الرفيق المجاهد صلاح المختار - التكتيك الإيراني لإجهاض الانتفاضة
- مفكر قومي
- Jan 27, 2020
- 2 min read

التكتيك الإيراني لإجهاض الانتفاضة
بعد أن وصل الاستعمار الإيراني مرحلة العزلة التامة وفقدان أغلب خياراته في العراق أخذ يمارس لعبة احتواء الانتفاضة بقبول مطاليبها باستثناء مطلب واحد ، فما هو المطلب الذي ترفض اسرائيل الشرقية قبوله ؟ ، إنه حل الميليشيات وتجريدها من السلاح وحصره في الدولة فقط، وإقامة جيش وطني مهني ، ولذلك أمرت نغولها بالموافقة على مطاليب الانتفاضة لكنها رفضت وسترفض أي حل يتضمن حل الميليشيات وتجريدها من السلاح ، والسبب هو أنها بدون هذه الميليشيات ستفقد قدرتها ويزول استعمارها للعراق .
وبناء عليه فإنها قبلت وستقبل أي حل وتحني رأسها للعاصفة ثم ترفعه بعد انتهاءها ، وستتبنى طهران حيلة دمج الميليشيات بالجيش وقوى الأمن وهو إجراء سبق تنفيذه وكانت النتيجة خطيرة وهي سيطرة الميليشيات على الجيش وقوى الأمن من داخلها هذه المرة بصورة رسمية بعد أن منحت شرعية زائفة وتمويلاً هائلاً من الدولة ! ، وإذا بقيت الميليشيات ، وتحت أي غطاء تمويهي ، تضيع تضحيات الشهداء والجرحى وعذابات 16 عاماً تعرض لها شعب العراق للتهجير والإبادات الجماعية وتدمير مدن كاملة ، وسنرى المعاناة تتضاعف بعد فترة وبأشكال مختلفة نسبياً لامتصاص الغضب الشعبي ، والسبب هو ضمان إسرائيل الشرقية بقاء قوة الإجبار بيدها وعودتها لاستخدامها بعد أن تهدأ الأمور وتمر العاصفة ! ، فهل يمكن أن تنتهي الانتفاضة وتضحيات الملايين وآلاف الشهداء والجرحى بحل مخادع وتعود المعاناة أسوأ مما كانت ؟ .
لننتبه إلى أن الحل الوطني الوحيد والناجح الذي يضمن طرد الاستعمار الإيراني من العراق مرة واحدة أو بالتدريج هو الذي يبدأ بتسليم الحكم لقائد عسكري مشهود له بالكفاءة المهنية والوطنية ، ليشكل حكومة انقاذ وطني قوية مؤقتة تعمل لمدة سنة أو سنتين وتختار من خارج العملية السياسية ، على أن تكون أول خطواتها حل كافة الميليشيات وتجريدها من السلاح ، وبالقوة إن اقتضى الحال ، وتنفيذ ذلك قبل أي خطوة ، لأن وجود الميليشيات بسلاحها سوف يمنع كل إصلاح ويستبعد التحرر من الغزو الإيراني ، ويمنع توفير الأمن للناس ، وتشكيل لجنة خبراء تضع قانون انتخابات يضمن تمثيل الشعب بصدق على أن يحرم كل من شارك في العملية السياسية من الاشتراك فيها .
وبالتأكيد فإن من المهم جداً البدء فوراً بإعادة الخدمات بالإمكانيات المتاحة وبدون أي تأخير ، مع ضرورة طلب عودة ذوي الخبرة من العراقيين الذين هربوا من العراق لخدمته بخبرتهم ، والاعداد لإجراء انتخابات حرة بإشراف أممي لضمان نزاهتها ، ومن يفوز فيها يستلم الحكم ويبدأ بتنفيذ خطة شاملة لإعادة بناء وإعمار العراق وحل مشاكل شعبه خصوصاً المتعلقة بالأمن والأمان والعمل المضمون ، واجتثاث الفساد بإجراءات صارمة جداً وبعد توفير متطلبات الحياة للناس عامة .
الخلاصة الأعظم الآن هي أنه لا مجال في أي خطة لإنهاء كوارث العراق إلا بحل الميليشيات وتجريدها من السلاح ، وهي خطوة البداية لتأسيسية الصحيحة وضمانة النهاية الراسخة المطلوبة ، وكل رئيس وزراء وكل وزارة لا تتبنى هدف تجريد الميليشيات من السلاح لن تحل المشاكل وستزيدها تعقيداً وخطورة وتجر العراق جراً حتمياً نحو الانتحار .
Almukhtar44@gmail.com
20-1-2020
Comments