الرفيق الدكتور خضير المرشدي - مبررات إسقاط العملية السياسية في العراق
- عضو القيادة القطرية
- Sep 12, 2018
- 5 min read

مبررات إسقاط العملية السياسية في العراق ...
ودور جيش التضليل في تدمير المجتمع
ثلاث حقائق مهمة ورئيسية قامت عليها العملية السياسية في العراق بعد الاحتلال ، وهي تمثل مبررّات كافية لإدانتها ومقاومتها وتعطي الحق لكل عراقي حر في العمل من أجل إسقاطها ومطالبة المجتمع الدولي بسحب الاعتراف بها ، ومحاسبة القائمين عليها أمام المحاكم المختصة كمجرمي حرب وبتهمة الخيانة والفساد وتدمير المجتمع .
المبرِّرْ الأول :
هو ، هل أن هذه السلطة التي فُرضتْ على العراقيين بقوة السلاح سلطة ديمقراطية فعلاً ؟ ، وهل حققّت شرطاً واحداً من شروط الديمقراطية مقارنة مع ما يجري في معظم بلدان العالم وحتى المبتدئة منها في ممارسة الديمقراطية ؟؟ .
إن من يتابع العملية السياسية في العراق يجد بالإمكان وصفها بشتىّ الاوصاف إلا أن تكون ديمقراطية حرة ، أو إنها تلبّي الحد الأدنى من قواعد الحكم الديمقراطي في العالم ، وذلك طبقاً لما رافقها من تضليل وتزوير ورشىً وخداع ، وما تخلّلها من صفقات ومناورات لشراء الأصوات وتوزيع الحصص وبيع المناصب وشرائها دون خجل أو إعتبار لعرف أو نظام أو قانون ، ودون الاكتراث لرادع أخلاقي ديني أو اجتماعي أو إنساني .
- فبإسمها يعتقل الناس الأبرياء ، ويختطف الصغير والكبير ، ويُقْتَلوا لمجرد المطالبة بحقوقهم الأساسية في تحقيق الأمن ، وتوفير مستلزمات العيش كالماء والكهرباء والصحة والتعليم وفرص العمل .
- وفي ظلّها تحوّل العراق من دولة مستقرة ذات مؤسسات ، يأمن فيها المواطن على نفسه وعرضه وماله وكرامته ، وفي مستوى جيد من التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والأمن الفردي والمجتمعي ... إلى ساحة من الفوضى والإرهاب والقتل والنهب والسلب والحرمان وانعدام الأمن والخدمات ، وباتت دولة فاشلة لا يحكمها قانون ولا يسودها نظام ، تنتهك فيها الأعراض والقيم والحقوق والكرامة الانسانية ، وتتحكم فيها ميليشيات إرهابية مسلحة ، وأحزاب وتيارات عُرفتْ بإرتباطاتها الأجنبية لا غير .
مما أدى لظهور فئتين إرهابيتين مجرمتين هما الطائفية المتخلفة المتمثّلة بميليشيات وعصابات أحزاب السلطة ، والتنظيمات الإرهابية المجرمة المتمثّلة بداعش والقاعدة .
