النص الكامل لخطاب الرفيق القائد في 7 نيسان 2018
- في ذكرى تأسيس الحزب
- Apr 8, 2018
- 20 min read

بسم الله الرحمن الرحيم
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }
صدق الله العظيم
أيها المناضلون والمجاهدون في وطننا العربي وفي بلاد المهجر
أيها المقاتلون في فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير وفي طليعتهم جيش رجال الطريقة النقشبندية
أيها المقاتلون في فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية
أيها الأخوة والأصدقاء في الجبهة الوطنية العراقية وفي المجلس السياسي العام لأحرار العراق
أيها الأخوة والأصدقاء في المؤتمر الشعبي العربي
يا جماهير أمتنا العربية
تمرُ علينا اليوم ذكرى عزيزةٌ ومجيدة ، هي الذكرى الواحد والسبعون لمولد حزب البعث العربي الاشتراكي حزب الامة وحزب رسالتها الخالدة .
في السابع من نيسان عام 1947 ، في هذا اليوم الأغر انطلق فتيةٌ من أبناء العروبة آمنوا بربهم وبوطنهم الكبير الواحد وبأمتهم الواحدة وبرسالتها الحضارية الإنسانية الخالدة فزادهم إيماناً وهمةً وعزماً انطلقوا يبشرون بمولود الأمة الجديد وأبنها البار ليرفع هذا المولود الكريم راية النضال القومي العربي التحرري ضد الاستعمار والتجزئة والتخلف ، فشاعت وانتشرت عقيدته القومية العربية الإيمانية التقدمية الإنسانية في ربوع الوطن العربي الكبير ، فدخلت عقيدته وفكره القومي التقدمي النير ، ومبادئه وروحه الوثابة في العقول والقلوب لتُنهض وتُحفز شباب الأمة ومثقفيها وعمالها وفلاحيها وعسكرييها الأشاوس ، فحفزهم ونهض بهم هذا الفكر النير على النضال والكفاح من أجل تحرير الإنسان العربي وتحرير الوطن والشعب ثم الانبعاث والتجدد والتطور والتقدم ، وبتأثير عقيدة البعث الإيمانية الرسالية الإنسانية وفكره النير الأصيل ومبادئه ومنهجه الشعبي الكفاحي الثوري التحرري ، قد ثار أحرار الأمة في مصر في يوليو عام 1952 فأقاموا تجربتهم القومية الاشتراكية التحررية الرائدة بقيادة الزعيم القومي البطل جمال عبد الناصر ورفاقه ، وثار أحرار الأمة ضد الاستعمار والتخلف في العراق في 14 تموز 1958 وفي 8 شباط 1963 وفي 17 - 30 تموز المجيدة عام 1968 ، وثار أحرار الأمة ضد الاستعمار والتخلف في سوريا وفي اليمن وفي ليبيا وفي السودان وكان البعث في هذه المسيرة القومية العربية الثورية التحررية في الطليعة ، وكان من صناعها الأساسيين حتى توج مسيرته المجيدة ببناء أول تجربة قومية عربية تحررية اشتراكية حضارية إنسانية في قطر العراق غنيةٌ بالانجازات والانتصارات والتحولات التي لا يحصيها خطاب ولا يحويها كتاب ، بل هي سفرٌ عظيم مجيد سينهل منه المثقفون والباحثون والمؤرخون والشعراء والفنانون والأكاديميون عموماً على مدى الزمن لأجيال الأمة القادمة ، وستظل هذه التجربة التي خطط لها وقادها البعث وبناها شعب العراق ستظل شمساً ساطعةً في سماء الوطن العربي الكبير يهتدي بها السائرون في دروب النضال والكفاح أبد الدهر ولا يمكن إطلاقاً لأمريكا وإسرائيل الغربية وإسرائيل الشرقية ، أن يُغطوا أو يَحجبوا نورَ هذه الشمس الساطعة بغربالهم الخرق المهترئ ، وسيظل البعث المؤمن بالله وبحق أمته الواحدة وبحقها في التحرر والاستقلال وبحقها في الانبعاث والتجدد والتقدم والتطور يحثُ الخطى حتى تتحق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية .
أيها المناضلون والمجاهدون
يا ورثة المؤسسين المبدعين الأفذاذ
يا ورثة رجال الرسالة الأوائل ، محمد صلّى الله عليه وسلّم ، وآله وأصحابه وجنده
ويا ورثة الأبطال الشجعان البناة المبدعين ، يا شباب العراق والأمة
عليكم اليوم وحدكم يقعُ عبئ المسؤولية التاريخية الرسالية في مواصلة المسيرة بنفس الإيمان وبنفس الروحية وبنفس الإصرار وبنفس الهمة ، عليكم اليوم وحدكم يقع عبئ رفع راية الله أكبر عالية في سماء العراق ، وعليكم وحدكم تقع مسؤولية صيانة المبادئ والقيم والمثل الكريمة للأمة .
يا شباب البعث ويا شباب الأمة
ناضلوا وقاتلوا الغزاة المحتلين لوطننا ، تحت ظلال شعار حزب العروبة الرسالي الوارفة ، أمةٌ عربيةٌ واحدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ، ذات رسالة عربية وحضارية إنسانية خالدة أبد الدهر ، وأعلموا أن وطننا الكبير العزيز يمثل وحدة جغرافية وتاريخية وسياسية واقتصادية وثقافية وحضارية لا تتجزأ مهما جار على الأمة الجائرون ، وليعلم القطريون من الأخوة الحكام والمحكومون في وطننا الكبير ومن يساندهم أو يؤيد أنكفائهم القطري ، لا يمكن على الاطلاق لقطر عربي واحد لوحده أن يتحرر ويستقل ويتطور ويبني حضارة دون الأقطار الأخرى مهما أوتي من امكانات وقدرات ، ولذلك كانت وحدة الأمة العربية ووحدة وطنها وتحررها من أعز وأسمى أهداف حزب الرسالة الأول .
إن رب السموات والأرض هو الذي كلفهم بحمل الرسالة وقال لهم { إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } وقال لهم { وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } ، وان حزبَ الرسالة الأول ، هو أولُ من حرر الأمة تحريراً كاملاً وشاملاً ووحدها وأقام دولتها وبنى حضارتها التي أمتدت منذ بعثت نبيها العربي ، صلّى الله عليه وسلّم حتى سقوط الدولة العباسية .
