الأستاذ عبد المنعم الملا - الحشد الشعبي شبهة وجناية طائفية
- أمين عام المغتربين العراقيين
- Jun 12, 2018
- 4 min read

الحشد الشعبي شبهة وجناية طائفية يقودها نغول إيران
في العراق
أختلف العراقيين فيما بينهم حول ما يسمى بميليشيا الحشد الشعبي ، فمنهم من يعتبر هذه الميليشيا مكونٍ خارج عن القانون ومنهم من يعتبره منقذاً وامتداداً للمؤسسة الأمنية والعسكرية العراقية التي انتهت تماماً بعد احتلال العراق 2003 حيث قرار المجرم بريمر بحلها .
وللوقوف على جدلية الموضوع بخصوص هذا المكون علينا أن نقف عند حقيقة أصل هذا المكون الطارىْ .
فبعد 2003 سادت ظاهرة انتشار الميليشيات والعصابات في شوراع العراق من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه ، وأصبح لهذه الميليشيات قوة فعلية على الأرض ، نُفذ من خلالها العديد من العمليات الاجرامية والتفجيرات الوحشية وسط الجموع المدنية الآمنة ، سواء تلك في المحافظات المنكوبة أو الموجودة في بغداد .
الغالبية العظمى من هذه الميليشيات الطائفية مدعومة من إيران ومن الحرس الثوري الإيراني تحديداً ، وفيلق القدس الإيراني بقيادة قاسم سليماني الحاكم الفعلي للعراق ، ولهذا السبب تستغل هذه الميليشيات ضعف السلطة ( الدولة ) العراقية وقواها الأمنية والعسكرية المنبطحة بالمطلق الى سلطة سليماني والولي الفقيه في إيران ، بحيث أصبح انخراط العديد من هذه الميليشيات والعصابات في أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية أمراً غير مستغرب وباتت تنفذ عملياتها مستخدمة وسائل ووسائط الأجهزة الحكومية فيها ، دون رادع أو قانون يجرؤ على محاسبتهم أو وقف عملياتهم الاجرامية ، ( قاسم الأعرجي وزارة الداخلية لديها اتصالات مع العصابات والمليشيات / NRT وصحيفة الاندبندنت البريطانية / تشرين الثاني 2017) .
ولاضفاء شرعية أكثر لهذه الميليشيات تم جمع هذه الميليشيات السائبة لتشكل مليشيا واحدة مع الاحتفاظ لكل ميليشيا بالاسم الأصلي تحت مسمى الحشد الشعبي بموجب فتوى السيستاني ، فتوى الجهاد الكفائي ، وهو المرجع الفارسي الذي أفتى في الأيام الأولى لاحتلال العراق بحرمة مقاتلة الاحتلال ، وهو نفسه الذي أفتى بضرورة دعم الأحزاب الطائفية المشاركة في انتخابات العملية السياسية التي فرضها الاحتلال عنوة رغم قناعته الكاملة من أن غالبية المشاركين في العملية السياسية من أحزاب وشخصيات ما هم إلا شلة من السراق والفاسدين والقتلة والمجرمين *( عام في بغداد / بول بريمر 12 ايار 2003 ) ، فمنهم من كان مطلوباً لدول إقليمية ودولية مثل جمال جعفر محمد علي ابراهيمي أو الملقب بأسم أبو مهدي المهندس وهو أحد أبرز قيادي الحشد ونائب هادي العامري قائد ميليشيا الحشد الشعبي ، والجدير بالذكر أن كلا المذكورين ترعرعوا وقاتلوا مع إيران ضد العراق أبان حرب الإيرانية العراقية .
ولم يقتصر انخراط ودمج الحشد الشعبي على المؤسسات الأمنية والعسكرية ، بل تعدى الأمر ليصل إلى مشاركته ( أي الحشد الشعبي ) في الانتخابات البرلمانية العراقية المدعومة من أمريكا وإيران وبشكل مطلق ، ليفوز هادي العامري بالمرتبة الثانية بعد سائرون والتي كانت تشكل جزءاً من الحشد أيضاً تحت اسم ميليشيا سرايا السلام .
وبغض النظر عن الخروقات وعمليات التزوير التي رافقت هذه الانتخابات ، وباعتراف حيدر العبادي رئيس الوزراء وعضو حزب الدعوة العميل الذي ينتمي إليه نوري المالكي وباقي الرهط الفاسد المسيطرعلى مقاليد السلطة في بغداد ، ولاننسى ملايين الدولارت التي كانت تهرب باسم هادي العامري عبر منفذ المنذرية مع إيران ، بصنايق مموهة كتب وضعت تحت إعلانات هادي العامري وقائمته .
