الرفيق المجاهد صلاح المختار - إذا ضُربت إسرائيل الشرقية
- مفكر قومي
- Jan 31, 2019
- 6 min read

إذا ضُربت إسرائيل الشرقية .... !؟
" عندما شاهدت المعارضة العراقية الموجودة في إيران كيف تعدم الأسرى العراقيين وتعذبهم أيام الحرب العراقية الإيرانية بدأت أشك بوطنيتي وولائي لإيران بسبب ولاء ووطنية هؤلاء لإيران بشكل يفوق العقل والتصور !! .. "
رفسنجاني رئيس اسرائيل الشرقية
ما يجلب الانتباه في تطورات الوضع العراقي هو تسريب المخابرات الإيرانية لإشاعة تقول بأن وحدات مسلحة أُعدت لمقاومة القوات الأمريكية أُطلقت عليها أسماء ( بعثية ) واسم الشهيد صدام حسين و( تضم بعثيين ) وافقوا على مقاتلة القوات الأمريكية ودعم الحشد الشعوبي !!! ، وهذه الإشاعات استغلت لتضليل البعض ومحاولة استمالته .
قبل كل شيء وبكل وضوح نؤكد بأن هذه كذبة ساذجة من تلفيق المخابرات الإيرانية وحزبنا لم يغير مواقفه لأنها قائمة على فهم استراتيجي عميق وشامل لا يتغير مع كل تغيير طارئ ، فليس معقولاً أن يوجد بعثي – بل كل وطني عراقي - وبعد كل ماجرى للعراق والأمة العربية وللبعث تحديداً من مظالم وكوارث غير مسبوقة كانت إسرائيل الشرقية هي أخطر من خطط لها وأمر بها وتولت الميليشيات الطائفية التابعة لها تنفيذها أن يصطف معها ! الوطني العراقي والقومي العربي ، والبعثي في مقدمتهم ، يتخلى عن هويته الوطنية وعن شرفه الشخصي حالما يمد يده لقاسم سليماني وعبيده .
هذا هو الثابت الأبرز في استراتيجية البعث والتي لن تتغير إلا باجتثاث النزعة الاستعمارية الفارسية .
وتأكيداً لحقائق الصراع الأساسية نثبت ما يلي :
1- لقد أكد حزبنا مراراً وتكراراً بأن العدو الرئيس والأخطر والمباشر للعراق والأمة العربية منذ عام 2011 بعد انسحاب القوات الأمريكية أصبح إسرائيل الشرقية وكل من يخدمها ويدعم خططها الاستعمارية في العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز وكل قطر عربي لأنها هي من أصبحت تحكم العراق وتراجع الدور الأمريكي سياسياً وتعمق استخبارياً ، انتبهوا تقدم الدور الأمريكي استخبارياً .
2- إن إنهاء المرحلة الأخطر ، وهي مرحلة التغييرات السكانية في العراق وسوريا هي المهمة الجوهرية والتي لا تعلوها أي مهمة وطنية أُخرى ، رهن بضرب الاستعمار الإيراني في العراق وسوريا ، وعندما يتم ذلك فإن ضرب الاستعمار الإيراني المهيمن على لبنان والأحواز والموجود بقوة في اليمن ودول الخليج العربي يصبح تحصيل حاصل ، والسبب واضح جداً وعلينا عدم نسيانه :
فالغزو الأمريكي تم بقوات عسكرية دعمت بما سمي بالمعارضة العراقية وهي فئات صغيرة جداً ومعزولة عن الشعب العراقي لذلك بقي الغزو عملية خارجية سهلة الدحر نسبياً وهو ما نجحت به المقاومة العراقية ، أما الغزو الإيراني فهو أخطر نوعياً وبمراحل لا تحصى من الغزو الأمريكي لأنه غزو عسكري يعقبة غزو سكاني مصحوب بتربية عقائدية طائفية زائفة تعتم على الهدف القومي الفارسي ، والغزو السكاني بهذا التحديد يعد التهديد الوجودي المميت لهوية العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز وغيرها للأسباب التالية :
أ- تم جلب ملايين الإيرانيين وغير الإيرانيين وتوطينهم في محافظات عراقية وسورية يهجر سكانها العرب بالقوة ، وتبدأ عملية التغيير الجذري لهوية المدن السكانية ، إبراهيم الجعفري عندما كان رئيساً للوزراء اعترف في عام 2005 بأن حكومته منحت الجنسية العراقية لأكثر من مليونين ونصف المليون شخص ، وبعد 14 عاماً يقدر عدد من وطّن بثلاثة ملايين احتلوا مدن العراق وطردوا السكان العرب وابادوا الآلاف خصوصاً في محيط بغداد وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى .
