top of page

أضواء على خطاب الرفيق القائد عزّة إبراهيم


المقدمة

لعل من المعلوم عند الجماهير العربية ثورية الفكر القومي الذي يحمله حزب البعث العربي الاشتراكي ، والمنصف يعلم ويتذكر كيف كان نظام البعث الوطني في العراق وقبل الاحتلال يعمل بمنهج وخطط استراتيجية من شأنها أن تقدم المنفعة لكل الشعب العربي بدون استثناء ودعم قواه التحريرية في فلسطين والأحواز وإسناد الجهود العربية في استرجاع الجزر العربية المحتلة من قبل الكيان الصفوي في إيران .

إن حزب البعث العربي الاشتراكي ومن خلال منهجه القومي الاشتراكي كان وما يزال يتطلع إلى حياة حرة كريمة لعموم شعبنا العربي الأبي ، وأبداً ما كان يوماً ومنذ تأسيسه في السابع من نيسان لعام سبعة وأربعين وتسعمائة وألف ويومنا هذا أن يتبنى على الإطلاق نظرة قطرية ضيقة في أي من مجالات الحياة ، بل ، وحتى في تصديه للأطماع الفارسية فإنه قد اعتبر ذلك تهديداً لحدود الأمّة الشرقية حيث كان الحارس الأمين للبوابة الشرقية للأمّة ، وكانت قادسية صدام المجيدة بحق قادسية العرب جميعاً .

إن حزب البعث العربي الاشتراكي وبما يحمله من الفكر الثوري القومي والثبات العقائدي قد احتل بحق وتحقيق مكانة الرمزية المتقدمة بين الأحزاب في عموم الساحة العربية ، ونتيجة طبيعية لسمو الأفكار الثورية وترتيبات البناء العقائدي والتكوينات القيادية فقد كان قادة البعث ومنذ يوم تأسيسه يشكلون رموز الأمّة في قيادة الجماهير العربية نحو الوحدة والحرية والاشتراكية .

اليوم ، يقف القائد المجاهد عزّة إبراهيم الدوري رمزاً للأمّة في قيادته للبعث العظيم ويجسد اقتداره العروبي والبعثي حيث والأمّة تمر في أحلك الظروف وتتعرض إلى شتى أنواع التهديد ومن جهات وأطماع عديدة وأهداف عدوانية متعددة ، والعديد من الأقطار العربية تتعرض للإحتلال والتدمير والاقتتال الطائفي ، هذا الحال الذي بكل تأكيد هو أعنف وأقسى من ظروف ونتائج الحروب المباشرة .

هكذا كان خطاب القائد المجاهد عزّة إبراهيم الدوري في الذكرى السبعين لتأسيس البعث العظيم ، خطاباً قومياً شاملاً يتناول حال الأمّة جملة واحدة لا يفرق بين قطر وآخر ، فالكل مهدد ومستهدف ، وما يمس أي قطر عربي سوءٌ فإنه ينسحب بالتأكيد بالسالب على بقية الأقطار العربية ، هكذا هي نظرة البعث الخالد ، وهكذا هي نظرة قيادته السياسية المجاهدة وجماهيره الحرّة الأبية .

ولأنه قومي ثوري تعبوي قد جاءنا به قائدٌ رمزٌ مجاهدٌ ، فإننا في مجموعة فرسان البعث العظيم قد عزمنا الهمّة على إعداء هذه الدراسة لتكون بمثابة دليل عمل وآليات تنفيذ ما جاء به خطاب القائد المجاهد ونعطف في دراستنا المتواضعة هذه تناول المشروع الوطني الذي أعلنه البعث العظيم لإنقاذ العراق .

ويا محلى النصر بعون الله

مجموعة فرسان البعث العظيم

الباب الأول

قراءة تدبّرية في الخطاب

الفصل الأول

لغة الخطاب

لقد حدد القائد المجاهد لغة عميقة المعنى في خطابه ، واستخدم الإشارات الاستفتاحية بالشكل الذي يجعل المتدبر يفهم عمق المعنى الذي أراد القائد إيصاله للعالم كافة ، فاستخدم مفردات العموم التي يُراد منها الخصوص ، ومفردات الخصوص التي يُراد منها العموم ، ورتب المخاطَبين بحسب نوع الخطاب الموجه وتسلسلهم وبحسب تسلسل الأولويات المفروضة في هذا الوقت العصيب من حياة الأمّة لإنقاذها من استهدافات أعدائها وإخراجها من هذا المنعطف سالمة متعافية .

