top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - عندما يترنح حسن الصباح


عندما يترنح حسن الصباح



يخطأ من يظن بأن حسن الصباح أخذ يترنح عندما ضيق ترامب الخناق على سيده خامنئي والذي لا يلتقيه الا ويقبل يديه بلهفة عبد ذليل ، وتلك عادة قبيحة يمارسها العجم ونهى عنها نبينا العظيم ، فقد أخذ يترنح حينما انتبه كثير من المخدوعين به إلى أنه ليس الشخص الذي اعتقدوه وأنهم ارتكبوا خطأ إسقاط أمانيهم على مسيرته مع أنه مختلف جذرياً عما يرغب به كل عربي أصيل ، ولعل أهم تحولين وقعا ودفعا إلى كشف وإثبات هويته الحقيقية هما :

1- عندما توقف كلياً عن أي اشتباك مع إسرائيل الغربية منذ آخر معركة في عام 2006 وحتى الأن ، لم يطلق حسن الصباح رصاصة واحدة ضد إسرائيل الغربية ، وهذا أمر أخذ يفرض سؤالاً قاتلاً في نفوس من أيده من العرب بحسن نية ولم يجد له جواباً واضحاً إلى الآن وأخذ هؤلاء يجدون الجواب الواضح حول سبب توقفه عن الصراع مع إسرائيل الغربية والذي كان المصدر لشعبيته في أوساط عربية .

2- عندما استخدم سلاح المقاومة ضد العرب رغم أنه أقسم بشرفه مراراً وتكراراً أنه لن يستخدمه إلا ضد الكيان الصهيوني لكنه لم يلتزم بوعد الشرف واستخدم سلاح المقاومة في صيف عام 2008 في بيروت عندما احتلها غازياً دموياً قتل أكثر من 120 لبنانياً لكي يفرض سطوته ويبتز اللبنانيين بقوة سلاح المقاومة ! ، وهكذا برزت فكرة لا يمكن تجاوزها أو إهمالها وهي أن من لا يتقيد بكلمة الشرف المعلنة لا يمكن الوثوق به أبداً لأنه مستعد دائماً ليقسم ، لكنه وبقدر استعداده للقسم مستعد للتراجع عنه وهذا في السياسة يهدم أي ثقة ويزرع الشكوك بكل ما يصدر عن ناقض العهد .

وزاد انتباه من أحسن الظن بحسن الصباح حينما جر لبنان كله إلى المستنقع السوري وزج آلاف الشباب اللبناني بالحرب على الشعب العربي السوري فقتل حزب الله آلاف السوريين وقتل من اللبنانيين المئات ونصبت المأتم في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية من بيروت لموت المئات في سوريا وليس على حدود فلسطين أو مناطق لبنان المحتلة التي تركت دون مقاومة منذ عام 2006 مثل مزارع شبعا .

وتضخم الاحساس بأن الثقة بحسن الصباح كانت وهماً حينما انتشر أعضاء حزب الله في العراق واليمن والكويت ومصر وبقية دول الخليج العربي يعدون لمجازر وفتن دموية وقد تم توثيق ذلك بالاعترافات ومخازن الأسلحة .

والأنكى أن من وثق بحسن الصباح كمقاوم لإسرائيل الغربية اكتشف بأن هذا الحزب يتاجر بالمخدرات عالمياً وليس لبنانياً فقط ! ، وهنا حفرت أسئلة طبيعية في ذهن من أحسن الظن بحسن مثل : كيف يمكن لحزب مقاومة أن يستخدم سلاحها ضد السوريين والعراقيين واللبنانيين واليمنيين وأبناء الخليج العربي ومصر ؟ ، وهل من أخلاقيات المقاومة المتاجرة بالمخدرات التي تقتل الناس الأبرياء ؟ ، وهنا زال الغطاء الثقيل عن أذهان من أحسن الظن بحسن وتجنب سؤالاً قديماً لكنه طمره بتأثير دور حسن في المقاومة عندما كانت تجري وهو : هل يمكن نشوء مقاومة حقيقية بدون هوية وطنية ؟ ، السؤال الأخير أُجّل طرحه لأن العمل المقاوم كان ساخناً وكان المطلوب الانتظار وعدم الإصرارعلى طرحه مادام القتال مع العدو الصهيوني قائماً ولكن ما إن وقف القتال نهائياً وتحول سلاح المقاومة لقتل العرب في أقطار عربية حتى فرض السؤال المركزي نفسه بعد أن استبعد عقوداً وهو ونكرره : هل توجد مقاومة غير وطنية سواء كانت إسلامية أو مسيحية ؟ ، الواقع ينفي وجود أي مقاومة بلا هوية وطنية والحركات التي ظهرت وقاومت باسم الإسلام سرعان ما لعبت دور المحول للنضال من نضال تحرري وطني إلى فتن طائفية أنهت المقاومة وجردتها من قدراتها الكفاحية وهو ما رأيناه في العراق وسوريا .

