الرفيق الدكتور خضير المرشدي - إيران ... في ضوء استراتيجية الأمن القومي الأمريكي
- عضو القيادة القطرية
- Aug 24, 2018
- 2 min read

إيران ... في ضوء استراتيجية الأمن القومي الأمريكي
إن من يراجع hستراتيجية الأمن القومي الأمريكي لعام ٢٠١٨ وما تلاها من تفسيرات من قبل عدد من المسؤولين الHمريكان ، يجد أن أولويات المواجهة للمرحلة المقبلة قد تغيرت ، حيث أن روسيا والصين أعتُبِرتا من ما يسمى دول المراجعة أو ما أطلق عليهما بالدول ( التحريفية ) التي تهدد نفوذ ومصالح الولايات المتحدة في العالم ، واحتلا الأولوية الأولى في استراتيجية الإدارة للمرحلة المقبلة ، ليأتي بعد ذلك الحديث بأولوية أقل عن ما يسمى بالدول المارقة كإيران وكوريا الشمالية مع تراجع في أسبقية محاربة الاٍرهاب والذي أطلقت عليه الادارة صفة ( المنظمات الإرهابية الدولية !! ) ، والذي لم يعد يمثل الأولوية رغم التركيز عليه في أكثر من مكان !!! .
إن المتغيّر الجيوستراتيجي الأبرز في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط هو ما يتعلق بالموقف من إيران كدولة مارقة تهدد الأمن القومي العربي ، وتهدد السلم والاستقرار في دول المنطقة والعالم بسبب دعمها ورعايتها لقوى الإرهاب والتطرف والفساد والطائفية .
فبالرغم من أن الإدارة الأمريكية أكدت على موقفها بالحد من تدخل النظام الإيراني في شؤون دول المنطقة ودعمه للإرهاب ، إلا أنها ركزت على استخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية في التعامل مع إيران مثلما أشار لذلك وزير الدفاع الأمريكي ، نافياً أن تتضمن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية ضربات وقائية سواءاً ضد كوريا الشمالية التي بدأت علاقات تطبيعية بالفعل مع الولايات المتحدة بعد لقاء القمة بينهما ، أو ضد إيران والتي تشير بعض التسريبات الى إنها بدأت فعلاً بلقاءات دبلوماسية وفنية بين الطرفين على مستوى المستشارين تجري في إحدى الدول ، تمهيداً للقاء قمة بين رئيسي البلدين ولعقد اتفاق استراتيجي بين الدولتين تنفيذاً لأحد بنود الاستراتيجية القومية الذي يدعو لبناء اتفاقيات جديدة مع كوريا الشمالية وإيران .
بمعنى آخر ، إن أمريكا غير مستعدة لعمل عسكري ضد إيران سواءاً كان مباشراً أو غير مباشر مثلما إنها غير مستعدة لذلك ضد كوريا الشمالية ، وما يؤكد ذلك هو التنسيق الأمريكي الايراني الجاري في العراق وتأييد الإدارة الأمريكية لنتائج الانتخابات العراقية بغض النظر عن مساهمة ميليشيات إيرانية إرهابية فيها من ناحية ، وما رافقها من عمليات فساد وتزوير وفضائح من ناحية ثانية ، واعتبرت إن مجرد تغيير النتائج يعد سابقة خطيرة وتهديداً للدستور ، وهي العارفة تماماً إن إستمرار العملية السياسية بهياكلها الهزيلة ودستورها الحالي لن يحقق إلا مزيد من الهيمنة الإيرانية على العراق !! .
نستنتج من هذا ، أن الموقف الأمريكي ضد إيران لا يتعدى التهديدات والتصريحات الدبلوماسية وفرض العقوبات من جانب واحد ، ناهيك من أن العقوبات الاقتصادية لن تكون مؤثرة على إيران ، مثلما حصل مع العراق ، بسبب إختلاف شبكة العلاقات الدولية بين إيران من جهة ، والدول الأخرى بما فيها دول عربية من جهة ثانية ، إضافة الى أن خارطة هذه العلاقات قد تغيّرت عن فترة الحصار الاقتصادي المطلق الذي فُرِض على العراق عام ١٩٩٠ - ٢٠٠٣ والذي إشتركت فيه جميع دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية الشقيقة !!!! .















































Comments