ما يعني أن مسألة مشاركة الحشد في العملية السياسية والانتخابات أمر قد دبر له بأوامر من إيران ، ومثلما أعلن عضو ما يسمى بالمجلس الأعلى بالثورة الثقافية علي بور أزغدي الذي قال ( أن رئيس الوزراء العراقي القادم سيكون جندي من جنود قاسم سليماني ) .
ولربما هذا يقودنا لطرح الراي السياسي من وجهة نظر عسكرية بهذه الميليشيا الطائفية ، أما الرأي السياسي الحكومي السائد فبالتأكيد سيدعم هذه الميليشيات لأسباب عديدة ، على رأس هذه الأسباب هو القاعدة لمشتركة التي تربط بين هذه الميليشيات والمكون السياسي الطائفي المتمثل بالبرلمان والحكومة العراقية فكلاهما يخضع لنفس السلطة الدينية التي يمثلها السيستاني والسلطة السياسية والعسكرية الميليشياوية التي يمثلها الحرس الثوري الإيراني وبالتالي النظام السياسي والديني في إيران .
ولطالما تعودنا على سماع نعيق صفويي العراق ( سنة وشيعة السلطة ) ، ونغول الفرس ( علي السيستاني وقاسم سليماني ) ، وهم يتحدثون عن أمجاد فارسية وهمية حاولوا من خلالها أن يكرسوا وجود هؤلاء الإمعات والمجرمين على أرض العراق الطاهرة ، لكن ما يُستغرب منه هو حديث أحد ( الضباط العراقيين ) كما يدعي ويضع صورة عسكرية له مفتخراً بكل تبجح على موقع للتواصل الاجتماعي ، في مناسبة حضرتها قبل فترة ليست بالقصيرة ، وهو يتحدث عن الحشد الشعبي بإيجابية وأريحية وأن فيهم ضباط عراقيين من الجيش العراقي .
قاطعته وقلت له ، لو كنت ضابطاً في الحشد الشعبي فحالك أسوء من حال كل من شارك في هذه الفتوى الخبيثة التي صنعت الحشد الشعبي الإجرامي ، ضابطاً كان أم عنصراً إجرامياً ميليشياوياً ، لأنك خنت شرف المهنة ونكثت بالعهد والقسم الذي قطعته عندما تخرجت من الكلية العسكرية ( إن صح خبره ) التي لم تتخرج منها إلا بعد أن تقسم على كتاب الله بالدفاع عن الوطن والشعب ، فمثلك كان له أن يفتخر ، حاله حال الكثيرين بل الغالبية العظمى من ضباط ومراتب الجيش العراقي الوطني قبل 2003 ، لا أن تنخرط مع الميليشيات وتصبح قاتلاً مثلهم ، بل وتتفاخر أنك منهم للأسف .
ولعل سأل يسأل وما الداعي لخوض هذا البحث عن الحشد الشعبي أو من يدافع عنه ؟ ، والجواب أن المعلومات هي جزء من بحث قد كتبته عن الحشد الشعبي منذ مدة ولم انتهي منه بعد ، وأنه وللأسف من دافع عن الحشد بالأمس بات من منظري الوطنية اليوم ..! ، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن الاحتلال وحكومته العملية قد حققوا الكثير من المؤامرات والدسائس الخبيثة التي أقرها الدستور البغيض الذي خطه الصهيوني نوح فليدمان ، لكن ما شاهدناه ونشهده إلى يومنا هذا من أدعياء الوطنية ، أقسى بألف مرة مما صور في ذلك الدستور المسخ ، بل ومن جميع القتلة والمجرمين المشاركين في الحشد الشعبي ، فكيف يستقيم ذلك ؟! .
وقفت ملياً أمام هذه الحادثة ولم أجد تفسيراً لها غير أن المتلونين والمارقين الذين يضعون قدماً هنا وأخرى هناك قد كثروا مع طول عجاف سنين الاحتلال وسلطته والعملية السياسية السرطانية التي أثبتت فشلها وباتت ساعة سقوطها وشيكة لا محال بإذن الله وعزيمة الشعب العراقي المقاطع لها ، ولربما قد نفذ صبرهم في الثبات على درب النضال والتضحية الذي لم يمشوا منه إلا خطوات قليلة فقط .
لا نريد الخوض أكثر في بحث هؤلاء ولكن سيكفي القول لهم ، قبل أن يُنظروا علينا بدروس القيادة والنضال الوطني وكأنهم إله الوطنية ومخترعيها ، ولا وطنيين غيرهم ..! ، نقول إن للصبر حدود تعرفوها فإياكم أن تعبروها ..! .
والعاقبة للمتقين
لندن 7 ايار 2018
Comments