top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - هل يمكن تغيير السياسة الأمريكية تجاهنا ؟


هل يمكن تغيير السياسة الامريكية تجاهنا ؟

- الحلقة الثالثة -


-5- السقوط الكامل والفضائحي لرجال الدين وأحزابهم شيعة وسنة وعزلتهم وإدراك الأغلبية الساحقة من العراقيين بأن مشاريعهم هي التي أوصلت العراق وأغلب الأقطار العربية إلى كوارثها الحالية وأن هذه المشاريع ومهما زوقت هي في الجوهر والنتيجة تخريبية وأن الدين أو الطائفية ليسا سوى غطاء لأكثر المشاريع المخابراتية تفتيتياً وإثارة للصراعات وتشجيعاً للفساد ومثال العراق واضح ولا يحتاج لأي توضيح ، وهذا الانكشاف أدى إلى تعاظم شعبية القوى الوطنية التقدمية والتفاف أغلبية الشعب حولها ، الأمر الذي يسهل مهمة الحركة الوطنية للإنهاء الكامل لاستخدام المخابرات المعادية للدين ورجاله كاهم وسيلة لشرذمة الشعب العربي ، ثم العمل لترصين وحدة الشعب على قاعدة الهوية الوطنية والانتساب القومي العربي فقط .


6- السقوط الكامل لشعارات أمريكا ودول من الاتحاد الأوربي وأبرزها وأكثرها تضليلاً حقوق الإنسان والحرية والمساواة ... الخ ، حيث أثبتت كافة الأحداث منذ انطلاق ربيع بني صهيون في عام 2011 بأن الغرب لا يحترم حقوق أي إنسان ، بما في ذلك الإنسان الغربي ، وإنما هو مضطر لتنظيم حياته وفقاً لنظام قانوني دستوري ، وليس منظومة أخلاقية ، يجنبه الاضطرابات والحروب داخل أوربا وأمريكا ويضمن تسخير قسم كبير من الشعب لخدمة الأهداف الاستعمارية للغرب ، أما في الخارج فإن هذه الشعارات ليست سوى ورق تواليت يمسح به الغرب قاذوراته التي رأيناها في العراق ثم في سوريا واليمن وليبيا وكافة الأقطار العربية حيث تجري مذابح غير مسبوقة وترتكب جرائم نادرة أصبح الهولوكوست مقارنة بها جريمة عادية وقصف الغوطة الشرقية المتطرف الوحشية ليس إلا مثال سبقه التدمير الشامل للموصل وكل هذا يتم وسط صمت الغرب ورضاه وتعاونه الكامل مع الجلادين الروس ونظام بشار الدموي ، فقد استشهد أكثر من سبعة ملايين عراقي منذ عام 1991 وحتى الآن وهجر ما بين ستة وثمانية ملايين عراقي بالقوة والإرهاب بينما في سوريا استشهد حوالي من مليون سوري وهجر أكثر من 13 مليون سوري ومات في البحر آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الهاربين من الموت ، وفي اليمن أوصل الشعب إلى المجاعات الحقيقية التي تجاوزت حدتها مجاعات بعض الشعوب الأوربية أثناء الحرب العالمية الثانية بكثير ، وفي ليبيا دمرت الدولة والمجتمع كما حصل في العراق وسوريا واليمن بلا رحمة وبإشراف أمريكي أوربي مباشرين وتغذية كاملة منهما .

وفي السودان نخرت الدولة وافقر المجتمع وفصل الجنوب وتعد العدة لفصل أجزاء أخرى منه . وعندما يفوز اليمين الأوربي في الانتخابات تتبدل الوجوه الباسمة والمرحبة باللاجئين وتصبح خشنة وعدوانية وتطالبهم بالمغادرة وتضغط عليهم بواسطة تقليص المال وتصعيب الحصول على السكن لأجل المغادرة إلى جحيم بلدانهم القاتل ! ، فكانت تلك الواقعة كاشفاً لزيف شعارات حقوق الإنسان الغربية عندما بدلت أمريكا والاتحاد الأوربي جلدهما وأخذتا تتملصان من التزاماتهما وفقاً للاتفاقيات الدولية .