هذه هي عقيدةُ أمتُنا العربية ، التي رفع البعث لوائها في السابع من نيسان عام 1947 وآمنا بها ، على أساس أنها عقيدةُ خيرِ أمةٍ أُخرجت للناس لا بعنصرها ولا بدم أبنائها ، ولا باستعلاءٍ على الأمم ولا استكباراً في الأرض وعلواً على الآخرين ، وإنما لأنها تأمر بالمعروف ، أي تأمر بكل ما يرفع قدر الإنسان ويحفظ حريته وكرامته ويحقق سعادته في الدنيا والآخرة ، وتنهى عن كل ما يَحطُ من قَدرِ الإنسان ويصادر حريتَه ويُكبلُ ارادتَهُ ، ويُلغي دوره في الحياة وتؤمن بالله وبما جاء من عند الله من رسالات ومبادئ وقيم ومثل لإصلاح ما أفسده البشر ، وإعمار الأرض منذ آدم عليه السلام إلى رسالتها الخالدة الخاتمة التي نزلت على نبيها الهاشمي القريشي العربي ، سيدنا وقائدنا ومثلنا الأعلى ، محمد بن عبد الله ، صلّى الله عليه وسلّم وعلى رجال حزبه وجنده وآله وصحبه أجمعين ، ولذلك فأن حزبَنا ، حزبُ البعث العربي الاشتراكي ، وفق عقيدتِه القومية العربية الإنسانية ، يقدس حريةَ الفرد وكرامتَه ، ويُقدس حريةَ المجتمع وارادتَه ، وأنه يُقدس حرية الاعتقاد والكلام والاجتماع والفن ويعتبرها هي العوامل الحاسمة في رفع مستوى المجتمع وتفجير امكانياته وطاقاته الخلاقة المبدعة المكبوتة في أعماقه حتى يأخذ دوره الرائد في مسيرة نهوض الأمة وتحقيق أهدافها في الحرية والتحرر والتوحد والتقدم والتطور ، هذه هي أُمتُنا وهذه هي رسالتُها الخالدة المبدعة التي ظهرت وتَظهر في مراحل متعددة عبر التاريخ الطويل وبأشكال ونماذج متجددة ومتكاملة تلائم العصر وتثريه ، كان هدفها الأساس ولا يزال هو تجديد القيم الإنسانية وإشاعة الحرية التي فَطَر الله الناس عليها وتُرسخ الديمقراطية وإشاعتها بين الأمم والشعوب لكي يحصل التعارف والتآلف والتوادد والتراحم والانسجام بين أمم الأرض وشعوبها وتبعث روح التقدم والتطور الحضاري الإنساني لسعادة الانسان على ظهر الأرض ، هذه هي عقيدةُ أمتِنا وما جاء خلاف ذلك في مسيرتِه فهو ردٌ على من جاء به واستحدثه ، لذلك فأن البعث يعتبر الاستعمار وكل ما يمت إليه بصلة ، من الهيمنة والابتزاز والقهر وعملاء وخونة وأدوات ، عملٌ إجرامي خسيس تكافحه الأمة بكل ما تملك من الوسائل وفي مقدمتها حرب التحرير الشعبية كما حصل من قبل في الجزائر وأرتيريا وما يحصل اليوم في فلسطين والأحواز وفي العراق وسوريا واليمن وتكافح وتناضل الأمة خارج وطنها تضامناً مع الشعوب المقهورة الثائرة ضد الاستعمار تعبيراً عن إنسانيتها وتحرريتها وعن مبادئها وقيمها التي تتلخص في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هكذا تنظرُ الأمةُ وحزبُها الرسالي إلى الإنسان والإنسانية ، فالإنسانيةُ في عقيدتِنا وحدةٌ متكاملةٌ متُمازجة لا يمكن تجزئتِها إطلاقاً فنحن في البعثِ والأمة في انفتاح دائم على الأمم والشعوب نتغذى من حضارتها ومن فكرها وتراثها ونغذيها من عقيدتنا وفكرنا وتراثنا ونفتح أبوابنا مشرعة للتعاون الإنساني القائم على العدل والمساواة وخدمة المصالح المشتركة المشروعة التي تصب في خدمة الإنسان والإنسانية ، هذه هي أمتُنا وهذا هو حزبُنا فما ظهر في مسيرته النضالية على امتداد الواحد والسبعون عام خلاف هذه المبادئ والقيم فهو ردٌ ومدان من قبل الحزب والأمة ، وأن حزَبنا حزبُ رسالي يحملُ رسالة الأمة الخالدة ذاتها فيبعث في الأمة روح النهوض والتجدد ويفجر فيها طاقاتها المتميزة الهائلة في العطاء والإبداع .
أن حزبَنا حزبٌ قوميٌ عربيٌ تقدمي اشتراكي حضاري إنساني يعبر في نضالِه وكفاحِه عن إرادة الشعب العربي في النهوض والتحرر والتوحد لتحقيق شخصية الأمة المتميزة بالعطاء والإبداع لكي نَتمكَن من التواصلِ والتعاونِ مع أمم وشعوب الأرض لتحقيق كل ما يعز الإنسان والإنسانية ويرفع من شأنهما ويوفر الأمن والأمان والرفاه والعيش الرغيد السعيد للإنسان .
أن حزبَنا اشتراكيٌ يُؤمن بأنَّ الاشتراكية العربية النابعة من صميم تراث الأمة وواقعِها وحاجاتِها وحياتِها وتقاليدِها ومنظومة أخلاقِها هي الحل الأمثل والأصوب لتفجير طاقات الشعب وإمكانياته وإبداعاته وعبقريته فتضمن للأمة نهوضاً متسارعاً ومتواصلاً ومتصاعداً في إنتاجها الحضاري المادي والمعنوي معاً ، حزبُنا حزبٌ علماني تَقدمي نَهضوي تَحرري مؤمنٌ بالله وهو يرفض اقحام الدين في السياسة رفضاً مطلقاً لأسباب موضوعية وتاريخية وحضارية .
