الرفيق المجاهد صلاح المختار - الحرس الكارتوني الإيراني
- مفكر قومي
- Sep 28, 2018
- 6 min read

الحرس الكارتوني الإيراني
تعمدت تأجيل نشر مقالي عن عملية الأحواز البطولية رغم أنني كتبت مسودته في نفس يوم العملية واستندت في كتابته على المثل عربي الشهير هو ( أن الأمور بخواتيمها ) ، والسبب هو ظهور سلوك سلبي من قبل بعض الأخوة الأحوازيين تمثل في التسرع بنسبها للمخابرات الإيرانية مع أن هذه التهمة هي بالذات من تسريبات المخابرات الإيرانية كما تبين لنا لأجل التشكيك بعملية تاريخية واستراتيجية بكل المقاييس كما سنرى ! ، وكان التبرير الغريب هو القول بأن النفي هدفه حماية الشعب العربي الأحوازي من التنكيل الإيراني وكأن التنكيل لم يحصل وأن نظام الملالي يحتاج لمبرر ليقوم به ! ، وبعد تكشف الحقائق لابد نسجل ما يلي :
1- أول ما لفت الانتباه هو اتهام البعث و( الصداميين ) بالقيام بتلك العملية وهي تهمة تكشف ما تجذّر في نفوس نظام الملالي فرغم جرائمه البشعة في العراق والمتمثلة في اغتيال عشرات الآلاف من البعثيين فإنه يلتحق بمواكب رعب نغوله في العراق والذين ما إن يقع حادث حتى يصرخون ( أنه من فعل البعث والصداميين ) .
العملية ، إذاً ، أكدت أن النظام الإيراني يعترف رسمياً بأن البعث مازال مارد الحاضر الذي يقض مضاجعه وأن نهاية الصفويين في العراق باتت قريبة .
اقرأوا الخبر التالي : ( طهران – أ ب ، رويترز ، أ ف ب | في 24 سبتمبر 2018 / أعلنت طهران اعتقال معظم المتورطين بالهجوم في الأهواز ، معتبرة أنهم من « بقايا النظام البعثي البائد في العراق » . .... نائب قائد القوات البرية في الجيش الإيراني الجنرال نوذر نعمتي ، فأعلن أن منفذي الاعتداء هم « من بقايا النظام البعثي البائد في العراق ، وما زالوا يسيرون في النهج ذاته » ، متوعداً بأنهم « سيلقون مصير صدّام ( حسين ) والصدّاميين » .
ماذا نرى في هذا التصريح ؟ ، نرى أولاً صدام منغرزاً بقوة داخل عقول ونفوس خامنئي وقادة نظامه وصيرورته عنصر حرمان لهم من النوم الطبيعي خوفاً وقلقاً .
2- ربما أبرز ما التصق ببال من شاهد الفيلم الخاص بالهجوم على العرض العسكري – المرفق في أدناه - هو حالة الفزع والارتباك وروح الهزيمة التي ظهرت على آلاف الجنود الإيرانيين ودفعتهم بدل القتال والرد إلى الانبطاح في مجاري المياه القذرة أو الهروب وعدم المواجهة رغم أنهم مدججون بالسلاح وعدم التصدي للمهاجمين فوراً ، وبحسب وكالة فارس القريبة من الحرس الثوري ووسائل إعلام أخرى ، فقد استمر إطلاق النار نصف ساعة ، وهو وقت طويل يظهر" خللاً واختراقاً للأمن الإيراني " ، أما أُم الفضائح فهي أن القادة الأشاوس للحرس الإيراني في المنصة كانوا أول الهاربين منها ، فما الذي يقدمه ذلك المشهد من دلالات ؟ .
3- من أهم الدلالات التي أثبتتها عملية الأحواز هي أن الحرس الثوري مجرد فقاعة ضخمة تتكسب من الفساد وتستمر بواسطة القمع الفاشي ، ويعوض عن الشجاعة بادعاء القوة واختلاق بطولات وهمية ، لم نشاهد جندياً من الحرس الإيراني يقف ليقاتل المهاجمين رغم أنهم أربعة فور بدء الهجوم وهو ما تفعله كل الجيوش الحقيقية بدليل أن عدد القتلى المعلن رسمياً هو 29 من العسكريين وأكثر من 60 جريحاً ! ، وهذا العدد الكبير من القتلى والجرحى يؤكد أن الحرس لم يقاوم المهاجمين فور انطلاق هجومهم وإنما هرب وانبطح وصدرت عنه أصوات رعب واضحة وبكاء ودعاء إلى الله أن ينجيهم .
