top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - إضاءات من خطاب القائد عزّة إبراهيم - 2


- إضاءات من خطاب القائد عزّة إبراهيم -

- الحلقة الثانية -


في خطابة التاريخي حدد القائد المجاهد مهمة المرحلة القادمة في العراق بدقة ووضوح عندما قال : ( إن لم يحصل تغيير جذري في العملية السياسية ، وإن لم يُلغى الاجتثاث والحظر عن حزب البعث العربي الاشتراكي ، وإن لم يصدر عفو شامل عن السجناء والموقوفين وإطلاق سراحهم وإطلاق سراح المخطوفين والمغيبين ، وتعويض المتضررين بسبب الاحتلال ونتائجه وبسبب الاجتثاث ونتائجه ، أننا سنذهب مضطرين إلى إعلان حرب التحرير بإذن الله ورفع السلاح مرة ثانية لضرب العملية السياسية ورموزها العملاء والخونة ) ، وأضاف ما هو أهم عندما أكد ( وسنضرب مصالح الدول العسكرية والاقتصادية التي تقف إلى جانب حكومة الاحتلال ونضرب التواجد الإيراني العسكري والمدني والاقتصادي والاجتماعي ، سنقاتلهم جميعاً بأبناء المليونين وربع المليون شهيد عراقي ، سنقاتلهم بأبناء المئة وستون ألف شهيد بعثي ، سنقاتلهم بأبناء الذين دَمروا بيوتَهم ومزارعَهم ومصالحهَم ، ونهبوا أموالهم ، سنقاتلهم بأبناء المشردين والمهجرين ذلك لأن التحالف الأمريكي الفارسي الصفوي قد وضع الشعب العراقي ووضعنا نحن البعثيون وجماهيرنا بين خيارين لا ثالث لهما ، أما الموت والتشريد والتهجير وإما القتال بالسلاح دفاعاً عن النفس والمال والأهل والعرض والوطن والمقدسات وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .

لِمَ أعلن القائد المجاهد في هذا الوقت بالذات أن خيار العودة للمقاومة المسلحة سيكون حتمياً إذا لم تنفذ الطلبات المشروعة للشعب والتي تبناها الحزب ؟ ، واضح لأي متابع بأن البعث حاول منذ سنوات أن يصل لحل يجنب العراق وشعبه المزيد من الآلام والخسائر البشرية ، فطرح مشروع المصالحة الوطنية الشاملة وعممه على كافة الأطراف العراقية وأوصله لوزارات الخارجية للدول الكبرى وللأحزاب والبرلمانات والإعلام العالمي والعربي ، وأخذ يجري اتصالات داخل العراق وخارجه من أجل تطبيق مشروعه للمصالحة .

وهنا يجب أن نذكّر بسبب طرح البعث لمشروع المصالحة والذي وردت فقرات منه في خطاب القائد رغم قناعته بأن من يقرر ليس الأحزاب المشاركة في العملية السياسية بل إسرائيل الشرقية وخامنئي تحديداً وكل الأطراف تابعة له أو تنفذ أوامره ، ولكن حزبنا وبعد أن درس الحالة النفسية لشعبنا في ضوء الكوارث الهائلة التي سحقت الملايين وشردتهم ونهبت دورهم وأموالهم واغتصبت نساءهم ودمرت مدنهم بالكامل ووصول أغلب أبناء الشعب إلى حالة عدم القدرة على تحمل المزيد وصار مطلب إنهاء الكوارث يعلو فوق بقية المطالب الشعبية قرر الحزب تبني هذا المطلب احتراماً للميل الجماهيري العام رغم قناعته التامة بأن مشروع المصالحة لن يقبل أو ينجح ، فالحركة الثورية عندما تقرر التغيير وفي بيئة اختلاط المؤثرات وتعقد الأوضاع تراعي ليس فقط مصالح الجماهير بل تهتم أيضاً بمعرفة نبضها ومزاجها حتى لو كانت فيه عناصر غير صحيحة ، وفي تلك الفترة قرر البعث أن يزداد التصاقاً بالجماهير فتبنى مشروع المصالحة الوطنية الشاملة احتراماً لتوجهات الجماهير النفسية من جهة ، وحرصاً منه على إيصال الجماهير نفسها التي أخذت تطالب بأي حل ينهي الكوارث إلى قناعة عملية بأن البعث لم يترك فرصة إلا واغتنمها لإنهاء الكوارث ولكن الأطراف الأخرى هي التي رفضت ذلك من جهة ثانية .