أن الدينَ الإسلامي الحنيف عند البعث هو ثورةُ الأمة العربية الإنسانية الحضارية على واقعهِا الفاسد المريض المهترئ وهو رسالتُها الخالدة لبناء الحياة الجديدة الزاخرة بالعطاء والنماء والإبداع والتجدد لإسعاد أجيالها في الدنيا والآخرة وليس مجرد طقوس ولاهوتيات تقيد الإنسانَ وتُكبله وأحياناً تُلغي دوره في الحياة كما هو عند بعض المتصوفة المنحرفة وعند الصفويين السيئين والسلفية المتطرفين ، وأحياناً تخلق منه وحشاً مفترساً يوغل في سفك الدماء وتدمير الحياة باسم الدين والدين براء منه كما في السلفية المتطرفة التكفيرية وكما في الصفوية الفارسية التكفيرية ، فنحن ضد تسييس الدين وضد التجارة بالدين وضد التطرف في الدين وضد الإرهاب والتكفير بكل أشكاله وألوانه .
حزبُ البعث العربي الاشتراكي ، شعبي ديمقراطي إنساني ، يؤمن بأن الشعب هو صاحب السيادة المطلقة وهو المصدر الوحيد لكل سلطة ودولة ولا اعتبار ولا قيمة ولا قدسية لأي سُلطةٍ لا تنبثق عن إرادة الشعب الحرة ، وإذا ظهر في مسيرته الطويلة خلاف ذلك فهو ردٌ ومدان ، ولذلك فإن البعثَ يُناضلُ ويعملُ بقوة من أجل رفع مستوى جماهير الشعب العقلي الفكري والإيماني والأخلاقي والاقتصادي والصحي والعلمي لكي يرفع مستواه إلى ما يؤهله لأداء دوره الرسالي الفردي والجمعي وفي محيطه الوطني والقومي والإنساني .
أن حزبَنا ، حزبٌ انقلابي ، إذ يؤمن أن بعث الأمة من جديد وبناء مجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد وتحقيق أهداف الأمة الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية لا يتحقق بالإصلاح السطحي والتطور البطيء التدريجي ، ولا يتحقق بالترقيع ، ولا يتحقق بخطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الخلف ، وإنما يتحقق بالتغيير الجذري الشامل لواقع الأمة الفاسد المتخلف المريض وفي كل مناحي الحياة الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، ويؤمنُ بأن التغيير الجذري الشامل لا يحصل ولا يتحقق بالانقلابات العسكرية ولا باستخدام العنف والسلاح ، وإنما يحصل عن طريق النضال الجماهيري السياسي والفكري والثقافي والاجتماعي لانتزاع السلطة من سارقيها وإعادتها إلى الشعب عبر الأجواء والممارسات الديمقراطية الحقيقية .
أيها المناضلون
يا جماهير أمتنا العربية
أن عدداً من أقطار أمتُنا العربية محتل من قبل قوى غاشمة ظالمة معتدية ، فالعراق تحتله إيران بشكل مباشر وبغطاء وتدليس أمريكي مباشر ، وسوريا تحتلها إيران وروسيا وأمريكا بشكل مباشر ، واليمن تحتله إيران بشكل مباشر ، وفلسطين يحتلها الكيان الصهيوني ، والأحواز تحتله إيران ، لذلك ، فإن من أولويات نضالنا وكفاحنا ، ومن أولويات أهدافنا المبدئية والاستراتيجية والأخلاقية اليوم هو هدف التحرير الشامل والكامل للعراق ثم لفلسطين الحبيبة التي يزداد التآمر على قضيتها وعلى شعبها الباسل المنتفض وعلى أرضها المباركة ، فعلى جماهير الأمة أن تنتفض من أقصى المغرب العربي إلى أقصى المشرق لمساندة شعبنا في فلسطين وأننا نضع المسؤولية التاريخية والأخلاقية الكاملة أمام النظام العربي الرسمي في أن ينتفض هو الآخر لأنهُ يملك كل إمكانات الأمة المادية والمعنوية ويتخذ موقف جماعي ضد عربدة الكيان الصهيوني وضد أمريكا حليفة هذا الكيان وحاميتهُ وراعيتهُ وضد كل من يساند الكيان الصهيوني ، على النظام العربي إيقاف العلاقات الاقتصادية مع أمريكا ومع الكيان الصهيوني وعلى رأسها النفط ، وتجميد العلاقات الدبلوماسية وقطعها إن تمادت أمريكا أكثر بدعم الصهاينة ومقاطعة البضائع الأمريكية ، وإيقاف عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وإلغاء كل الاتفاقيات المشبوهة التي عُقدت معهُ ، ثم لأقطار الأمة الأخرى نقاتل الغزاة وعملائهم بكل الوسائل المتاحة بما فيها وعلى رأسها حرب التحرير الشعبية إن عجزت الوسائل الأخرى عن التحرير ، ومن أجلِ تَحقيقِ هذا الهدف الكبير السامي علينا ان نَعمَلَ بجد :
أولاً ، على إعادة بناء الحزب على الأسس والقواعد الصحيحة الأصيلة التي ورَدَت في عَقيدتِه وفي دسُتورِه وفي نِظامِه الداخلي وتَطهيرِه من كلِ ما لَحِق به من أوزارٍ وأوضار فرزتها السلطة على مدى خمس وثلاثون عام من حكمه في العراق مُستَفيديِنَ من تَجاربِنا الطَويلَة الخصِبة والمليئة بالدروس والعبر .
ثانياً ، ومن أجل هدف التحرير السامي علينا أن نناضل ونكافح من أجل توحيد قوى الأمة التحررية الوطنية والقومية والإسلامية المعتدلة في جبهة كفاح وطني على المستوى القطري ، وجبهة كفاح قومي على مستوى الوطن العربي الكبير .
وفي هذه المناسبة أُحيي المناضلين من البعثيين وحلفائهم وأصدقائهم الذين بجدهم وأجتهادهم وجهادهم وبوعيهم العالي وإيمانهم العميق قد حققوا إنجازات كبيرة على طريق توحيد قوى التحرر والكفاح في الأمة ، وخاصة رجال وأطراف الجبهة الوطنية العراقية ، ورجال ومناضلي وأطراف المجلس السياسي العام لأحرار العراق ، ورجال ومناضلي وأطراف المؤتمر الشعبي العربي ، على صعيد الوطن العربي ، ورجال ومناضلي مؤتمر المغتربين ، وأدعوا رفاق البعث إلى المضي بقوة في طريق توحيد قوى الأمة في مسيرة التحرير والتوحيد والنهوض والتقدم لأن هدف توحيد قوى الأمة الحية وبعث الروح فيها وتصعيد نضالها ضرورةٌ مَبدَئية واستراتيجية وأخلاقية لمسيرة التحرير ولا توحيد للأمة ولا تحرير بدون توحيد نضال جماهير الأمة وقواها التحررية .
