top of page

الرفيق الدكتور خضير المرشدي - ليس للقائد إلا أن يكون كريماً



من موروثنا الشعبي في العراق ، أن رئيس القبيلة أو العشيرة لن يكتسب هذا المقام ولن يثق به أحد من أفراد قبيلته أو يلتف حوله ، إلا إذا تحلّى بصفات حميدة من أهمها وفي مقدمتها الكرم وما يتصل بها من فضائل أخرى كالإيمان والشجاعة والمرؤة والنخوة والصدق ورجاحة العقل ونضوج الرأي والتأني في الأحكام ، واحترام كرامة الناس وإنصافهم والاعتراف بفضلهم ، إضافة لصفات أخرى منها ما هو متوارث ومنها ماهو مكتسب .

إن هذه الصفات أو الفضائل وغيرها هي ذاتها لابد أن تتوفر فيمن يتصدر القيادة في دولة أو مؤسسة أو منظمة أو حزب أو حركة ، ولكن تبقى فضيلة الكرم من أهم تلك الفضائل في شخصية القائد وتكوينه لأنها والقيادة صنوان لا ينفصلان ، وهي وجه حسِنْ من أوجه الشجاعة التي بدونها لا تصح القيادة ، فمن كان كريماً بالضرورة أن يكون شجاعاً والتي هي الشرط الأساس في شخصية القائد القوي الأمين .

فمَنْ عُرِفَ بالكرم كما يقول العرب عُرِف بشرف المنزلة ، وعُلُوِّ المكانة ، وانقاد له قومُه ، فما ساد أحد في الجاهلية ولا في الإسلام ، ولا في العروبة إلا من كان كريم النفس والعقل والضمير واليد واللسان .


والكرم أساس التقوى وما ينطوي عليها من مكارم الاخلاق ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، فالكرم خُلق عظيم من مكارم الأخلاق ، وهو من الخصال الجميلة التي تحلى بها الأنبياء والمرسلون والقادة ، وكان الأنبياء والمرسلين والمصلحين من أكثر الناس كرماً وأعلاهم عطاءاً وتضحية ، وقبل هذا وذاك فإن الكرم صفة من صفات الله الخالق العظيم فهو الكريم وهو الجوّاد الذي لا يتوقف ولاينتهي جوده وكرمه ، فالكرم إضافة لمعناه المألوف في إكرام النفس والأهل والصديق والضيف والرئيس والمرؤوس ، إلا أنه قيمة من قيم الأخلاق الرفيعة ، وصفة لازمة من صفات القيادة ، وعنواناً من عناوين الشجاعة والتضحية والعطاء ، وهي الصفات التي يجب أن تتوفر في كل من يتصدر القيادة وبأيِّ مفصل كان .

فلن يصلُح للقيادة من كان شحيحاً وبخيلاً وجباناً ومُقتّراً على نفسه وأهله وقومه ، ولن يجتمع بـُخْل وشِحّ وجُبنْ مع الإيمان ومكارم الأخلاق والشجاعة والتي هي من شروط القيادة القوية الأمينة .


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page