4- توقيت الاستعراض العسكري أيضاً له دلالة واضحة فقد جعل يوم 22-9 وهو يوم الرد العراقي على الحرب التي شنها نظام الملالي وبدأت يوم 4-9-1980 وتحمل العراق حتى يوم 22 من نفس الشهر ليرد ، فحدد قادة الفرس هذه الذكرى لتنظيم استعراض قوة وليس استعراضاً عسكرياً للرد على العرب في الخليج العربي وغيره ، يقول كما ردد قادة نظام الملالي ( بأن لدى إيران حرساً ثورياً لا يهزم وعليكم تجنب غضبه يا عرب وإلا فمصيركم مثل مصير صدام ) !!! ، هنا نلاحظ درجة خداع النفس لدى الفرس : فمن أسر صدام الشهيد الأمريكيين ومن اتخذ قرار اعدامه الأمريكيين الذيم كلفوا نظام الملالي بتنفيذه ومع ذلك يتظاهر حكام فارس بأنهم هم من هزموا العراق وأعدموا صدام الشهيد ! إنها حالة شيزوفرينيا واضحة .
إحدى ماثر عملية الأحواز هي أن أبطالها قرروا إثبات وحدة أبناء العروبة وإرسال تحياتهم لعراق الصمود والمقاومة ولأبطال قادسية صدام وإفساد فرحة سكر الفرس المجوس من خلال تدمير الاستعراض فخاضوا حربا تاريخية حقيقية على أرض الأحواز المقدسة دخلت تاريخ البطولة من أوسع أبوابه ، مؤكدين بأن الحرس والباسيج والجيش والمخابرات الإيرانية لم تمنع أربعة رجال قرروا الشهادة من أجل تحرير الوطن فهزموا كل هؤلاء المجوس بل وجعلوا رجالهم يبكون كالنساء المرعوبات ، والفيلم يؤكد هذه الحقيقة .
الرسالة الأوضح التي بعثت بها العملية البطولية للجميع هي : أن قوات إسرائيل الشرقية كلها عبارة عن قِط من ورق وليس نمر من ورق ، وهذا إنجاز استراتيجي كبير يجب إبرازه .
5- وعى نظام الملالي مبكراً بأن قواته كلها عاجزة عن تحقيق الحلم الفارسي القومي القديم وهو بناء امبراطورية فارسية جديدة تحت غطاء إسلامي زائف تفرض استعمارها على العرب وغيرهم وكانت الحرب التي شنها خميني قد أثبتت ذلك يتمريغ أنفه بالوحل وإنهاء أُسطورته المزيفة ، فكيف تواصل تنفيذ مخططها التوسعي الاستعماري على حساب العرب وهي تفتقر للقدرة على تحقيق النصر إذاً ؟ ، لقد عوضت إسرائيل الشرقية عن افتقارها لمعنويات القتال والقدرة عليه بالاعتماد على غير الإيرانيين من الذين ارتبطوا بها لأسباب طائفية أو بدافع الحاجة للمال ، وهو ما فعلته في العراق وأفغانستان بصورة انموذجية حيث خدمت المخطط الأمريكي رسمياً ووضعت اتباعها الطائفيين في العراق وأفغانستان تحت تصرف أمريكا ، فالقتال خارجها تقوم به كتل بشرية أغلبها من غير الإيرانيين ويقودهم ضباط إيرانيون وهذا ما لاحظناه في سوريا حيث دفع آلاف الأفغان اللاجئين في إسرائيل الشرقية والباكستانيين وغيرهم للقتال والموت بالآلاف ، وكان أبرزهم " حزب الله " المؤسس في لبنان ويقاتل في العراق وسوريا واليمن بصفته أخطر أدوات الفرس .
عملية الأحواز البطولية هي ، وبحق ، قرع جرس لكل من تورط مع الفرس من غير الفرس للتراجع خصوصاً وإن قوات الفرس المسلحة بكافة صنوفها ضعيفة المعنويات أو فوضوية ولا تقاتل كما يجب القتال كما أثبتت عملية الأحواز .
6- الاستراتيجية المعتمدة رسمياً من قبل قيادة الفرس والتي تمنع كشف ضعف الروح المعنوية هي منع وقوع الحرب داخل إسرائيل الشرقية وخوضها في الخارج بتحويل دول محيطها الاقليمي إلى مصدات تمنع حصول حرب مباشرة معها ، وهذه الاستراتيجية هي بالضبط استنساخ من استراتيجية إسرائيل الغربية في فلسطين ، عملية الأحواز ضربت في الصميم الاستراتيجية الإيرانية بخوض القتال داخل إسرائيل الشرقية فهي نقلت الحرب وبحجم غير مسبوق إلى داخلها .
لقد شاهد العالم كله الحرس الثوري في حالة فزع واضطراب وخوف وعجز عن التصدي لأربعة شهداء أحياء وهي صورة سوف تترسخ في أذهان كل ضحايا إسرائيل الشرقية ، وكان السؤال الطاغي هو ، ماذا سيحدث لو أن المهاجمين كانوا مئات الجنود ؟ .