أولاً ، لنذكّر بأن سادة حسن الصباح في إسرائيل الشرقية يتمسكون بشدة بهويتهم القومية الفارسية فدستورها لا يؤكد فقط الهوية الفارسية والحضارة الفارسية بل الأهم أنه يصل حداً ينسف كل ادعاء بإسلامية نظام الملالي حينما تقول فقرة بأن ( أرض إيران وحدودها غير قابلة للتفاوض وحتى مجلس الشورى لا يملك صلاحية مناقشة الحدود ) ! ، تذكروا أن كل جيران إسرائيل الشرقية دول إسلامية ، فالنص الدستوري إذاً يؤكد بأن أراضي إيران أراض قومية الهوية ومن المستحيل التفريط بهويتها الإيرانية حتى لمسلمين آخرين ! ، واحتلال طهران لأراض عراقية والأحواز والجزر العربية وإصرارها على الاحتفاظ بها أمثلة واضحة .

كيف يمكن للبناني مثل حسن الصباح أن يعلن نفسه وبلا تردد أنه وكيل رسمي لعلي خامنئي في لبنان وهو يعلم أن ولاية الفقيه وهي مذهب خامنئي لا تقبل النقاش وتفرض الطاعة العمياء على المقلد ؟ ، في خطب عديدة لم يتردد حسن الصباح عن تكرار التشرف بأنه تابع للولي الفقية خامنئي وأنه ( يأكل ويشرب ويتسلح بأموال إيران ) ! ، وقبلها أعلن أنه يقاوم ( من أجل جعل لبنان جزء من جمهورية إسلامية تقودها إيران ) ! ، هنا نواجه حالة تخل من قبل حسن الصباح عن الوطنية اللبنانية لصالح الوطنية الإيرانية ، فخامنئي متشدد بالتمسك بالمصالح الوطنية الإيرانية في حين أن حسن يفرط كلياً بمصالح لبنان ويجره لكوارث من أجل خدمة إسرائيل الشرقية وهو أمر يعرفه اللبناني الذي يتعرض لانحدار قطره وخسارته لموارد السياحة وتحول لبنان من سويسرا الشرق إلى مكب للنفايات ومركز تراكم الفساد المنظم ! .

الاسلامويون العرب مثل حسن الصباح سنة وشيعة يفرطون بمصالح أمتهم العربية من أجل وطنية أخرى غير عربية وعندما يفسرون موقفهم لا جواب لديهم إلا القول بأن ( الإسلام يحرم القومية والوطنية لأنهما يقسمان المسلمين ) ، وهذا الجواب هو النص الذي يهدم في الإسلاموي احترامه لهويته القومية لأنه يرى بوضوح أن إسرائيل الشرقية وتركيا تتمسكان بمصالحهما القومية بلا أي قدر من المرونة .

هنا نرى خراب منطق الإسلامويين العرب فمن يتبعونه من غير العرب متمسك بقوميته وهم يفرطون بقوميتهم العربية وبمصالح أمتهم العربية ! ، فأي غضب رباني وقع على رؤوس هؤلاء وجعلهم لا يرون من يتبعونه إلا كما يريدون ويحلمون رغم أنه يسلك طريقاً مغايراً لما يريدون ؟ .

الوطنية وكما أثبتت تجربة المقاومة العراقية وأحداث الأربعين عاماً الماضية هي الهوية الأساسية التي تحمي الأمة والقطر من التفكك بينما الإسلاموية أدت دور مستنزف الأمة ومدمر وحدة أقطارها الوطنية .

قلنا مراراً وتكراراً كيف يتوحد العالم الإسلامي بدون وحدة العرب قبلها ؟ ، الوحدة تبدأ من الأصغر للأكبر وليس العكس لكنهم وبحكم تربية إسلاموية صماء لا ترن مهما طرقت عليها يتبعون منطق اللامنطق وحسن الصباح يقدم لنا صورة أنموذجية للتناقض بين القول والفعل بين ما يؤمن به السيد وما يظنه التابع له ، ولكن السنوات الأخيرة أزالت كل شك بأن إسرائيل الشرقية دولة قومية وأن الإسلام والطائفية ليسا سوى غطاء لاختراق العرب وتمزيقهم واحتلال أراضيهم وإعلانها جزء من امبرراطورية فارس وهو ما سمعناه من قادة إسرائيل الشرقية الذين أكدوا مراراً أنهم يحتلون الآن أربعة أقطار عربية وأكد أحدهم وهو آية الله يونسي بأن الامبراطورية الفارسية قد قامت وإن عاصمتها هي بغداد ، بل وذهب كثير منهم للتصريح بأن العراق كان فارسياً وأن عرب الجزيرة احتلوه وحان وقت استعادته منهم ! .

