الرفيق المجاهد صلاح المختار - نهائيات الجاز في باحات مقابرنا الجماعية
- مفكر قومي
- Jun 16, 2018
- 5 min read

نهائيات الجاز في باحات مقابرنا الجماعية
تتعمد أمريكا إقامة حفلاتها الموسيقية في باحات مقابر ملايينا الذين قتلتهم بدم بارد ومازالت تقتلهم للتسلية ! ، واليوم نرى أمريكا وبريطانيا تقفان ضد معركة تحرير الحديدة في اليمن فتظهران التعاطف مع ، والحرص على ، حياة أهلها رغم أنهما من دعم الحوثي المبعوث الدولي ، ناهيك عن سماحهما بدخول السلاح والمال لدعم الانقلاب الحوثي وتوسعه في محافظات اليمن ! ، فما أسرار الصمت الأمريكي البريطاني عندما تقومان هما أو من تريد له أن يكمل جرائمهما الكبرى ولكنهما تصرخان عندما تبدأ عملية عسكرية لإنهاء الحرب وإيقاف نزيف الدم ؟ .
1- من أبرز سمات الموقف الأمريكي تجاه القضايا العربية الساخنة في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها أنه يقوم على قاعدة منع الوصول إلى حل سلمي ينهي الصراع وعذابات شعبنا ، الآن والعرب يتقدمون لإنهاء كارثة اليمن بطرد الحوثي من ميناء الحديدة وهو مصدر استمراريته في الحرب ضد شعب اليمن والسعودية وكل العرب ولكن أمريكا وبريطانيا تقفان ضد عزم التحالف العربي على إنهاء الصراع في اليمن عبر السيطرة على الميناء لأن بقاء السيطرة الحوثية عليه يضمن استمرار الحرب فتتواصل جنائز العشرات من اليمنيين كل يوم .
2- وعلى العكس من حماس أمريكا وبريطانيا لمنع الهجوم العربي على الحوثي يلاحظ أنهما لم تحاولا إيقاف الانقلاب الحوثي أصلاً وسمحتا بسيطرته على محافظات اليمن وتركته يمتد ويتوسع بسهولة ولم تكن حماية المدنيين مطروحة من قبلهما عندما كان الحوثي ومازال يقتل المدنيين ويدمر المدن والقرى بينما الآن تعترضان وكأن المدنيين وجدوا الآن ولم يكن لهم أثر عند الانقلاب الحوثي وتوسعه ! .
3- والمفارقة أكبر : فلو نظرنا إلى العراق لرأينا نفس الموقف ، فقد سلمت أمريكا العراق لطهران رسمياً ودعمتها حتى عسكرياً كي تقيم الميليشيات وتتغلغل في الدولة والمجتمع ، والآن منعت أمريكا وقوع صراع بين نغول إسرائيل الشرقية على أثر تزوير الانتخابات ، ودعمت بقاء إسرائيل الشرقية في العراق بعدم الضغط بما يكفي لتشكيل حكومة لا تقع تحت تأثير طهران ، وعززت دعمها لطهران بالموافقة على اتفاق مقتدى الصدر مع هادي العامري ، وربما كانت هي مهندسته ، وهما أكثر جنود إسرائيل الشرقية ولاء لها وأشدهم عداء للعراق وللعروبة ! ، ويظهر التاييد الأمريكي الكامل لتحالف مقتدى وهادي بملاحظة أن الحزبين الكرديين الرئيسيين عبرا عن موقف إيجابي من تحالفهما الأمر الذي يعني أن هذه الكتلة سوف تشكل الحكومة وتمنع انهيار العملية السياسية الذي أصبح ممكنا وتلك هي المقدمة لطرد إسرائيل الشرقية من العراق ، ولكن وبفضل الدعم الأمريكي فإن النفوذ الإيراني بدلاً من إنهاءه كما توقع كثيرون وأكدت المعطيات المادية ربما سيبقى لفترة أخرى .
