جومرد البياتي - النصر
- كاتب ومحلل سياسي
- May 20, 2018
- 2 min read

النصر ، النجاح ، الفلاح ، الفوز ، معان عظيمة في حياة أي إنسان ، حلو طعمها ، وهي مجلبة للنشوة والفرح ، وليس من إنسان عاقل إلا وتمنى النصر والفوز وسعى للنجاح والفلاح ، ولكن هذه الأحوال لا تتحقق بالركون والجلوس البطّال والتواكلية والكسل واليأس والملل والتقاعس والتراجعية واللامبالاة والتقصير والغفلة ، وغيرها من المسببات التي تقف عارضاً كبيراً في طريق النجاح والفوز والانتصار وصناعتهم .
النصر ، يحتاج إلى عمل ومثابرة وتضحية وتفاني واجتهاد وجهاد ، ويقول الله تعالى { وَقُلْ اعمَلُوا ، فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ } ، وكل الأعمال لابد أن تكون خالصة لله تعالى حتى يوفقنا تعالى لها وإنجازها لقول رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( ما كان لله دام واتصل ، وما كان لغير الله انقطع وانفصل )) .
واليوم ، وحيث تمر أمّتنا في أصعب مراحل حياتها وهي تكابد أعداءها وتتعرض لأطماع الكفر وأهله الذين يريدون النيل من كرامة أمّتنا وتأريخها ومجدها الحضاري ، والاستحواذ على خيراتها وإتباعها لمقدراتهم ورغباتهم ، فيكون علينا العمل بكل ما يتيسر لنا للتصدي للحملات الشرسة التي تستهدف أمّتنا وكرامتنا وإنسانيتنا ، حيث يقول الله تعالى { وَأعِدّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِن قُوَّةٍ } ، وقد أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم بالجهاد ، والجهاد كما يقول المصطفى صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم بالسيف واللسان ، وإذا كان يشق على الأمّة في زماننا هذا مقاتلة الكفر وأطماعه بالسيف بسبب التطور التكنلوجي الذي يهيمن عليه الكفر في يومنا هذا ، فإن هناك وسائل عديدة للجهاد والتصدي ، حيث من الضروري إدراكها والعمل والأخذ بها لنحقق خطوة جهادية نحو النصر الناجز بإذن الله تعالى ، ويقول سيدنا النّبي محمّد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( من مات ولم يحدث نفسه بالجهاد ، مات موتة جاهلية )) .
يقول الله تعالى { إن تَنصُروا الله يَنصُركُم } ، ونصر الله يكون في التصدي لأعداءه وتحري رضوانه في كل فعل نقدم عليه .
لقد صار الاستعمار الأمريكي والإيراني والصهيوني ينتشر ولا رادع له ولا من يتصدى له ويقطع عليهم كل سبل التمدد والانتشار على مستوى القرار الرسمي العربي ، لكن يبقى الأمل في الجماهير العربية التي لابد أن يكون لها موقفاً متقدماً ومتطوراً جهادياً ثورياً نحو إنقاذ الأمّة من كل أشكال الاستعمار .
لقد انبرى رفاق البعث ومنذ الساعات الأولى لاحتلال العراق ليتقدموا صفوف المقاومة العراقية الباسلة والتي توجت فعالياتهم بإجبار المحتل الأمريكي على مغادرة العراق وقد تكبد عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وخسائر جسيمة في المعدات .
واليوم ، وبعد أن قامت أمريكا بتسليم العراق إلى إيران الصفوية وحكومتها الطائفية العميلة المجرمة ، فإنه يظهر على الساحة ثبات رجال البعث العظيم وقائدهم الهمام المجاهد عزّة إبراهيم ، حفظه الله وأيده بنصر من عنده ، فيأتي خطاب الرفيق القائد في الذكرى الحادية والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ليؤكد معاني الثبات والقوة ويُمهل الأعداء والمحتلين وعملاءهم زمناً يسبق الحسم ، فإما الانصياع لصوت الحق ، صوت البعث الخالد ، أو الهلاك تحت ضربات رجاله الأشداء ذوي البأس الشديد .
نعم ، البعث حاضر وبقوة في عموم وطننا العربي الكبير ، وسيكون دائماً في طليعة الثوار نحو تحرير الأمّة والنهوض بها وبناء غدها المشرق وتأكيد خيريتها التي أنشأها الله بها وعليها .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
والله أكبر ، وليخسأ الخاسؤون
Comentarios