top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - مونديال الدم العربي في البصرة


مونديال الدم العربي في البصرة



" إذا أردت أن لا تختنق ، كل الخروف لقمة بعد لقمة " .. ماو تسي تونغ قائد الثورة الصينية


كما في سباقات المونديال الجارية الآن في موسكو فإن مونديال الدم العربي يشهد طفو جثث أخرى فوق محيط الدم العربي وهذه المرة من البصرة حتى بغداد مروراً بكربلاء وبابل والنجف والديوانية وغيرها ، فكيف تجري ألعاب مونديال الدم العربي في العراق الآن ؟ ، انتفاضة كرامة العراق الحالية والتي اتخذت في السنوات الماضية شكل مظاهرات مطلبية في جنوب العراق لتجنب الوحشية الفارسية التي تسيطر عسكرياً وأمنياً على المنطقة انتقلت إلى مرحلة المطاليب الوطنية والتحررية المجاهرة بحتمية طرد إسرائيل الشرقية من العراق ، وهذا ما جسدته هتافات آلاف المتظاهرين في كل مدن جنوب العراق ضد إسرائيل الشرقية وزعامتها الممثلة بخامنئي وبرمزها خميني حيث أحرق أبناء الجنوب صورهما وهم يهتفون ضدهما بحماس مشابه لحماس أبناء الفلوجة حينما قاتلوا الأمريكيين .

ما يجري الآن ليس انتفاضة جياع فقط ، فالجوع في وطن مستقل يمكن احتماله أثناء الحروب لكن ما لا يحتمل هو استهداف الهوية العراقية والعمل الجاد لتفريس العراق انطلاقاً من جنوبه ، فقد جنس نظام التبعية الإيرانية ملايين الإيرانيين وأسكنهم جنوب العراق ، فالانتفاضة بهذا المعنى وطنية وتحررية في المقام الأول ، أما الجوع والحرمان المتطرف لأهل الجنوب فهو العامل الإنساني الحاسم في تحشيد مئات الآلاف ضد الغزو الإيراني وجرائمه ضد أهل الجنوب ، فهي انتفاضة وطنية في المقام الأول .

بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الانتفاضات الشعبية المطلبية في جنوب العراق ووسطه وانطلاقها تحت شعارات غير سياسية وقمعها بقسوة متطرفة جاء دور الانتفاضة الوطنية والتحررية التي تعالت فيها هتاف ( إيران برة برة بغداد حرة حرة ) وغيرها من الهتافات ضد خميني وخامنئي بالذات وهكذا حسم أمر الانتفاضة وتحولت إلى انتفاضة وطنيين لم يعودوا يتحملون الغطرسة التي يظهرها الإيرانيون في تعاملهم مع أبناء العراق بعنصرية واضحة ناهيك عن سرقتهم مال العراق وتصديرهم سلعهم المسممة عمداً وإغراق العراق بالمخدرات ومرض الآيدز والسيلان نتيجة زواج المتعة لتعميم الفساد والتحلل الخلقي وتدمير العائلة العراقية وأخيراً وليس آخراً دعم وتشجيع العلاقات المثلية والشذوذ بكافة أشكاله تحت غطاء فتاوى المراجع ! ، أمرت طهران بإنزال الجيش والميليشيات لقمع التظاهرات بالقوة وسقط عشرات الشهداء والجرحى ولكن الانتفاضة لم تنتهي بل غذّا الدم العراقي المسفوح حماس وغيرة وكرامة عشائر الجنوب العربية وقررت النزول لساحة الصراع وهي مسلحة لحماية التظاهرات السلمية وهو ما وعدت به تلك العشائر اليوم ، وسواء قمعت الانتفاضة وأُحبطت أو تطورت نحو ثورة شعبية حاسمة فإن الأهم الآن هو ما يلي :

1- أثبتت الانتفاضة ما كنا نقوله ونؤكد عليه طوال 15 عاماً من عمر الاحتلال وهو أن أبناء جنوب العراق لا يقلون عروبة عن أبناء باقي العراق وأن من يطفو على السطح باسم الشيعة ليسوا سوى حثالات الجنوب .

إن أهم إنجاز عظيم للانتفاضة تحقق الآن وتم بالكامل هو تأكيد أن العروبة والعراقية هما الهوية الوحيدة لأهل جنوب العراق ، وكما في كل شعب حثالات واستثناءات فإن جنوب العراق وكل العراق فيه حثالات واستثناءات لا يمكن القياس عليها أبداً .

