النص المكتوب للقاء الرفيق المجاهد صلاح المختار - الجزء الثان
- مفكر قومي
- Jun 4, 2018
- 5 min read

- النص المكتوب لمقابلة الرفيق صلاح المختار مع قناة المستقلة -
في 25/5/2018
- وأدارها الدكتور والإعلامي والشاعر عباس الجنابي :
- الجزء الثاني -
الجنابي : أستاذ أبو أوس ، أرجع معك لمسألة الانتخابات في ضوء النتائج المعلنة تتعلق آمال عدد من العراقيين الكارهين للعملية السياسية بمقتدى الصدر ومن معه في قائمة سائرون وخاصة حليفكم السابق الحزب الشيوعي العراقي ، هل هذه الآمال في محلها أستاذ صلاح ؟ .
المختار : الآمال على توجهات مقتدى الصدر مثل الآمال على إمكانية قيام أمريكا بحل أزمة العراق لصالح الشعب العراقي ، يجب أن نسأل من هي مرجعية مقتدى الصدر الطائفية والدينية ؟ ، مرجعيته آية الله كاظم حائري ، إيراني الجنسية ، ومن قادة إيران ومن أتباع ولاية الفقيه ، وكما تعلمون ولاية الفقيه منظومة أيديولوجية إلزامية لا يمكن لمن يؤمن بها أن يتنصل منها ومن تبعات التنصل ، فمقتدى الصدر مرتبط بكاظم حائري وبهذا الاتجاه مشكلة مقتدى هي أن إيران قد قدمت عليه هادي العامري ونوري المالكي وأخيراً قيس الخزعلي الذي كان يخدمه ويقدم له الشاي عندما يزوره بعض الضيوف في بيته ، مقتدى الصدر يشعر بأن إيران تقدم هؤلاء عليه ولذلك طرح مطاليب تبدو ذات طبيعة وطنية عراقية ، لكن التمحيص والتدقيق فيها يوصلنا إلى أنها ليست سوى وسيله ضغط على إسرائيل الشرقية وعلى علي خامنئي لأجل التراجع ، وفي اللحظة التي تتراجع فيها إسرائيل الشرقية عن وضعه في آخر قائمة أنصارها في العراق ورفعه إلى مقدمة القائمة سنرى مقتدى الصدر يتفق مع إسرائيل الشرقية وينهي حالة الخلاف معها ، وهذا هو الخيار المخيف الذي تورطت فيه السعودية وأطراف عربية أخرى حينما راهنت على مقتدى الصدر دون أن تعرف طبيعة المشكلة .
الجنابي : هو هذا سؤالي إليك أيضاً أستاذ أبو أوس ، مهم جداً أن نعرف ما هي في تقديرك الخطوة النهائية لمقتدى الصدر ؟، هل كان يناور ويلعب مع السعودية ودول عربية أخرى وبإشراف إيراني كما يقول البعض أم أنه جاد في المحافظة على عروبة العراق واستقلاله خاصة نحن نعرف أن مقتدى عربي وليس فارسي الأصول ؟ .
