الرفيق المجاهد صلاح المختار - ألغام تسمية الذي حدث 3
- مفكر قومي
- Apr 30, 2018
- 6 min read

الغام تسمية الذي حدث 3
الرفيق المجاهد صلاح المختار
8- دعم أسد اليمين اللبناني وإسرائيل الغربية إثناء الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينيات بإرسال جيشه إلى لبنان بقرار أمريكي رسمي لمنع الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية من حسم الصراع مع اليمين اللبناني وكانت على وشك إنهاء الحرب بدحر اليمين اللبناني كلياً وإعادة تشكيل لبنان على أسس وطنية وليس طائفية .
ومن الحقائق البارزة أن اليمين اللبناني كان يتعاون علناً مع إسرائيل الغربية لتصفية المقاومة الفلسطينية وتحجيم الحركة الوطنية اللبنانية ، فكان منع الجيش السوري الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية من القضاء على اليمين اللبناني خطوة ابقت الوضع اللبناني متناقضا ويحمل في رحمه ألغاماً خطيرة قابلة للإنفجار في كل منعطف وهو ما أوصل لبنان إلى حالة فقدان الدولة لسيادتها واستقلالها وهيمنة إسرائيل الشرقية عليها الآن .
كذلك كانت أمريكا تريد تحقيق هدف كبير وهو احتواء المقاومة الفلسطينية وجرها إلى قبول القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن والقاضي بالاعتراف بإسرائيل الغربية ، وذلك ما حققه لها حافظ أسد وأكمله بتصفية قادة الحركة الوطنية اللبنانية بالاغتيالات المتتابعة ومنها اغتيال كمال جنبلاط قائد الحركة الوطنية اللبنانية وغيره كثيرون ، فتمت تصفية أهم قادة العمل التحرري في لبنان على يد مخابرات أسد التي انتشرت في لبنان مع جيشه وسيطرت على مقدرات الأمور في لبنان ، وهو ما ساعد لاحقاً على صعود حزب الله وهو حزب كان لأمريكا مثلما لإسرائيل الشرقية مصلحة أساسية في ظهوره حيث أنه أكمل عملية تصفية المقاومة الفلسطينية والمقاومة الوطنية اللبنانية ، وذلك هدف جوهري لأمريكا والصهيونية ، باحتلاله لجنوب لبنان اعتماداً على الصلة الطائفية وهو تطور ما كان له أن يحدث أو يكتمل بدون موافقة أمريكا .
كان حافظ أسد اللاعب الرئيس في أنهاء دور المقاومة الفلسطينية في لبنان والعامل الأهم في تمزيق وحدة الفصائل الفلسطينية لمنع وحدتها بصفتها الشرط المسبق لتوسع نطاق عملياتها وثباتها وديمومتها .
وهذه الحقائق التاريخية الموثقة تؤكد أن نظام أسد أحد أهم أدوات الغرب والصهيونية في تحقيق أهدافهما الجوهرية في الوطن العربي ، فبعد أن ألحق أذى شديداً بالعراق ألحق أذى شديداً بلبنان والفلسطينيين وقضية العرب المركزية حتى ظهور خميني .
9- جريمة مشاركة نظام أسد في حرب أمريكا ضد العراق رسمياً في عام 1991 تحت قيادة الجنرال الأمريكي نورمان شوارزكوف ، حيث وضع أسد جيشه تحت تصرف أمريكا وارسله إلى حفر الباطن وشنت حرب إبادة على العراق وشعبه وبمشاركة القوات السورية ، فهل يوجد وطني واحد يستطيع قبول ذلك ؟ .
10- يقينا أن جريمة منع المصالحة العراقية الإيرانية من أكبر أكبر جرائم حافظ أسد حيث أنه أصيب بالجنون عندما علم في عام 1991 بأن النظام الإيراني توصل إلى قرار نهائي بالمصالحة مع العراق وإنهاء كل المشاكل معه ، طبقاً لما نشره الشخص الثاني في نظام أسد وهو مصطفى طلاس في موقعه على الانترنيت ، فغادر إلى إسرائيل الشرقية بدون دعوة منها وبقي هناك عدة أيام في جدل مع قادتها لأجل اقناعهم بالتراجع عن المصالحة مع العراق ورغم رفضهم في البداية إلا أنهم قبلوا في النهاية بالتراجع عن قرارهم الخطير بالمصالحة مع العراق والذي لو نفذ كنا سنرى إيران الآن وليس إسرائيل الشرقية ، وحافظ أسد ونظامه كله الذي منه استمد قوته وبه حقق ردته يتحمل كافة نتائح ما يجري منذ عام 1991 وحتى الآن .