ثالثاً ، ومن أجل تحقيق هدف التحرير الاسمى ، علينا أن ندرس تَجرِبتَنا في الحكمِ بعمق وتجرُد وإخلاص لكي نقف على ما لنا فيها وما علينا ونضع تَجرُبتَنا أمامَ شعبِنا وأمام أمتِنا كما هي ولا نخشى لومة لائم في حقنا المشروع والضروري في تقييم تجاربنا من أجل تقويم وتصويب مسيرتنا اللاحقة نذكر انجازاتِنا وانتصاراتِنا الصغيرة والكبيرة كما حصلت ونذكر إلى جانبها أخطائنا وهفواتنا الصغيرة والكبيرة كما حصلت لكي نتذكر ونتقي الله ونتعض ونعتبر ونصحح .
رابعاً ، ومن أجل تحقيق هدف التحرير السامي أن نحشد شعبنا خلف مسيرة التحرير وخاصة الشباب والفلاحين والعمال والكسبة والعسكريين والمثقفين الثوريين الأحرار ، وخاصة الذين قَتَل الغزاة والفرس الصفويون وعملائهم آبائَهم وإخوانَهم وأبنائَهم وأطفالَهم ، وهدموا مساكنهم ودمروا حياتهم واعلموا أن لا ملجأ لهذه الملايين من أبناء شعبنا التي تدمرت حياتُها بعد الله إلا البعث وحلفائه وقوى المعارضة الوطنية عموماً للدفاع عن النفس والعرض والمقدسات ولإنتزاع الوطن من مخالب الغزاة وعملائهم .
خامساً ، ومن أجل تحقيق هدف التحرير المجيد هو أن نُسعر ونُصعد نِضالَنا وكِفاحَنا في كل الميادين العسكرية والسياسية والاعلامية والاجتماعية ، وأن نَرفع من مستوى الأداء والتضحية والفداء ، واعلموا أن عدونا لا يرحم ولا يكل ولا يمل من قتال شعبِنا وأمتِنا ، أنه الحقد الفارسي المجوسي الأسود الأعمى على العرب وعلى رسالتهم الخالدة ، ذبحوا في العراق أكثر من مليونين وربع المليون عراقي ، وفي سوريا أكثر من مليون سوري ، وكذلك في اليمن ، لا يفرقون بين الكبير والصغير حتى الرضيع وحتى الذي في بطن أمه ، ولا بين الصحيح والمريض ، ولا بين الرجال والنساء ، اجتثاث شامل لشعب العراق والذي لم يتمكنوا من قتله أو سجنه أو تغييبه يُهجروه ويُشرِدُوه ويُدمروا حَياتَه ويُحَرمُون عليه التفكير بوطنه وأهله وشعبه .
أيها المناضلون في حزبنا
أيها الأخوة والأصدقاء والحلفاء والأحرار في شعبنا وأمتنا العربية
أن حزبَنا ، حزبُ البعث العربي الاشتراكي في قطر العراق قد أوقف القتال ضد الغزاةِ وعملائِهم يوم أدخلوا داعش إلى العراق ، أدخلها الغزاة أمريكا وإيران للتشويش على المقاومة ولقتالها وإيقاف تقدمها بعد أن حققت تقدم هائل في طريق التحرير ، ثم لكي يتخذوا منها غطاء لعودة أمريكا عسكرياً إلى العراق ولإعطاء مبرر رسمي لتمكين إيران من استكمال احتلال العراق والهيمنة على كل مفاصل الحياة فيه ، ثم لكي تتاح لهم الفرصة مُريحة لقتل الشعب وتدمير المدن وهدم المساكن على أهلها ودمروا 80% من المدينة قتلوا ستين ألفاً من أبناء الموصل بحجة تحريرها وإلى اليوم آلاف القتلى في الجانب الأيمن من الموصل تحت الأنقاض وضمير النظام العربي للأسف في غياب ، بل هو في موت سريري أبدي لا يسمع ولا يُبصر ما يجري في العراق ويجري في الأمة ، هذا هو الخسران المبين لكم في الدنيا والآخرة
أيها الأخوة الحكام العرب
يا ما أسرع هرولتكم ورد فعلكم عندما يُقتل امريكي أو يُقتل أوروبي تقومون مشدوهين وتصرخون بأعلى أصواتكم شاجبين ومعزين ، وشعبكم العربي يُقتّل ويُذبّح رجالُه ونسائُه واطفالُه وتُدمر حياتُهم ويُشردون ويُهجرون خارج أوطانهم في العراق وفي سوريا وفي فلسطين وفي اليمن وفي الأحواز ، قتلوا أكثر من مليونين وربع المليون عراقي علناً نهاراً جهاراً أمام أسماعكم وأبصاركم وبطريقة الإبادة الجماعية وأنتم سامدون ، صمٌ بكمٌ كأنكم لا تبصرون ، هل نسيتم أو تناسيتم قول الحبيب المصطفى ، صلّى الله عليه وسلّم (( الساكت عن الحق شيطان أخرس )) ؟ ، وهل نسيتم أو تناسيتم قوله تعالى { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ } ؟ ، هل نسيتم اليوم الذي سيقول فيه الحق { وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ } ؟ ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، ولا تنفع أمريكا ولا روسيا شيئاً .
