top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - إضاءات من خطاب القائد عزّة إبراهيم - 3


إضاءات من خطاب القائد عزة إبراهيم

الحلقة الثالثة



لماذا أكد الرفيق القائد بأن أمريكا لن تضرب إسرائيل الشرقية إلى يوم القيامة ؟ .

تأكيد الرفيق عزة إبراهيم مبني على خبرة رجل دولة عريق يفهم طبيعة أمريكا وكيفية تبنيها لأي خطة أو استراتيجية ، ويدرك بأن أمريكا ومثل بريطانيا وفرنسا وكل قوة كبيرة عندما تتبنى خطة أو استراتيجية لا تغيرها إلا في حالتين : حالة تحقيق أهدافها ، أو حالة تعرضها لمواجهة عقبات تعجز عن إزالتها ، عندها لا يغير الرئيس الخطة بل الجهات التي تتحكم بعملية تقرير التغييرات الكبرى من وراء الستار .

لنتوقف هنا ونتناول أفكار الأساسية :

1- لم تغزو أمريكا العراق ولا فرضت عليه حصاراً دام 13 عاماً دمر المجتمع والقوى المادية وهز الثوابت الأخلاقية لبعض الناس ، ولا هي شنت العدوان الثلاثيني ، وكان بداية الحرب العالمية الثالثة عليه التي تمر اليوم ذكرى منعطفها الأخطر وهو غزو العراق ، ولا ساعدت خميني للوصول إلى الحكم وشجعته على تنفيذ استراتيجية صفوية عنصرية معادية للعراق والعرب ووفرت له سلاحاً لاستخدامه ضد العراق ، نقول مستندين إلى واقع الصراع وأدلته المادية ، أن أمريكا لم تفعل كل ذلك عن نزوة أو قرار رئيس أو كونغرس أو مخابرات ، بل كان نتاج استراتيجية وضعت لاحتواء العراق الذي أمم النفط وكان ذلك ضربة قاسية للرأسماليات الغربية على اعتبار أن ظاهرة الاستعمار هي في جوهرها عملية نهب ثروات الآخرين ، ولهذا ، فتأميم النفط وهو دم الحياة ومصدر قوة للاستعمار كان وراء صراع استراتيجي بين العراق والغرب انتهى بغزوه .

وما يجب التذكير به لاهميته هو أن أصحاب الشركات الأكبر هي التي تقود أمريكا وتضع الاستراتيجيات العظمى بواسطة أدواتها ، مثل كيسنجر وبريجنسكي وغيرهما ، وتفرضها على السلطات الثلاث وهي الرئيس والكونغرس والقضاء لتنفيذها وليس التلاعب بالأهداف الاستراتيجية الكبرى الأصلية ، حيث أن هذه الأدوات تُختار أصلاً بقوة المال ، والرئيس الأمريكي يأتي ليكمل ما قام به سابقه حتى وإن بدت ظاهرياً بعض الاختلافات مثل اختلاف سياسة ترامب عن سياسة أوباما ، فهذه الاختلافات ليست اجتهاداً من الرئيسين ، بل هي من متطلبات الخطط الرئيسة ، خصوصاً وأن الاستراتيجية التي يقوم بتنفيذها وضعت قبله ومن سبقه نفذ أجزاء منها وعليه تنفيذ الجزء الخاص به فقط ثم الرحيل عندما يحين وقت تكليف غيره بالتنفيذ ، ومن يخرج عن النص يصفى بالاغتيال كما حصل لكندي أو يحرق كما حصل لنيكسون ، أو بإعادة ربطه بالحبال الأقوى كما حصل لكلنتون بعد فضيحة مونيكا لوينسكي .

2- إذاً ، عندما بدأت المخابرات الأمريكية تنفيذ الانقلاب الاستراتيجي الأخطر في القرنين الأخيرين وهو نقل العالم كله من الصراع بين قوى الاستعمار الغربي وإمبريالياته بقيادة أمريكا من جهة وبين الاتحاد السوفيتي والصين وحركات التحرر من جهة ثانية ، إلى مرحلة الصراعات بين الأديان والعقائد والحضارات والثقافات وتقسيم العالم إلى معسكرين متحاربين ، وهما ، معسكر الحضارة الغربية بقيادة الانكلوسكسون ، ومعسكر اعتبر مضاداً للحضارة الغربية وهو الإسلام ، ويقصد به العرب أساساً وليس كل المسلمين ويجب أن يدمر تدميراً شاملاً ، واعتمد الانقلاب الاستراتيجي على قوى داخلية أولاً وقبل خيار شن حروب من الخارج على العرب ، فالدين والطائفة والأصول الإثنية قنابل موقوتة زرعتها بريطانيا وفرنسا في الوطن العربي منذ عهد الاستعمار الأوربي والتي تقرر تفجيرها بصورة متحكم بها لدحر الأعداء .

3- بل أن الفتن العالمية الشاملة والتي تضمنتها الاستراتيجية التي وضعتها المخابرات الأمريكية في السبعينيات تقوم على خطة لا إنسانية وهي إبادة أغلبية الجنس البشري بواسطة إشعال الحروب والفتن ونشر الأمراض القاتلة وحرمان العالم الثالث من التقدم العلمي والتكنولوجي الحقيقي وتشجيع الشذوذ الجنسي ودعم التحلل الجنسي وتنفيذ خطط تفشل خطط التنمية والتقدم التي تحاول قوى التحرر تنفيذها عندما تستلم الحكم ، كما حصل في مصر في عهد ناصر وفي العراق في عهد البعث ، وهي أساليب تؤدي إلى إبادات جماعية متعاقبة ومستمرة للجنس البشري .