المختار : أنا من المقتنعين وفي ضوء الوقائع وليس المعلومات النظرية بأن مقتدى الصدر ليس قادراً على أن يتخلى أو ينفصل عن إسرائيل الشرقية وحكام طهران بدليل أنه ذهب إلى طهران واعتكف هناك أكثر من شهر قبل فتره وعاد ، لنتذكر حقيقة مادية عشناها في العراق وهي متجلية في السؤال التالي : لماذا هناك تنظيمات وميليشيات متعددة تابعة لإسرائيل الشرقية في العراق ؟ ، المطلوب لو كانت إسرائيل الشرقية تريد أن تشكل تنظيماً قوياً واحداً له جذور شعبية وله قواعد شعبية أن توحد هذه المجموعات التابعة لها في ميليشيا واحدة كي تكون جيشاً قوياً ، وكي تكون حزباً قوياً ، ولكن لماذا جعلتها ميليشيات وأحزاب وتكتلات متعددة ؟ ، الجواب هو أن إسرائيل الشرقية لا تريد للعراقيين حتى وإن كانوا تابعين لها أن يتوحدوا في تنظيم واحد وتحت قيادة واحدة ، تريد أن تبقيهم متناثرين متفرقين كي تسهل مهمة السيطرة عليهم وهذه الحقيقة هي التي تتحكم بما يجري في العراق الآن ، مقتدى الصدر يخضع لهذه القاعدة ولن يستطيع الخروج عنها مع الأسف ونحن لا نراهن على مقتدى أو غير مقتدى إنما نرى أمامنا حقيقة الخطة الإيرانية منذ البداية ، حيث أن إسرائيل الشرقية وزعت الأدوار ، ففي حين كان فيلق بدر وحزب الدعوة جزء من العملية السياسية كلف مقتدى الصدر بالتظاهر برفض العملية السياسية ورفع السلاح أحياناً ضد العملية السياسية ، وكان الهدف هو احتواء الجماهير خصوصاً في جنوب العراق لأن الجماهير الوطنية في جنوب العراق ترفض التبعية للاحتلال والتعاون ودعم الاحتلال ، فكانت الخطة الإيرانية أن تتوزع التنظيمات الموالية لها بعضها مع العملية السياسية وبعضها ينتقد العملية السياسية ، وبذلك تحتوي جماهير الجنوب بسهوله من خلال التعددية في التنظيمات ، الآن وصلت هذه الخطة أو هذا التكتيك إلى مرحلة الحسم أيضاً ، مقتدى الصدر وصل إلى الاستحقاق النهائي مثلما وصل هادي العامري ونوري المالكي وغيرهم، هؤلاء الآن يتصارعون على من يكون الرجل الأول في المخطط الإيراني في العراق ، ولا اعتقد ولست متفائلاً في تراجع مقتدى الصدر لأسباب عديدة منها التي ذكرتها كما أنه بسيط الثقافة وبسيط الوعي ، وهناك مجموعة تحيط به وكلها تابعة لإيران ، هي التي تحدد الاتجاهات السياسية وخياراته .
الجنابي : طيب ، الحزب الشيوعي العراقي منقسم إلى عدة أحزاب وليس حزباً واحداً وليس تياراً واحداً ، وحزب البعث العربي الاشتراكي متحالف مع الحزب الشيوعي في إطار القوى الوطنية سواء في السابق أو في الوقت الحالي.كيف تفهمون موقف جماعة الحزب الشيوعي وهم يلتحقون بقائمة سائرون ؟ .
المختار : الكتلة الرسمية في الحزب الشيوعي انتهت إلى أن تصبح تابع بشكل مباشر أو غير مباشر للتوجهات الأمريكية في المنطقة أو العالم ، حولوا السلاح من كتف الاتحاد السوفييتي إلى كتف أمريكا ، وهذا معروف فاشتراكهم في العملية السياسية ، هذا دليل مادي ، ولكن الوطنيين في الحزب الشيوعي كثر ، وهؤلاء رفضوا هذه السياسة وبرزوا بعد الغزو كمعارضين لسياسة حميد مجيد السكرتير العام للحزب قبل رائد فهمي ، وشكلوا تنظيماً باسم اللجنة القيادية ويقودها الأستاذ عدنان الطالقاني ، وهؤلاء حلفاؤنا وهم مناضلون يرفضون العملية السياسية ويرفضون الاحتلال بشكل قاطع وحازم ، فالموقف ، موقف الحزب الشيوعي ، لا ينظر إليه من زاوية الحزب الرسمي ، لأن للحزب الشيوعي تراثاً نضالياً عريقاً وتضحيات كبيرة قدمها الحزب في العراق أو في غير العراق ، ولا يمكن لحميد مجيد أو رائد فهمي أن يجرا هذا الحزب الكبير والعريق إلى محرقة التبعية للعملية السياسية التي تسيطر عليها في آن واحد أمريكا وإسرائيل الشرقية ، لذلك رأينا الكثير من كوادر الحزب الشيوعي يتمسكون بالخط الوطني ، وهذا ما جعلنا نعود إلى التحالف معهم في جبهة وطنية عريضة .