أيها المناضلون في حزبنا
أيها الحلفاء والأصدقاء والأحرار في أمتنا العربية
أرجوا أن لا يتصور أحد منكم أنني أعلن الحرب على النظام العربي ، كلا ، لأن معركتنا الأساسية مع الغزاة المحتلين الفرس وعملائهم بشكل خاص ، ولكن ، أردت أن أضع الحقائق الساطعة الدامغة أمام الأخوة الحكام العرب وأمام جماهير أمتنا وأذكرهم بمسؤولياتهم ، فنحن في البعث ، وفي الجبهة الوطنية العراقية ، وفي المجلس السياسي لأحرار العراق مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومع عاصفة الحزم في اليمن ومع دول الخليج العربي ضد التهديد الفارسي لها ، فأنا اليوم أضع الحقائق بصراحة ووضوح أمام جماهير الأمة أولاً ، ثم أمام الأخوة حكام العرب ، فأقول ، وللأسف أننا في البعث وفي القيادة العليا للجهاد والتحرير ، وفي الجبهة الوطنية العراقية ، والمجلس السياسي مع كل فصائل المقاومة والمعارضة لا نفهم موقف المملكة العربية السعودية العزيزة من شعب العراق ومقاومته الباسلة ومحنته مع الاحتلال الإيراني البغيض ، حيث أدرات ظهرها لهذا الشعب الذي نزف أنهراً من الدماء دفاعاً عن الأمة وخاصة الدول المهددة من قبل الفرس ، كيف نفهم أن المملكة هي المستهدف الأول بعد العراق من قبل إيران وتمد المملكة يد التعاون والتأييد والمناصرة للنظام الإيراني في العراق الغير مشكوك في إيرانيته ؟!!! ، كيف نفهم موقفها مع الميليشيات الإيرانية المجرمة التي قتلت مئات الآلاف من أبناء العراق وهدمت مدنَهم وسلبت أموالَهم ولازالت إلى اليوم موغلة في إجرامها مثل المجلس الأعلى الصفوي وسرايا السلام قتلت العراقيين على الهوية وميليشيا بدر التي يعرف العالم كله ارتباطها المباشر بولي الفقيه ؟ ، وأقول ، لئن حصلت مواجهة بين إيران والمملكة لا سمح الله فستكون ميليشيا بدر في مقدمة القوات التي ستقاتل المملكة بل سيقاتلها ما يسمى بجيش العراق الذي ملئ ودمج بالميليشيات الصفوية والمعبئ بالفكر الصفوي المعادي للعرب .
أملنا أن تعي المملكة العربية السعودية الشقيقة خطورة موقفها من قضية العراق وأن تعلم أن ترامب سوف لن يقاتل إيران إلى يوم القيامة ، وإنما الذي سوف يقاتل إيران إذا أعتدت على المملكة العربية السعودية هو شعبنا في العراق وفي الوطن العربي الكبير .
أملنا كبير بحكمة خادم الحرمين الشريفين وبشجاعة ولي عهده الأمين أن يجنبوا المملكة العربية السعودية من مطب ومخاطر إقامة علاقات مع الميليشيات الطائفية المرتبطة بإيران عقائدياً وعسكرياً وسياسياً وخاصة المجلس الأعلى وبدر الذين قتلوا عشرات الآلاف من خيرة أبناء العراق ويؤكدون في كل مناسبة أنهم إذا حصل حرب لإيران سيقاتلون معها حتى ولو ضد العراق ، أن الميليشيات الفارسية الصفوية التي باتت تُهادنها وتدعمها المملكة العزيزة اليوم للأسف ستكون في طليعة الأذرع الإيرانية المسلحة التي تقاتل المملكة العربية السعودية وتهدد أمنها لا سمح الله ومع ذلك كُلَه سَنظًلُ مع المملكة العربية السعودية قلباً وقالباً ونقف إلى جانبها بكل ما نملك من امكانات وقدرات لأننا نعلم علم اليقين أن المؤامرة الدولية الكبرى التي دمرت العراق وسوريا واليمن وليبيا هي نفسها تستهدف المملكة العربية السعودية لما تمتلك المملكة العزيزة من امكانات مادية ومعنوية هائلة ولما تملك من ثقل سياسي وعسكري واقتصادي ولما تملك المملكة من قيادة حكيمة وشجاعة وصادقة يجعلها ردءً أميناً وقوياً للأمة في صراعها مع قوى الشر والعدوان كما نراها اليوم في اليمن .
أيها المناضلون والأحرار في وطننا العربي الكبير
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
أن المؤامرة الامبريالية الاستعمارية الصهيونية الفارسية الكبرى على العراق أنها لا تستهدف العراق لذاته فقط وإنما تستهدف العراق لدوره الطليعي في مسيرة الأمة ، وهي بذلك ، فإنها تستهدف الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، لقد حققت كامل أهدافها المادية في العراق فقتلت وشردت وهجرت الملايين من شعبه ودمرت كل معالم حياته على الأرض ولكنها لم ولن تستطع لَي أرادتِه ولا كَسرَ عزيمته وإضعاف همتِه وسوف ينتفض هذا الشعب العظيم ولم ولن تستطع إسكات صوتَ بندقيته وسوف يسحق المؤامرة وأطرافها تحت أقدامه طال الزمن أو قصر وسوف يتحرر العراق ويعودُ إلى أمتِه طليعةً رائدةً في مسيرتها التحررية ، لقد أستهدفت تلك المؤامرة سوريا وقتلت وهجرت وشردت الملايين من شعبها ودمرت كل معالم حياته على الأرض ولكنها بكل جبروتها وبطشها لم ولن تستطع كسر إرادة الشعب السوري وعزمَه على سحق المؤامرة وأطرافها وتحرير سوريا وإعادتها إلى حضن الأمة ، وهكذا فعلت المؤامرة الكبرى في اليمن ، وهكذا فعل شعبنا العربي في اليمن معهم بدعم واسع من التحالف العربي وسيواصل شعبنا اليمني جهاده بإذن الله وفي ظل خيمة التحالف العربي حتى سحق المؤامرة وأطرافها وعلى رأسهم الفرس الصفويون وتحرير اليمن وعودته إلى حضن الأمة ، وهكذا فعلت المؤامرة وأطرافها أئمة الظلم والطغيان في ليبيا وسينتصر الشعب الليبي بإذن الله وسيسحق المؤامرة وأطرافها ولازالت المؤامرة الكبرى على الأمة قائمة بِضَجِها وضَجيجَها تستهدف مصر العروبة وسيقف لها ولأطرافها جيشنا المصري العربي البطل ، جيش عمرو بن العاص ، جيش صلاح الدين الأيوبي ، جيش أحمد عرابي ، جيش البطل القومي جمال عبد الناصر بالمرصاد مرة ثانية أدعوا العرب حكومات وجماهير لمساندة مصر في مواجهتها للمؤامرة ، وأدعوا الشعب المصري ومن موقعي كمواطن عربي قومي الالتفاف حولَ قيادتِه ودولته ودعم ومساندة جيشَه العربي العظيم في مواجهة المؤامرة القذرة وأدعوا العقلاء والمؤمنين من حركة الإخوان في مصر وهم كثر والذين نكنُ لهم كل الاحترام والتقدير أن يصححوا مسارهم وأن يعوا خطورة المؤامرة على وطنهم وشعبهم والله لولا الجيش المصري البطل وقيادته الوطنية الشجاعة لَحصلَ في مصر ما لا يُحمد عُقباه لَحَصَل لِمِصر كما حصل لسوريا وكما حصل لليبيا وكما حصل لليمن ولربما لحصل لمصر كما حصل للعراق لا سمح الله .
