جومرد حقي إسماعيل / المحجوج عليهم
- في حقيقة الفعل الجماهيري
- Dec 8, 2017
- 2 min read

وكأننا بالأناشيد والهتافات وأدعية القلوب الصدئة واستعراض التراث والبكاء على الأطلال ، أفقط بهذا سنتصدى لقرار ترامب الأخير ولن يكون الآخر ؟ ، أو سنقدم خطوة باتجاه تحرير فلسطين بكامل ترابها ؟ ، وكذا الحال في تحرير العراق والأحواز والجولان والجزر الإماراتية واسكندرونه وكل التراب العربي المستلب ، ولو طرحنا فكرة مقاطعة اقتصادية أو دعم مادي للمقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية وكل مقاومة وحركة جهادية تنشأ على الساحة العربية باتجاه تحرير الأمّة من الهيمنة الاستعمارية الامبريالية وأدواتها على الساحة العربية من العملاء والخونة المسلطين على رقاب الشعب العربي ، لوجدت أكثر الهاتفين يلووا رؤوسهم .
لا يا هذا ، إن كنت حقاً ممن يغلي الدم في عروقه ، وفي عمقه انتفاضة ثورية حقيقية ، عليك أن تبرهن ذلك بفعل على الأرض يكون حجّة لك أمام الله يوم الدين .
أمريكا والصهيونية والفارسية المجوسية يستبيحون حرمات الأمّة من أقصى شرقها إلى أقصى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ، وما سلم بلد عربي من مخططاتهم الخبيثة ، وكل الذي يُعمل على المستوى الجماهيري هو مظاهرة لسويعات وتنفض فتدخل قضايانا في دهاليز النسيان ويعود الناس إلى جوالاتهم وأفلام الأكشن ومسابقات الغناء و( هلا بالخميس ) ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
كثرت المنظمات الخيرية والإنسانية ومكاتب الدعوة الإسلامية ، وكثرت الصفحات الدينية وفنون الأدعية التي ليس فيها من أسباب القبول شيء ، وأملأنا الفضائيات بالأناشيد الدينية ومهرجانات الشعر ، وكل ذلك كان في زمان ليس بالبعيد وسائل في التعبئة وحشد الجماهير للفعل الجهادي واليوم صار مخرجها ليس أكثر من التصفيق وجمع أكبر عدد من الاعجابات والاطراءات ، نعم ، تحولنا من أصحاب اللباب إلى جماعات القشور ، انتقلنا من التقوى إلى الهوى .
اجلس مع ذاتك قليلاً ، وفكر وتأمل ، وحدث نفسك بالجهاد ، وتقدم إلى أمّتك بفكرة ثورية حقيقية وتحققية في لم شمل الأمّة وتوظيف الهمم باتجاه التصدي لكل أشكال الاستعمار وهيمنته الفكرية والمجتمعية والاقتصادية ، عندها ، سنكون بحق الأبناء البررة لهذه الأمّة ويصح انتماءنا لها .
Comments