وهذا التوجه يشكل أحد أهم سمات الحزب الثوري الناجح .

والآن تيقنت الجماهير العراقية بأغلبيتها الكاسحة بأن من يمنع المصالحة وإنهاء الكوارث هي الكتل المشاركة في العملية السياسية تنفيذاً لأوامر خامنئي وحماية لمكاسبها غير المشروعة خصوصاً النهب لملايين الدولارات وليس البعث وحلفاءه ، وتجسدت قناعات الجماهير في تعاظم ظاهرة شتم وإهانة رموز العملية السياسية علناً ومهاجمة إسرائيل الشرقية مباشرة مثل الهتاف الجماهيري الشجاع ( إيران بره ... بره ، العراق حرة ...حرة ) ، بل ترسخت قناعة أغلب الجماهير خصوصاً بعد كارثة تدمير الموصل بأن كوارث اللصوص والاحتلال الإيراني والحماية الأمريكية للفساد والاحتلال لن تنتهي إلا بالقوة وأن التضحيات المطلوبة لتحرير العراق ومهما بلغت لن تكون أكثر من الخسائر البشرية والمادية التي وقعت في الفلوجة وصلاح الدين وديالى ونينوى بل أقل منها بكثير ولكنها تضحيات سوف تنهي الكوارث بإسقاط العملية السياسية وإنهاء عهد النهب والإبادة الجماعية والتهجير المنظم ... الخ .

وفي ضوء ما تقدم ، اتخذ الحزب قراره بوضع من يحمي الوضع الحالي في العراق أمام خيارين : فإما تلبية مطاليب الشعب والتي وردت في خطاب القائد أو العودة إلى المقاومة المسلحة .

وبالطبع فإن العودة هذه تفرض بعض التوضيحات :

1- يجب التذكير بأن البعث أوقف المقاومة المسلحة للمحافظة على كوادر المقاومة ومنع سحقها وهي خطة عرفها الحزب فور تسليم الموصل لداعش في عام 2014 وتأكد من أن مخابرات أمريكا وإسرائيل الشرقية وراء إطلاق داعش لأجل إنهاء المقاومة العراقية بكافة فصائلها إلى الأبد ، ولهذا اتخذ قرار تاريخي مشهود وصائب بإيقاف المقاومة وتجنب أي انجرار للقتال مع داعش وقتها ، رغم التضحيات الهائلة التي قدمها الحزب والجيش الوطني وجيش رجال الطريقة النقشبندية وتمثلت في إعدامات داعش الجماعية لعشرات القادة والكوادر بينما مازال مصير كثيرين مجهولاً حتى الآن .

كان الحزب مهتم أولاً بحماية ذخيرة العراق الجهادية سليمة وكافية لوقت آخر عندما تحين فرصة التحرير ، وهي الكادر العسكري المقاتل والمجرب والمختص وهو الهدف الذي قررت أمريكا وإسرائيل الشرقية تدميره لضمان تجريد العراق من قوة التحرير الأساسية وإبقاءه تحت الاحتلال لإكمال عملية تدميره وتقسيمه وتغيير هويته الوطنية .

والآن تظهر كاملة أهمية ذلك القرار الاستراتيجي بتجميد القتال والمقاومة .