7- هذا التأكيد يفضي إلى نتيجة بارزة وهي أن أي حرب تنخرط فيها إسرائيل الشرقية ستكشف المزيد من نقاط ضعفها وهو ما تعرفه قيادتها حق المعرفة فالحرس الثوري وهو قوة النظام وشرطته ينخره الفساد وعملية يوم 22-9 في الأحواز أكدت ذلك .
8- ( الذي لا يفلح بتأمين استعراض عسكري محدود سيتهاوى أمام إرادة الشعوب التي حاول أمتهان كرامتها ) ، هذا أحد أهم دروس عملية الأحواز وهو درس سيشحن همم وإصرار العرب والبلوش والأذريين والأكراد وغيرهم لأجل الاستقلال التام بالتحرر من الاستعمار الإيراني .
9- ولوحظ أن قادة االنظام الفارسي أطلقوا تهديدات كبيرة بسحق وتدمير من قام بها أو من حرض عليها ، وهذه التهديدات تثير سؤالاً منطقياً وهو التالي : لماذا لم تردوا على إسرائيل الغربية وهي تقصفكم في سوريا وتركل مؤخراتكم وتهددون السعودية والإمارات العربية المتحدة مع أنهما لم يقوما بقصفكم ؟ .
10- الضربة الموجعة لنظام الملالي في الأحواز المحتلة جاءت في وقتها المناسب وهي تتطلب اعتبارها خطة عسكرية ثابتة مادام نظام الملالي يقاتل بأدواته غير الإيرانية في العراق وسوريا واليمن ويتدخل بوقاحة في كل قطر عربي ، فلا نجاة للسعودية والإمارات وبقية دول الخليج العربي من خطر الغزو الإيراني إلا بسياسة هجومية تقابل السياسة الهجومية الإيرانية في اليمن وسوريا والعراق وغيرها وتعطلها .
وليكن واضحاً أن خسائر أي مواجهة مع نظام الملالي لن تكون إلا جزء بسيطاً جداً من الثمن الذي ستدفعه دول الخليج العربي إذا واصلت الخوف من الرد العسكري الإيراني .
الحرب اتخذ قرارها خامنئي ولن يتراجع عنه مهما قدمت دول الخليج العربي من تنازلات ونجاتها الفعلية يضمنها دعم مفتوح لحركات التحرر الوطني الأحوازية وغيرها فهي ضمانة جعل اسم ( إيران ) تلحقه كلمة السابقة ، ولعل السؤال الذي يجب ان لا يغيب هو : لم تشن إسرائيل الشرقية الحرب على دول الخليج العربي خصوصاً السعودية بواسطة الحوثيين وغيرهم ولا تقوم دول الخليج العربي بالمثل ؟ ، قانونياً وأخلاقياً ومصلحياً الرد بالمثل ضرورة وواجب وحق قانوني .
وما رأه العالم يوم 22-9 في الأحواز المحتلة هو القوة الحقيقية لإسرائيل الشرقية وما لديها وتستخدمه من قوة هي قوة نغولها العرب وليس شباب الفرس ، فاجتثوا النغول العرب تهزموا بإسرائيل الشرقية .
إذا كانت المخابرات الإيرانية هي من خططت للعملية فشكراً لها ألف مرة لأنها كشفت عن هزال القوات المسلحة الإيرانية وعجزها عن مواجهة القوات الإماراتية والسعودية في حالة شن حرب عليها فعلى الأقل نحن نرى القوات الإماراتية والسعودية تقاتل في اليمن نغول اسرائيل الشرقية الحوثيين بشجاعة واضحة لو قورنت بهزيمة جيش وحرس خميني على يد أربعة مقاتلين عرب فإننا نرى التفوق الإماراتي السعودي .
هل من مزيد ؟ ، نعم ، بالأمس أعلنت سلطات الاستعمار الإيراني أسماء شهداء العروبة في الأحواز وأخذت تهدم بيوتهم هناك ، مثلما تفعل توأمها إسرائيل الغربية بالشعب العربي الفلسطيني ، فثبت بالأدلة بأنها عملية وطنية أحوازية خالصة تماماً .
وأخيراً إذا كانت عملية الأحواز من إعداد المخابرات الإيرانية فإنها تشبه تماماً رجل محافظ جداً يصور فيما له ولزوجته وهما في غرفة النوم وفي حالة حميمية ثم ينشر الفيلم في الفيس بوك ؟ ! ، هل هذا معقول ؟ ، إنه معقول إذا أصاب الزوج المحافظ الجنون المؤقت .
وهذه هديتنا لمن روج لنظرية أن المخابرات الإيرانية وراء العملية .
Almukhtar44@gmail.com
27-9-2018
Comentarios