كل هذا يقال علناً وبوقاحة ! ، وزير خارجية إسرائيل الشرقية عند زيارته الأخيرة للعراق بقي أسبوعاً والتقى حتى بزعماء عشائر وقال مخاطباً أمريكا أنكم ستخرجون من العراق ونحن سنبقى فيه ! ، هذه الصور التي توالت واحدة إثر الأُخرى هي التي جعلت حسن الصباح يترنح وترنحه سببه الرئيس توقف دعم الأغلبية الساحقة من العرب الذين دعموه عندما كان يقاوم لكنهم تراجعوا وانقلبوا عليه عندما تيقنوا أنه استخدم المقاومة واسم فلسطين من أجل احتلال أقطار عربية شقيقة لفلسطين .

ولهذا ، فإن من يبدأ بالترنح يتخلى عن محاولة اقناع من انفض من حوله بالبقاء فقد انكشفت الحقيقة التي كانت تخفى بذكاء وظهرت ولم يعد أمام حسن إلا العلنية في تنفيذ خطة الغزو الاستعماري الإيراني في الوطن العربي . وقدر تعلق الأمر بلبنان فإنه منع تسعة شهور قيام الحكومة لأنه أراد فرض نظام التثليث على لبنان وإنهاء قاعدة التوافق الإسلامي المسيحي التي قام عليها .

الآن حسن الصباح فرض التثليث أي أنه طبق خطة تشبه خطة بريمر في العراق وهي استبدال الثنائية اللبنانية : مسيحيين بكل طوائفهم ومسلمين بكل طوائفهم بثلاثية سنة وشيعة ومسيحيين ! ، أليس هذا يشبه ما فرضه الاحتلال الأمريكي في العراق وثبته دستور بريمر ؟ .

حسن الصباح ثبته في التشكيلة الوزارية بإصراره على جعل وزارة المالية بيد الشيعة فأصبح لزاماً على أي مرسوم حكومي أن يوقع ليس فقط من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة كما كان الحال سابقاً بل فرض الآن وزير المالية كطرف ثالث لابد أن يوقع على أي مرسوم .

ما هي النتيجة ؟ ، حزب الله انتقل من التمويه على دوره التقسيمي في إطار المخطط الاستعماري الإيراني ، المتوافق مع والمكمل للمخطط الصهيوغربي ، إلى التصريح فهو الآن يمارس أشد أنواع العداء للأمة العربية ومصالحها خدمة لإسرائيل الشرقية ، ولهذا فقد هويته العربية وتفرس وتحول عار الخيانة الوطنية إلى تفاخر بتبعيته لإسرائيل الشرقية تحت غطاء طائفي سرعان ما مزقته النخب الإيرانية وصفعت حسن وأمثاله بمجاهرتها بأن مصلحتها القومية الفارسية هي محركها وليس الإسلام .

إذاً ، هل تستطيعون الآن تفسير التهجم الوقح الذي قام به حسن الصباح على سيد شهداء العصر صدام ؟ ، انكشاف اللعبة الإيرانية كلها ومجاهرة نظام الملالي بأنه يقود دولة استعمارية لا تختلف عن دول الاستعمار الأُخرى وتراجع العرب الأصلاء الذين خدعوا بشعاراته عن دعمه ، وذلك انتصار واضح للنضال القومي العربي ، ومقابل ذلك يرى خامنئي ومعه عبده المطيع حسن الصباح أن صدام حسين يعود ليحتل قلوب العرب وأبناء العراق ، خصوصاً شيعتهم ، وتبدأ سيرة رفاق صدام بالتوهج والتغلغل في قلوب الناس ، وتلك مؤشرات نهاية خداع وتضليل نظام الملالي ، فاشتم يا حسن واطلق ما تخبئه لتكمل كشف هويتك الحقيقية وتؤكد أنك تترنح قبل السقوط الأخير ، فصدام قادم وستراه بعينيك مجسداً بكل وطني عراقي وبكل قومي عربي لأنه باستشهاده صار رمزاً وقدوة لكل الشرفاء العرب .

Almukhtar44@gmail.com

9-2-2019

Comentarios


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page