11- أثبتت الأحداث أن نظام بشار استمرار لنظام حافظ وكان يتعاون مخابراتياً مع أجهزة المخابرات الغربية ولعل خدماته لأمريكا بعد غزو العراق من بين أخطر أعمال نظام بشار فهو الذي سهل وبناء على تنسيق مع المخابرات الأمريكية ، أمر مرور من أطلق عليهم تسمية ( المجاهدون العرب ) من سوريا إلى العراق وبعكس ما روج فإن لأمريكا مصلحة جوهرية في تجميع كل هذه التنظيمات الإسلاموية وكل متعاطف معها في العالم في بقعة واحدة هي العراق لأجل التخلص من خطرهم في الغرب واستخدامهم من خلال ارتباط قيادات منهم بالمخابرات الأمريكية لتدمير العراق وتفتيت المقاومة الوطنية والقومية والتي كانت تشكل التحدي الأعظم للغزو الأمريكي ، وبالفعل قام نظام بشار بتسهيل دخول آلاف العرب والأجانب من سوريا إلى العراق وبدعم المخابرات الأمريكية واستخدم هؤلاء كما خططت أمريكا لهم ثم بدأت عملية تصفية هؤلاء بعد إنجازهم للدور المرسوم لهم ، وهو تدمير مدن العراق تدميراً شاملاً تحت غطاء ضرب الإرهابيين وتهجير ملايين العرب العراقيين من مدنهم لأجل أحداث تغييرات سكانية جوهرية لصالح الغرباء غير العرب ، والخطير في الأمر أن تنفيذ الإرهابيين الإسلامويين لدورهم في العراق أعقبه نقلهم إلى سوريا ومصر وليبيا وتونس وغيرها لأجل إكمال المهمة وهي تدمير كافة الأقطار العربية .
12- ومن جرائم بشار أسد أنه سلّم مناضلين عراقيين للأمريكان وأُعدموا مثل الشهيدين سبعاوي إبراهيم الحسن و فاروق حجازي سفير العراق في تونس ، كما أن آخرين دخلوا سوريا وطلبوا اللجوء ولم يوافق على بقاءهم فأعادهم جبراً إلى العراق وأُعدموا نتيجة ذلك و منهم الشهداء طارق عزيز وعدي صدام حسين وقصي صدام حسين وعبد حمود ، بينما قام بتسليم آخرين للأميركان مثل الدكتور محمد مهدي صالح وزير التجارة في العهد الوطني ، وسلّم لاجئون أحوازيون إلى إسرائيل الشرقية وأعدمتهم ! .
13- وما يجب عدم إهماله أبداً هو أن أمريكا هي من أنقذت نظام بشار من الانهيار التام في عام 2012 عندما وصلت المعارضة المسلحة إلى قلب دمشق وأخذت تقصف القصر الجمهوري وبدأ بشار يقدم تنازلات مهينة لمعارضيه وكاد يستسلم ولكن من أنقذه هو أوباما ، الرئيس الأمريكي ، حينما أعلن فجأة تغيير موقف أمريكا منتقلاً من الإصرار على إسقاط نظام بشار إلى تبني الحل السلمي للأزمة السورية والضغط على من كان يدعم المعارضة للتخلي عن الحل العسكري ! ، وهو موقف أدى عملياً لمنع إسقاط النظام ومنع إنهاء الحرب ! ، وأكمل منع إسقاط النظام بعدم تقديم الأسلحة النوعية التي وعدت بها أمريكا المعارضة السورية بينما قامت إسرائيل الشرقية بالتدخل المباشر هي وتابعها حزب الله وآلاف الأفغان والباكستانيين وغيرهم والذين جلبتهم إسرائيل الشرقية كميليشيات طائفية وسخرتهم لصالح بشار ، وهكذا انقلب ميزان القوى لصالح نظام بشار واستمرت الحرب ! ، ومن المهم جداً عدم الخلط في تسلسل الأحداث السورية فمن من أنقذ نظام بشار ليس روسيا ولا إسرائيل الشرقية بل أمريكا وقبل أي طرف آخر بتغيير أوباما لسياستها ، وهي أيضا مهدت لدخول إسرائيل الشرقية ونغولها العرب والأجانب مثلما مهدت وشجعت دخول روسيا ، ولو بقيت أمريكا على موقفها الداعم لإسقاط بشار لسقط في عام 2012 حتماً وكان مستحيلاً أن ينفعه التدخل الروسي والإيراني وذلك للانهيار التام للنظام وجيشه تقريباً وسقوط معنويات النظام وانصاره تماما ، فبقاء بشار ونظامه ابتداء ثمرة موقف أمريكي رسمي وهو ما استخدمه ترامب في دعايته الانتخابية ضد الديمقراطيين .