2- لقد حسم أمر الجنوب فلقد رأى العالم كله العراق صقراً يحلق بجناحيه الأصليين ( السنة والشيعة ) وبألوانه الطبيعية ( الكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة واليزيديين .. الخ ) في سماء الوطنية والتضحية من أجل الوطن واستقلاله وحريته .

بتحليق الصقر العراقي تبدأ رحلة التحرير الشامل والكامل للعراق من كافة أشكال الغزو ولكن بالتدريج وخطوة بعد أخرى لأن الوضع العراقي والعربي والأقليمي والعالمي لا يسمح بقفزات انقلابية شاملة وكاملة .

3- نرى الآن الصورة بكامل مكوناتها : عشرات الآلاف من الجماهير تنزل للشوارع دفاعاً عن حقها في الحياة والحرية ، ومع هذا النزول التاريخي للجماهير الوطنية نرى الآن صراعاً أمريكياً - إيرانياً يدخل مراحل الحسم على أرض العراق وغيره ، فأمريكا التي اعتمدت على إسرائيل الشرقية منذ الغزو في تدمير العراق وتصفية الملايين من أبنائه وفي تخريب الدولة والمجتمع ونشر الفساد والتحلل الأخلاقي والأمراض ثم سلمتها العراق في عام 2011 عندما عجزت عن قهر المقاومة العراقية لإكمال عملية تدمير العراق ، لم تكن تريد تركه لإسرائيل الشرقية بل لتجنب المزيد من الفشل والخسائر ، وعندما أكملت طهران دورها التدميري عادت أمريكا للإمساك بالعراق مباشرة ، وطبيعتها الامبريالية الجشعة والأنانية لا تسمح لها بترك إسرائيل الشرقية تقطف ثمرات ( تضحياتها ) وجهودها التي استمرت عقوداً لغزو العراق ولذلك وبعد أن أتمت إسرائيل الشرقية دورها في تدمير العراق قررت تقليم أظافرها وضبط حركتها ليس في العراق فقط بل في الوطن العربي كله .

في إطار التحرك الأمريكي الحالي فإن أول خطوة تريد أمريكا إنجازها هي قطع تواصل خط الحياة ، كما أسميناه مراراً في السنوات السابقة ، وهو الخط الاستراتيجي الواصل بين طهران وبيروت مروراً بالعراق وسوريا ، وهو خط الحياة الوحيد للامبريالية الإيرانية الذي يمكنها من إقامة الامبراطورية الإيرانية على تلك البقعة الجغرافية العربية ومنها تنطلق لغزو باقي العالم .

امريكا الآن بتحركها في العراق تعمل على تحقيق الهدف المرحلي الحالي لها وهو تقليم أظافر إسرائيل الشرقية ومنع توسعها الامبراطوري على حسابها ، أما إسرائيل الشرقية فإنها مصابة بهستيريا اكتشاف أن كل جهودها وتضحياتها خصوصاً آلاف الإيرانيين الذين قتلوا في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيره والمليارات التي جوعت ملايين الإيرانيين بسبب صرفها على توسعها الاستعماري مهددة بالضياع بسبب العمل الأمريكي على منع تواصلها الجغرافي مع حزب الله والنظام السوري وحرمانها من أهم المناطق التي تعمل فيها وهي الساحة العراقية ، فماذا نتوقع أن يكون رد الفعل الإيراني ؟ ، لنعترف أولاً بأنه الصراع الحقيقي الأول بين أمريكا وإسرائيل الشرقية منذ تنصيب المخابرات الأمريكية لخميني ديكتاتوراً على البلد ، وفي صراع مثل هذا يجب أن نتوقع استخدام كافة الأساليب من قبل الطرفين ، فما دامت أمريكا تريد تقليم أظافر إسرائيل الشرقية انطلاقاً من العراق مركز قوتها الأهم فإن طهران سوف تلجأ لكافة الوسائل لمنع أمريكا من تحقيق هدفها الخطير جداً على المشروع القومي الإيراني وهو منع تواصل خط الحياة ، ولهذا فإنها زورت الانتخابات وهي التي ترفض تشكيل الوزارة إلا وفقاً لما تريد لأنها تعرف أن الوزارة إذا شكلت حتى بصورة تجمع نغولها مع غيرهم فإنها ستكون غطاء ( شرعياً ) لضرب نفوذ الفرس وتصفيته تدريجياً ، فأمرت نغولها بالتوحد وتجنب التشرذم لضمان منع أمريكا من تحقيق تقدم ملموس في العراق ، وعندما انطلقت الانتفاضة الحالية ، وكانت عفوية الطابع لأنها امتداد لانتفاضات سابقة وقفت أمريكا وإسرائيل الشرقية معا ضدها ، لعبت أمريكا دوراً مهماً في تشجيع الانتفاضة الحالية لكنها في إطارها العام بقيت عفوية ووطنية الطابع ، وردت إسرائيل الشرقية بعنف رأيناه أمس( 16-7-2018 ) واليوم حيث قتل حرس خميني ونغوله من الميليشيات العديد من العراقيين وجرح العشرات ليس من اجل قمع الانتفاضة فقط بل أساساً لمنع أمريكا من الإمساك مجدداً بزمام الأمور ، وهنا لابد من الإشارة إلى أن المخابرات الإيرانية دست عناصرها بين المنتفضين في محاولة لحرفها عن طابعها الوطني والتحرري وتصويرها على أنها عنف وتخريب لكن المتظاهرين عرفوا اللعبة فألقوا القبض على إيرانيين ونغول إسرائيل الشرقية فكان لابد من ممارسة أقسى أشكال العنف ضد المتظاهرين السلميين .

