الرفيق الدكتور خضير المرشدي - البعث ، رسالة الحياة والمستقبل
- عضو القيادتين القومية والقطرية
- Apr 9, 2018
- 2 min read

البعث ، رسالة الحياة والمستقبل
إذا كان الدافع لنشوء البعث في مرحلة التأسيس كما حددها الرفيق القائد المؤسس ميشيل عفلق يتلخص بحاجة الأمة إلى حركة تاريخية تنقذ المجتمع العربي الذي كان يقف على مفترق طريقين ، أما الاستمرار في طريق التجزئة والتخلف والمرض والأمية ومهادنة المستعمر لتبقى الأمة معدومة الوزن والدور والتأثير ، وإما تغيير شامل تستجمع فيه الأمة إرادتها وقواها وإمكانياتها الحقيقية الكامنة ، لتسير في طريق جديد يستمدّ قيمه وأحكامه وأهدافه من تاريخ العرب المجيد ، ويحقق أهدافهم وطموحاتهم في الوحدة والحرية والاشتراكية ، وما يتطلبه ذلك من قيادة تمثل جوهر الشعب ومستقبله وطموحاته والتي أفرزتها مرحلة التأسيس .
وبهذا الإطار ، فقد خرجت الفكرة من مجال الأمنيات والتنظيرات إلى إطار العروبة الواسع ، وولدت معها قيادة واعية انسجمت مع الفكرة ومع ذاتها وانصهرت في معاناة شعبها وتفاعلت مع أهدافه وحملت الفكرة واستوعبتها ، ليولد الحزب الذي حمل عنوان ( البعث العربي ) ، إستناداً لمفهوم : إن بناء الشخصية العربية تشكل أساس البعث العربي ، وإن الايمان بالرسالة الخالدة للعرب هو الدافع العميق والأساسي لنشوء البعث .
وقد عبرت هذه الحركة الناشئة عن نظريتها الاجتماعية حين أكدت على أنها ضد التجزئة والرجعية الميتة والإقطاع الآثم والتقدم المصطنع والتخلف والمرض والجوع والأميّة والاستلاب المادي والمعنوي .
وتبنت الاشتراكية العربية تعبيراً عن فكرها وسياستها الاقتصادية المستمدة من روح الأمة وحاجاتها العميقة وأخلاقها الأصيلة ، لتفسح المجال أمام الشعب العربي لتحقيق عبقريته وعروبته وإنسانيته .
وعلى المستوى السياسي فقد أخذت الحركة منحىً خاص في أن قادة الشعب يجب أن يكونوا من الأحرار والثوار وهم الذين تتمثل فيهم عبقرية هذا الشعب وفضائله ، وأن يخرجوا من صفوفه ، لا من الطبقة العميلة المرتبطة بالأجنبي والمنفذة لأهدافه وأوامره .
كما وأن التعبير العملي لهذه الفكرة هو بتحقيق الانقلاب في الحياة العربية على مستوى الفكر والروح والمادة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وعلى كافة الأصعدة المتعلقة بالفرد والمجتمع ، وذلك من خلال تنظيم قوى الثورة والمعارضة ضد الواقع الذي يتسم بالفساد والتبعية .
إن ما يميز نظرية حزب البعث العربي الاشتراكي ، كما يصفها القائد المؤسس ، هو أنها لا تفرق بين الفكرة والأسلوب ، أو بين الغاية والوسيلة ، بل إنها ترى أن الفكر والغايات عامة مشاعة يستطيع أي فرد أو حزب أن يدّعيها ويتبناها ، لكن الضمانة الوحيدة لصحة الفكرة والغاية هي أن تكون الوسائل والأساليب شريفة ومشتقة من أصل الهدف والغاية ، فعندما يشترط الحزب أن تكون الحركة شعبية اشتراكية ديمقراطية ، وأن يبرهن المنتمون لهذه الحركة على صدق اعتناقهم لها ولفكرة الانقلاب الشامل وتغيير الذات ، فإن ذلك ينقذ الحركة العربية من أن تتلاعب بها العقول القاصرة والنفوس الضعيفة المحبطة ، وأن يتبناها أقل الناس وعياً وثقافة وإخلاصاً ومبادرة .
فاذا كان الدافع التاريخي لنشوء البعث في ( مرحلة التأسيس ) قد تمثّل بالتجزئة القطرية والاستعمار والتبعية والفساد والإقطاع والتقدم المصطنع والأمية والجهل والمرض والتخلف الاجتماعي ، فإن واقع الأمة العربية اليوم وفي هذه المرحلة المصيرية من تاريخها وفي جميع أقطارها يمثل دافعاً أقوى وأشد لحاجتها لحركة عربية حضارية تقدمية شعبية شاملة كحركة البعث ، حيث أن الاحتلال الأمريكي الغربي الصهيوني الفارسي لعدد من أقطارها وتهديده لأقطار أخرى ، والنزعات الدينية والطائفية والعنصرية والقبائلية والمناطقية ، والفساد والإرهاب والتخلف والقتل والتهجير ، والتجهيل الشامل للفرد والمجتمع وتغييب وعيه ، تحتم على البعث تبني استراتيجية حديثة تستوعب روح العصر وتحدياته وتلبي مستلزمات التقدم الحديث وتقنياته ، وتستلهم روح الرسالة الخالدة ومبادئها وقيمها الأصيلة ، وتتمسك بأهداف الأمة في الوحدة والحرية والتحرر وتحقيق العدالة الاجتماعية ، والممارسة الديمقراطية الواسعة لاختيار القيادات المقتدرة .















































Comments