الرفيق الدكتور خضير المرشدي - عندما تشوّهُ الحقيقة ويزوّرُ التاريخ
- عضو قيادة قطر العراق
- Feb 17, 2019
- 4 min read

عندما تشوّهُ الحقيقة ويزوّرُ التاريخ ... فهل يبقى للأخلاق من معنى ؟؟
الرفيق الدكتور خضير المرشدي ربما يكون من حق أمين عام حزب الله في أن يمجد ولي نعمته ومصدر قوته ومن كان السبب في أن يكون له دور وحضور وصوت ومكانة كما هو يعلن ويقول ... ومن حقه أيضاً ، أن يدعو الله في أن يمنح ما تبقى من عمره لعمر سيده الولي الفقيه ، وبدورنا ندعو معه في أن يلبّي الله سبحانه هذا الدعاء وأن يستجيب له في أقرب من حبل الوريد !!! . ومن حقه كذلك في أن يبالغ في مدح نظام ينتمي إليه فكراً وعقيدة ومنهجاً وسلوكاً وبالطريقة التي يراها مناسبة مهما اختلفنا معه في تقييم هذا النظام الذي لولاه لما انتشرت الطائفية ونشأت قوى الإرهاب والفساد والانقسام والتجهيل والتخلّف والشعوذة والخرافة والإفقار في عدد من الدول العربية وفي مقدمتها العراق . لكنه عندما يتحدث في السياسة ويفتح ملفات تاريخية ليست بعيدة ولها علاقة بطبيعة الصراع القائم ، وعندما يتهم قوى وطنية وعربية مهمة بالانحياز للمشروع الأمريكي الصهيوني ، ويشتم رموز وقادة الأمة وزعماءها الأحياء منهم والشهداء وبطريقة هستيرية مسعورة ، فعليه أن يتذكر مبدءاً أساسياً ، وهو ، إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الآخرين بالحجر ... وأن يضع في حسبانه ثلاث حقائق مهمة لها علاقة بمسيرة وليِّهِ الفقيه ودوره المرسوم لنشر الطائفية ودعم قوى الفساد والإرهاب وتكشف النزعة التوسعية لهذا النظام الدموي من جهة ، وتفضح ارتباطاته المشبوهة التي تفسر ما يجري في العراق والمنطقة منذ أن تسلّم الحكم في ايران وحتى هذه اللحظة من جهة ثانية . - فعندما تحدّث عن دور ( الخميني ) في مرحلة التحشيد والتحريض على الثورة في إيران وبالغ في مدحه وجعل منه بمستوى الأنبياء والقديسين ، وأثنى على خصاله و( بطولاته ) و( نبل أخلاقه ) و( تسامحه ) المزعوم و( طيب سريرته ) ، وفي الوقت ذاته يتهجم على قيادة البعث الوطنية العروبية الشجاعة ، عليه أن يعترف بفضل البعث وقيادته ونظامه الوطني في دعم ( الخميني ) وإسناده شخصياً وتكوين صيرورته ، عندما احتضنه العراق لعقد ونصف من السنين ، وتحديداً منذ عام ١٩٦٥ وحتى عام ١٩٧٩ ، عاش فيه معززاً مكرّماً وكان محط رعاية تامة من قيادة البعث التي لولا دعمها وإسنادها المادي والمعنوي والسياسي والاعلامي واللوجستي وغيره ، لما تمكن من التواصل مع مؤيديه في داخل ايران ، ولما استطاع من تحريك وتعبئة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه الإمبراطوري المستبد ... أما عملية التغيير التي حصلت بعد ذلك وأسقطت نظام الشاه فإن العالم كله يتذكر تلك الطريقة المثيرة للجدل التي نُقلَ فيها الخميني إلى إيران بعدما غادر العراق إلى فرنسا عام ١٩٧٩ ؟؟ . وبدلاً من أن يكون هذا ( السفّاح ) وفياً للبلد الذي آواه وأكرمه وأعطاه فإنه وجه سهامه الغادرة منذ اليوم الأول لتسلمه السلطة مستهدفاً عراق العروبة بالاحتلال وداعياً لإسقاط نظام البعث وثورته التي ساندته وحمته من أجهزة الشاه .
