الرفيق المجاهد صلاح المختار - البعث ، الاشتراكية ، الإسلام وأساليب النضال
- مفكر سياسي
- Jan 30, 2018
- 4 min read

- البعث ، الاشتراكية ، الإسلام وأساليب النضال -
- الحلقة الأولى -
- صلاح المختار -
اجبرتنا ظروف التحديات الاستراتيجية منذ نصبت أمريكا وبريطانيا ومعهما إسرائيل الغربية نظام الملالي بقيادة خميني في إسرائيل الشرقية على التقليل من الإسهامات الآيديولوجية والانغماس في الصراع الاستراتيجي ، وهو الصراع الخاص بأمن الأمة والحزب وسلامتهما عبر إنارة طرق النضال ومنع التعتيم عليها ، لأن نقاوة العقيدة البعثية ترتبط بأمن الحزب ومنع اختراق حصانته الأيديولوجية بأي شكل وطريقة وكشف الكيفية التي تجري فيها عملية الاجتثاث الأيديولوجي للبعث بصفتها استراتجية أمنية أمريكية صهيونية فارسية مشتركة سرية قد تكون غامضة بالنسبة لكثيرين ومتعددة الأوجه يقترن تطبيقها مع كافة أشكال الاجتثاث الأخرى ويكملها .
وهذه الملاحظات هي لفت نظر لمن يروج وبحسن نية لمفاهيم مناقضة لهوية البعث العقائدية لأجل أن يعيد النظر بعد أن يرى النتائج العملية المترتبة على تلك الأُطروحات .
نؤكد : العقيدة هي البوصلة الأساسية في مواصلة طريق النضال الصحيح وما يجري منذ عقود هو محاولات تشويه العقيدة بكافة الطرق ، تارة بشيطنة البعث عبر نماذج سيئة مثل نظام حافظ أسد الخادم للصهيونية والفرس ، وتارة ثانية وخصوصاً بعد إسقاط النظام الوطني في العراق عبر زرع أفكار ليبرالية غريبة ومحاولة تسريبها لصفوف المناضلين وتحويل ثمراتها إلى مادة للخلاف والجدل البيزنطي وهو ما يوقع البعض في بحور الظلمات لأن هويته العقائدية أخذت تتشوش ، فكيف تقاتل دفاعاً عن هويتك الفكرية اذا كنت تواجه اضطراباً وتشوشاً في رؤيتها وتحديد بديهياتها أو تكتشف أن وعيك لها قد أُربك ؟ ، المعنويات النضالية العالية حد الاستعداد للاستشهاد تنبع أصلاً من الوعي العميق للعقيدة والإيمان الراسخ بها بلا تردد أو غموض ، تكتيك المخابرات المعادية يقوم على توريط بعض من لا يفهمون أساليبها في ممارسة لعبة إضعاف الوعي بتشويشه بزرق مفاهيم تدميرية في صلب العقيدة ! ، وهنا تبدأ رحلة إضعاف الوعي لأن تلك القوى تعرف أنه كلما ضعف الوعي أو شوِّه تراجعت معنويات المناضل وحلت محلها تدريجياً روح الارتباك والمساومة مادامت الليبرالية تقدح من زناد الفردية المطلقة وهنا نرى شياطين الردة .
نقد ظواهر مرضية يراد لصقها بالبعث عفواً أو عمداً بعد إسقاط النظام الوطني في العراق ضرورة لابد منها ، ومن بين أبرز طروحات الاجتثاث الأيديولوجي للبعث والتي وقع في فخها البعض نتيجة اختيار الطريق الأسهل في النضال ، الانطلاق في التحليل الأيديولوجي من حالة قطرية فيها جزئية صحيحة لكنها حينما يحاول البعض تعميمها وتحويلها إلى أُنموذج قومي ملزم تصبح كارثة عقائدية تستبطن الردة حتماً مادامت بقية الأقطار وهي الأكثرية تختلف عن الحالة الجزئية ، فإحلال الليبرالية الغربية مثلاً كمنهج محل عقيدة الحزب يعطي الفرد حرية مفتوحة وبلا حدود في فهم الأشياء وتفسيرها فتظهر إمكانية تفكيك العقيدة واجتثاثها بنعومة الحرير هذه المرة خصوصاً وأن الليبرالية ظاهرياً ناعمة الملمس كجلد أفعى سامة ، ولهذا عندما تخضع الاشتراكية والإسلام وأساليب النضال إلى منهج ليبرالي غريب عنها ، يفضي سواء أردنا ذلك أم رفضناه إلى تخل واضح وصريح عن عقيدة البعث كما سنرى .
