جومرد حقي إسماعيل - العمامة السوداء
- كاتب ومحلل سياسي
- Jul 24, 2018
- 3 min read

العمامة السوداء
إن العمامة والعقال في العراق لها حظها المتميز في شرف العراقي ، حيث أن سقوط العقال أو العمامة من على رأس مرتديها ، ( عيب ) كبير فيمن سقطت عن رأسه ، تبعث في نفس الشريف منهم غضب وألم لأنها مست جوانب الشرف في كيانه ، ولذلك تجد في قوانين القبائل والعشائر العراقية الأصيلة أنه من يتعمد إسقاط عمامة أو عقال من على رأس آخر فإن عقوبته قد تصل إلى القتل أو فرض غرامة مالية كبيرة تكون رادعاً له مع إلزام المعتدي برد الاعتبار لصاحب الحق وبين الملأ صوناً لكرامته التي أهينت ، والعراقي فرح بهذا العرف بل ويتفاخر به لأنه دلالة على أصالته وتمسكه بأسباب الغيرة ومعاني الشرف ولو بأبسط صورها ، فكيف بالوطن الذي هو حصن أعراض وشرف الأمّة ؟ ، إذا انتهك ، انتهك كل شيء سواء بالمعايير الفعلية أو القيم المعنوية .
والعمامة بالذات لها أثرها في نفوس العراقيين ، عرباً وكرداً ، لأنها من سنن حضرة سيدنا المصطفى محمد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم وإن اختلفت ألوانها ، فقد ورد في الصحاح أن النبي محمّد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم قد لبس السوداء منها والبيضاء والخضراء ، فمن لبسها وجبت عليه الالتزام بمعانيها لأنها سنّة من هو أفضل خلق الله تعالى ، سيد الأشراف وأهل الغيرة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وفي العراق ، إذا قال أحدهم لآخر ارفع عن رأسك هذا العقال أو العمامة ، فهذا يعني أن في شرفه شرخ لا يحق له أن يضع على رأسه علامة من علامات الشرف والغيرة الإسلامية والعربية . ولأن أكثر ما ورد في الصحاح ترجيح لبس سيدنا النبي محمّد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام للعمامة السوداء ، فإننا نجد إن علماء العراق ممن يرجع نسبهم إلى أهل البيت عليهم السلام يرتدون العمامة السوداء دلالة على ذلك ولهم في الوسط العراقي مكانتهم الخاصة والقدر المتميز ، ولكن الظاهر أن ادعاء الانتساب إلى أهل البيت عليهم السلام صار حرفة يتخذها البعض وصولاً إلى شكل العمامة السوداء على رأسهم دون المعاني العميقة التي تحملها ، وهذا الصنف من الناس هم أولئك الذين ارتضوا لأنفسهم أن يمهدوا طريقاً سهلاً للكافر ويدخلون أرض العراق الطاهرة المطهرة بحماية السلاح الأمريكي والدعم الصفوي الإيراني وهم يضعون على رؤوسهم العمامات السوداء ، فكيف يكون ذلك ؟!! .
مهلاً اخوتي ، لا تعجبوا لذلك ، فإذا ما تذكرنا قول سيدنا النّبي محمّد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ، سيتبين لنا من هم هؤلاء الخونة العملاء الموالين للكافر { وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فإنَّه مِنهُم } .. حيث يقول صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( العرق دساس )) ، ولأنه صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم { وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلاّ وحي يوحى } نقول ، حاشا أهل البيت الطيبين الطاهرين من أن تمتد إليهم عروق من باعوا الأرض والعرض ، حاشاهم من أن تمتد إليهم عروق حفنة من الدجالين الساقطين في نتانة وحل الخيانة والرذيلة تحت مسميات التحرير والتغيير !! ، وحاشا أن تمتد إليهم عرق ديوث وهم ( أهل البيت ) عناوين الجهاد والشرف والغيرة ، أهل البيت عليهم السلام وعروقهم الشريفة { في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر } ، والديوثون أعداء الله والدين والآمّة { أولئكَ الَّذين ليس لهم في الآخرةِ إلاّ النّار } ، ولن يشم أحد منهم ، أصحاب العمائم الزيف أدعياء الانتساب ولا من تبعهم رائحة الجنة لقول سيدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( لا يدخل الجنة ديوث )) .
والآن نقول لأصحاب هذا الصنف من العمامات والعقالات أن ارفعوا هذا من على رؤوسكم وتجهزوا إلى النار ملعونين مدحورين ، والله أكبر وليخسأ الخاسئون .
Commentaires