ب- تفتح فوراً مدارس إيرانية تعلم اللغة الفارسية والتاريخ العام والتاريخ الإسلامي كما كتبته الفرس وليس تاريخنا الحقيقي وتهمل اللغة العربية وتدمر المدارس والجامعات وتغلق مراكز الثقافة الوطنية والقومية والإنسانية وتنشأ أُخرى تدس السموم الطائفية والعنصرية المعادية للعرب في عقول الشباب ، وتقام منظمات تشجع على العهر العلني تحت غطاء زواج المتعة ويحمى الشذوذ الجنسي وتقلل خطورته بإطلاق اسم مخفف جدا عليه وهو ( العلاقات المثلية ) !!!! ، وتعد المسارح كاملة لممارسة ذلك في كل مكان ، وبهذه الخطط وغيرها يتعرض المجتمع إلى تغييرات عميقة وشاملة وتنهار القيم العليا وتتفكك العوائل ويعدم اعتبارياً وأخلاقياً جيل أو أجيال كاملة ، وتتشرذم كل الطوائف .
ج- تفرض على الحكومة اعتبار الميليشيات قوات رسمية تمولها الدولة وتمنح صلاحيات أكثر من الجيش الحكومي استعداداً لحله وإنشاء حرس ثوري مشابة للحرس الإيراني يضمن السيطرة التامة على العراق .
د- وبعد إكمال نشر المؤسسات الطائفية في كل مكان وإجبار السكان على تغيير طوائفهم تبدأ عملية احتواء من بقي على طائفته بواسطة من أُطلق عليهم وصف ( سنة ايران ) ! ، ولئن كان تهجير المسيحيين والصابئة والأيزيديين قد تم بنجاح لقلة عددهم فإن تهجير كل السنة مستحيل ولهذا تعتمد طهران على من يواليها من السنة لإكمال سيطرتها التامة على العراق .
هـ- بنشر الأمية والخرافات والفقر وتزوير تاريخنا وفرض ضوابط طائفية ينتهي العراق العربي ونواجه كيانات مفككة لا هوية واضحة لها ومن ثم تضيع الوطنية العراقية وهي الباعث الأساس للتحرر وطرد أي غاز .
ك- لابد من التذكير بحقيقة جوهرية وهي أن الخطط الإيرانية المذكورة مستنسخة من الخطط الصهيونية في فلسطين حيث أن الغزو الصهيوني لفلسطين قام ونجح لأنه اعتمد على الغزو السكاني اليهودي وهذا ما تقوم به إسرائيل الشرقية لضمان وجود جيش من المستوطنين الغرباء يدافع عن الغزو ويحوله إلى واقع يصعب تغييره وقد يستمر لعدة قرون بينما الاستعمار الغربي مؤقت وقصير .
لقد تعمدت استخدام عبارة ( إذا ضُربت إسرائيل الشرقية ) لسببين : الأول ، أن الضربة غير أكيدة وهي قد تكون مثل مئات التهديدات التي أطلقتها أمريكا منذ عام 1979 وحتى الآن ولم تتحقق والعالم لهذا السبب لا يثق بوعود أمريكا خصوصاً وأن لها مصلحة استراتيجية في بقاء إسرائيل شرقية قوية تقمع العرب وترهبهم وتستنزفهم وتشغلهم عن إسرائيل الغربية من جهة ، وتضمن لأمريكا تخويفهم باستمرار من البعبع الإيراني لأجل حلبهم وإشغالهم بغير النضال من أجل تحرير أراضيهم المحتلة واستعادة ثرواتهم المنهوبة من جهة ثانية ، وقد تفسر التهديدات الأمريكية على أنها تجميل لوجه نظام الملالي القبيح بتصويره كمقاوم لأمريكا ! ، والسبب الثاني ، هو أن الضربة إن وقعت فهي لن تكون حرباً شاملة بل ضغوطات تأديبية هدفها إعادة نظام الملالي إلى السكتين اللتين وضع عليهما أصلاً ، وهذا هو جوهر سياسة ترامب ومن سبقه .