4- في كافة الأزمات العربية الدموية والسياسية نرى الموقف الأمريكي مستنسخاً من موقفها في اليمن والعراق وهو منع الحل الحاسم والسلمي والإصرار على زيادة تعقيد الصراع ورفع تكلفته البشرية والمادية على العرب ، وهذا ما نلاحظه في سوريا وليبيا أيضاً .
لماذا تصر أمريكا على منع إنهاء الصراعات العربية الكارثية ؟ ، لكي يكون الجواب واضحاً ودقيقاً من الضروري تذكر ما يلي :
أولاً : بريطانيا وفرنسا خططتا لأصل كوارثنا عندما تبنتا مقررات الصهيونية في مؤتمرها الأول في عام 1897 وما يجري الآن هو تحقيق ذلك ، وجاءت أمريكا لترث الاستعمارين البريطاني والفرنسي وتتبنى نفس الخطة وتطورها بجعلها أخطر ليكون على العرب دفع ثمن أكثر كارثية ، من أجل خدمة هدف التوغل الرأسمالي الامبريالي في الوطن العربي ، وتحقيق الأمن للكيان الصهيوني الذي ما أقيم في فلسطين إلا تنفيذاً لتلك الخطط ، وهكذا فإننا نرى خطوات ذلك المخطط تتعاقب وتكمل إحداها سابقتها ، فهل من المنطقي توقع أن أمريكا تعمل على إيقاف حرب أو صراع يلحق ضرراً فادحاً بالعرب مع أن ذلك يضمن أهم مصالحها ومصالح تل أبيب وطهران ؟ ، هؤلاء نغول إبليس الغربيين والصهاينة لا يعملون بعفوية ولا بالهبات مثل أغلب حكامنا وقوانا السياسية بل تحكمهم خطط واستراتيجيات ثابتة لا تتغير إلا لتكون أكثر كارثية على العرب وتضع الأسس المطلوبة لتقسيم وتقاسم الأقطار العربية .
ثانياً : ورغم أن المستفيد الرئيس مما يجري للعرب خصوصاً منذ الربيع العبري هو إسرائيل الغربية لأن أهم أهدافها إطلاقاً هو تقسيم الأقطار العربية وتغيير بنيتها السكانية جذرياً ، ولكن أيضاً تقسيم الأقطار العربية وتغيير سكانها العرب بأجانب يخدم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مباشرة لأنه يوفر لهما الفرص المنتظرة منذ عقود بالبقاء في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها ووضع اليد على ثروات العرب وإعادة البناء من قبل شركات أمريكية وبريطانية وتحديد طبيعه الدويلات التي ستقام على أنقاض الأمة العربية ودولها .
ثالثاً : تعقيد الحروب والأزمات العربية يوفر حلاً عملياً لمشكلتين تعاني منهما أوربا الغربية وأمريكا وكندا وهما مشكلة تدهور الأنجاب وهو تهديد خطير جداً والأزمات العربية توفر سكاناً يزرقون الحيوية في القدرة الانجابية الغربية وهو ما ظهرت نتائجه في دول أوربية ، ألمانيا مثلاً ، رغم أنها بداية عملية تحسين النسل ، ومشكلة الكفاءات المهنية حيث أن أمريكا يشكل الأجانب المختصين فيها أكثر من 80% من خبراءها وأوربا أقل لكنهما تحتاجان الآن وأكثر من العقود السابقة لخبرات مهنية تعوضانهما عن العجز عن توفيرها من مواطنيهما بالأعداد المطلوبة للاستمرار في التنافس التجاري العالمي المختل لصالح قوى أخرى أبرزها الصين .
رابعاً : وتزداد حاجة أمريكا الشمالية والاتحاد الأوربي لمواطنين مؤهلين علمياً وتكنولوجياً نتيجة التقدم الساحق للصين تجارياً وتكنولوجياً والتقدم الساحق لروسيا عسكرياً مما يحعل الغرب أمام مصير خطير وهو فقدان سيطرته على العالم وتلاشي الحلم الأمريكي بجعل القرن الحالي قرناً أمريكياً ، وتحوله إلى تابع للشرق لذلك فالحصول على الخبرات البشرية والموارد المالية الضخمة من بين أهم الأهداف الاستعمارية الغربية .