ولئن كانت الوحدة العربية والحرية قابلتان لتغيير أساليب الوصول إليهما وأشكالهما السياسية المرحلية فإن الاشتراكية بصفتها نظاماً اقتصادياً اجتماعياً يتكون المجتمع كله بكافة أوجهه النفسية والقانونية والأخلاقية والإبداعية عليه ويمثل المعيار الرئيس لمفهوم العدالة الاجتماعية لا يمكن النظر إليها على أنها نظام انتقائي نأخذ ما نريد منه ونترك ما لا نريده منه مع أنه كل عضوي ككلية جسد الإنسان الذي لا يستطيع التخلي عن القلب أو الرئة فكل عضو فيه جوهري لديمومة الحياة الإنسانية .
لنبدأ قبل كل بإعادة التأكيد على إحدى أهم بديهيات عقيدة البعث وثوابته الأبدية وغير القابلة للتغيير تحت أي واجهة وتسمية وهي بديهية تستحق منا القتال بلا هوادة أو تردد وتقديم آلاف الشهداء كما فعلنا مرات عديدة للمحافظة عليها ومنع التلاعب بها وهي أن إدراك الآباء والقادة المؤسسين للحزب لاحتمال التأثر باللبرالية الغربية والظهور اللاحق لدعوة لتغيير عقيدة الحزب بحجة أن مواكبة روح العصر ضروري لحماية العقيدة من التخلف هو الذي دفعهم ( الآباء المؤسسين ) لوضع الفقرة الختامية في الدستور التي تمنع تغيير الفقرات الأساسية فيه وأن ما عداها يمكن تغييره بموافقة ثلثي عدد أعضاء المؤتمر القومي للحزب وهو السلطة التشريعية الأعلى فيه ، وذلك تثبيت للمبدأ الجوهري وهو أن العقيدة ثابتة بينما الاستراتيجية القطرية والقومية متغيرتان تبعاً لتغير البيئة والظروف وتحولات الصراعات ، وهذا يعني بأنه لا الآباء المؤسسين ولا المؤتمر القومي ولا القيادة القومية ولا القيادات القطرية تملك صلاحية حتى اقتراح تغيير الفقرات الأساسية من دستور الحزب ، وهذا أحد أهم ثوابت الحزب المقدسة الممنوع المس بها لأي سبب كان ومن أي طرف كان لأنها تتعلق بالهوية العقائدية مباشرة . وهذه البديهية تقوم على قاعدة قانونية ملزمة وهي أن العقد بيني وبين الحزب يقوم على قبوله كممثل لعقيدته على وجه الديمومة واستراتيجيته في مراحل معينة ، وفي حالة تغيير العقيدة – مثلاً تبني منهجاً ليبيرالياً - أو التخلي عن الاستراتيجية القومية المشتقة منها – مثلاً التخلي عن تحرير فلسطين – فإن الحزب يصبح غريباً علي وينقض العقد الاجتماعي بيني وبينه .
هنا بذرة اجتثاث البعث : ما أن يعاد النظر في العقيدة حتى تجد أن غيرك يرفض ذلك بشدة لأن الهوية راسخة وليس منطقياً تغييرها بين مرحلة وأخرى .
وبناء على ما سبق لا يحق حتى للآباء المؤسسين والقيادت اللاحقة القومية والقطرية ، ولا المؤتمر القومي تغيير الهوية العقائدية بعد أن قامت على صيغة تشبه العقد الاجتماعي الطوعي الذي قبل من الجميع وتحول إلى قاعدة قانونية ملزمة لهم ، وهنا نرى الحكمة في تضميبن دستور الحزب الفقرة الأخيرة المشار اليها .
لقد قاتلنا وقدمنا عشرات الآلاف من شهداء البعث – وغالبيتهم الساحقة من العراق - من أجل عقيدته المتسمة بأنها قومية روحها الإسلام مع رفض حكم رجال الدين – وهذا عنصر جوهري في عقيدتنا - واشتراكية وثورية في آن واحد وليست قطرية أو إصلاحية أو علمانية على النمط الغربي .
وكما قاتلنا في السابق سنقاتل بضراوة أشد واستعداد أكبر للتضحية من أجل حماية العقيدة البعثية من العبث سواء كان مزاجياً وفردياً أو بدوافع أخرى مهما كانت طبيعتها .
والسؤال المهم في هذا الصدد هو : متى وكيف بدأت لعبة الاجتثاث العقائدي عالمياً وقومياً وقطرياً ؟ .. يتبع .
Almukhtar44@gmail.com
1-30-2018















































Comments