top of page

الرفيق المجاهد صلاح المختار - نبض قلب العروبة



الإبداع هو صانع التاريخ ، فصراعاته المختلفة هي المحرك ولكنها لا تحل إلا بالإبداع ، ومن ينتصر ليس بالضرورة صاحب الحق بل الأكثر إبداعاً وقدرة على الابتكار ، وهذا ما نراه في أراضينا المغتصبة في فلسطين والأحواز وغيرهما ، حيث تتفوق قدرات الأعداء على نشر أكاذيبهم والتعتيم على حقائقنا وحقوقنا ، لهذا شهد تاريخ البشرية اندثار حقوق أو تراجع قدرات أصحابها على إثبات شرعيتها أمام امتلاك الظالم لقدرات إبداع وتجديد ، والإعلام أساساً فن وإبداع ناهيك عن أنه في المقام الأول وعي شامل وعميق ، فما لم تكن مبدعاً وينبع إبداعك من الوعي العميق وخبرة التعبير بطرق أكثر تأثيراً لن تكون إعلامياً ناجحاً ، ومرة ثانية تتدحرج الحقوق نحو محارق المعتدي أو الغازي بينما الضحية يتعرض للمزيد من الظلم لأنه فشل في تقديم حقوقه بطريقة مبدعة .


عندما بدأنا بتأسيس اللجان الإعلامية للدفاع عن العراق كنا نعرف تلك البديهية ولهذا توقعنا أن الاندفاع الكبير نحو العمل بها لن يكون ضامنا لتواصل العشرات ممن تطوعوا للعمل فيها ولا قدرة بعضهم على تحقيق تقدم والوصول لقلوب الناس بسهولة ، خصوصاً وأننا نعمل وفقاً لقاعدة التطوع وليس الأجر المدفوع ، فانفك من عجز عن مواكبة مسيرة لا تدوم ولا تتقدم إلا بالابداع والانضباط وابتكار طرق مواصلة التوعية ودحر دعايات الأعداء الذين يتفوقون علينا مالياً وتكنولوجياً كثيراً ، بينما رأينا البعض يتصرف بمزاجية وصلت حد ترك العمل وهو في منتصف الطريق وتخريب مشاريع إعلامية مهمة نتيجة اعتقاده بأن التطوع يعني أنه حر ويمكنه ترك العمل أو البقاء فيه متناسياً أن التطوع في جوهره هو التزام وليس مزاجية فردية .

ولكن مقابل تلك السلبيات رأينا الإبداع ينبع من عقول ونفوس أحرقتها نيران الاحتلال التي نراها يومياً تنوش آلاف الناس وتحرق فلذات أكبادنا وتبيد شبابنا وتهدم مداميك قيمنا وتمحي ملاعب طفولتنا وتنشر الغرباء بيننا ! ، لهذا كان حب العراق والأمة العربية حافزاً جباراً لمواصلة العمل واختيار وسائل إبداع متنوعة طوال أكثر من خمسة أعوام بالرغم من أننا بلا موارد مالية فكان طبيعياً أن نشتت قدرة الأعداء على تثبيت ما يروجونه عن العراق والبعث والمقاومة العراقية من أكاذيب وتشويهات ، ووصل قلق العدو في المنطقة الخضراء حد أنه خصص ملايين الدولارات وجند عشرات الإعلاميين لمواجهة عمل اللجان الإعلامية والرد عليها .

وكما أن من بين العاملين المتميز والمبدع الذي ينال حقوقه الاعتبارية إضافة لمن يعمل بقدرات الحد الأدنى من العمل الناجح فن اللجان الاعلامية شهدت عمليات إبداع وخلق مدهشة في نوعيتها وسبقها وتميزها ، وكانت مجموعة نبض العروبة المجاهدة أول وأبرز المبدعين من بين اللجان الإعلامية حيث نحتت لعملها أسساً فريداً من بين كافة اللجان الإعلامية :

