top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - إضاءات من خطاب القائد عزّة إبراهيم 4


إضاءات من خطاب القائد عزّة إبراهيم 4


رغم أن موقفنا من العملية السياسية واضح جداً ، فإن هناك من يتساءل عن موقف الحزب من بعض المشاركين في الانتخابات الذي يدعي أنه مدعوم من الحزب في مشاركته في الانتخابات ! ، بالإضافة لتكرار رفضنا للعملية السياسية بكافة أوجهها خصوصاً المشاركة في الانتخابات أو دعم مرشح أو أكثر ، فإن الحزب في كل بيان يصدره تقريباً يعيد التأكيد على رفضه للعملية السياسية ، والانتخابات فرع منها يوظف لإضفاء شرعية شكلية عليها ، وبالتأكيد فإن ما يقوله الرفيق الأمين العام للحزب ، المجاهد عزّة إبراهيم هو خير ما نرد به على من يقول بأن الحزب يدعم مرشحاً ما .

في خطابه التاريخي في ذكرى تأسيس الحزب الحادية والسبعين قال الرفيق عزّة إبراهيم بحزم ووضوح تامَّين : ( أن من سيأتي في هذه الدورة الانتخابية هو أسوء بكثير من السيئين الذين سبقوه لأنهم جميعاً مجرد أدوات بيد إيران لتنفيذ مشروعها في العراق فقاطعوا الانتخابات ) . فهل يوجد وضوح أكثر من هذا ؟ ، ولمن لم يفهم بعد أو نسي نعيد التذكير بحقائق واضحة :

1- الانتخابات ليست سوى لعبة مخابراتية بدأتها أمريكا للحصول على غطاء شرعي لغزوها للعراق ولتوفير القدرة على إقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بأن النظام الجديد في العراق منتخب من الشعب ومن ثم فإن دعمه عملية مشروعة وتنسجم مع معايير الديمقراطية ! ، أما بعد الانسحاب الإجباري للقوات الأمريكية وتسليم العراق إلى إسرائيل الشرقية كي تكمل المهمة التي لم تكملها أمريكا ، وهي تدمير العراق لتوفير البيئة المناسبة لتقسيمه ، فإن إسرائيل الشرقية جعلت اللعبة الانتخابية وسيلة أساسية لشرعنة عمليات تفريس العراق بالقول بأن خطوات الحكومة دعمت من النواب المنتخبين من الشعب .


2- في مرحلة ما قبل عام 2011 كانت إسرائيل الشرقية توسع نطاق سيطرتها على العراق في ظل دعم الاحتلال الأمريكي لخطتها ، أما بعد ذلك العام فقد بدأت عملية واسعة لإحكام قبضتها على العراق وإنهاء العقبات التي تعترض خطواتها التفريسية له ، فوضعت أطراف العملية السياسية بين خيارين : فأما دعم الخطط الإيرانية بلا تردد أو التعرض للتصفيات ، ولهذا كان متوقعاً تراجع من كان يدعي أنه مع أمريكا أو مع أطراف عربية ونقل ولاءه إلى إسرائيل الشرقية في كل خطواتها لتغيير البنية السكانية للعراق وإنهاء هويته الوطنية والقومية بدعم عمليات توطين غير العراقيين فيه ومنحهم الجنسية ، وهي عمليات تفرض توسيع اجتثاث البعث بطرق أكثر دموية وعنفاً وجعل كل من يعارض التفريس الإيراني للعراق في قوائمه .


3- وبناء على ما تقدم ، فإن كل مرشح للانتخابات لا يمكن قبول ترشيحه إلا إذا منح ولاءه لإسرائيل الشرقية أولاً وقبل كل شيء وفوق أي شيء وقدم فروض الطاعة التامة لها ، وهذا الشرط المعروف يسقط كل ادعاء أو وعد بتبني مواقف تخدم العراق وتضعف السيطرة الإيرانية على العراق .