14- ومما يؤكد بأن بقاء نظام بشار مصلحة أمريكية وصهيونية هو أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا عندما أرادت تبرير ضربتها قالت بأن ( النظام تابع لموسكو وإرهابي ) فردت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قائلة بأن ( الرئيس السوري بشار الأسد كان قبل الأزمة في سوريا أفضل صديق لواشنطن ولندن ، وليس لموسكو ) ، وأكدت في مقابلة أجرتها مع قناة سكاي نيوز : ( قبل نزع السلاح الكيميائي كان الأسد الصديق الأفضل ليس لموسكو لكن لواشنطن ولندن .. كيري ( وزير الخارجية الأمريكي السابق ) عندما كان يعمل في مجلس الشيوخ ، كان على علاقة ودية مع الأسد ) ، وأضافت : ( الأسد قضى معظم حياته في بريطانيا ، إنه رجلكم أكثر مما هو رجلنا ) ، نظام بشار امتداد طبيعي لنظام حافظ وهو يحمل نفس هويته لهذا دُعم من الغرب وإسرائيل الغربية مثلما دُعم من قبل إسرائيل الشرقية والسبب المشترك هو معاداة الأمة العربية وتنفيذ أسد لخطة شرذمتها وتغيير الهوية العربية لأقطارها وهو من أهم الأهداف الصهيوغربية – فارسية .
15- ولكي تكون الضربة مسخرة لخدمة النظام فإن من وجهها أعلن عنها مسبقاً وكرر أهدافها لدرجة سخر كثيرون في الغرب من هذه العلنية التي مكنت النظام وروسيا وإسرائيل الشرقية من إفراغ المناطق المستهدفة من كل ما فيها فأدت الضربة إلى تدمير بضعة بنايات بينما المواد الكيمياوية والتي كانت حجة الضربة التي لم تستمر أكثر من 50 دقيقة (!) نقلت إلى أماكن أخرى ، كما قالت جهات غربية ، وذلك كان هدفه توفير إمكانية إعادة توجيه ضربة أخرى لسوريا ! ، إضافة لوجود هدف آخر واضح وهو رسم صورة إيجابية لنظام بشار أمام العرب بعد كل جرائمه وفقدانه كل مبررات بقاءه ! ، ومما يؤكد ذلك أن فرداً واحداً من النظام لم يقتل وخرجت تظاهرات أنصار بشار فرحة بـ( الانتصار ) ! .
في ضوء ما تقدم : كيف يجب أن نقيم النظام ؟ ، هل مواقفه طوال أربعة عقود تشير إلى أنه نظام مناهض للغرب الاستعماري والصهيونية وكل القوى المعادية للعرب أم أنه أداة استخدمت لخدمة أهداف تلك القوى المعادية وأدت سياساته إلى الإسهام الرئيس في التسبب في هزائم العرب وكوارثهم ؟ ، وكيف يمكن مقارنة نظام هذا تاريخه الفعلي بنظام وطني وقومي خاض معارك الشرف القومية والوطنية مع أعداء الأمة كنظام عبد الناصر ؟ ، وأخيراً ، كيف يجب أن نصف الضربة التي وجهت لسوريا ؟
... يتبع .
Almukhtar44@gmail.com
29-4-2018















































Comments