top of page

الأستاذ عبد المنعم الملا - في ذكرى العدوان


في الذكرى الخامسة عشرة من احتلال العراق ...

لازال الاحتلال مستمراً ، ولاحول ولاقوة الا بالله


لا أعرف إن كان الإحساس المشحون بالظلم والحيف والقهر الذي انتاب كل عراقي وعربي وحر في العالم في 19 اذار 2003 ، قد مر على أولئك الأشرار من المتأمرين والمجرمين الذين رخصوا لأنفسهم للتآمر على العراق وذبحه من الوريد الى الوريد ، فلا أقسى على الإنسان من أن يشهد تدمير بيته وتشريد عائلته وقتل أهله وأطفاله أمام عينيه ، ولا أصعب على بشر أن يعيش هذا الإحساس لما تبقى من عمره .

فالأنظمة التي تدعي حقوق الإنسان والديمقراطية ، تهتز أركانها بالمرؤة والحنين لإنقاذ كلب علق في مجاري مدينة نيويورك أو واشنطن وسكبت سطول من الدمع والحزن على قطة ماتت في مأخور في ضاحية سوهو اللندنية ، هي نفسها تلك الأنظمة التي ذهبت إلى العراق وقتلت أكثر من مليوني عراقي وزرعت الحزن والأسى على وجوه الملايين من العراقيين ، وهجرت وشردت ملايين أخرى داخل وخارج العراق ، لا يعُرف لهم لا مصير ولا مستقبل ، ولازالت تفعل .! ، ولم نرَ قطرة دمع واحدة سكبتها أو كلمة أسفٍ حتى ولو كذباً رغم الملايين الحرة من شعوبهم التي خرجت ضد إجرامهم وإنسانيتهم المفتعلة ودمقراطيتهم المزيفة .

قبل خمسة عشر سنة دنس الغزاة أرض العروبة بغداد ، جاؤوا حاملين معهم كل زناة الأرض والأوغاد ، استباحوا الأرض ودمروها وخربوا ما بنى الأجداد ، وما عمرّ الفرسان بعدهمو والأحفاد .

جاؤوك بغداد محلمين بكل حقد الأرض ، يتنفسون الغدر ويغتسلون بالبغي والبغض ، اغتالوا الشرف بعد أن نالوا العِرض ، وغسلوا بالدم - مقراطيتهم ولم ينتهوا بعد .

في مثل هذا اليوم المشؤوم اُغتصبت بغداد من أعتى وأقذر إرهابييّ العالم ، أمريكا والدول التي ساندتها وبمساعدة إخوانها الخائنين من العرب وجارتها المجوسية الحاقدة إيران ، وبعض ممن يحسبون أنهم أبنائها من الفجرة والضغون ، ولاتزال إلى يومنا هذا وبغداد ترزح تحت حيف وضيم الاحتلال ومرتزقته الدُناة ، الذين سرقو العراق وشعبه ولازالوا يسرقون ويفسدون ويعبثون بحياتهم ، والعراقي صُموت ..!

أأصبح لزاماً على العراقي أن ينتظر خمس عشرة سنة أخرى كي يتأكد أن وطنه استباحه الضلاميون وسرقه المفسدون وتسلط على الحكم فيه المجرمون ؟ ، أأكتب علينا أن نستمع إلى أساطير الأولين ونعيش ماضي الآخرين الذين مزق ذاكرتهم خرف آخر السنين ؟! ، الذين صاروا أبطالاً في سرد ماضٍ شابه الهُتر وحاضر فيه هتك الستر .

أم ينتظر العراقي أن يأتيه الفاتح صلاح الدين ؟! .

العراق لن يحرره إلا العراقيون ، فانظروا إلى حال الأمة بعد أن اُحتل العراق واغتُصب ، امتد سرطان المجوس ليصل كل دول العرب ، وأمسى دهاقنة بني صهيون للأمة راعاة وأرباب ، فتلاشت الأمة وأتى أُوكُلها من كل حدب وصوب ، فالويل كل الويل لأمة ترضى العيش بمذلة أو تنام على كرب .


لندن 19 أذار 2018

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page