الرفيق المجاهد صلاح المختار - اليوم زارني صدام
- مفكر قومي
- Apr 29, 2019
- 3 min read

اليوم زارني صدام
قبل نهضتي ، وأنا في خلوتي ، زارني صدام ، كنت أتعبد في محراب الكلمة ، أقرأ فيها ما أمرنا الله به في فجر الرسالة : اقرأ باسم ربك الذي خلق ، أقرأ كما قرأ نبينا تنفيذاً لقدسية أمره ، فحمل رسالتنا الخالدة ، فربعنّا الدائرة لتحيط بكل عالمنا حناناً وقدرة ، جعلنا الشمس تشرق من المغرب ، حط القمر فوق جبين فارس يعتلي فرساً وردية المخمل وهو يغادر يثرب متجهاً نحو عالم السحر المضمر : بغداد ، انتظرناه زمناً طوله بامتداد هنيهات شوقنا لزيارة قمرنا الكرخي ، بعد أن غيبته دسائس جني متنمر خلف سحب أنين الفقراء ، أطلت ابتسامة الفارس صدام وغمرات ضوء قدحتها شموس نبتت كالفطر في عيوننا الوسنانة ، وصهل فرس صدام وهو يقترب من بابنا المرصع بدبابيس نِعم إلهية ، وهتف بصوت تموجت نغماته مع رحيق فجر ، عاند ولا يريد أن يرحل ليأتي النهار : حيا الله الرفاق .
ابتسمت ، أسكرني رحيق كلمات صدام وهو ينداح إشعاعاً يشرق ألماً ويفيض أملاً محصناً ضد كل اغتيال ، يمد يده لي ويقول هيا ، قف فوق بساط ريح فرسي الحالم بفرشة اخضرار ، أبتسم لصدام ، وأغرس يدي في فيض نِعم الله وأقرأ الفاتحة لتفتح لنا باب النهار ، وأسير خلف صدام ، تقرقع حوافر خيولنا الأتية من فجر لم ينتهي بعد ليسمح لنهار آت بالانغراز في أديم حبنا لوطن نبوخذ نصر جد صدام ، تعاظم صهيل خيولنا واصطفت النساء ترسلن هلاهل عيد الاستيقاظ لحظة فجر لا يريد أن يغادر ليأتينا النهار .
2- صدام يسألني : كم بقي من الوقت لرحيل الفجر ؟ ، قلت له هنيهة وجد محرقة ويأتي النهار ، قال لي : أسرع واقدح فاتحة النور ، اقرأ سورة الفاتحة مرة أُخرى ، أصر صدام بكلمات مفعمة بالشوق لبغداد : لم يعد ثمة مزيد من القهر وها قد وصلنا النهر وحان زمن النصر ، ليعبر الرفاق إلى طريق الإشراق ، وسر معهم من حي لزقاق ، وتمترسوا في أفياء العراق ، واحفظ بقايا الكرخ ، فعيون اللصوص تقبع خلف وجه النهار ، وانهض وبيدك مفتاح سجن يمنع النهار من المغادرة ، ودع فرسك يتمنطق بغلالة من نفحات ولوج أنفاق ضوءها يُطفئ أعراس إبليس ، فالنهار آت ، في زواياه أنات ، وتحت قدميه هزات .
لا تلتفت للخلف ، لا تأبه لطنين خنازير البرية ، وسمّر ناظريك على طلوع النهار ، من شرفة شرقية في غرب بغداد ، وقل للرفاق حان وقت الانطلاق ، أمسكوا بيد الأمل ، الموشح بغلالة دموع من ابتهج بقدوم فرسان الأمس وهم يعتلون مركبة الغد ، بعد أن حطت عليها أطيار أعشاشها جنات عرضها السموات والأرض ، عالمها نور ، وكلماتها أنوار ، وأديمها إصرار ، وليلها ومضات لؤلؤ يسرك أن تستلقي على فراشه الوثير وتحلق عالياً فوق سحابات الوقار .
3- صدام قبل أن يقرأ خطابه القادم يقول لي : حسن سأبدأ الصلاة الآن وليكن كل دفق النور في كوننا إطلالتنا في ساحة الاحتفالات الكبرى ، أمسك بيد خليفتي وسر معه لا تلتفت للخلف ، سمّر ناظريك على بوابات الكرخ وأطلق صفارات الأمل فأنا معكم ، أمامكم ، في داخلكم ضميراً لا يخبو وعيه ، وقوة ابتسامة تسربل وجوه الضامئين ، فماذا تنتظرون ؟ .
4- صدام يلقي خطابه في يوم مولده يقول بصوت منغرس في أطياب جنة حلمنا الأقدم : أيها الفجر إرحل فقد جاء وقت النهار ، أيها الفجر ابدأ مسيرة غروبك لننطلق في مسارب نهار عارم الموجات ، أناشيده تسونامي يهد الحدود ويغسل أزقتنا من أدران الخطيئة ، أيها الفجر تذكر أن النهار بفرسانه يقف خلفك منتظراً ذهابك ، أيها الفجر خنقتنا حشرجات ملايين نفوس لم تبلغ السنة من عمرها ، أيها الفجر اخترقت سمعنا صرخات ماجدات بح صوتهن وهن يصرخن ( واصدماه ) ، إرحل ، إرحل الان ، فرماحنا لم تعد تحتمل الانتظار وهددتنا بالتمرد على مقابضنا ، وسيوفنا ترفض أن تصدأ في حاوياتها وهي تنتظر رحيلك وقدوم النهار واكتحال العيون برؤية صدام وسيف الله بيده اليسرى وكتابه العزيز بيمينه وهو يقف ورأسه يدق بوابات السماء وسط ساحة الاحتفالات الكبرى وكل من في معمورة بني اسماعيل يرونه متأهباً للحج الأكبر .
صدام زارني اليوم في عيد ميلاده وأهداني أنشودة الأمس والغد : حيا الله حملة فانوس الطريق المنتظرين النهار في ساحة عبد الوهاب الغريري .
Almukhtar44@gmail.com
28-4-2019
Comments