جومرد حقي إسماعيل - البذرة الوطنية وثورة تشرين
- كاتب ومحلل سياسي
- Feb 2, 2020
- 3 min read

البذرة الوطنية وثورة تشرين
بسم الله الرحمن الرحيم
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ () تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ () وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ () يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } .
سبعة عشر سنة مرت على احتلال العراق ومنذ ذلك الوقت وأعداء العروبة والإسلام يعملون بشتى الوسائل والأساليب لضرب وحدة الشعب العراقي وتفتيت أواصره الاجتماعية والدفع بشباب العراق خاصة إلى هاويات التيه والخذلان وإذكاء روح الاحباط في المجتمع العراقي عموماً ، سبعة عشر سنة وكل أصناف الإجرام قائمة على قدم وساق من قبل الاحتلالين الأمريكي والإيراني وميليشياتهما الإجرامية وفي ضنونهم أنهم في منأى من الحساب الدنيوي قبل الحساب الأُخروي ، الحساب الدنيوي الذي يتصدره حكم الشعب الحرّ عندما ينهض في الذود عن عدالة قضيته .
ثلاثون سنة ونيِّف والبعث الخالد يبني الإنسان العراقي الجديد ، ويغذي البذرة الوطنية في النَفَس والروح العراقية ، ذلك العراقي العراقي الذي أبلى بلاءاً حسناً في إنجاح الخطّة الانفجارية وتعافي الاقتصاد العراقي بعد أواسط السبعينيات وبعد أن كان اقتصاده منهوباً قبل ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز المجيدة لعام ثمانية وستين وتسعمائة وألف ، وذلك العراقي الذي لقن الفرس المجوس دروساً في القتال على مدى ثمان سنوات من الحرب الضروس ليتجرع بعدها كبير المجوس الصفويين كأس السم الزعاف وقد أسقط العراقييون أحلام فارس التوسعية في القادسية الثانية ، قادسية صدام المجيدة ، ذلك العراقي الذي كان رائعاً في صموده وأم المعارك الخالدة وما تلاها من حصار ظالم آثم على العراق حتى تكسّر حصارهم وتهشّم وبقي العراق متعافى والبذرة الوطنية ما زالت تنتقل من صِلبٍ إلى صلب مع دوام البعث العظيم في بناء الروح والمعنويات وحال التفاعل الجوهري قائمة بين جماهير الشعب وقيادة البعث المجاهدة .
ذلك العراقي الذي ما انفك يقاوم المحتل الأمريكي ويصبر على أذى إجرام ميليشيات إيران حتى تمكن وبفعل ضربات مقاومته الوطنية من إجبار المحتل الأمريكي ومن معه على الخروج من العراق في سنة أحد عشر وألفين .
قد ظن البعض أن تلك البذور الوطنية قد أذهبتها عواصف الريح الصفراء القادمة من قم وطهران وبددتها ، وظن الخائبون أن الساحة العراقية لم يعُد فيها غَرسٌ وطني وأصبحت متاحة لهم في زرع جيناتهم النجسة في الوسط العراقي وليغيروا من ديموغرافية هذا البلد وقد عادت أحلامهم المشبوهة في تصدير المجوسية القذرة وانطلاقة التوسع من الأرض العراقية الطاهرة .
اليوم ، وتحديداً في الأول من تشرين الأول لعام تسعة عشر وألفين ، أثبتت تلك البذور الوطنية أنها لا زالت تحيا في الضمير والوجدان العراقي وفي أصلاب الشرفاء من أبناء شعبه العظيم ، فنمت وتفتحت زهوراً تحمل بأيمانها رايات ثورة مباركة ، ثورة تشرين ، ولتسقط كل محاولات الفرس المجوس في تغيير شكل المجتمع العراقي وأثبتت دوام سمة الوحدة الوطنية الوطنية رغم كل المحاولات الخبيثة ، ولتثبت أن غرس البعث القائد ما كان في أرض بور ، وأن الإنسان العراقي الجديد لا يخالجه الاحباط وقد تمرس على الصمود والثبات الثوري والعقائدي سنيناً عدداً ، وأنهم قد اجتثوا الشجرة الخبيثة من فوق الأرض و{ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ } .
اليوم ، يجسد شباب ثورة تشرين المباركة بثباتهم الثوري والعقائدي امتدادهم لفعل آبائهم وأجدادهم في القادسية الثانية المجيدة وأم المعارك الخالدة ، وقد أسقطوا المشروع التوسعي الفارسي كما أسقطه من قبل آباؤهم وأجدادهم الأولون ، ويثبت شباب العراق النجباء بأن عمقهم الثوري وبذورهم الوطنية ما زالت وتبقى متصلة بجذورهم الممتدة من بابل نبوخذ نصر وذي قار بني شيبان وقادسيتي سعد وصدام المجيدتين وأم المعارك الخالدة .
فهنيئاً لشباب العراق ثورتهم المباركة ، وهنيئاً للبعث زرعه المبارك ، وهنيئاً للعراق أبناءه البررة .
والله أكبر ، وليخسأ الخاسؤون
Commentaires