أيها الأخوة في الله والأشقاء في العروبة في حركة الإخوان المسلمين في مصر
والله أنني لم أرى ولم أسمع ولم أقرأ في التأريخ أن حركة أو حزباً أو معارضة تناصب العداء لجيش وطنها وشعبها وتعمل بقوة على تشويه سمعتِه إلا ما حصل للأحزاب الصفوية الخائنة والعميلة في العراق المرتبطة مباشرة في دولة فارس ، هؤلاء ناصبوا جيش العراق العداء والحقد الأسود وقاتلوه في حرب القادسية وقتلوا خيرة رجاله بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ، أقول ، أجلوا ثاراتكم إن كانت لكم ثارات أو أهداف أو مواقف سواء مع قيادات عسكرية مُعينة أو مدنية أو مع رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي وحكُومتِه ، لأن الرئيس السيسي وحكومَتُه وجيش مصر اليوم شئتم أم أبيتم هم يمثلون اليوم صمام الأمان لمصر لعبور مرحلة المخطط التآمري الدولي على مصر ، وسواء رضينا نحن أم أبينا ، فنحن في البعث نقدر تضحياتكم الكبيرة ، ساندوا جيشكم أيها الأخوة وآزروه في حربه ضد الإرهاب حتى ينتصر ثم قرروا ما شئتم من مواقف مع حكومة بلدكم ونظامه الرسمي .
تحية تقدير واعتزاز إلى جيش مصر العروبة ، وتحية لشهادئه وشهداء الشعب المصري في معركته مع أذرع المؤامرة الكبرى داعش وأخواتها .
ولتعلم جماهير أمتنا ، أن من أهداف المؤامرة الكبرى على الأمة العربية ، هو تفكيك وحدة الخليج العربي التي تمثل النواة الصالحة الناضجة لتحقيق وحدة الأمة أو تمثل النموذج والقاعدة لانطلاق نضالنا الوحدوي وذلك لما تملك دول الخليج العربي من موقع جغرافي استراتيجي من وطننا الكبير ومن منطقة الشرق الأوسط ولما تملك من امكانات اقتصادية هائلة وتملك قاعدة للنهوض والتقدم عدا ما قدمته دول مجلس تعاون الخليج العربي منذ تأسيسه من مواقف عربية أصيلة ودعم كبير مالي وسياسي وعسكري للدفاع عن مصالح الأمة العربية الأساسية ، وخاصة في فلسطين والعراق عند تصديه للغزو الخميني ولكل أقطار الأمة الفقيرة .
أن مجلس التعاون قد أغاظ الكيان الصهيوني وأغاظ الفرس الصفويين وأقض مضاجعهم فوضعوا المخططات الجهنمية وبإشراف أمريكا ومعاونتها لتفكيك وحدة الخليج العربي وتدميرها ثم استنزاف ما لدى هذه الدول من امكانات اقتصادية هائلة وإيقاف تطورها وتقدمها وإبعادها عن معارك الأمة الأساسية في فلسطين وفي العراق وسوريا والأحواز واليمن ، والتهديدات الإيرانية الصريحة والمباشرة للملكة العربية السعودية والبحرين والكويت ، فاتخذوا من قطر أو صوروا قطر بُعبعاً لإخافت دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ، وذلك بدعمها للأحزاب والمنظمات الإسلامية الغير متشددة والغير إرهابية مثل حركة إالمسلمين وحماس حتى أنفجر موضوع قطر وفجر مجلس التعاون وكان الخاسر الأول في هذه اللعبة الامبريالية الصهيونية الفارسية هي المملكة العربية السعودية ثم قطر ثم الإمارات والبحرين ، والخاسر الأكبر هو الأمة العربية ومحنتها في فلسطين وفي العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي ليبيا وفي الأحواز .
فـإنني ، باسم البعث العربي الاشتراكي ، وباسم شعب العراق ، وباسم جماهير الأمة العربية ، أدعوا أطراف القضية ، ادعوا خادم الحرمين الشريفين بحكمته وخبرته الطويلة ، وأدعوا الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت بخبرته وحكمته ، وأدعوا الشيخ حمد بن خليفة الأب الوالد كما يسموه القطريين بحكمته وخبرته ، وأدعوا الملك حمد بن عيسى ملك البحرين بحكمته وخبرته ، وأدعوا الشباب بهمتهم العالية وشجاعتهم سمو الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر ، وسمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة ، وسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ، أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الأمة العربية فوق كل اعتبار ثم مصلحة أقطارهم ودولهم ثم أهمية وحدة دول الخليج العربي فإنها مؤامرة قذرة صاغتها المخابرات الأمريكية الصهيونية الصفوية لإيذاء الجميع دون استثناء ، ثم لإيذاء الأمة المستباحة من أقصى مشرقها إلى أقصى مغربها ، أن يلتقوا بينهم ولا يسمحوا للقوى المتآمرة على الأمة التدخل في هذه القضية ويحلوا جميع المشاكل وينهوا القضية فوراً ، لكي تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي التي كانت عليه قبل الأزمة ويعود مجلس التعاون الخليجي زاهياً قوياً أمام أطماع الفرس ، ولتعلم المملكة وكل دول الخليج أن خسارة قطر أو عزل قطر هو خسارة مؤلمة لهم أولاً وللأمة ثانياً ، وخسارتها وعزلها لا يصب إلا في مصلحة أعداء الأمة الأساسيين ، الكيان الصهيوني والكيان الصفوي ، وغيرهم ، ولتعلم الشقيقة قطرأنها بدون المملكة العربية السعودية وبدون دول الخليج وبدون أمتها العربية لا تساوي شيئاً ولو وقفت معها كل دول العالم لأن الهوية لا تبدل ولا تغير ولا تباع ولا تشترى وكذلك الأمر بالنسبة للآخرين من دول الخليج العربي .
