جومرد البياتي - لا إله إلا الله
- كاتب ومحلل سياسي
- Aug 12, 2018
- 4 min read

لا إله إلا الله
الحمد للّه حمداً دائماً ديمومياً ، ونشكره شكراً قائماً قيّومياً ، والصَّلاة والسَّلام على من أرسله بالحقِّ رسولاً ونبياً ، سيدنا محمَّد ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وخصوصهم حضرة الإمام عليّ الذي جُعل للمؤمنين ولياً
أما بعد
فإنَّ فضل قول ( لا إله إلاّ اللّه ) شيء عظيم وفيها تصح النيَّة تعبداً إلى اللّه الواحد القهار جلَّ جلاله القائل { إنَّ الَّذينَ قالوا ربُّنا اللّهُ ثُمَّ استَقاموا فلا خَوفٌ عليهِم ولا هُم يحزَنونَ } ، هم أصحاب كلمة التوحيد التحقيقي أولياء اللّه الصِّدِّيقين الّذين استقاموا على الهدى بصدق نيَّتهم لخالقهم فشملتهم عناية اللّه ورحمته جلَّ وعلا فقال فيهم سبحانه وتعالى { رضيَ اللّهُ عنهم ورَضوا عنه ، ذلكَ الفوزُ العظيم } ، وحمداً وشكراً للّه سبحانه الّذي جعلنا في أمَّة الهادي البشير صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم ، أُمَّة ( لا إله إلاّ اللّه مُحَمَّد رسول اللّه ) أمّة الرحمة والخيرية والسيادة .
ولبيان ذلك الفضل فإننا نورد لما يأتي فضائل قول ( لا إله إلاّ اللّه ) وكما وردت في الأحاديث النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصَّلاة والسَّلام :
1. الدخول في حصن اللّه : حيث ورد في الحديث القدسي أن النبي صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم قال (( يقول اللّه تعالى : لا إله إلاّ اللّه كلامي وأنا هو ، فمن قالها دخل حِصني وأمِنَ عقابي )) [ رواه البخاري ] .
2. العهد عند اللّه : فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( من قال لا إله إلاّ اللّه ، كان له بها عهداً عند اللّه )) [ رواه الطبراني عن ابن عمر ] . وهذا العهد هو العروة الوثقى التي يستمسك بها العبد والّذي به ينال الموفون به أجراً عظيماً عند بارئهم سبحانه وتعالى القائل { إنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ إنَّما يُبايِعون اللّهَ يدُ اللّهِ فوقَ أيديهِم ، فمَن نَّكثَ فإنَّما يَنكُثُ على نفسِهِ ، ومَن أوفى بِما عاهَدَ عليهُ اللّهَ فسَيؤتِيهِ أجراً عَظيماً } [ الفتح : 10 ] .
3. الفوز بالجنّة : حيث قال رسول الله صلّى الله تعالى ‘ليه وعلى آله وسلّم (( من كان آخر كلامه ، لا إله إلا الله ، دخل الجنّة )) ، وهنا من الضروري أن نشير إلى أن مداومة ذكر ( لا إله إلا الله ) والإكثار من ذلك يساعدك على إدراك قول ( لا إله إلا الله ) عند الموت بفضل من الله ورحمته سبحانه القائل { يَا أيُّها الَّذينَ ءامَنوا اذكُرُوا اللهَ ذِكراً كَثِيراً } ، فكم هو هذا الكثير في ميزان الله تعالى ؟ ، ولقول رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم عندما سأله أحد أصحابه عن عمل يدخل به الجنّة (( مازال لسانك رطباً بذكر الله )) ، وفي أفضل الذكر قال صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( أفضل الذكر ، لا إله إلا الله )) . ولذلك ذهبنا إلى قول ، أن الداخلين في قول سيدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( ليس منا )) ، قد لا يدركون قول ( لا إله إلا الله ) ما لم يدركوا توبة نصوحة قبل الغرغرة .
4. تفتح له أبواب السّماء : فقد ورد عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أنَّ رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم قال (( ما قال عبد لا إله إلاّ اللّه مخلصاً من قلبه إلاّ فُتِحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر )) [ رواه الترمذي ] . وفي الحديث شاهد على وجوب صدق القلب وهو محل النيَّة ومحل الإيمان ، وبها يكون لقائلها صفة العبودية لقوله صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( ما قال عبد )) وفيها أيضاً لقائلها ترقٍّ بالمقام حتى يصل إلى مقام المشاهدة .
5. غفران الذنوب والخطايا : وفي ذلك ورد الكثير من الأحاديث منها تلقين سيدنا المصطفى صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم صحابته ( لا إله إلاّ اللّه ) ثمّ قال لهم (( أبشروا فإنَّ اللّه قد غفر لكم )) [ رواه الحاكم ] ، ومن هذه الأحاديث قوله صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( ما على الأرض أحد يقول ، لا إله إلاّ اللّه ، واللّه أكبر ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه ، إلاّ كفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر )) [ رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي اللّه عنهما ] .
6. السَّلامة من وحشة الموت والقبر والنشور : وذلك لقوله صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( ليس على أهل ، لا إله إلاّ اللّه ، وحشة في الموت ولا في القبر ولا في النشور ، كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم يقولون : الحمد للّه الّذي أذهب عنا الحَزَنَ )) [ رواه الطبراني عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما ] .
7. يبعث اللّه تعالى ذاكر ( لا إله إلاّ اللّه ) يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر لقوله صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( ليس من عبد يقول ، لا إله إلاّ اللّه ، مائة مرة إلاّ بعثه اللّه تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ، ولا يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله إلاّ من قال مثل قوله أو زاد )) [ رواه الطبراني عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه ] ، والراجح عندنا أنها مائة مرة بعد كل صلاة .
8. لا يرفع لعبد يوم القيامة عمل أفضل من عمل ذاكر ( لا إله إلاّ اللّه ) ، كما ورد في الحديث السابق ( الفقرة 6 أعلاه ) .
9. ليس بينها وبين اللّه تعالى حجاب لقوله صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( التسبيح نصف الميزان والحمد للّه تملؤه ، و لا إله إلاّ اللّه ليس لها دون اللّه حجاب حتى تخلص إليه ))[ رواه الترمذي عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما] .
10. حرمة دم ومال قائلها : حيث قال رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( من قال ، لا إله إلاّ اللّه ، وكفر بما يعبد من دون اللّه ، حرّم ماله ودمه ، وحسابه على اللّه )) [ رواه مسلم ] .
11. إنها مجددة لإيمان المسلم لقول سيدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( جددوا إيمانكم ، قولوا ، لا إله إلا الله )) .
فلنكثر من قول ( لا إله إلا الله ) ، ونذكر الله تعالى ذكراً كثيراً سبحانه القائل { اذكُروني أذكُركُم } ، ونسأله أن يقبلنا وإياكم في الذاكرين الله كثيراً والذاكرات .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام على المرسلين
اللّهم صلِّ على سيدنا محمَّد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
ربَّنا آتنا في الدُّنيا حَسَنَةً وفي الآخرةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ
Comments