جيش العراق - مقال لكاتبه
- سلسلة مقالات
- Dec 16, 2019
- 2 min read

حتى في أضعف حالات الجيش العراقي قبل الاحتلال كان لا يزال قوة مۈثرة يحسب لها الجيران ألف حساب .. لم يكن البيشمركة يستطيعون فعل أي شيء إذا ما ظهر المثلث الأحمر في الأفق .. إلا الهرب إلى أعالي الجبال . واذا ما تحركت دبابة صدئة في البصرة كان أمير الكويت يجهز حقيبته رغم وجود قواعد مليئة بكل أسلحة الموت لحمايته . تركيا ، ما كانت تتقدم شبراً في أرض العراق إلا بعد موافقة العراق السرية رغم الرفض العراقي الظاهر في وسائل الاعلام .. وإن توافق سر العراق مع علنه فما كانت لتقرب حدود الرافدين . إيران ، التي كان مناها أن ترى العراق بحال كحاله اليوم انتظرت 25 عام قبل أن تفكر حتى في التدخل بشۈون العراق الذي كان محاصراً منخوراً بالتعب لكن آثار ركلاته مازالت ظاهرة على مۈخرة جنود الولي الفقيه . القاعدة وداعش وكل اللحى العفنة التي شغلت العالم ما كان لها وجود على طول الـ 438,317 كم² التي يحميها هذا الجيش المتعب .. والإرهابي الوحيد الذي كنا قد رأيناه لم يكن سوى " عادل إمام " في فلم الإرهابي الذي عرضه تلفزيون الشباب مرة . في أضعف حالاتنا لم يكن أبطالنا ( شاكر وهيب ) ولا ( أبو درع ) ولا ( أبو عزرائيل ) ولا ( أبو نعال ) حتى .. بل كانوا " عبد الجبار شنشل " و" عدنان خير الله " و" بارق الحاج حنطه " و" عبد الله العيبي " . وبرغم " البساطيل " الممزقة والبدلات العسكرية الرثة المخجلة التي كان يرتديها جنودنا في التسعينات إلا أنهم لم يكونوا يُخفون وجوههم عنا بأقنعة الجماجم ولثام قطاع الطرق . نجوم ضباطنا كانت تتجول في الشوارع والأسواق وهي تتباهى بوجودها على أكتف الرجال .. ولم تكن تُخفى تحت ملابس المدنين أو تتجول برفقة عشرات الجنود المسلحين لحمايتها . قفزة الثقة كانت تتم كل عام من على جسر الصرافية بلا ضجة ولا إعلام ولا قطع للطرق ولا تواجد لوزير أو نشر لصورها على صفحات الفيسبوك . لم يكن للقوات المسلحة أي ظهور سوى في برنامج " حماة الوطن " والذي لم يكن أحد يشاهده إلا أنا ربما . فما حاجة الناس لبرامج تتحدث عن إنجازات القوات الأمنية وهم يرونها أمناً حقيقياً في شوارعهم كل يوم !! . لا حشد لا عشائر ، لا متطوعين لا قوات تحالف لا حرس ثوري . لم نكن نحتاج لكل ذلك ولدينا رجال الخاكي والزيتوني . واليوم لدينا كل شيء إلا ما نحتاجه فعلاً .. جيش العراق .
Comments