top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار : كلا ، إسرائيل الشرقية ليست الخطر الأوحد


- كلا : إسرائيل الشرقية ليست الخطر الأوحد -


--


هناك خطأ قاتل يروج الآن ، وهو اعتبار إسرائيل الشرقية ( إيران ) الخطر الأوحد ، وهذا الموقف خطير لعدة أسباب جوهرية ، أبرزها ما يلي :


1- اعتبار إسرائيل الشرقية الخطر الأوحد رسالة واضحة لطرفين هما أمريكا وإسرائيل الغربية ، فيها يحاول من أرسلها ( ويا للسذاجة ! ) كسبهما إلى جانبه ، ومكمن السذاجة التامة هنا أن أمريكا وإسرائيل الغربية مسؤولتان مباشرة عما يجري من حروب وإرهاب خصوصاً داخل السعودية حتى بتفاصيله وهما تغذيان وتديمان كوارثنا بكافة الطرق وأهمها وأخطرها الدعم المباشر وغير المباشر لكل ما تقوم به إسرائيل الشرقية في الوطن العربي خصوصاً نشر الفتن الطائفية والعرقية والتي تنتج الفوضى الهلاكة ، وهذا الأمر نراه في العراق وسوريا واليمن وغيرها .

أمريكا لا تهتم بأي شكل إلا بتحقيق خطتها وهي أثناء ذلك تبدل أدواتها كلما فشلت أداة ولدينا شواهد مثل الشاه محمد رضا بهلوي والذي كان تاج خدم أمريكا وإسرائيل الغربية لكنهما خططتا لإسقاطه ونفذا ذلك لسبب واضح وهو إدراك أن هناك طرف آخر يستطيع أن يقوم بدور عجز الشاه عن لعبه وهو مدمر الأقطار العربية والقادح لنيران كوارث شاملة لا تبقي حجراً فوق حجر ولا يهرب منها طير ولا بشر وهو نظام الملالي كما نلاحظه الآن في العراق وسوريا واليمن وما يُعد لدول الخليج العربي ومصر والسودان والمغرب العربي كله .

وكذلك ، غدر أمريكا بخادميها حسني مبارك وزين العابدين بن علي .

هذه الأمثلة تكفي لإثبات سذاجة من يعتقد بأن مغازلة أمريكا وإسرائيل الغربية سوف تجعلهما تتراجعان عن تقسيم قطره ، وهنا نذكر بما قالته غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل عندما زارت مواقع في جنوب طابا " إنني أشم نسيم خيبر ويثرب .. إنني أشم رائحة أجدادي في خيبر " ، وقبلها صرخ موشي دايان وزير حربها وهو يقف في باحة الأقصى عقب احتلال الضفة الغربية " هذا يوم بيوم خيبر .. لقد وصلنا أورشاليم ومازال أمامنا يثرب وأملاك قومنا فيها " .

إسرائيل الغربية لم تغيرها آلاف السنين فهل يغيرها غزل ساذج ؟ .


2- خطة أمريكا لتقسيم أقطارنا أساسها هدف جوهري وهو إعادة تشكيل كل العالم خصوصاً مكامن الثروات فيه ومنها الجزيرة العربية والعراق والجزء الجنوبي من البحر الأبيض المتوسط ، كتعويض عما فقدته إلى الأبد وهو حيوية نظام نظام رأسمالي شاخ ودخل طورالأزمة البنيوية المميتة ولكن يمكن إطالة عمره ولو لفترة بوضع الجسد الرأسمالي في غرفة إنعاش بحجم العالم كله وتغذيته بدم الحياة وهي موارد العالم ، ولهذا فإن الطبيب الأمريكي ومعه مستشاره الصهيوني لن يترددا في ذبح أي صديق لهما لأجل أخذ دمه وحقنه في جسد الرأسمالية المحتضرة ، علماً أن هذا المحتضر وضع كل أصدقاءه على لائحة انتظار سحب دماءهم لأجل حقنها فيه كل في موعده المحتوم .


3- ليتذكر من يقول بأن إسرائيل الشرقية هي عدونا الوحيد بأن العرب واجهوا الويلات قبل تنصيب ناشر الموت الجماعي والكوارث نظام الملالي في طهران وكان مصدرها بريطانيا وفرنسا وأضيفت إسرائيل الغربية ، ثم حلت محلهما أمريكا بأنانية رأسمالية لا تعرف سوى الافتراس لأي مخلوق قريب أو بعيد عندما تجوع أو عندما تريد احتكار كل مصادر الثروة ، وقبل خميني وخامنئي كنا نعيش كوارث أقل ومنها وأخطرها حتى ذلك الوقت فلسطين ، ولكن مهندس إقامة إسرائيل الغربية قرر الانتقال إلى مرحلة أخرى أشد خطراً وهي تحويل كافة الأقطار العربية إلى فلسطينات عذاباتها أشد هولاً من عذابات فلسطين الأولى ، فكان العراق أول فلسطين أخرى تنحر وبمشاركة عرب هم الذين يولولون الآن ويستنجدون بالقاتل الحقيقي والمهندس الأعظم لكوارثنا ، أمريكا وإسرائيل الغربية ، لكن موعد نحرهم ثابت وقادم كما نحرالعراق وسوريا واليمن وليبيا إلا إذا تراجعوا و .. و ... و .. ونصمت الآن عن ذكر الحل التاريخي .