وبرزت الأسباب الحقيقة لقبول اللاجئين رسمياً وهي ليست بدافع إنساني بل بدافع مصلحي صرف حيث أن أوربا تموت لأن الإنجاب فيها يتراجع بقوة وتندثر إمكانية بقاء شعوب أوربية ما لم تطعم سكانها بأجانب إنجابهم نشط مثل العرب ففتح باب اللجوء ! ، وظهر دليل وثائقي آخر على الجشع الأوربي والأمريكي حينما عقدت اتفاقية بين الاتحاد الأوربي وتركيا على إرجاع اللاجئين غير المؤهلين مهنيا إلى تركيا وإرسال تركيا مقابلهم أشخاصاً مؤهلين مهنياً من بين اللاجئين كي ينشطوا الاقتصاد ويزيدوا الإنجاب ! .


7- تداعي مراكز الغرب في آخر معاقلها وهي أمريكا التي تتراجع بسرعة ، فالقرن هذا لن يبقى قرن الغرب بل هو يتحول تدريجياً ولكن بسرعة ملحوظة ليصبح قرن الشرق الناهض والذي ستصبح دول الغرب التقليدية تابعة له وتلهث خلفه ، كما كانت في القرون الوسطى تلهث خلف العراق العباسي ، ولهذا تزداد فرص التحرر في هذه المرحلة التي تغيرت فيها قواعد الصراع بطريقة واضحة واتيحت فرص جديدة للنهوص والتخلص من الاستعمار بكافة أشكاله .


8- الوطن العربي كان في القرن الماضي وبقي في هذا القرن القلب الجيوبولتيكي للعالم ولهذا يركز الغرب وروسيا عليه الان ، فهو مكمن ثروات هائلة فبعد تراجع قيمة النفط ظهر الغاز بصفته الطاقة البديلة النظيفة نسبياً واكتشاف المكامن الجديدة في البحر الأبيض المتوسط وفي غرب العراق يمنح سوريا ولبنان وفلسطين ومصر والعراق قدرات اقتصادية هائلة تمكنها من النهوض الجبار إضافة لموقعه الذي يجعل التجارة العالمية أكثر اعتماداً عليه ، وهي عامل قوة مضافة للعرب من خلال بروز فرص تحالفات جديدة مع قوى دولية صاعدة من الشرق وغيره لأن من مصلحة تلك القوى العثور على مصادر قوة مادية وفرص تجارية وممرات استراتيجية تخنق او تمنح التجارة فرصاً أو تمنعها ، فتتراجع قدرات الغرب كله ويصبح في حالة عجز عن اللحاق بالعالم الجديد ولذلك يصطنع الحروب والأزمات الساخنة للحصول على مواقع .


9- نكررالتوضيح لأهم البديهيات الجيبولتيكية والتاريخية :

بدون دور إسرائيل الشرقية ونغولها العرب ما كان لأمريكا ولا لإسرائيل الغربية أن تحققا هذه المكاسب السوبر استراتيجية في الوطن العربي خصوصاً منذ عام 2003 وهو عام غزو العراق ، فمن ألحق بنا الدمار الشامل ليس أمريكا فقط لأن دورها كان هو تمهيد الطريق لإسرائيل الشرقية بتدمير بوابة بابل العراقية أولاً ، وهذه البوابة هي الدولة الوطنية القوية بجيشها واجهزتها وتنظيماتها الشعبية وشعبها الواحد ، فتدمير بوابة بابل هو الشرط المسبق والحتمي لتتدفق كتل بشرية من إسرائيل الشرقية نحو أقطارنا أو لتحريك نغولها داخلنا كي يقوموا بإكمال مابدأته أمريكا ، ففتح أمريكا لأبواب العراق للفرس يشبه فتح يهود الأسر البابلي لبوابات بابل لتدخل جيوش الامبراطور الفارسي كورش إليها ويدمرها ويحرقها ، وبناء على تلك الحقيقة الجوهرية لابد من تجريد أمريكا من أخطر مصادر قوتها وهو إسرائيل الشرقية إذ يجب تقسيمها كما أبادتنا وهجرتنا بالملايين ، بقوة ميليشيات النظام الإيراني ومخابراته وجدت أمريكا أدوات تثبيت وجودها بعد أن اخترقت حدود العراق بقوة تفوقها العسكري والتكنولوجي ، وبدأت إسرائيل الشرقية بمحاربة المقاومة العراقية ومواصلة تنفيذ خطة تدمير العراق ، ولو لم تكن هناك تلك الميليشيات التابعة لإسرائيل الشرقية لوجدت أمريكا نفسها عارية ومكشوفة أمام الشعب العراقي ومقاومته المسلحة ولهزمت في الشهور الأولى للغزو ، بل الأخطر لما تمكنت من العودة من الشباك بعد طردها من الباب بعد أن قامت إسرائيل الشرقية ونغولها العراقيين والعرب بإنهاك المقاومة العراقية وتدمير العراق بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى .


10- كيف يتم تحييد إسرائيل الشرقية ؟ ، بتجريدها من المصدر الرئيس لقوتها الداخلية وهو موارد القوميات الخاضعة للاستعمار الفارسي العنصري وهي العربية والكردية والبلوشية والأذرية وغيرها إذ لابد من دعم استقلالها بكافة الوسائل المتاحة لأنه مقتل المشروع القومي الفارسي وتدميره بالكامل .

وما أن تحيد إسرائيل الشرقية أولاً بإشغالها بحروب داخلية ثم بتقسيمها تجرد أمريكا ومعها الغرب كله من أهم عوامل القوة وأدواتها وتضطر لخوض حروب انتحارية بجنودها ستنتهي بهزيمة حتمية للغرب الاستعماري .

ولتحقيق كل ما تقدم لابد من تعظيم وتعزيز قوة الاختراق الأساسية وهي القوى الوطنية المنظمة المعدة أصلاً لمعارك مصير حتمية فما لم نواجه التحديات المميتة كافة برد شامل تتصدره المقاومة المسلحة فلا أمل لنا بالنجاة مما أُعد لنا ونراه الآن بعيوننا .

نكرر ، إجبار أمريكا ودول أوربية على خوض الحرب مباشرة بجيوشها هو المفتاح الثاني لنصرنا بعد مفتاح تقسيم إسرائيل الشرقية .


11- وأخيراً ، نؤكد للأنظمة العربية بأن مصيرها مرتبط بمصير العراق قبل غيره وهي حقيقة اقتنعتم بها بعد أن وصلتكم نيران الكوارث وأخذت تلسعكم مباشرة ولكن إذا لم تعملوا بما يؤدي إلى تحرير العراق فعلاً فإنكم ذاهبون إلى كوارث أشد مما حصل في العراق بفضل قصر نظركم الذي كان أحد أهم أسباب كوارث الأمة كلها وحان الوقت لترجمة اعترافكم بأن دعمكم لخطة إسقاط النظام الوطني في العراق كان خطأ استراتيجياً بتصحيح الخطأ عبر دعمكم المقاومة العراقية الآن كي تحرر العراق وهي الوحيدة القادرة على ذلك ، على الأقل لإنقاذ أنفسكم ونظمكم .

وتذكروا أن في العراق أسود جاهزة لافتراس الفرس ونغولهم خلال ساعات وليس أيام .

نحن نعرف بأن أمريكا تفرض عليكم تمويل ودعم كتل عراقية صغيرة أو تنظيمات طائفية ، الهدف الأمريكي من ذلك جعل مقاومة الغزو الإيراني للعراق عبث وتحرير العراق عمل ميئوس من نتائجه وهي لعبة أمريكية صرفة متعمدة تزرع أمل كاذب بأن ( أحزاب الفرد الواحد ) أو الكتل الصغيرة بدعمها مادياً سوف تنجح في تحرير العراق أو الإمساك به بعد تحريره بقوة من الخارج رغم أنها أنفار وكتل معزولة ! ، نقول لكم مرة أخرى وربما أخيرة ، لا تحرير للعراق بدون البعث وحلفاءه ولن تتراجع أمريكا عن ذبحكم مهما فعلتم لإرضاءها .


Almukhtar44@gmail.com

25-2-2018

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page