2- لقد تأكد البعث والمقاومة من أن كل الوعود العربية والإيرانية والأمريكية بحل سلمي لأزمة العراق كانت عبارة عن خطط خداع وتخدير من أجل مواصلة الاحتلال من جهة وتوريط أطراف من المقاومة والقوى الوطنية في العملية السياسية لحرقهم من جهة ثانية ، ولهذا وفي العام الخامس عشر للغزو وبعد أن استنفد البعث كافة الخيارات ووصل الشعب لحد عدم تحمل الاحتلال انتقل إلى مرحلة وضع مطاليب إذا تحققت تحصل عملية انتقال سلمي في العراق تجنب شعبة أي خسائر ولكن رفض المطاليب سوف يفرض استئناف المقاومة المسلحة لأجل وضع حد لكوارث الشعب العراقي وتحقيق مطالب الشعب .

3- تحرير العراق بالضغط أو بالمقاومة المسلحة هو مفتاح إنهاء كوارث بقية العرب خصوصاً في سوريا واليمن وليبيا وتنفيذ عملية مطاردة إسرائيل الشرقية ونغولها العرب في كل مكان واجتثاثهم إلى الأبد أينما وجدوا ، فهي عملية إنقاذ للأمة العربية وليس للعراق فقط .

4- الانتظار بعد الآن ليس سوى فقدان للفرصة الأفضل لتحرير العراق وهي تكون إجماع جماهيري عراقي من الجنوب إلى الشمال على أن القوة هي الحل وأن البعث وحلفاءه هم من يستطيعون تحرير العراق ولديهم مشروعاً وطنياً شاملاً لإعادة اللحمة العراقية وبناء العراق وإنهاء كافة كوارثه وهذه الحقيقة نراها في أقوال وهتافات الناس العلنية في السنوات الأخيرة خصوصاً هذا العام .

5- أما إعلان أن كل من يدعم الوضع الحالي سواء كان أجنبياً أو عربياً سيكون هدفاً مشروعاً لعمليات المقاومة المسلحة في حالة رفض الاستجابة لمطاليب البعث فهو خطوة مطلوبة لسبب بسيط وهو أن الاحتلال الإيراني ما كان له أن يستمر والخراب ما كان له أن يزداد ويتسع لولا الدعم الأمريكي ومساندة بعض الأطراف العربية ، لهذا فإن من حق شعب العراق ومقاومته اعتبار كل من يساند العملية السياسية ويعرقل تحرير العراق هدف مشروعا .

6- وما يجب ملاحظته هو أن كافة الأطراف التي لها نفوذ في العراق أو تحتله وصلت مرحلة الاعياء والاستنزاف ولم تعد قادرة على خوض حرب شاملة وطويلة وهذا التقييم يشمل تحديداً أمريكا وإسرائيل الشرقية ، فالوقت مناسب لطردهما من العراق ، أما نغول الفرس والأمريكيين فإنهم ليسوا عقبة خطيرة وتحييدهم ممكن ، لأن الجماهير العراقية وصلت مرحلة الاستعداد الكامل للقتال حتى بواسطة السكاكين من أجل تحريرها من الكوارث واستعادة الأمن والأمان والكرامة والعيش الطبيعي ، ولهذا وفي حالة استئناف الجهاد وبث بيان التحرير فإن ملايين العراقيين وليس الآلاف سوف يخرجون وبصورة عفوية مستعدين للموت من أجل خلاصهم ، وسيكونون الذخيرة الأساسية للمقاومة المسلحة التي تضمن السيطرة التامة على كافة مدن وقرى العراق بدون خسائر أو بأقل الخسائر .

7- هنا يظهر حسن التقدير الاستراتيجي والحسابات النفسية الدقيقة للقائد عزة إبراهيم ، فقد رفض سابقاً توقيتات أخرى لبدأ عملية التحرير لأنها كانت غير مناسبة للحالة النفسية للجماهير عندما كانت تفضل تجنب المزيد من التضحيات ، ولكن الآن اللحظة الثورية توفرت والشعب جاهز للقتال بملايينه تحت قيادة البعث والمقاومة .... يتبع .

Almukhtar44@gmail.com

8-4-2018

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page