جومرد حقي إسماعيل - الإعلام الرسمي العربي ، والسير إلى الوراء
- كاتب ومحلل سياسي
- Jan 1, 2020
- 2 min read

الإعلام الرسمي العربي .. والسير إلى الوراء
الإعلام الرسمي العربي .. والسير إلى الوراء
النظام الرسمي العربي وإعلامه يسجل تراجعاً مضافاً إلى تراجعاته الجمعية ووقوعه تحت تأثير الضغط الخارجي ورغبات الدول التي لا تريد للعراق ولا لأي قطر عربي أن ينهض ويحقق خطوات حقيقية على طريق الحرية والتقدم ، ومن هذا التراجع هو عزوف النظام الرسمي العربي وإعلامه عن تغطية أحداث الانتفاضتين – العراقية واللبنانية – وعدم تثبيت موقفاً يمليه عليه الواجب القومي العربي .
هنا ، لابد من القول بأن ليس من سياسي عاقل ومدرك إلا ويعلم حجم الخطر الذي تهدد به إيران أقطار الأمّة العربية عموماً والخليجية منها خصوصاً ، وليس من إعلامي عاقل ومهني ويحترم شرف المهنة إلا وسخر جهده وفنون الصحفية والإعلامية باتجاه تغطية أحداث الانتفاضة العراقية واللبنانية ، ذلك .. لأن هاتين الانتفاضتين تمثلان ثورة حقيقية وشعلة جماهيرية تنير مسالك التحرر والخلاص من هيمنة كل أشكال الاستعمار الأجنبي لكل شبر في عموم وطننا العربي .
إن انتصار ثورة الجماهير اللبنانية والعراقية يعني خلاص حتى تلك الدول العربية الواقعة تحت تأثير البعبع الصهيوأمريكي ، هذا إذا كانت فعلاً تلك الأنظمة تريد الخلاص من سيطرة أمريكا وغيرها على إرادتها وقرارها السياسي السيادي ، ولا يزال الشعور القومي العربي هو حاكمها ومجسدة للصفات العروبية في الغيرة والشرف والنخوة والفروسية .
أما الإعلام الرسمي العربي ، فإنه يسير بخطوات متسارعة إلى الوراء وتحول بمهنيته إلى دكان للتجارة أو ساحة للمزاد العلني البيع فيها يكون لمن يدفع أكثر .
قد يكون أيضاً بعض هذه الأنظمة في غفلة من أن في ساحاتهم شعب عربي وجماهير ما برحت بذور الإيمان والوطنية تسقى وتنمو في وجدانهم وجذورها ممتدة بأصالتهم العربية الراسخة بأعماق تأريخ أمتنا العربية المجيدة ، وأن الشعب العربي اليوم ينهض بالتتابع هنا وهناك في ساحات وطننا العربي الكبير ، وأن سياسة القمع والإذلال التي دفعتهم بها أمريكا ومن لف لفها وسلطتهم على رقاب الشعب العربي لن تنفعهم أو تشفع لهم يوم تقوم جماهيرنا العربية الأبية وتقف في تحديهم وقفة رجال واحد لتعود أمّة العرب إلى مقامها الطبيعي – الخيرية -الذي أنشأها الله تعالى به وعليه ، وليتذكروا أن الدم العربي يسري في كيان الشعب العربي ، دم عربي ، فهل بلغهم شيء عن صفات الدم العربي ؟ .
وهنا ، لابد لنا أن نرسل بتعظيم سلام إلى تلك الفضائيات ووسائل الإعلام التي تحدت كل ضغوط الإرادات المعادية لأمّة العربية وجاهد إعلاميها ليكونوا في الموقع الصحيح وهم يتفاعلون بمهنية ناصعة ويجسدوا عروبتهم بأروع الصور وهم يتابعون أحداث الثورتين اللبنانية والعراقية خطوة بخطوة وينقلوا صوت الثوار إلى أبعد المديات على المستوى القومي والدولي .
إن الثورة التشرينية ستنتصر إن شاء الله ، وبها ستشرق شمس الحرية من جديد على ربوع أمتنا العربية ، وقد قرر ثوارها أنه لا مكان لديوث عميل على أرض العرب بعد اليوم أبداً .
والله أكبر ، وليخسأ الخاسؤون
Comments