الرفيق المجاهد صلاح المختار - موقف النظام العربي من الانتفاضة
- مفكر قومي
- Dec 26, 2019
- 2 min read

موقف النظام العربي من الانتفاضة
رغم أن الانتفاضة الوطنية العراقية لا يقتصر تأثيرها الإيجابي على العراق بل هو يمتد لكل قطر عربي اخترقته المخابرات الإيرانية وأنشأت لها خلايا أو ميليشيات تهدد أمنه الوطني وتجبره على التحول من التنمية وتخصيص موارده للخدمات ، فإن الموقف العربي الرسمي والإعلامي خصوصاً الخليجي يتميز بعدم الاكتراث بتغطية أحداث الانتفاضة الخطيرة كما يجب وكأنها حدث ثانوي لا يستحق التغطية الشاملة كما فعل الإعلام العربي فيما سمي بالربيع العربي في عام 2011 وما بعده ، حيث تفرغت فضائيات خليجية لتغطية تلك الأحداث وبث أخبارها على مدار الساعة ! ، وما يجلب الانتباه أكثر هو أن الإعلام الرسمي يستضيف من يمثل أحزاب التحالف الموالي لإسرائيل الشرقية ويتجنب استضافة من يمثل شباب الانتفاضة ، رغم أن انتصار الانتفاضة سوف يزيل ، أو يقلل بشكل كبير ، التهديد الإيراني لتلك الأنظمة وهو تهديد خطير جداً .
وحتى الآن ورغم مرور أكثر من شهرين على الانتفاضة واتساعها وتغلغلها والعجز على إجهاضها فإن النظام العربي الرسمي مازال يتخذ موقفاً سلبياً منها أقل ما يوصف به هو أنه لا مبال باستشهاد أكثر من 500 عراقي وجرح أكثر من 25 ألف آخرين ، حسب الاحصائيات الرسمية في العراق والأرقام الحقيقية أكبر بكثير ، ناهيك عن كوارث العراق السابقة للانتفاضة والتي لم تحرك هذه الأنظمة ولا أوقفت مغازلة حكومة بغداد واستمر دعمها مالياً وسياسياً وتلبية رغبتها بعدم استضافة المعارضين لها في التغطية الإعلامية ! ، والأنكى من ذلك أن ما سبق يعطي انطباعاً مناقضاً للواقع وهو غياب القوى الوطنية أو ضعفها وقوة الميليشيات ! .
والدعم الرسمي العربي لحكومة بغداد وأطرافها السياسية وإعلامييها وبعكس ما تظن الأنظمة العربية يعزز قناعة نغول إسرائيل الشرقية بأن دول الخليج العربي وبقية الأقطار العربية تخشى النظام في بغداد وتحاول إرضاء سيدته إسرائيل الشرقية ، على حساب مصلحة العراق والأمة العربية وأمنها القومي ، فما السر في الموقف اللامبالي تجاه أحداث العراق الدامية الذي عبرت عنه الجامعة العربية بصفتها تمثل مواقف الأنظمة العربية ؟ ، كان هناك من يقول بأن الخوف من أمريكا هو السبب لأن الأنظمة العربية بما في ذلك في المغرب العربي لا تريد إغضاب أمريكا عليها برفض دعم النظام في بغداد لأنه مدعوم منها مثلما هو مدعوم من إسرائيل الشرقية رغم وجود اعتراضات أمريكية على بعض سياساته .
لكن هذا التبرير سقط مع تنامي حملة أمريكا على إيران وشمولها أتباعها في العراق ، في الفترة الأخيرة ، ورغم هذا فإن الأنظمة العربية وإعلامها مازالا يدعمان حكومة بغداد ويتجنبان حتى إشراك القوى الوطنية وشباب الانتفاضة إلى جانب استضافة من يمثل السلطة في المقابلات الإعلامية وهي مهمة جداً الآن لأنها يمكن أن تقدم صورة حقيقية عن موقف الشعب بغالبيته الساحقة المناهضة للغزو الإيراني والمنتفضة من أجل تحرر العراق ! ، فإلى متى يستمر هذا الموقف والعراق على عتبة تغيير نوعي في كافة المجالات ؟ .
ولكي لا نظلم قلة من الاعلاميين والحكومات لابد أن نشير إلى أن بعض الفضائيات والصحف الخليجية أخذت تستضيف من يمثل القوى الوطنية بالمشاركة في مقابلاتها بينما بقيت تلك الأجهزة تتجنب استضافة من يمثل شباب الانتفاضة وهم من يقود أهم أحداث العراق منذ غزوه ! ، فهل نتوقع تغييراً في الموقف السياسي العربي العام تجاه انتفاضة العراق التحررية الوطنية بعد أن تبلورت مواقف الأطراف الدولية والإقليمية بوضوح يكفي لتحديد موقف مختلف ؟ .
Almukhtar44@gmail.com
25-12-2019
留言