واختيار مخابرات الغرب لخميني وبن لادن وأمثالهما كان تنفيذاً لهذه الخطة الجهنمية .

4- ما جرى ويجري لنا من كوارث هو ثمرة كل ما تقدم من استراتيجيات وخطط غربية وترامب أُختير بدقة وبمعرفة تامة لطبيعته وتاريخه من قبل النخبة الأنكلوسكسونية لينفذ خطة شاملة من بين أهدافها تجريد العرب من مالهم وثرواتهم لإكمال نشر الكوارث في أقطارهم وتنفيذ خطة خداع شامل للحكام العرب بوعود تدغدغ طموحاتهم المحبطة مثل منع التهديد الإيراني أو ضرب إسرائيل الشرقية ، ولكن هذه الوعود ما هي إلا وسيلة لنهب كل ثروات العرب ، لأن ضرب أمريكا لإسرائيل الشرقية الآن هدف مستبعد مادامت تقوم بالدور المطلوب منها القيام به وهو نشر الفتن الطائفية والعرقية في الأقطار العربية وإشغال نظمها بتلك الفتن وزجها في صراعات تجبرها على شراء السلاح من أمريكا وحلفاءها أو لطلب حمايتهم من جل استنزاف ثرواتها ، وهذا ما يقوله ترامب بكل صراحة وبلغة فجة عندما يطلب من السعودية تمويل كل غزواتها الاستعمارية في سوريا وغيرها وإلا فإنه سيسحب قواته بل أنه يحدد أكثر من 25 تريليون دولار من أموال العرب كي تعطى له لأجل إعادة بناء أمريكا كلياً بها مقابل وعد عرقوبي بضرب إسرائيل الشرقية ! .

5- وهنا ، لابد من تذكر أن أوباما الذي بدأ عهده بتقبيل يد الملك عبد الله ملك السعودية احتراماً له وأوحى بأنه سيحجم إسرائيل الشرقية لكنه انقلب بسرعة وانتقل إلى دعم المخطط الإيراني ضد السعودية وسلم العراق رسمياً إلى خامنئي كي يكمل تدميره ، كما قال الرفيق عزة إبراهيم في خطابه ، والأكثر وضوحاً أن أوباما هو من بدأ الحرب الشاملة ضد السعودية بدعم الحوثيين في اليمن ومرر عملية تعزيز وتعظيم قوة حزب الله وسمح لإسرائيل الشرقية ونغولها العرب بدخول سوريا وأعطى لحلف النيتو المواقفة على تدمير ليبيا ، ثم سحب الدعم الأمريكي للمعارضة السورية في وقت كان حزب الله وإسرائيل الشرقية تزجان بكل طاقاتهما في معركة سوريا وكانت روسيا قد دخلت الحرب لحماية نظام بشار فانقلب ميزان القوى لصالح الفرس أولاً ! .

الحكام العرب وقعوا في فخ الرعب المنظم من البعابع التي صنعتها أمريكا وبريطانيا وهي النظام الإسلاموي في إسرائيل الشرقية والقاعدة وداعش وبقية المنظمات التي أحرقت الأخضر واليابس تنفيذا لخطة أمريكية وصهيونية نراها في التطبيق .

فهل من المنطقي توقع تنفيذ ترامب لوعده بضرب إسرائيل الشرقية ، مع أنه يتناقض مع التوكيل الرسمي الأمريكي لها بتدمير وتفتيت الأقطار العربية كي تأتي أمريكا ومعها الغرب الاستعماري مرة ثانية لفرض سيطرة تامة وإكمال النهب وتنفيذ الخطط الموضوعة منذ عقود ؟ .

6- ولكي يضبط ترامب من قبل من يتحكم به ويمنعه من الشطط والانسياق وراء نزواته الطارئة فإن كابوس عزله مسلط عليه والتحقيقات تجري ليل نهار للعثور على أدلة تُدينه كي يعزل وهي خطة واضحة لإبقاءه تحت السيطرة التامة لتنفيذ دوره المرسوم وهو حلب العرب حتى جفاف ضروعهم ! . الرفيق عزة إبراهيم إذاً بتأكيده على أن أمريكا لن تضرب إسرائيل الشرقية يقول الحقيقة مستنداً إلى حقائق موضوعية وأدلة مادية ووثائق وشهادات والأهم ما نعيشه فعلياً خصوصاً في العراق وسوريا واليمن وليبيا وبقية الأقطار العربية من كوارث دامية ومن الغام تفجر بتوقيتات محسوبة لنشر الكوارث وهي كوارث لم تنتهي بعد وهناك فصول رعب قادمة وتلعب إسرائيل الشرقية الدور الرئيس فيها .

إنه ينبه العرب كي لا يقعوا في فخ أمريكا وهو قبول وعودها الكاذبة والتي ستكون نهايتها الوحيدة إن قبلت بلا تمحيص هي انتقال الكوارث إلى السعودية والخليج العربي ... .يتبع . Almukhtar44@gmail.com 9-4-2018

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page