المبرِّرْ الثاني :
آفة الفساد الشامل التي تُعد ْمن أخطر الأعمدة التي قامت عليها السلطة بعد الاحتلال ، وكانت نتيجة حتمية لقوانين وسياسات المحتل وسلطاته المتعاقبة التي هيّئت الأرضية لانتشار هذه الآفة على نطاق واسع شملت كافة منظومات المجتمع المادية والمعنوية والأخلاقية ، وهياكل الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية ، وأدّت إلى ابتلاع ثروة العراق وتبديدها ، وانتهاك حقوق الناس ، وتحطيم أواصر الوحدة والأخوّة والمودة وانعدام الثقة بين أفراد المجتمع وشكّلتْ الأساس لظهور المافيات والعصابات والمرتزقة الذين نهبوا الثروات وهرّبوها بطريقة مُنظّمة مخطط لها بعناية إعتمدت إسلوب المشاريع الوهمية وغسيل الأموال والمضاربة في العملة ، وسرقة الإيرادات والضرائب المتحققة من التجارة العامة ، وبحسب ما أعلنته عضوة اللجنة المالية في ما يسمى مجلس النواب ، فقد تم إنفاق اكثر من ترليون دولار ، وهدر أكثر من ٢٢٠ مليار دولار على عقود وهمية ، وإهدار أكثر من ٣٢٠ مليار دولار من خلال عملية فرق السعرين للدينار التي يقوم بها البنك المركزي بإشراف أشخاص متنفذين ، كما إن الأحزاب والميليشيات المسلحة تشرف على نهب المليارات من الدولارات يومياً من خلال بيع النفط المهرب بالتنسيق مع إيران والاستحواذ على ٩٥٪ من هذه المبالغ والعائدات المالية من الجمارك والمنافذ الحدودية والرشاوي ، وتذهب ٥٪ فقط للخزينة المركزية ، كل ذلك يجري وفق مخطط دولي مرسوم وأمام أنظار العالم ... وقد تسببّ بإرتفاع خطير في معدلات الفقر والمرض والجوع والجهل والأمية والتخلف ، وانهيار الأمن والخدمات ، وتدهور منظومة القيم والأخلاق في المجتمع العراقي وبصورة محزنة .
المبرِّرْ الثالث :
وبالرغم من هذه الحقائق التي تكشف زيف المرجعية وتعرّي ارتباطاتها بدول معادية للعراق ، لازال نَفَر من الناس يجادل ويقول إنّ ( السيستاني ) مرجع ( للشيعة ) في العالم ومن حقّه أن يفتي ويحكم فيما يراه ، وقد يصحّ هذا الكلام عندما يصدر المرجع أحكاماً وفتاوى في شؤون الطائفة حيثما تكون ، وفي حدود الفقه والشرع والدين فقط ، وليس إصدار الأحكام والافتاء للتدخل في شؤون العراق السياسية وإدارة الحكم فيه ، وهو البلد الذي يتميز بتنوع ديني وطائفي وقومي فريد ، الأمر الذي أبرز ظاهرة التوظيف السياسي للدين وصراع الطوائف ، وتسبّب في فتنة طائفية كبرى كادت أن تودي بالعراق نحو الهاوية لولا وعي وإدراك الخيّرين من أبنائه ، وعمق انتمائهم الوطني والحضاري الذي أسقط هذه الفتنة وفضح رموزها ... هذا إذا ما وضعت الأمور في سياقها العام دون التركيز على ما يدور حول هذه الشخصية من شبهات إبتداءاً من دوره المتواطئ والمتواصل مع المحتلين ، وانتهاءاً بتأييد مشروعهم الفاسد المدّمر للوطن والدين والأمة .
وبهذا ، فإن المرجعية وجيش التضليل والتجهيل الذي يضم طوابير العملاء والمزوّرين والمعممّين المزيّفين الطارئين على الدين وغيرهم من الذين تديرهم المنظمات الصهيونية السرية والعلنية ، يتحملون مسؤولية الكارثة التي يتعرض لها العراق وشعبه منذ الاحتلال ولحد الآن ... وإن واحدة من أهم وسائل الإنقاذ هي فضح واقتلاع بؤر التجسس والفساد التي تعشعش في أقبية منزوية في مكان من أرض العراق يعرفه الجميع ، إعطوني إنجازاً وطنياً واحداً لهذا الصنم ، أو مأثرة إيمانية تثبت إسلامه وتديّنه وتقواه وزهده !!! ، وقضى عمره صامت ، صمت القبور والأصنام عن جرائم الحكومات التي دمرت العراق وشعبه ونهبت ثرواته ... فلم يزرْهُ إلا مبعوث أميركا ولا يقبل زيارة أحد غيرهم لتكملة برامجهم من خلاله في تخريب العراق ... وإن أموال الخُمس التي تقع تحت تصرفه ترسل إلى ايران ولمشاريع نشر التشيّعْ خارج العراق ، ولم ينتفع العراقيون بدينار واحد من حصيلة أمواله التي تقدر بمليارات الدولارات !!!! .