وما سياسته في ما يسمى تصدير الثورة ، وتهديده بتشكيل جيش لاحتلال العراق إلا دليلاً على عدوانيته ونكرانه الجميل وحقده وعنجهيته ورغبته في التوسع والانتقام ، وليعلم أمين عام حزب الله ، إنه كان من شروط اتفاقية الجزائر هو تسليم الخميني لنظام الشاه ، الأمر الذي رفضته القيادة العراقية التي تشتمها رفضاً قاطعاً التزاماً منها بكرم الضيافة العربية وشرف الموقف رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها العراق ، تماماً مثلما هو العرض الذي قدمه سيدكم ( الخامنئي ) قبل الاحتلال عندما عرض على القيادة العراقية استعداده لتسليم ما يسمى المعارضة العراقية التي تحكم بغداد الآن ، مقابل أن يقوم العراق بتسليم مجاهدي خلق الإيرانية ، والذي رفضه العراق أيضاً إنطلاقاً من الموقف ذاته وللأسباب نفسها . - وعندما يريد أمين عام حزب الله أن يزوّر التاريخ القريب ويشوّه الحقيقة ويتهم قيادة العراق الوطنية كذباً وافتراءً بما ليس فيها ، ويتهجم على رمز من رموز الأمة بطريقة حاقدة جبانة ، تعكس الطبيعة العدوانية وتعبّر عن مستوى اللغة التي يتحدث بها خريجو منظومة الولي الفقيه المشبوهة ، ولعلّه الأسلوب نفسه في السب والشتم والإساءة للخصوم سواءً من الأحياء أو ألأموات ، نقول عندما يتهم هذا التابع قيادات عربية شريفة في تجمع شعبي كبير وينعتها بما لا يليق بها ، ويقود حملة علاقات عامة في محاولة لتجميل وجه سيده القبيح القابع في قم وطهران ... عليه أن يتذكر جيداً الفضيحة الكبرى التي كانت وستبقى وصمة عار في جبين ( الخميني ) ونظامه الفاسد المستبد ، تلك هي فضيحة ( إيران - كونترا ) ، ولعله يعرف جيداً تفاصيل هذه الفضيحة التي كشفت العلاقة بين نظام الخميني وإسرائيل ، وتفسر بشكل جلي ما يجري الآن من صراعات ونزاعات وتحالفات مشبوهة في المنطقة ... ولمن لا يعلم فإن ( الخميني ) قد اشترى السلاح من ( إسرائيل ) خلال الحرب ضد العراق وبإشراف مباشر من المخابرات المركزية الأمريكية أثناء إدارة الرئيس ريغان ، بهدف إطالة أمد الحرب التي بدأها وأصر على استمرارها رغم كل الوساطات والقرارات الدولية التي قبلها العراق منذ الأسبوع الأول للحرب ، وظل الخميني مصرّاً على رفضها إلى أن تجرع سم الهزيمة في ٨ آب ١٩٨٨ على أيدي رجال العراق ، وقد بلغت مبيعات السلاح ( الإسرئيلي ) لإيران ستة مليارات دولار في ذلك الوقت . وبعضنا يعلم أيضاً أن المؤامرة والحملة الدولية التي قادتها أمريكا وحلفاؤها على العراق ومنهم إيران ، هو أن حزب الله اللبناني كان أحد الأدوات الرخيصة لهذه المؤامرة ، حينما قام باختطاف عدد من الرعايا الأمريكان عام ١٩٨٨ أو قبلها ، ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بفضيحة أخرى وصفقة لا أخلاقية عقدتها إيران مع أمريكا لتحميل العراق مسؤولية بدء الحرب ، مقابل إطلاق سراح الرهائن ، ولمن يريد أن يعرف أكثر عن تفاصيل هذه الفضيحة عليه أن يراجع مذكرات السيد جيادومينكو بيكو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك تحت عنوان ( رجال بلا سلاح ) . - عندما يتهم قيادة البعث والثورة في العراق بطريقة لا أخلاقية ، ويصفها بأنها كانت أداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة إيران ، فإنه قد تناسى وتجاهل بعنجهية ورعونة ، أن العراق في ظل نظام البعث كان دولة قوية مهابة تتمتع بعلاقات متوازنة مع جميع دول العالم الغربية والشرقية ومنها أميركا ، على أساس الند للند وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمصالح المشتركة ، وحفظ السيادة والكرامة والشرف الوطني والقومي ، وليس كما هو حال العراق الآن في ظل حكم حلفاء ورفاق وأحبة أمين عام حزب الله اللبناني من الجواسيس والعملاء والمرتزقة والحرامية والفاسدين الذين لولا أميركا والكيان الصهيوني لما استطاعوا أن يدنسوا أرض العراق ... ومتجاهلاً حقيقة مهمة أخرى وهي لولا الأمريكان والصهاينة وبرضاهم والتنسيق معهم لما استطاعت ايران من ان تحتل العراق وتدير العملية السياسية اللصوصية التجسسية التي أنشأها الأمريكان أنموذجاً لمشروعهم في ما يسمى الشرق الأوسط الكبير .
Comments