ولنفترض أن الضربة وقعت فهي في هذه الحالة لا تعني أكثر من تقليم أظافر إسرائيل الشرقية فيما لو واصلت رفضها العودة لما بين السكتين وقد تتخذ شكل قصف جوي مركز أو تصفية لقادة الميليشيات بدرونات وإنزالات مفاجئة على مقراتهم ، وهذا هو الحد الأدنى لما يجب تجاه عصابات الفرس ، أما الضربة التي تجتث الدور والتغلغل الإيرانيين فهي ليست واردة في الحسابات الأمريكية في هذه المرحلة ومستبعدة في الزمن المنظور ، لأن الدور الإيراني مطلوب في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها لمواصلة كبح حركة التحررالوطني العربية وهو أحد أهم شروط نجاح استراتيجية تفتيت الأمة العربية وإنهاء دورها .
ودون شك فإننا نتمنى حصول ضربة أمريكية لإسرائيل الشرقية حتى لو كانت في حدها الأدنى لأنها تخدم هدفنا الاستراتيجي وتشكل خطوة على طريقه ولكن من الضروري الانتباه بدقة إلى أننا لسنا طرفاً في الصراع الأمريكي الإيراني وما قد يقع هو صراع بين أطراف لها مطامع في وطننا العربي .
والمعيار الأساسي لاختبار الصدقية الأمريكية هو قيام أمريكا بتقطيع خط الحياة الإيراني الممتد بين بيروت وطهران عبر بغداد ودمشق ومنع اتصاله نهائياً ، فإذا فعلت ذلك – وهي لم تفعله حتى الآن - فإنها تقوم بعمل يتجاوز حدود تقليم الأظافر وهو عمل يخدم مصالحنا القومية مثلما قد يخدم مصالح أمريكا .
أما إذا تجاهلته فالنتيجة العملية لذلك هي تكريس مكاسب الفرس في الوطن العربي كله وتحويلها إلى واقع يجب التعود عليه .
بديهي أن تحرير أي بلد يتطلب وجود الشعب في أرضه وأن يكون محافظاً على التماسك الاجتماعي والقيمي في إطار هوية وطنية وانتماء قومي واضحين ، وتلك هي منابع قوة التحرير وبدونها لن تتوفر روح الفداء وهي شرط النصر المسبق في حرب التحرير ، لذا فالمحافظة على الهوية الوطنية للأقطار العربية خصوصاً العراق وسوريا هدف سوبر استراتيجي قومي وهو غير قابل للتنازل عنه والمساومة حوله .بحماية الهوية الوطنية تتوفر كافة شروط التحرر اللاحق ، أما إذا لم تعد الهوية موجودة وتحول العراق وسوريا واليمن ولبنان إلى كتل متنافرة الهوية والانتماء فإن روح التضحية بالنفس والمال وكل شيء من أجل الوطن تغيب مع إنها أهم متطلبات النصر .
وثمة موضوع آخر مهم جداً لابد من التنبيه إليه : إذا ضُربت إسرائيل الغربية الحشد داخل العراق فذلك ليس موجها للعراق أساساً لأن الحشد ليس عراقياً باختياره المعلن الولاء المطلق لإسرائيل الشرقية وقيامه بجرائم بشعة ضد العراقيين ولعبه دور المدمر للعراق وطناً وهوية وشعباً فهو لا يمكن أن يمثل العراق بل هو إيراني الانتماء والدور الفعلي ومن ثم فإن المسؤول عن أي ضربة إسرائيلية إن وقعت فعلاً هو الحشد .
وليتذكر أبناء العروبة في كل مكان بأن ما قامت به إسرائيل الشرقية تجاهنا من غزوات في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيره وقبلها في الأحواز العربية وتدخلات فظة وتغييرات سكانية خطيرة وإبادات جماعية وتعاون مفتوح مع الشيطان الأكبر ضدنا .. الخ ، يحق لنا رده بالمثل دون شك الآن وفي المستقبل ، فذلك حق شرعي بصفتنا أصحاب الوطن المغتصب ومكتسب بصفتنا تعرضنا لعدوانات إيرانية متعددة .
وأخيراً نذكر بأن البعثي الملتزم يتقبل فقط ما يأتيه من الحزب مركزياً ولا يلتفت إلى الإشاعات وأن واجبه نقل المهم منها إلى قيادة الحزب لإكمال المعلومات أو تدقيقها ولكن ليس نشرها أو تناقلها .
Almukhtar44@gmail.com
30-1-2019
Commentaires