الرفيق المجاهد صلاح المختار - من سينتصر في العراق ؟
- مفكر قومي
- Mar 28, 2020
- 3 min read

من سينتصر في العراق ؟
هذا السؤال يتردد أكثر من أي سؤال اخر في العراق الآن بعد أن وصلت التحولات إلى ذروة بالغة الخطورة ، والذي نراه في الميدان هو ما سيقرر النتيجة :
1- نتيجة مقتل سليماني تزداد ظاهرة تفكك نغول إسرائيل الشرقية في العراق وتسربهم هرباً أو التحاقاً بالثوار وبطريقة فضائحية وصلت حد العجز التام عن تحشيد العدد المطلوب لاثبات الوجود ، مقابل تعاظم الالتفاف الجماهيري حول الثورة الشعبية والفشل التام في تفريق الثوار رغم كل الجرائم التي ارتكبت ضدهم .
2- إسرائيل الشرقية تزداد تفككاً وانحداراً في كافة مناحي الحياة ، وكما في العراق فإن ( الحرس الثوري ) وهو أداة القمع الرئيسة يزداد تراجعاً في معنوياته وتتحول واجبات أفراده إلى إسقاط فرض خوفاً وليس كما كانوا سابقاً يندفعون بحماس .
ولعل أبرز مظاهر التدهور السريع في قوة الحكومة الإيرانية هو توسلات وزير خارجيتها محمد جواد ظريف المتكررة بأمريكا والاتحاد الأوربي وبأنظمة الخليج العربي الداعية إلى ( الحوار والتفاوض وترك العنف ) !، معبرة عن سذاجة ظريف حيث يرى كل من تعامل مع إسرائيل الشرقية خلال أربعة عقود أنها عندما تحاصر وتضعف تبدأ بالتظاهر بالرغبة في السلام رغم استمرار جرائمها في كل بلد ولا يمكن لأي إنسان إلا أن يراها وهو يستمع لظريف وغيره يتوسلون من أجل الحوار ! ، جرائم النظام الإيراني أكثر من أن تنسى لأنها تجاوزت كل حدود المنطق واللياقات ، وهنا نرى مقتله فالنظام مثل الملك العاري والذي لا يعرف أنه عاري ولكن كل الناس تراه عاريا ! .
3- ومن مظاهر التدهور الكبير في قوة النظام الإيراني هو تعاظم النقمة الشعبية الداخلية عليه بطريقة غير مسبوقة فقد سقط حاجز الخوف من نظام كان ومازال هو الأكثر دموية ووحشية في التاريخ الإيراني ، وبذلك توفرت فرص سقوطه الحتمي ، ومهما طال بقاءه فإن نهايته قريبة ، لذلك فإنه عاجز عن قهر ثورة الشعب في العراق ولبنان بعد ان تفتقت كافة سدوده وتدفقت مياه النار عليه من كل مكان .
4- اكتسب الثوار في العراق ولبنان خبرة عميقة في كيفية مواجهة النظام في القطرين ولم تعد أساليبه ترهبهم أو تردعهم ، زمام المبادرة أصبح بيد الثوار بصورة غير مسبوقة خصوصاً في العراق ، لأن نغول إسرائيل الشرقية في العراق بغالبيتهم انصاف أُميين أو أُميين بالكامل ومثل هؤلاء بقدر ما يكونوا قساة فانهم بنفس الوقت أجبن خلق الله ورأينا أحدهم وهو الذي سمى نفسه ( أبو عزرائيل ) عشقاً بالقتل حيث كان يتلذذ بشوي أجساد من قتلهم ويصور ذلك متباهيا لكننا رأيناه يبكي ويتوسل بالثوار حينما أمسكوا به ! ، فالأغلبية الساحقة لها عضلات أبو عزرائيل لكنها بلا معنويات تمنعها من الانهيار ، مقابل ذلك نجد الثوار تزداد قوتهم المعنوية لأنهم متعلمون ومثقفون وأصحاب قضية مشروعة وهي تحرير وطنهم من الغزو الفارسي ، فالمعادلة مختلة بين الطرفين لصالح الثوار بطريقة هائلة والفجوة لا يمكن ردمها مهما تفنن النظام الحالي وموجهيه الفرس .
5- ولعل أهم ملاحظة بعد ما سبق هي أن كلا الطرفين الثوار والنظام الفاشي يعرفان بأنه لا حل يمكن الوصول إليه بينهما بالطرق العادية وكل منهما عاجز على التراجع ، فنظام الحرامية والخونة مدان بمئات الأدلة والوثائق الجرمية وليس لديه ما يقدمه للتفاهم بعد أن نهب ثروات العراق وارتكب جرائم إبادة الثوار بطريقة تجاوزت كل حدود المنطق ، ومقابل ذلك نرى الثوار واثقون أن التراجع يعني الانتحار بعد أن وصلوا إلى حافة النصر الحاسم ، فالتراجع الآن ليس له من نتيجة إلا الإبادة الشاملة للثوار وبطرق أشد وحشية فالحرامي والخائن لوطنه عندما يجد فرصة للتنكيل بمن سيحاكمه إذا انتصر لا يترك وسيلة إلا ويستخدمها لقتل الثائر ولنتذكر أُنموذج أبو عزرائيل وكيف تمسكن وهو بين يد الثوار لكنه ما إن أُطلق سراحه حتى عاد للتهديدات والتحريض على القتل ، الخونة والفاسدون لا أمل فيهم والحسم معهم بدحرهم هو الحل الوحيد وهو الفرصة الأخيرة لإنقاذ العراق من شرور بلاد فارس القاتلة .
إذاً ، ما المطلوب في ضوء ما سبق ؟ ، المطلوب الآن الحزم والعزم من أجل الحسم بهذه الطريقة أو تلك فلا مجال للتراجع ولا للحلول الوسط ولا لتأجيل الحسم فالثورة وصلت ذروتها وهي الفرصة الأنسب للحسم ولا يجوز السماح بهمود الذروة ، خصوصاً وأن النظام الفاشي يتصرف كأنه لا توجد ثورة ويصر على فساده وخيانته للوطن ، والحسم الوحيد الضامن لتحرير العراق وشعبه هو تحديداً دفع العملية السياسية المفككة لتسقط فهي لا أمل في نهوضها أبداً إلا إذا أُجهضت الثورة لا سامح الله ، المطلوب هو دفن العملية السياسية التي ماتت عملياً وليس إحياءها عبر إصلاحها ثم عزل كافة رموزها .
وبما أن الثوار في أعلى درجات معنوياتهم وإصرارهم الآن فإن المطلوب زيادة دعمهم من قبل العشائر والتي يجب أن تكون أكثر حزما تجاه القتلة ، أو على الأقل حماية أبناءهم من القتل الجماعي وانتهاك الحرمات مع الماجدات الثائرات ، مثلما مطلوب تعزيز الموقف الوطني العام بتعزيز وحدة الثوار وكافة القوى الوطنية دعماً للثورة لأن الفرصة سنحت والذروة حصلت وهي ساعة صفر الحسم الكامل .
Almukhtar44@gmail.com
23-2-2020
Comments