4- وهناك أفراد أو كتل ادعت وهي ترشح للانتخابات أنها تريد التغيير وإنقاذ العراق وأنها لن تساوم على ذلك ، وهذا ادعاء مغرق بالتساذج – وليس ساذجاً - فمن قال ذلك قبل الدورات الانتخابية السابقة أصبح الآن من بين نغول إسرائيل الشرقية علنا ، وهذا ينطبق على أعضاء البرلمان ( السنة ) و( الشيعة ) ، فالذي يقول بأن المشاركة الآن لغرض التغيير أو الإنقاذ يعلم يقينا أنه كاذب لأنه أُبلغ مسبقاً بانه لا يستطيع تغيير مكان كرسي في البرلمان إلا إذا وافق عبيد قاسم سليماني أولاً ، فالمخابرات الإيرانية وهي تفرض سيطرتها التامة على عملية الانتخابات حددت مسبقاً النتائج كما حصل في الدورات السابقة .

وهذا يفضي إلى حقيقة بارزة وهي أن من يرشح الآن يجبر الناس على تسليط الضوء على ماضيه لأجل اكتشاف ثغراته التي لم تكتشف سابقاً ، ويطرح احتمال أن ماضيه أُعد مخابراتياً بصورة إيجابية لإعداده لموقف مستقبلي يخدم خطة تغيير هوية العراق الوطنية بعد فشل عناصر كشفت عمالتها لإسرائيل الشرقية مبكراً ، موقف هؤلاء يجبرنا على نبش ماضيهم ، وتكفي معرفة أن التغيير مستحيل بجهد أنفار للتوصل إلى قناعة بأن من رشح مجرد أداة قديمة أُخفيت أو جديدة ويراد تسخيرها لخدمة الخطة الإيرانية .


5- تقتضي الخطة المشتركة الأمريكية والإيرانية أن ما بدأ به الاحتلال وهو الإفساد المنظم وتعيين الفاسدين وأنصاف الأميين أو الأميين أعضاء في البرلمان ووزراء وكبار المسؤولين في الدولة سوف يستمر ويتعمق ويتوسع وصولاً للانهيار التام للعراق وإكمال تنفيذ هدف تغيير هويته الوطنية وسكانه الأصليين ، فالنائب الجديد ليس أمامه إلا تنفيذ الخطة الإيرانية كما القديم وتكريس الفساد والفاسدين لأنه هو السرطان الذي يدمر الدولة والمجتمع أكثر من أي خطة أخرى .


6- ولئن كان النائب في الدورات السابقة وقبل انفراد إسرائيل الشرقية بالسيطرة على العراق يظن أن دعم أمريكا أو أطراف عربية له يوفر له القدرة على التأثير في مسار العملية السياسية فإن من يرشح الآن وإسرائيل الشرقية تحكم قبضتها على مسار العملية السياسة لا يملك أي منطق يبرر به انخراطه في العملية السياسية مادامت كل طرقها تؤدي إلى طهران ، وإذا أراد الخروج فإن مصيرة القتل ، وهذا هو التفسير الواضح لتبديل ولاء قدماء العملية السياسية الذين بدأوا بإعلان ولاءهم لأمريكا وأطراف أخرى وهاجموا إسرائيل الشرقية لكنهم الآن وضعوا في جيبها .


وفي ضوء الفقرات السابقة فـ( أن من سيأتي في هذه الدورة الانتخابية هو أسوء بكثير من السيئين الذين سبقوه ) كما حدد الرفيق الأمين العام للحزب ، بتعبير آخر : أن الذي سيصبح نائباً أو يجدد له لن يكون أكثر من بيدق بيد عبيد قاسم سليماني ، والمقاطعة هي الضامن الوحيد لسلامة الموقف الوطني والحامي من إغراءات المال الحرام ، وهكذا نرى أن دعم البعث لأي مرشح غير ممكن ولكن البعض يدعي ذلك محاولاً استغلال الشعبية الهائلة للبعث في كافة مناطق العراق في الانتخابات مثلما حصل في الدورات السابقة فهي عملية احتيال على الشعب قبل كل شيء .


Almukhtar44@gmail.com

20-4-2018

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page