الجنابي : يرى البعض أن حزب البعث العربي الاشتراكي محظور في العراق من الناحية الرسمية ، وهو ليس محظوراً فقط ، بل تنوي هذه الحكومة والحكومات السابقة اجتثاثه ، وقد أصدرت أوامر وقوانين وتعليمات عجيبة غريبة ، طيب مجال تأثيرات حزب البعث العربي الاشتراكي في المعطيات السياسية العراقية الآن ، يرى البعض أنها ضعيفة وأصبحت محدودة جداً ، فكيف ترد على مثل هذا البعض ؟ .
المختار : أنا لن أرد مستنداً الى قناعاتي الشخصية كمناضل بعثي ، وإنما أرد بما نشر خصوصاً بعد الانتخابات حيث أن كثيراً من الكتاب قد نشر مقالات وتقارير تؤكد بأن دعوة المجاهد الكبير عزة إبراهيم لمقاطعة الانتخابات قد حققت أغراضها ، وأن أغلبية العراقيين بما يتجاوز 80 ٪ قد قاطع الانتخابات ، وذهب البعض إلى حد تفسير أن البعثيين هم الذين يحركون الأجواء بما يجري في العراق وداخل العملية السياسية ، وتم تبادل الاتهامات بين أطراف العملية السياسية بأن بعضهم تابع لحزب البعث وينفذ توجيهات حزب البعث ، الحقيقة التي يجب أن أقولها الآن هو أننا لا صلة لنا بتلك الفئات داخل العملية السياسية ، وإنما خطنا السياسي واضح منذ الغزو وحتى الآن ، استشهد لنا أكثر من 160 ألف بعثي ، وهذا الرقم أكبر من أي حزب في الوطن العربي ، قدم لي حزباً أيا كان ، يضم 160 ألف عضو فعال ، شهداء البعث أكبر من أي حزب عربي وربما من أي حزب في العالم ( باستثناء الصين ) جذورنا في العراق متينة وقوية ، بدليل أن كافة القوى بدون استثناء الآن تريد الحوار معنا منذ سنوات وليس الآن ، وهذا يشمل دولاً بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي فتحت الحوار معنا وتبادلت الرسائل معنا في السنوات السابقة ، فلو كان حزب البعث العربي الاشتراكي ضعف أو انتهى ، فلم تتجشم أمريكا هذا العناء وتبحث من جديد عن حوار مع حزب البعث لأجل حل مشكلة العراق المتوقفة ، أكرر المتوقفة ، على دور للبعث في كل الحلول في العراق ، ما لم يشارك حزب البعث العربي الاشتراكي في تقرير مصير العراق واختيار الحل الوطني المناسب له ، لن تحل مشكلة العراق ، وستبقى المشاكل والكوارث تتوالد واحدة عقب الأخرى ، نحن الرقم الصعب أو الأصعب في المعادلة العراقية ، وهذا مصدر فخرنا بعد هذه التضحيات الكبيرة والتي لم يقدمها أي حزب آخر غيرنا ، نفخر ونقول إننا حافظنا على جذورنا ، والأهم من ذلك ، نحن لا نريد السلطة ولن نشارك في السلطة ، سنبقى حزب معارضة سواء كانت مسلحة أو سلمية تبعاً للأوضاع القائمة ، نحن نريد بناء العراق وإعادة الأمن والأمان للعراقيين وإنهاء حالة الذل ، لدينا أكثر من 8 ملايين عراقي مهجر ، ولدينا أكثر من 3 ملايين شهيد فقط بعد الغزو ، فهذه كارثة تفرض علينا أن نتواضع أكثر من السابق وأن نضع العراق فقط ، العراق فقط أمام أعيننا عندما نضع أي خطة ، وهذا يفسر الحل الشامل لمشكلة العراق الذي طرحه حزب البعث قبل سنتين تقريباً .... يتبع .















































Comments