فقد جعلت عملها قومي الطبيعة بجذب رفاق عرب للانخراط في سلك الإبداع الإعلامي والثقافي ، وهي أسست قاعدة الاجتماع اليومي لعدة ساعات متواصلة ، وهي التي وضعت ضوابط النشر الواضحة وألزمت بها الجميع ، وهي التي إلى جانب عملها الإعلامي والثقافي تحولت إلى مدرسة تدريب للإعلاميين الجدد المحتاجين للخبرة ، وهي التي وضعت الديمقراطية قاعدة في الحوار للوصول إلى أفضل الآراء ، وهي التي جمعت أعضاءها متحدية القارات والمسافات الفاصلة ، وهي التي تحدت الغيرة والحسد عندما أراد إضعافها من قبل من لا يملك القدرات الإبداعية أو يخشى الرأي الحر والجرئ ، وأخيراً وليس آخراً ، نبض العروبة شقت طريقها في صخر الجرانيت وأخذت تصدر المجلات الناجحة بكل المقاييس الإعلامية ، وكل ذلك تم بالتطوع وبالعمل الذي لا يكل يومياً ولأكثر من ثمانية ساعات متواصلة .

رأينا العراق المقاوم متجسداً في نهوض النبض ورجالاتها المناضلين ، ورأينا القومية العربية رقراقة كسيل ماء عذب بارد في حر تموز اللاهب من خلال التقاء مناضلين عرب من أغلب الأقطار العربية في غرفة واحدة اسمها نبض العروبة وحدت ما تبذل كافة القوى المعادية ما تريد إبقاءه مجزء ، ومن هذه المقدمات تحولت نبض العروبة إلى قاطرة إبداع تجر وراءها عربات الإبداع اللاحق لها والمتأثر بها فقام الرفيق داود الجنابي بإصدار مجلة مدارات ثم لحقه الرفيق راغب زيدان فأصدر مجلة القادسية وتجري الآن عمليات إعداد لصنع عربات إبداع أخرى تلتحق بمسيرة الإبداع التي تقدمت نبض العروبة كطليعة لها . وللتاريخ لابد من التأكيد بصفتي إعلامي قديم ومسوؤل في إعلام الدولة العراقية الوطنية ومسؤول في الإعلام البعثي المقاوم بأن نوعية المجلات التي صدرت حتى الآن وبالتطوع تتميز بأنها ظاهرة تقدمية ومهنية فريدة .

وبهذا المعنى فنبض العروبة هي من بين الطلائع الثورية الثقافية والإعلامية المجددة والتي تتميز بأنها تفتح أبواب الخلق والإبداع لآخرين من خلال تحفيزهم وإعداد الطريق لهم للسير فيه نحو تحقيق أهداف الأمة العربية في الغد المشرق العزيز .

هذا هو العراق ، وهذه هي فلسطين ، وهذه هي الأحواز ، وهذه هي كل أرض عربية محتلة منها تنبعث براكين الغضب المشروع وبفضله تبتكر عقول الثوار وسائل فضح الأعداء تمهيداً لطردهم وتحرير كل شبر من أرض وطننا العربي الكبير .

فتحية للرفاق الأعزاء في نبض العروبة ورفيقاتها بقية اللجان الإعلامية المبدعة وتحية لمن واصل النضال من أجل أمته معتمداً على المحرك الجبار للتاريخ وصانع الأحداث :

الابداع ، فقد حرمنا العدو من احتكار الإبداع وقدمنا نماذج تؤكد بأن أصحاب الحقوق هم أيضاً مبعدون ومبتكرون وصناع الجديد .


Almukhtar44@gmail.com

5-2-2018



أسرة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام

1_ د. كاظم عبد الحسين عباس . مؤسس ومدير النشاط - العراق

2_ أحمد شهاب - العراق

3_ حسان عبد الرحمن - لبنان

4_ محمود مراد - لبنان

5_ أنيس الهمامي - تونس

6_ أبو مصطفى الخالدي - العراق

7_ ابو صلاح - لبنان

8_ د .عبد الكريم الوزان - العراق

9_ منيرة أبو ليل - الاردن

10_ هاجر دمق - تونس

11_قاسم العربي - لبنان

12_علي الأمين - العراق

13_لؤي الفرخ - لبنان

14_أبو بكر ابن الأعظمية - العراق

15_رجاء الزعيم - لبنان

16_رامي عابدون - السودان

17_بابا ولد التراد - موريتانيا

19_أنور بن الطيب - الجزائر

Comments


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page