top of page

جومرد البياتي - شَبابَنا العربي ... إلى أين ؟



لست ممن يشجع أي فريق أو نادٍ خارج المنظومة الإسلامية والعربية ، ولست ممن يدفع قرشاً أبيضاً لمتابعة مباراة فرق وأندية دول ألبستنا السواد .

لكني ، أستمتع بمتابعة فنون لعبة الكرة القدم والتنس غالباً ، بل وأتحمس لمتابعة أي مباراة في أي لعبة رياضية يكون فريق عربي طرف فيها .

لقد تابعت مباراة فريقي ( فرنسا والدانمارك ) وحيث كانت نتيجة التعادل تكفي بتأهلهما إلى دور الـ 16 من بطولة كأس العالم 2018 المقامة في روسيا حالياً وبغض النظر عما ستؤول إليه نتيجة مباراة ( بيرو - أستراليا ) ، علماً أن الفوز الذي حققته بيرو على استراليا كان ليؤهلها للدور الثاني من البطولة في حال انتهت نتيجة فرنسا والدانمارك بفوز أحد الفريقين .

نعم ، انتهت مباراة فرنسا والدانمارك بالتعادل ( حبايب ) ، والمتابع لهذه المباراة المشبوهة سيعلم أن الفريقين قد قررا مسبقاً النتيجة كي لا يسمحوا لفريق من خارج المنظومة الأوربية بالترشح ، إنها العنصرية بكل معانيها .

إن هذا الحال على الرغم من معانيه العنصرية لكنه يبين لنا حقيقة تآلف المجتمع الأوربي واتحادهم حتى في لعبة رياضية وانحيازهم إلى تكوينات اتحادهم الأوربي ، وهذا ممكن النظر إليه من الزاوية التي نظر إليها الفرنسييون والدانماركييون في تلك المباراة ، ألا وهي ( الحس الوطني ) واحترام وحدتهم القارية .

ولما يستدير الوجه للنظر إلى حال فرقنا العربية المشاركة في المونديال خصوصاً وباقي الفرق عموماً وأنديتنا العربية ، وأنظر إلى الجماهير العربية وتشجيعها لهذه الفرق على الرغم من المعرفة المسبقة بعدم أهليتها ، ومن زاوية ضيقة نتأسف على ذلك الجمهور ( العربي ) الذي يتمنى خسارة فريق عربي لغاية في نفس صفوية ، ومن زاوية أكثر انفتاحاً ألعن قادة الدول العربية حيث أوصلوا عموم حال الشعب العربي إلى هذا المستوى من التدني حتى في الرياضة التي هي متنفس الشباب العربي الذي به تُبنى الأمم .

لا عتب على اللاعبين ، بل العتب على الأنظمة العربية التي أهانة مجتمعاتها بشتى الأساليب إكراماً لراعيهم ومثبت أركان نظامهم ، أمريكا والغرب والصهيونية والصفوية ، ذلك ، لو قارنا ما يُقدم للاعب الغربي من إمكانيات وتوفير الأجواء الملائمة في التدريب ونظام غذائي متقدم وما يقدم للاعب العربي من شتى أنواع القسوة المجتمعية ، والتي منها ، حرفه عن مسارات الحس الوطني الذي تأججه الجماهير المشجعة المصطفة على مدرجات الملعب ليس إلا ، ومن ذلك أيضاً ، ومع قيام الأنظمة العربية بسرقة أموال الشعب وتجييرها لأمريكا وغيرها ، فإنها تبخل على منتخباتها حتى في قيام برامج ومعسكرات تدريبية مكثفة على امتداد زمن مناسب يُساعد في إعادة تأهيل اللاعب العربي على أكمل وجه .

الأنظمة العربية لا يهمها التقدم في أي من مجالات الحياة ، المهم لديها هو أن تحفظ عروشها من الزوال ، وعليه فإنها تسعى لتدمير أي تقدم عربي إرضاءً لسيدها الأمريكي الصفوي الصهيوني حيث أن هذا الجمع المجرم لا يروق له أن يتصدر العربي موقعاً متقدماً في العالم ، حيث أن أي تقدم عربي يعني فشل هذا التجمع الشيطاني في تحقيق الدمار الشامل للعرب .

ولذلك ، وتأسيساً على الموجز الذي عرضناه آنفاً ، نجد أن الحل وكل الحلول هي بيد شبابنا العربي وضرورة عودته إلى الجمع العربي وبقوة ، وأن بناء الذات فكرياً وثورياً ومنسجماً مع ادعاء العروبة مهم جداً في هذه المرحلة التي يتآمر علينا فيها حتى حكامنا ( العرب ) الأعراب .

فهل سيأتي اليوم الذي يعود فيه العرب للتربع على قمم التفوق والتقدم العالمي ويتسيد شبابها قمم المنافسات العالمية في أروع صورة لعودة الأمّة العربية إلى خيريتها التي جعلها وكونها الله تعالى بها ؟ .

وهل عرفتم الآن ، لماذا اللاعب الأوربي أغلى من اللاعب العربي ؟

أكتب كلماتي هذه تزامناً مع استماعي لنشيد " وطني حبيبي ، الوطن الأكبر " .

Comentários


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page