top of page

الدكتور عادل الشرقي - سمعتُ بغدادَ في المنفى تُحدثُني



سمعــــــتُ بغدادَ عن بعــدٍ تنادينــي

فغرَّدَ الشوقُ طيــــراً في شرايينـي

وطار بي خافقي فوق النخيل هـوىً

وحامَ من حولهــــا مثـلَ الشَّواهيـنِ

سمعتُ بغــدادَ فـي المنفى تحدِّثنــي

وتحتوينــي قصيــداً فــي دواوينــي

وتشتهـي أن ترانــي ماسـكاً يدهــــا

وأن نسيـــرَ طويـلاً فـي البساتيــــنِ

ضممتُها مثلَ طفـــلٍ ضـاعَ من زمنٍ

وصرتُ أصـــرخُ يا أمّاهُ ضمّينــــي

فأغرقتنـي بعطــــرٍ من جدائلهــــــا

وطوَّقتنـــي بأزهـــارِ الأفانيـــــــــنِ

قالت : سمعتُكَ تبكـي مثلَ نائحـــــةٍ

حتى لقد صـرتَ فرط الحزنِ تُبكيني

فقلتُ : بُعــدُكِ أضنانــي وأرَّقنــــــي

حتّـى لقد صـار مثلَ النّــارِ يكوينـي

عقدٌ ونصفٌ وهـذا البعدُ ينـهشُ بي

نهشَ الذئـابِ وقـد أدمـى شرايينـي

طالَ الفــراقُ وأخشى أن يطـولَ بنا

ويستديـــرُ علينـــا كالثَّعابيـــــــــــنِ

كانت يــداكِ تُــداوي كُـلَّ مُعضِلـــــةٍ

فداوِنـــي بالَّتـــي كانــت تُداوينـــــي



Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page