي أن كل ولاء داخلي سواء كان دينياً أو إثنياً لا يمكن أن يكون وطنياً الا عندما يكون تابعاً للوطنية العراقية لأن العكس وهو ما تريده المخابرات الإيرانية والغربية يؤدي إلى تعزيز الاستعمار بتغليب الولاء الطائفي على الولاء الوطني .

ما قيمة الانتفاضة بصفتها تعبير عن إرادة الشعب إذا كانت هناك مرجعيات تحدد سقفها ؟ ، الجواب هو .. أن الأصل في كوارث العرب منذ غزو العراق هو إمساك رجال الدين بسلطة اتخاذ القرارات المصيرية ، وهذا الواقع يفرض الحاجة الحتمية لإبعاد رجال الدين عن الحكم ، وهذه الحاجة هي التي زرعت ونمت بذور الانتفاضة الحالية نتيجة الاصرار على إبقاء الاقطار العربية تحترق .

الدمار يبدأ بإزالة دور الشعب ووضع إرادة أُخرى فوق إرادته ، وما حصل في العراق من كوارث بعد الاحتلال سببه الرئيس هو تعمد الاحتلال الأمريكي تنصيب مراجع دينية للعراقيين مثل السيستاني والقاعدة وداعش ، وكانت النتيجة الحتمية هي خراب العراق ولبنان وغيرهما .

إن أهم سؤال مرتبط بقيمة الديمقراطية هو : هل يمكن الجمع بين مرجعيتين رغم تناقضهما وهما المرجعيات الدينية والطائفية والاثنية من جهة ومرجعية الشعب من جهة ثانية ؟ ، الجواب الحاسم هو كلا ، فكيف تكون هناك ديمقراطية إذا كان المرجع الديني غير المنتخب هو الذي يبت بالأمور الكبرى وعلى الشعب الطاعة بلا نقاش ؟ ، ألا يؤكد ذلك أن إرادة الشعب قد أُلغيت ؟ .

رجل الدين عندما يتحكم بالقرار السياسي يصبح أخطر بمراحل من كل ديكتاتور فاسد أو تابع للخارج ، فالديكتاتور يتحدث باسمه أو باسم أفكاره وجماعته ومن الممكن دحض آراءه ورفضه لأنه غير مقدس ، ولكن رجل الدين يتحدث باسم الله ويستخدم كلامه في الإجبار فتصور معارضته على أنها كفر بالله ، وهنا نرى الابتزاز باسم الدين ! ، والخطورة في إحلال قدسية الله محل إرادة الشعب في السياسة تكمن في أن البشر هم من يفسرون ما ينسب لله وهي تفسيرات بشرية تخضع للمصالح والأيديولوجيات ، وهذه الحقيقة تفسر لم توجد تفسيرات عديدة ومتناقضة لنص ديني واحد .

رجل الدين ومهما كان ذكياً فإن هناك من هو أذكى منه فلم يحصر تفسير كلام الله بشخص دون آخر إذا كان الهدف نشر تعاليم الله وليس نوايا وأهداف بشرية ؟ ، تحرر الإنسان يبدأ من إسقاط كل سلطة فوق سلطة البشر في الحياة السياسية وتمكين الناس من تقرير مصيرهم بلا وصاية .

ولهذا ، فإن الانتفاضة العراقية وشقيقتها اللبنانية ليس أمامهما من خيار سوى مواصلة النضال لإسقاط الاحتلال الإيراني وإنهاء دور المعممين لأنهم الغطاء الأكبر للفساد وخيانة الوطن ، أما التراجع فهو الانتحار بعينه لأن رجل الدين الذي رأي الموت أثناء الانتفاضة سوف يكون أشد سمية ورغبة في إبادة من هدد وجوده كي لا تتكرر حالة وضعه فوق صفيح ساخن يحرق مؤخرته أولاً ثم كل جسده .

الدرس الأعظم الذي تعلمته البشرية منذ آلاف السنين هو أن النجاة من موت محقق رهن بقطع رأس الأفعى وليس ذيلها ، وإسقاط الخطة الإيرانية ( ب ) مشروط بالتمسك بأهداف الانتفاضة بصفتها وطنية الجوهر أولا ومطلبية ثانياً ، حتى وإن فرض التكتيك قلب الأولويات ظاهرياً ، وهدفها الرئيس في النهاية هو طرد الاستعمار الإيراني ، ثم إنهاء الفساد والتجويع والاضطهاد والتبعية ، البقاء أحياء يفرض إسقاط العمامة ومن يختبأ تحتها وإقامة نظام وطني متحرر وديمقراطي حقيقي ، بعد أن كشفت كافة الأطراف أوراقها الحقيقية وانتهى كل مخبوء وصار التراجع انتحار والصمود انتصار .

Almukhtar44@gmail.com

22-11-2019

Commentaires


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page