top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - بعض نتائج تصفية سليماني


بعض نتائج تصفية سليماني



تصفية قاسم سليماني أكدت أن أمريكا أنهت مرحلة توكيل إسرائيل الشرقية في العراق والوطن العربي وإطلاق يدها لتنفيذ خطة شرذمة الأقطار العربية وإنها تريد إعادتها لما بين السكتين كما كانت قبل عام 1979 ، وتوقيت العملية يؤكد أيضاً تواصل عملية تصفية نغول إسرائيل الشرقية في العراق أولاً ثم في بقية المنطقة ثانياً لأن أمريكا تدرك بأن من ضرب ذيل الأفعى عليه أن لا يتركها إلا وهي ميتة إذا أراد منع انتقامها الشرس .


إن توقف أمريكا الآن عن تصفية بقية نغول الفرس سيعيد المبادرة إلى طهران بعد أن أفقدتها إياها عملية تصفية سليماني وأصبحت بيد واشنطن .

ماذا سيترتب على الذي نراه في العراق ؟ ..

1- بدأت ميليشيات إسرائيل الشرقية تتشرذم بعد الانتفاضة حيث تركها حوالي 90% من منتسبيها وبعضهم الأكبر التحق بالانتفاضة الشعبية بينما ابتعد آخرون خوفاً ، ولم يبق إلا عدد قليل لا يكفي حتى لاحتلال حي من أحياء بغداد والثبات فيه ، ففي أثناء صدور الأوامر للميليشيات بتصفية الانتفاضة أكثر من مرة لم يهاجم الثوار إلا عدد صغير ، وآخر دليل على ضآلة عدد من بقي معها هو التظاهرة أمام سور السفارة الأمريكية ، فرغم التحشيد والتوجيهات والإرغام ودفع المال لكل مشترك فيها لم يشارك أكثر من 200 شخص فيها ، والأكثر إثارة لقلق نغول إسرائيل الشرقية هو أن هذا العدد الضئيل كان منهاراً معنوياً وكان إطلاق قنابل صوتية عليهم من قبل الحرس الأمريكي دليلاً حيث انبطحوا أرضاً كلهم رعباً بينما كان ثوار ساحات التحرير يتحدون الرصاص واستشهد منهم أكثر من 500 وجرح أكثر من 23 ألف ولم ينبطحوا كما حصل للميليشيات .

2- أهم سبب لهذا التقلص للميليشيات هو أنها بالأصل لملوم متناقض فأغلبهم التحق بها لأنه بلا موارد وتعرض للجوع فانتمى من أجل المال ، وبعضهم الآخر مضلل طائفياً ولكنه حينما رآى جنوب العراق كله يثور ويهتف للعراق وليس للطائفة التحق بأهله وتناثرت حشوات الطائفية في ذهنه ، وهذ الواقع هو الذي وضع نغول إسرائيل الشرقية في مأزق خطير وهو عجزهم عن تغيير مسار الأحداث الذي تحركه قوة ثورة الشباب من جهة ، ورفض العالم لاستهتار النظام الإيراني بكل المعايير من جهة ثانية .

3- الطبيعة المذكورة للميليشيات أو لمن دعم إسرائيل الشرقية بعد غزو العراق هي التي تحدد أبعاد وحدود الصراع الحالي والقادم ليس في العراق فقط بل في الوطن العربي كله ، فثمة مفارقة استراتيجية خطرة تهدم أحلام إسرائيل الشرقية الاستعمارية وهي أن العراق هو مركز الانطلاق الرئيس للدعوة الفارسية والذي بدون إحكام السيطرة عليه لن تقوم الامبراطورية الفارسية لأنه بقوته المادية والبشرية وبموقعه كبوابة جغرافية وحيدة أرضاً لخروج جيوش الفرس ومن جند لهم لغزو العالم ، وطبقاً لذلك .. فالعراق هو الذي سيقرر فيما إذا كانت الامبراطورية الفارسية ستقوم أم لا ، فإذا فشلت السيطرة على العراق انهار كل المشروع الفارسي والعكس صحيح ، هذا هو الوجه الأول في المفارقة الاستراتيجية القاتلة .