4- ماذا نرى الآن في الساحة العراقية ؟ ، القاسم المشترك بين أمريكا وإسرائيل الشرقية هو تعمد إشعال نيران حرب شيعية - شيعية ، بعد إشعال حروب سنية – سنية ( التي نفذتها القاعدة أولاً ثم داعش ) ، فلأمريكا مصلحة أساسية في تفتيت الشيعة مثلما فتت السنة وهذه أهداف استراتيجية مقررة قبل غزو العراق ، وهي تنفذ على مراحل والآن جاء دور الحرب بين شيعة العراق أنفسهم . وهذه الحرب ، اذا لم ينتبه أبناء الجنوب ويحمو وحدتهم ، هي التي ستجر الانتفاضة الحالية إلى مستنقع الصراع الداخلي كما حصل عندما ظهرت القاعدة وأشعلت صراعاً مع فصائل المقاومة العراقية الوطنية القومية حرفت الثورة العراقية المسلحة عن توجهها التحرري ضد الغزو الأمريكي . وأمريكا بهذه الشرذمة للشيعة وللسنة ومحاولة عزل الأكراد عن العرب وإثارة الأقليات تريد منع نشوء كتلة أو كتل سياسية كبيرة تهددها بالوسائل الديمقراطية إذا حسمت الصراع لصالحها وأقامت نظام فيه انتخابات حرة حقاً ، بينما يعد وجود كتل وفئات صغيرة ومتناحرة أحد أهم ضمانات السيطرة الأمريكية على نتائج الانتخابات حتى بدون تزوير .

ومثل أمريكا فإن إسرائيل الشرقية التي يهمها أولاً وأخيراً تفريس العراق أخذت تدفع باتجاه حرب شيعية – شيعية ، لأنها تريد عبيداً خانعين وليس أبناء طائفة واحدة متساوين في تأكيد آخر على أنها أساساً دولة قومية لا دينية ولا طائفية ، وعندما يحصل ذلك فإن العراق يصبح أمام احتمال أكبر بتقسيمه رسمياً .

في ضوء الملاحظات السابقة ، ما العمل وكيف ترد القوى الوطنية على هذا التأمر المتعدد الأطراف ضد هوية العراق الوطنية ؟ ، من مصلحة العراق والأمة العربية تحقيق هدف الحد الأدنى الآن وهو تقليم أظافر إسرائيل الشرقية لأنه سيؤدي إلى تقطيع أوصال خط الحياة الإيراني بقطعه من العراق لأن تحقق ذلك سوف يوقف عملية تفريس العراق وسوريا ولبنان ويساعد على تخفيف عمليات التصفية الجسدية للوطنيين العراقيين خصوصاً البعثيين .

لذلك فإن الانتفاضة يجب أن تستمر وتتوسع وتتصاعد لإسقاط العملية السياسية وطرد نغول إسرائيل الشرقية حتى ولو اختلطت المؤثرات وتعددت .

أما هدفنا الاستراتيجي الثابت فهو التحرير الكامل للعراق من أي احتلال وهو هدف مرحلة لاحقة للتخلص من الآيدز الإيراني ، أما إذا بقيت أمريكا مصرة على عدم السماح باختراع دواء قاتل للآيدز فالدواء عند أبناء العراق .

Almukhtar44@gmail.com 17-7-2018

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page