4- عندما نقول بأن إسرائيل الشرقية هي الخطر الأعظم الأن وفي هذه المرحلة فهذا لا يعني ولا يجب أن يفسر على أنه تراجع عن الإيمان المطلق والثابت بأن موتنا وتقسيم أقطارنا تضع خططه أمريكا وإسرائيل الغربية ، فلولا دعم أمريكا لما نجحت إسرائيل الشرقية في اختراق العراق وتحويله إلى مصدر قوة إضافية لها ، ولما سخرت أكثر من 800 مليار دولار من أموال العراق لإدامة وتوسيع المشروع القومي الفارسي الاستعماري ، وعلينا وفي كل لحظة أن نتذكر أن أمريكا هي التي سلمت العراق لخامنئي وبتخطيط شامل ومدروس وليس نتاج خطأ ، وهي تعرف أن خامنيئ والنخب القومية الفارسية تحمل أحقاداً على العرب لا توجد صدور في العالم تحمل مثلها ، وأمريكا لذلك تريد من خامنئي ليس فقط تدمير وتقسيم العراق وإنما تسخير موارده البشرية والمالية وموقعه الاستراتيجي لتنفيذ مخطط هو نفسه المخطط الصهيوني تجاه العرب وهو نفسه المخطط الاستعماري لبريطانيا وفرنسا والذي ورثته الامبريالية الأمريكية وهو مخطط نشر الكوارث غير المسبوقة في كافة الأقطار العربية .


وظيفة إسرائيل الشرقية هي ، إذاً العمل المشترك المباشر مع أمريكا ، كما في العراق حيث تحولت القوة الجوية الأمريكية إلى مصدر قوة للحشد الشعوبي وحام لقواته وهي تدمر المدن العراقية تهجر ملايين العراقيين ، ناهيك عن موافقة أمريكا على قيام نوري المالكي وغيره بنهب أموال العراق وتسليمها لخامنئي وبلغ ما سلم لخامنئي من أموال العراق أكثر من 800 مليار دولار ما عدا النهب العيني للمصانع وغيرها والتي يقدر ثمنها بأكثر من تريليوني دولار وتمت سرقتها بدعم القوات الأمريكية المباشر والصريح ، وكذلك دعم وتشجيع أمريكا لتسخير العراقيين والأفغان والباكستانيين وغيرهم لخدمة المشروع الاستعماري الإيراني الإقليمي خصوصاً في استعمار سوريا وتدميرها كجنود يعوضون عن العجز عن تجنيد الفرس للقتال ، ولو كان هذا غير صحيح لكان بإمكان أمريكا منع نهب ثروات العراق ومنع تجنيد غير الفرس .

إذاً ، تركيزنا الآن على اعتبار إسرائيل الشرقية العدو الأخطر والعمل على إنهاء غزوها لنا وتطهير وطننا في العراق وسوريا واليمن ولبنان من نغولها ، واجتثاث نغول الفرس من دول الخليج العربي كلها كما فعلت البحرين بصواب تام مؤخراً بطردها الفرس منها وسحب الجنسية منهم ، لا يعني أبداً ولا يجب أن يتحول إلى غطاء للتطبيع مع إسرائيل الغربية ولا للانبطاح لأمريكا ومهما كانت الحالة صعبة ، ويجب أن يكون واضحاً وبلا أي غموض بأنه بعد تحرير أقطارنا من الغزو الإيراني تفرض المبادئ والحقوق الثابتة وقيم النضال العودة لعدونا اللئيم والخطير وهو ثنائي الشر إسرائيل الغربية وأمريكا ، فما لم نصفي حساباتنا مع هذين العدوين فلن نجد الأمن والحرية ولا الديمقراطية ولن تسلم أجيالنا القادمة وسوف تصبح كوارث تهجيرنا الحالية مجرد حالة بسيطة بما يخبئه لنا ثنائي الشر المطلق أمريكا والصهيونية من كوارث أشد مما نعيشه الآن .

نعم ، ونؤكد ونحن أول من ثبت هذا : إسرائيل الشرقية عدونا الأخطر الآن ، ولكن ليتذكر الجميع بأن هذا الموقف يعود لسببين مترابطين عضوياً ولا يمكن فصلهما أبداً :


أولاً : مخازن الكراهية المتفوقة على أي كراهية للعرب موجودة في إسرائيل الشرقية ، فتدميرها هو المهمة الأولى لأسباب عملية .


ثانياً : بتحييد إسرائيل الشرقية تفقد أمريكا ومعها إسرائيل الغربية أخطر أدواتهما التي بها فقط نجحتا بنشر الكوارث وما جرى ويجري في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيره يؤكد ذلك .


هنا نصل للحل الممكن التنفيذ :

فما أن نطرد إسرائيل الشرقية ونجتث نغولها العرب حتى تتوفر كامل الفرص لدحر أمريكا وإسرائيل الغربية ، فالمسألة هي ترتيب أولويات لا غير ، وأول الواجبات تنظيف بيتنا من نغول الفرس وعندها سوف يصبح صراعنا مع أمريكا وإسرائيل الغربية بلا تهديد نغول في الداخل وهنا نرى إمكانية كسبنا للحرب .


Almukhtar44@gmail.com

23-2-2018

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page