أيها المناضلون
يا جماهير أمتنا
أننا في البعث وفي القيادة العليا للجهاد والتحرير رغم آلامنا ومعاناتنا لما يحدث في العراق من إبادة جماعية لشعبه وتدمير كل عوامل الحياة فيه على يد الفرس وعملائهم فإننا لمحزونون على ما يجري في سوريا الحبيبة التي تكالبت على شعبها كل قوى الشر في العالم يتقدمهم الفرس الصفويين وبغطاء أمريكي ، فقتلوا أكثر من مليون سوري وهجروا وشردوا أكثر من عشرة ملايين من شعبها ودمروا كل معالم الحياة فيها ، ولقد رأيتم كيف بدأت المؤامرة على سوريا كما بدأت في العراق تماماً وقد وصلت اليوم كما وصلت إليه في العراق ، لقد بدأت الثورة السورية بانتفاضة شعبية سلمية وبمطاليب بسيطة تتعلق بحرية الإنسان ومعيشته فحركوا النظام واستدرجوه لكي يتصدى لها بالسلاح وحركوا أطراف من الانتفاضة لكي يردوا على النظام بالسلاح كحق مشروع للدفاع عن النفس وانتصرت المقاومة حتى وصلت إلى أسوار القصر الجمهوري في دمشق وأخلت الرئاسة القصر ، فجاء الحلف الأمريكي الصهيوني الفارسي بداعش وأمدها بالمال والسلاح والتدريب ، حتى تفوقت على المقاومة الوطنية بل حتى قصمت ظهرها وأختلط الأمر وتحول الموضوع في سوريا من شعب منتفض ومقاومة وطنية ضد نظام دكتاتوري قمعي منحرف إلى إرهاب ورفع الغزاة شعار محاربة الإرهاب وخَفَّ بريقُ المقاومة وأختفى عنوانها العريض حتى أصبح الصراع اليوم هو صراع إرادات خارجية لتقاسم المصالح والمغانم في سوريا بين الأمريكان وإسرائيل وروسيا وإيران ، هكذا يفَعلُ الاستعمارُ في أمتِنا وهكذا فَعَلوا في اليمن وفي ليبيا وهكذا سَيفعلونَ في أقطارِ أمتُنا الأخرى إن لم يعي الأخوة حكام العرب هذه الحقيقة وإن لم ينهض شعبُنا العربي ويحطم القيود والأغلال التي كبلته واستعبدته ، وهنا أقول لمناضلي البعث في العراق أولاً ، ثم في وطننا الكبير ، لقد كان حزبكم العظيم منذ انطلاقته في 7 نيسان عام 1947 إلى يومنا هذا يمثل الشرارة الأولى لثورة الأمة ويمثل الطليعة ويمثل الراية العالية في مسيرة الكفاح والنِضال التَحرري لأمتنا فحافِظوا على هذه السمة في حزبكم وعززوا هذه المكانة في قلوب المؤمنين من أبناء أمتنا وفي قلوب أحرار العالم وواصلوا النضال والكفاح بهمة عالية وبعزمٍ لا يلين وبكل أشكاله وفي مقدمته الكفاح المسلح في الأقطار التي يحتلها الغزاة ، واعلموا أن الله القوي العزيز تعهد لنا بالنصر أذ قال جل جلاله { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } .
أما موضوع حجز ومصادرة أموال أكثر من أربعة آلاف عراقي شريف خدم العراق أكثر من نصف قرن بأمانة وشرف ونزاهة وأبدع في خدمته يمثل هذا القرار الإجرامي اللا قانوني واللا إنساني لطخة عار سوداء في جبين الإدارة الأمريكية التي تدعي زوراً وبهتاناً بالحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وحريته ، ويمثل هذا القرار لطخة عار في جبين النظام العربي الفاسد المتواطئ المتآمر على شعب العراق ، ويمثل لطخة عار في جبين الاعلام العربي والعالمي المتواطئ مع الاحتلال وعملائه أذ أغمض عينه عن الحق وتخاذل وخنع لإدارة الطغاة البغاة الغزاة ، أن هذا القرار وقتل أكثر من مليونين وربع المليون عراقي وتدمير الموصل والرمادي والفلوجة وديالى وصلاح الدين قد كشف عورة أمريكا وعورة حلفائها الغزاة وفضح ادعائهم بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكشف عورة النظام العربي في جبنه وتخاذله وتواطئه مع الغزاة وعملائهم ، هكذا تتعامل أمريكا مع حرية الإنسان وحقوقه في العراق ، وهكذا هي ديمقراطيتها المسخ ومفهوم حرية الشعوب عندها ، تباً لها ولعملائها ولحلفائها .
