الرفيق المجاهد صلاح المختار - بوصلة النجاة من أخطر كوارثنا
- مفكر قومي
- Dec 9, 2019
- 2 min read

بوصلة النجاة من أخطر كوارثنا
قدمت انتفاضة أحرار العراق الحالية الأدلة المضافة التي تثبت بأن الاستعمار الفارسي هو الخطر الرئيس منذ وصول خميني وأتباعه للحكم ، وأنه العدو الذي لا يمكننا التخلص من باقي التحديات المصيرية بدون التحرر منه أولاً .
والدليل ما ارتكب من جرائم بشعة مؤخراً في ساحة الخلاني والسنك وساحة التحرير في العراق ، وما لم نوقف االضبع الفارسي فإنه سيواصل التهام أطفالنا وشبابنا وقضم هويتنا الوطنية .
وما يجب أن لا ننساه إذا أردنا البقاء هو أن من أطلق الضبع الفارسي في العصر الحديث هو أمريكا وبريطانيا وفرنسا ووراءهما الصهيونية وكيانها باحتضان خميني في فرنسا وتسهيل إسقاط الشاه ثم تنصيبه ملكاً على إسرائيل الشرقية .
كيف نفسر التناقضات الظاهرية الحالية بأشكالها الرئيسة ؟ .
1- الضبع يتميز عن باقي المفترسات بأنه يراقب ضيحته من بعد ويبدو مسالماً ويحسب خطواته جيداً قبل أن يهجم ، هذا أولاً ، وثانياً .. فك الضبع هو الأقوى لذلك يحطم عظام ضحيته بلا رحمة ، وثالثاً .. الضبع غدار لا وفاء له ، وفي تاريخنا قصة معروفة حيث أن بدوياً وجد ضبعاً صغيراً كاد يموت من الجوع فعالجه ورباه ولكن هذا الضبع باغت من أنقذه وهو نائم وأكل أحشاءه كي يضمن موته ، هل السلوك الإيراني يختلف عن سلوك الضبع بنعومته وتقيته ؟ ، الجواب نراه الآن مرة أُخرى في ساحات الاعتصام العراقية .
2- المعيار الدقيق لصواب أي موقف في هذه المرحلة بالذات خصوصاً بعد أن ثبت وجود توزيع أدوار بين نغول إسرائيل الشرقية في العراق حيث أن بعض رجال الدين يتظاهرون بدعم الانتفاضة بأقوالهم بينما البعض الآخر يرسلون أتباعهم للانضمام إليها ولكن لأجل السطو عليها بعد إزاحة المنتفضين الحقيقيين من الساحات والسيطـرة عليـها ، ثم نرى طرفاً ثالثاً يقوم بالقتـل وبث الرعب في النفوس ، وكل هـؤلاء آمرهم " قاسم سليماني " .
إنها لعبة توزيع أدوار لإرباك من يناهض الغزو الفارسي ، والمعيار الوحيد الذي يكشف الخداع هو الرفض الواضح للغزو الفارسي للعراق ولبنان واليمن وسوريا واعتباره مفتاح أي حل لبقية المشاكل ، بغلق خياراتكم على خيار واحد وهو الموقف الصريح من الغزو الفارسي تنهون التضليل .
3- بعد التحرر من الغزو الفارسي يمكننا تحديد أهداف استراتيجية أُخرى وفي مقدمتها العودة لأهداف نضالنا القومي التحرري ومنها فلسطين والأحواز وغيرهما ، فالطفل يعرف أنه لا يستطيع العراك مع كل من يختلف معهم لذلك يختار الأكثر شراسة كي يتخلص منه ، فهل عفوية الأطفال أوعى من تجارب الكبار ؟ .
4- ومن أطلق الضبع الفارسي يريد إعادته لمربعه الأول بعد أن أكمل واجبه في المخطط الصهيوغربي وهو نشر الفتن الطائفية والكوارث في الوطن العربي ، الموقف الغربي يبدو مصراً على تعديل سلوك الضبع وليس قتله ، ويتجسد هذا الموقف من مذابح العراق والتي ينظر إليها غربياً على إنها يمكن معالجتها بإصلاح العملية السياسية وليس إسقاطها وجعل نغول الفرس طرفاً في المعادلة الجديدة وليس اجتثاثهم .
ودون أدنى شك فإن تدمير العراق كان الخدمة الأعظم التي قدمتها الصهيونية والغرب لإسرائيل الشرقية كي تتوسع لأنه كان المصد الأقوى للتوسع الفارسي والذي ردع الموجة الخمينية الأقوى وحمى كيانه الوطني وأُمته العربية .
الصورة واضحة ونكرر : معيار الاخلاص للعراق والعروبة هو تبني هدف طرد إسرائيل الشرقية بلا أي غموض أو تردد وإلا فإن من لا يقبل بذلك ما هو إلا احتياطي استراتيجي للفرس مهما تظاهر بأنه مع الانتفاضة .
لنتذكر كل لحظة أن إسرائيل الشرقية وزعت الأدوار بين نغولها كي تضلل وتربك وتخترق .
الضبع كي يقضم بطن ضحيته يتمسح به لطمئنته .
Almukhtar44@gmail.com
8-12-2019
Comments