ولهذا ، نلاحظ أن الغرب يشترط فيمن يقبل مهاجراً أو لاجئاً أن يكون مؤهل مهنياً وليس مجرد إنسان يتعرض للموت أو الاضطهاد والاتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوربي قامت على هذا الأساس ! ، وتلك هي سرقة العقول .
خامساً : الخداع المبرمج لنا مازال لعبة مهمة جداً : فالتهديدات الأمريكية والإسرائيلية الغربية لإسرائيل الشرقيه بعد تولي ترامب الإدارة وما سرب من معلومات أو أطلق من تصريحات رسمية أمريكية وصهيونية ( أكدت ) أن هناك حرب قادمة ضد إسرائيل الشرقية أو على الأقل فرض حصار مشدد لم يسبق له مثيل كما قال ترامب سوف يؤدي أما إلى الاستسلام التام للنظام الإيراني أو سقوطه ، ولكن ماذا حصل ؟ ، يقول ترامب الآن بأن ( إيران قد غيرت سلوكها ) ، أي لا حاجة لضربها ! ، رغم أننا لم نلاحظ في الواقع تغير هذا السلوك بل رأينا عكسه تماماً وهو أن إسرائيل الشرقية تزيد نفوذها في العراق مثلاً وهو الأمر الأهم استراتيجياً .
من أهم سمات علاقة أمريكا بنظام الملالي أن أقوالها تتناقض مع أفعالها ، وهي لعبة مخابراتية هدفها جعلنا لا نفهم ما يجري وتخديرنا وتعطيل مبادراتنا لإنقاذ وطننا وأنفسنا ، وحينما يقع الضحية في دوامة عدم اليقين يتذبذب فهمه لما يجري وهو شرط نجاح المخطط المعادي .
سادساً : هدف ترامب هو إعاده تأهيل إسرائيل الشرقية معنوياً بتجميل وجهها عبر إنعاش ادعاء أنها ( تقاوم أمريكا وإسرائيل ) بعد أن فقدت تلك الصورة نتيجة تكامل سياسة أمريكا وإسرائيل الشرقية كما ظهرت في الواقع العربي ، والأخطر هو تخدير ردود الفعل العراقيه والعربية ومنع بروز موقف متحد عراقياً وعربياً لطرد إسرائيل الشرقية مادامت أمريكا ستقوم بضربها ! ، إنها لعبه تقليدية من ألعاب أمريكا وبريطانيا منذ بدايه القرن العشرين تغير أشكالها وألوانها لكنها تبقي على جوهرها وهو تضليل الضحايا وتحقيق تقدم استعماري غربي وتوسع وترسخ الكيان الصهيوني .
الحكام العرب لا يتعلمون من تجارب الماضي حتى عندما أاتيهم المؤشرات واضحه مفضلين وعود العم سام ومغازلة الكيان الصهيوني ! ، هؤلاء الحكام مثل فرد يقوم بحفر قبره بيده وهو يظن أنه يحفره لخصمه .
هل هناك من يعتقد بأن تحقيق وحدة نغول إسرائيل الشرقية في العراق تم بدون دعم أمريكي ؟ ، إذا كان هناك من يعتقد بذلك فعليه أن يجهز لدفن جسده منذ الآن كي لا يقوم غيره بسحله حتى يتفسخ جسده ويتلاشى ولا يصبح حتى القبر ممكنا .
تحالف مقتدى وهادي انتصار للتبعية التامة للفرس وهي أخطر خطوات احتلال العراق الأساسية لأنها تعيد العراق إلى مربع الاحتلال الأول مع تغيير جوهري خطير وهو وجود كتلة كبيرة مدعومة من الخارج إيرانيا وأمريكيا ، مقابل تشتيت المقاومة والقوى الوطنية وإنهاكها بفضل نجاحات المخابرات الأمريكية ، فالميزان غُيِّر عمداً ليخدم الفرس ومن غيره أمريكا وليس إسرائيل الشرقية .
Almukhtar44@gmail.com
14-6-2018















































Comments