وأني أعلن في هذه المناسبة التاريخية الكريمة العزيزة بمولد الحزب ، ثم بمناسبة الذكرى الخامسة عشر البغيضة الأليمة لغزو العراق واحتلاله وتدميره ، أقول ، باسم شعب العراق العظيم ، وباسم مقاومته الباسلة ، إن لم يحصل تغيير جذري في العملية السياسية ، وإن لم يُلغى الاجتثاث والحظر عن حزب البعث العربي الاشتراكي ، وإن لم يصدر عفو شامل عن السجناء والموقوفين وإطلاق سراحهم وإطلاق سراح المخطوفين والمغيبين ، وتعويض المتضررين بسبب الاحتلال ونتائجه وبسبب الاجتثاث ونتائجه ، أننا سنذهب مضطرين إلى إعلان حرب التحرير بأذن الله ورفع السلاح مرة ثانية لضرب العملية السياسية ورموزها العملاء والخونة ، وسنضرب مصالح الدول العسكرية والاقتصادية التي تقف إلى جانب حكومة الاحتلال ، ونضرب التواجد الإيراني العسكري والمدني والاقتصادي والاجتماعي ، سنقاتلهم جميعاً بأبناء المليونين وربع المليون شهيد عراقي ، سنقاتلهم بأبناء المئة وستون ألف شهيد بعثي ، سنقاتلهم بأبناء الذين دَمروا بيوتَهم ومزارعَهم ومصالحهَم ، ونهبوا أموالهم ، سنقاتلهم بأبناء المشردين والمهجرين ، ذلك ، لأن التحالف الأمريكي الفارسي الصفوي قد وضع الشعب العراقي ووضعنا نحن البعثيون وجماهيرنا بين خيارين لا ثالث لهما ، أما الموت والتشريد والتهجير وإما القتال بالسلاح دفاعاً عن النفس والمال والأهل والعرض والوطن والمقدسات ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
خمسة عشر عاماً يحكم عملاء إيران العراق نيابةً عنها ، خربوا ودمروا وهدموا كل معالم التطور والتقدم في الصناعة والزراعة والصحة والتعليم والخدمات ، وعادوا بالعراق إلى زمن " العصملي " كما يقولون في الريف وأسوء ، وقتلوا الملايين وشردوا وهجروا الملايين وخطفوا وغيبوا عشرات الآلاف من أبنائكم ورجالكم ودنسوا واستباحوا حرماتكم ومقدساتكم وسجونهم ملئى برجالكم وشبابكم ، وأعلموا أن من سيأتي في هذه الدورة الانتخابية هو أسوء بكثير من السيئين الذين سبقوه لأنهم جميعاً مجرد أدوات بيد إيران لتنفيذ مشروعها في العراق فقاطعوا الانتخابات وشمروا عن ساعد المقاومة والمعارضة وبكل أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح أن لم يحصل تغيير جذري على العملية السياسية الفارسية الصفوية ، وأن لم تُطرد إيران ويحال عملائها إلى المحاكم الوطنية والدولية لما اقترفت أيديهم من سفك الدماء والإبادة الجماعية لشعبنا وسرقة أمواله وثرواته .
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا جماهير أمتنا العربية
تمر علينا هذه الايام ذكرى أليمة وحزينة ، هي الذكرى الخامسة عشر لغزو العراق واحتلاله وتدميره أرضاً وشعباً وحضارة ولم يبقوا فيه حجراً على حجر ، سرقوا أمواله ونهبوها وكان أسوء مفصل عبر الخمسة عشر عام هو يوم اتفاق الفرس والأمريكان والانكليز على تسليم العراق والأسرى من رجاله إلى الفرس الصفويون لكي تمضي إيران وأدواتها نيابةً عنهم باستكمال ما دمروه وما خربوه ولكي تمضي إيران في التغيير الديموغرافي بكل حرية في مناطق كثيرة من العراق ولكي تمضي إيران وعملائها بفرسنة وخمئنة الضعفاء من أبناء العراق وذلك يتم بالترهيب والتهديد وبالقتل والتشريد وتدمير حياتهم أو الانصياع لمخططهم الإجرامي الرهيب ، قتلت إيران وعملائها الأذلاء قائد الحزب ورئيس الدولة وقائد المسيرة الوطنية الرفيق صدام حسين ، وقتلوا اثنين من أعضاء القيادة القومية وعشرين عضواً من أعضاء قيادة قطر العراق وقُتلَ أكثر من ألف ومئتين من الكادر الحزبي وكادر الدولة وقتلوا أكثر من مئة وستون ألف بعثي وقتلوا أكثر من مليوني عراقي في إحصائية دقيقة قدمت إلى قيادة الحزب عام 2014 ، واستمر القتل بنفس الوتيرة ثم تصاعد بعد مجيء العبادي إلى عشرة أضعاف عما كان في زمن المالكي ، العبادي هو الذي أمر بتدمير الفلوجة والرمادي ، وهو الذي أمر بتدمير الموصل وقتل أهلها ، وهو الذي أمر بتدمير تكريت والبيجي والدور وخطف أكثر من أربعة آلاف مواطن من أهل صلاح الدين ، وسيمضي الفرس تحت راية العبادي بتصعيد القتل والملاحقة والتدمير بحجة محاربة داعش والإرهاب إن لم يحصل تغيير جذري في مواقف وسياسات العرب من مصيبة العراق ، وأن يعي شعبنا حقيقة ما يجري عليه من مخططات لمزيد من القتل والتدمير ، وليعلم العالم كله ، أن ما حصل للعراق بعد الاحتلال وبعد أن استلمته إيران هو قتل جماعي لشعب العراق وتدمير شامل لأرض العراق وحضارته ولم يبق لنا المخطط الصفوي في العراق نحن في البعث وفي المقاومة المسلحة وفي المعارضة الوطنية أي خيار غير خيار المقاومة المسلحة الدائمة حتى طرد إيران وعملائها وتحرير العراق .
أقدم شكرنا وتقديرنا لألمانيا وفرنسا لموقفهم الإنساني المستقل في مجلس الأمن بشأن غزو العراق ونشكر جميع دول العالم التي وقفت ضد الغزو والتي لم تعاونه على الغزو والاحتلال وندين بشدة جميع الدول التي تحالفت مع الغزاة وقدمت لهم المساعدة على غزو العراق واحتلاله واستعماره .
تحية تقدير وإجلال إلى شهداء البعث وعلى رأسهم القائد صدام حسين ، الأمين العام للحزب ، رئيس الجمهورية .
تحية تقدير لأرواح شهداء الشعب في نينوى وفي الأنبار وفي ديالى وفي صلاح الدين وفي بغداد وفي الجنوب وفي الفرات الأوسط
وليخسأ الغزاة المعتدون المجرمون
وليخسأ الفرس الصفويون وعملائهم
تحية وتقدير إلى قادة وضباط ومراتب جيشنا الباسل
تحية وتقدير إلى مناضلي البعث وحلفائهم وأصدقائهم
تحية خاصة إلى المؤسسين وعلى رأسهم الرفيق أحمد ميشيل عفلق
تحية إلى كل المبدعين الشجعان الذين شيدوا تجربة النهوض الحضاري في العراق وعلى رأسهم القائد المبدع صدام حسين
وإلى مزيد من الاستعداد والتحشيد لخوض معركة الشرف والعزة والكرامة لتحرير عراقنا الحبيب ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Comments