top of page

الدكتور عادل الشرقي - رسالة إلى المتنبي


أبا مُحسَّــد ضاقــتْ حولنــــا البيـــــدُ

وعاثَ في الأرضِ أنجـاسٌ رَعاديـــدُ

وحــلَّ في أفقنـــا ليــلٌ تُوشِّحُــــــــــهُ

سحائــبٌ ترتـــــــدي أيّامَنـــا ، سـودُ

إن كانَ كافــورُ قــد ساءتكَ إمرَتُـــــهُ

فَمِنْ جديــدٍ يعـــــودُ الآنَ إخشيـــــــدُ

ومن جديـدٍ نـرى الأسيادَ حانيَــــــــةً

رِقابَهـــا واستُبيحَ الفِتيَـــةُ الصِّيــــــدُ

أبـــــــا مُحسَّـد إن قاسيتَ من نَتِــــنٍ

أنِفتَ لو مسّــــــهُ من كفِّـــكَ العُـــودُ

فقد غزتْنـــا هَوامٌ ملؤُها عَفَـــــــــــنٌ

يدِبُ من حقدهِـــــمْ فـي جوفهِــم دودُ

ولو نظـرتَ إلى أقصى مطالعِهـــــــمْ

لقلتَ إنّي سعيــدُ الحـظِّ مَحســــــــودُ

هُم شوَّهـوا كلَّ شيءٍ في مضاربِنـــا

فكـلُّ بابٍ مـن الأبــــــوابِ موصــودُ

وأسدلــوا في رُؤانـــــا كلَّ نافــــــذةٍ

وشبَّ في القلــــبِ تَسهيـــدٌ وتنهيــدُ

وأمحلَ الشِّعرُ إلا مـن غَطارفــــــــةٍ

ظلَّتْ بأفواهِهِــم تُتلى الأناشيـــــــــدُ

يُقاتلــــــونَ بحرفٍ ليسَ فيـــهِ لظىً

ولــم يكنْ في ثنايــــــــا الُّلبِّ بارودُ

لكنَّهم أمعنـــوا فَـتْــكاً بشوكتهِـــــــمْ

فالشِّعـرُ في رايـــةِ الإبداعِ مَعقــــودُ

أبا مُحسَّد ما عادتْ حدائقُنـــــــــــــا

تَضِجُّ بالعطرِ إن الـوردَ مفقــــــــودُ

وعيدنـــا لم يعد عيـداً تُضاحكـــــــهُ

الغصونُ إذ أمحلتْ فيهــــا العناقيــدُ

أمّا على الجسرِ في بغداد ما عَبَرَتْ

من الرَّصافةِ تبغي كرخَها الغِيـــــــدُ

وناحَ في كـلِّ بيـــتٍ ألـــفُ مُكتئِــــبٍ

وقد خبَتْ في حنايانــــا الأغاريـــــــدُ

عذراً تجاوزتُ حَدِّي فالأسـى عطشٌ

وبي من الحزن ما تُخفــي الأخاديــدُ

فأنــتَ وحــدكَ للإبــداع مملكـــــــــة

والبابُ حولكَ في الإبداعِ مســــــدودُ

لكننا ألف كافــورٍ يصول بنـــــــــــــا

القُبـحُ فــي قلبــــهِ ثـــرٌّ وموجـــــودُ

コメント


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page