أما الوجه الآخر فهو أن نغول إسرائيل الشرقية في العراق ليسوا معدين ثقافياً ولا عقائدياً لهذا الدور الاستراتيجي الخطير ، فهم .. كما وصفناهم ، لملموم متناقض تسوده الأمية وأكثرهم انخرط في الميليشيات لحاجة مادية أو انتهازية لتحقيق مكاسب أو حب الظهور ، لأن للسلاح أهمية رمزية في مجتمعاتنا ، أو أنه ضلل طائفياً دون ترسخ الوعي الطائفي فيه ، وهو ما رأيناه في التنقل الدائم بين الأحزاب والميليشيات وتبديل الولاء بسرعة ، وكان ما يديم بقاء هؤلاء هو أن التيار العام الاقليمي والدولي كان معهم فلم تظهر عيوبهم التكوينية ، ولكن تدشين أمريكا مرحلة إنهاء دور المقاول الإيراني وإعادة سيطرتها على العراق كشف المعدن الحقيقي للميليشيات وهي أنها تجمع هش يمكن تفريقه بصرخة رجل شجاع يحمل بندقية ويقف بوجههم ، وهو ما نراه الآن حيث تفرقت الميليشيات وانهارت بغالبيتها ولم يبق لها إلا التهديدات الفارغة والتي سنرى أنها مجرد صراخ جبناء .

المفارقة المميتة للمشروع القومي الفارسي هنا هي أن مركز الانطلاق له وهو العراق لا توجد فيه القوة الضرورية لجعله مركز انطلاق مضمون .

4- وبعكس العراق نرى أن لبنان توجد فيه ميليشيا تابعة للفرس مكونة من حزبي حسن ونبيه ، لكنها مؤهلة طائفياً وثقافياً ووعيها السياسي جيد ، لهذا فهي أكثر تماسكاً من نغول الفرس في العراق وأكثر التزاماً بدعم المشروع القومي الفارسي ، نرى الآن في العراق وهو مركز الانطلاق ثغرة قاتلة وهي أن العراقيين لا يمكن تسخيرهم لبناء مركز الانطلاق بينما في لبنان واليمن فإن ذلك ممكن ، ولكن الجغرافية تلعب دوراً حاسماً هنا ، فالمشروع القومي الفارسي يحتاج للعراق أولاً وثانياً وعاشراً وبدونه وبدون طاقاته البشرية والمادية وموقعه الجغرافي الملاصق لبلاد فارس لا يمكن الاحتفاظ باليمن ولبنان وغيرهما ، فتحرر العراق من الغزو الإيراني سوف يفضي حتما لإنهاء الغزو الإيراني للبنان واليمن وتصفية النفود الإيراني في بقية الأقطار العربية .

5- وما سبق مشروط بقيام نظام وطني في العراق يبدأ بتنظيف الوطن العربي من حثالات الفرس .

6- إذاً : معركة العراق الحالية هي معركة الوجود بالنسبة للمشروع القومي الفارسي كما هي معركة الوجود بالنسبة للعرب مغرباً ومشرقاً ، فمن يكسب معركة العراق يقرر شكل المنطقة كلها ، والآن وقد فقدت إسرائيل الشرقية رمز القومية الفارسية ، سليماني ، ووجهت أمريكا ضربة مزلزلة للنغول في العراق فإنها ستكون قادرة على إعادة إسرائيل الشرقية إلى ما بين السكتين .

7- وتلك هي بداية النهاية للمشورع القومي الفارسي وهو تحول سيفتح الأبواب ، ومهما كانت محاولات خنق المشروع النهضوي العربي قوية ، لانطلاقة هائلة لحركة التحرر العربية خصوصاً وأن العراق هو رافعة النضال العربي الأساسية في هذه المرحلة التاريخية .

8- ومن مكاسبنا المهمة هو أن الجهد الرئيس للقوميين الفرس سيتحول من التركيز على العرب فقط إلى الصراع الحقيقي ، وليس الخلبي كما رأيناه طوال أربعة عقود ، مع من وكلوهم لاحتلال أربعة أقطار عربية والتغلغل في بقية الأقطار لشرذمتها وهي خطوة تخدمنا فلم نعد وحدنا من يقاوم الغزو الفارسي بل أصبح حتى رعاته يقاومونه بعد أن أدى دوره التدميري المرسوم .

9- كما ستتفجر الصراعات بين الطائفيين الشيعة والسنة بعد أن تحالفا ضد القومية العربية طوال عقود فلم يعد ممكناً بقاء تحالفهم ضد التقدميين العرب وغير العرب .

10- بإعادة إسرائيل الشرقية إلى ما بين السكتين سيتفاقم الصراع الدولي في ساحاتنا بين أمريكا من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية ، وهو صراع سيفتح الأبواب أمامنا لتحقيق انطلاقة تحررية عارمة في ظل توازنات قلقة ومتغيرة إقليمياً ودولياً سنكون من بين المستفيدين منها .


Almukhtar44@gmail.com

3-1-2020

Comentários


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page