top of page

حديث الرفيق المجاهد صلاح المختار مع جريدة الرياض


تقرير : حسين البدوي


قال د. صلاح المختار، القيادي في حزب البعث العراقي ، إن عملية تصفية قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني أكدت أن أميركا أنهت مرحلة توكيل إسرائيل الشرقية ( إيران ) في العراق والوطن العربي ، وإطلاق يدها لتنفيذ خطة شرذمة الأقطار العربية ، وأنها تريد إعادتها لما بين السكتين كما كانت قبل عام 1979م ، مشيراً إلى أن توقيت العملية يؤكد أيضا تواصل عملية تصفية نغول إسرائيل الشرقية في العراق أولاً ثم في بقية المنطقة ثانيا ، لأن أميركا تدرك أن من ضرب ذيل الأفعى عليه أن لا يتركها إلا وهي ميتة إذا أراد منع انتقامها الشرس .

وشدد المختار على أن توقف أميركا الآن عن تصفية بقية نغول الفرس سيعيد المبادرة إلى طهران بعد أن أفقدتها إياها عملية تصفية سليماني ، وأصبحت بيد واشنطن .

ولفت القيادي في حزب البعث أن الذي يجري في العراق الآن سيترتب عليه عدة أمور فارقة ، حيث بدأت ميليشيات إسرائيل الشرقية تتشرذم بعد الانتفاضة ، حيث تركها حوالي 90 % من منتسبيها وبعضهم الأكبر التحق بالانتفاضة الشعبية بينما ابتعد آخرون خوفاً ، ولم يبق إلا عدد قليل لا يكفي حتى لاحتلال حي من أحياء بغداد والثبات فيه ، ففي أثناء صدور الأوامر للميليشيات بتصفية الانتفاضة أكثر من مرة لم يهاجم الثوار إلا عدد صغير ، وآخر دليل على ضآلة عدد من بقي معها هو التظاهرة أمام سور السفارة الأميركية فرغم التحشيد والتوجيهات والإرغام ودفع المال لكل مشترك فيها لم يشارك أكثر من 200 شخص ، والأكثر إثارة لقلق نغول إسرائيل الشرقية هو أن هذا العدد الضئيل كان منهارا معنوياً ، وكان إطلاق قنابل صوتية عليهم من قبل الحرس الأميركي أكبر دليل حيث انبطحوا جميعهم أرضاً ، بينما كان ثوار ساحات التحرير يتحدون الرصاص واستشهد منهم أكثر من 500 وجرح أكثر من 23 ألفاً ، ولم ينبطحوا كما حصل للميليشيات .

وأضاف المختار أن أهم سبب لهذا التقلص للميليشيات هو أنها بالأصل لملوم متناقض فأغلبهم التحق بها لأنه بلا موارد وتعرض للجوع فانتمى من أجل المال ، وبعضهم الآخر مضَلل طائفيا ولكنه حينما رأى جنوب العراق كله يثور ويهتف للعراق وليس للطائفة التحق بأهله وتناثرت حشوات الطائفية في ذهنه ، وهذا الواقع هو الذي وضع إيران في مأزق خطير وعجزهم عن تغيير مسار الأحداث الذي تحركه قوة ثورة الشباب من جهة ، ورفض العالم لاستهتار النظام الإيراني بكل المعايير من جهة ثانية .

إن الطبيعة المذكورة للميليشيات أو لمن دعم إيران بعد غزو العراق هي التي تحدد أبعاد وحدود الصراع الحالي والقادم ليس في العراق فقط بل في الوطن العربي كله ، فثمة مفارقة استراتيجية خطرة تهدم أحلام إيران الاستعمارية وهي أن العراق هو مركز الانطلاق الرئيس للدعوة الفارسية والذي بدون إحكام السيطرة عليه لن تقوم الإمبراطورية الفارسية لأنه بقوته المادية والبشرية وبموقعه كبوابة جغرافية وحيدة يعد أرضا لخروج جيوش الفرس لغزو العالم ، وطبقا لذلك فالعراق هو الذي سيقرر فيما إذا كانت الإمبراطورية الفارسية ستقوم أم لا ، فإذا فشلت السيطرة على العراق أنهار كل المشروع الفارسي والعكس صحيح ، وهذا هو الوجه الأول في المفارقة الاستراتيجية القاتلة .

أما الوجه الآخر فهو أن ميليشيات إيران في العراق ليسوا معدين ثقافيا ولا عقائدياً لهذا الدور الاستراتيجي الخطير فهم - كما وصفناهم - لملموم متناقض تسوده الأمية وأكثرهم أنخرط في الميليشيات لحاجة مادية أو انتهازية لتحقيق مكاسب أو حب الظهور ، لأن للسلاح أهمية رمزية في مجتمعاتنا ، أو أنه ضلل طائفيا دون ترسخ الوعي الطائفي فيه ، وهو ما رأيناه في التنقل الدائم بين الأحزاب والميليشيات وتبديل الولاء بسرعة ، وكان ما يديم بقاء هؤلاء هو أن التيار العام الإقليمي والدولي كان معهم فلم تظهر عيوبهم التكوينية ، ولكن تدشين أميركا مرحلة إنهاء دور المقاول الإيراني وإعادة سيطرتها على العراق كشف المعدن الحقيقي للميليشيات وهي أنها تجمع هش يمكن تفريقه بصرخة رجل شجاع يحمل بندقية ويقف بوجههم ، وهو ما نراه الآن حيث تفرقت الميليشيات وانهارت بغالبيتها ولم يبق لها إلا التهديدات الفارغة والتي سنرى أنها مجرد صراخ جبناء ، المفارقة المميتة للمشروع القومي الفارسي هنا هي أن مركز الانطلاق له وهو العراق لا توجد فيه القوة الضرورية لجعله مركز انطلاق مضمون .

وبعكس العراق نرى أن لبنان توجد فيه ميليشيا تابعة للفرس مكونة من حزبي حسن ونبيه ، لكنها مؤهلة طائفياً وثقافياً ووعيها السياسي جيد ، لهذا فهي أكثر تماسكاً من نغول الفرس في العراق وأكثر التزاماً بدعم المشروع القومي الفارسي ، نرى الآن في العراق وهو مركز الانطلاق ثغرة قاتلة وهي أن العراقيين لا يمكن تسخيرهم لبناء مركز الانطلاق بينما في لبنان واليمن فإن ذلك ممكن ، ولكن الجغرافية تلعب دوراً حاسماً هنا فالمشروع القومي الفارسي يحتاج للعراق أولاً وثانياً وعاشراً وبدونه وبدون طاقاته البشرية والمادية وموقعه الجغرافي الملاصق لبلاد فارس لا يمكن الاحتفاظ باليمن ولبنان وغيرهما ، فتحرر العراق من الغزو الإيراني سوف يفضي حتما لإنهاء الغزو الإيراني للبنان واليمن وتصفية النفوذ الإيراني في بقية الأقطار العربية .

وأوضح المختار أن ما سبق مشروط بقيام نظام وطني في العراق يبدأ بتنظيف الوطن العربي من حثالات الفرس ، وبالتالي فإن معركة العراق الحالية هي معركة الوجود بالنسبة للمشروع القومي الفارسي كما هي معركة الوجود بالنسبة للعرب مغرباً ومشرقاً ، فمن يكسب معركة العراق يقرر شكل المنطقة كلها .

Commenti


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page