كما وإنه لم يؤد فريضة حج أو عمرة ... ولا يحقُّ له التدخل في شؤونه عرفاً وقانوناً . إن هذا الصنم حسب ما وصفه أحد أقطاب المؤسسة الدينية ( الشيعية ) ومنظّريها في تصريح منسوب له ، تداولته وسائل إعلام عديدة وتناوله عدد من الكتاب بالتعليق والشرح والتحليل ... ( لم يَصدرْ له موقف وطني أو مأثرة إيمانية تُثْبتْ إسلامه وتديّنه وتقواه وزهده ، وهو الآن في العقد التاسع من عمره لا يملك بحثاً استدلالياً فقهياً أو أصولياً ، ولم يُصَلِّ يوماً باتباعه أي صلاة : في عيد أو جمعة أو جماعة أو جنازة ، ولا يعرف له نسب ولا يوجد له مصدر في كتب النسّابة ، ولم يصدر بحثاً فلكياً ولا عقائدياً ولا تاريخياً ، ولا يملك موقف وطني شريف ضد الاحتلالات التي مرت على العراق ، كالاحتلال الإيراني والأميركي أو غيرهما .
ولم يقتصر جيش التضليل على أدعياء الدين من المعممّين فقط رغم شراسة فعلهم وقوة تأثيرهم على عقول البسطاء ، بل ضم كذلك أسراباً من مايسمى ( الذباب الألكتروني ) التي ينحصر دورها في تزييف الحقائق وقلب المفاهيم وتزوير المعلومات وتشويه الأفكار وتسقيط الشخصيات والرموز الوطنية .
إن هذا الجيش تقف وراءه مؤسسات مشبوهة بعنوان منظمات ( خيرية ) ، ومرجعيات ( دينية ) يتقدمها أشخاص غرباء عن العراق وأهله ينتمون لدول أجنبية ، لم يُسمعْ لهم يوماً حديث أو لقاء ، ولم يُعرف لهم أصل ولا حسب ولا نسب ، ولم يظهروا في صورة أو خطاب ، سوى أن كبيرهم تصدر بإسمه أحكام وفتاوى في أمور السياسة والحكم في بلد غريب عنه وليس من أهله ، كالعراق !!! .
ومن مؤشرات هذا المخطط الآثم هي إفراغ العراق من الشخصيات الوطنية والكفاءات والعلماء والمفكرين والمثقفين والاُدباء والمتعلمين بإسلوب القتل أو الاختطاف أو الإهانة أو التشريد والتهجير أو التسقيط والاغتيال المعنوي والاجتماعي بتشويه السمعة والسيرة الوطنية والإنسانية بحملات مقصودة من التلفيق والاتهام الباطل والأكاذيب والافتراءات ...
يتعرض العراق إلى مخطط خطير من التجهيل والإذلال والإفقار المادي والمعنوي والنفسي والأخلاقي والعلمي والمعرفي ، يجري تنفيذه بطابور من المزوّرين ، وجيش من المعممّين بإدارة وإشراف ( أجهزة إستخبارية متخصصة ) في غسل العقول وتسميم الأفكار وإسقاط المجتمعات ، وتشويه المفاهيم والقيم الوطنية النبيلة التي تربّى عليها الناس ، وغرس بدلاً عنها مفاهيم غريبة منحرفة وشاذة من الشعوذة والدجل والخرافات والتقليد والمهادنة والخنوع والطاعة العمياء لفتاوى وخزعبلات وأوهام يصدرها بسم الدين زوراً حشد مِن المُضَلِّلينْ لا همَّ لهم سوى تضليل الناس ومسخ عقولهم وتخديرهم وإضعاف إرادتهم وتثبيط معنوياتهم ، وزرع اليأس في نفوسهم لتسهيل السيطرة عليهم وتحديد توجهاتهم بما يخدم أهداف الجهات والأجهزة التي تدير هذا المشروع الخبيث ، حتى بات الكثير من الناس لا يستطيع التمييز بين شريف ومنحط ، كاذب وصادق ، نزيه وسارق ، مخلص وخائن ، فضيلة ورذيلة ، وبين حق وباطل .
Comments