بدأ الرفيق القائد خطابه بتوجيه مقدمته إلى ( أبناء شعبنا العراقي العظيم ) وهذا هو خصوص الخصوص ، حيث أن العراق أصبح منطلقاً لمحاولات أعداء العروبة في الهيمنة على عموم الأقطار العربية ، وهذا بائن بوضوح من خلال المحاولات الصفوية المسندة بالدعم الصهيوني والأمريكي في التمدد إلى عموم الوطن العربي منطلقين من أرض العراق حيث وقد وظّف عملاؤهم في حكومة الاحتلال مقدرات العراق وثروته لصالح الكيان الصفوي في تغطية تكاليف تمددهم هنا أو هناك على الساحة العربية ، ثم يردف نداءه إلى ( أبناء أمّتنا العربية المجيدة ) وهو الخصوص الذي أراده من حيث أن الأمّة العربية عموماً مشمولة بهذا التهديد الصفوي الصهيوني الأمريكي ، ولأن هذا الاستهداف يمس المعاني الإنسانية من حيث استهداف حرية الإنسان العربي في العيش الكريم واستهدافه في عروبته ، بل وتصفيته لأنه عربي ، فكان الخطاب كذلك موجهاً إلى ( أحرار العالم وثوّاره في كلّ مكان ) ، وهو العموم المراد به الخصوص ، أحرار العالم الذين يدافعون عن الإنسانية أينما انتهكت وثوار العالم الذي يعرفون معنى الحرية والتحرير .

ويبدأ القائد المجاهد خطابه بتنبيه كل من قصدهم في افتتاحية خطابه بالأخطار التي تواجه أمّتنا العربية ووجودها مذكراً أحرار العالم بأن أمّتنا العربية كان لها الدور الأساسي في تقدم الإنسانية وازدهارها ورقي حضاراتها ، وبالتأكيد فإن هذا المعنى لا يفهمه إلا الأحرار والثوار ، ولذلك ناداهم وقال ( يا أحرار العالم وثوّاره في كلّ مكان ) .

وعندما ننتقل إلى المقطع الثان من الخطاب الميمون ، نرى أن القائد سبق في ندائه ( أبناء أمّتنا المجيدة ) ، ثم أردفه بأحرار العروبة وقواها القومية التحريرية ، وهم خصوص الخصوص ، وقد فسر ذلك بقوله ( يا جماهير شعبنا الأبي ) ، تدبروا المعنى العميق واستخدام اللغة بأعلى معانيها الروحية ، سنجد أنه حفظه الله ورعاه قد استخدم كلمة ( الأبي ) وهي من سياق الجملة تكون معطوفة على الشعب ، وهو ما يريد سيادته تأكيده في مناداة الشعب العربي عموماً وإن أفرد منهم الجماهير باعتبارهم خصوص الخوص في شعبنا العربي ، ولرُبَّ سائل يسأل ، لماذا هذا التقديم في جعل أول نداءه ( يا أبناء أمّتنا المجيدة ) ؟ ، فنقول له ، أنها الوحدة ، ذلك لأن هذا الحجم من التهديد واجتماع أعداء العروبة في استهداف هذه الأمّة وانتشار الفعل الصفوي الخبيث على مساحات عديدة في أمّتنا المجيدة ، فإن التصدي لذلك كله لا يكون إلا بالتكاتف والتعاضد الوحدوي الذي هو أهم مقوم في قوة الأمّة وانتصارها ، ومتن هذا المقطع يفيد ما ذهبنا له من فهم وتدبر لكلام القائد المجاهد .

ثم يفرد القائد في المقطع الثالث خصوص العراقيين فيقول ( أيّها العراقيّون الثّائرون النّشامى ) ، ذلك ، لأنه يستعرض فيه وضعاً عراقياً خالصاً لا يفهمه ولا يدرك معناه إلا الثائرون في وجه الاستعمار واحتلاله وحكومته العميلة ، أولئك الرافضون لكل أشكال الهيمنة الاستعمارية على مقدراتهم وخيرات بلدهم ، وطليعتهم النشامى في مقاومتنا الوطنية الباسلة .

في المقطع الرابع ، فإن سيادته يُنادي ( يا أحرار العروبة ) و ( أيها المقاتلون والمناضلون في عراق الصّمود والتّحدّي) ، وما أروعها من بلاغة في الخطاب ، حيث لم يسبق ( أيها المقاتلون .... ) بياء النداء ، حيث يحتمل هذا النوع من الخطاب أمرين :

الأول : يُراد به القول ، يا أحرار العروبة الذين أنتم المقاتلون والمناضلون في عراق الصمود والتحدي على اعتبار هنا أنهم خصوص الخصوص في أحرار العروبة ، أي المعنى العروبي .

الثان : وكأن يُراد بالقول ، ( يا أحرار العروبة ) وهو نداء للبعيد وهم الخصوص ، ثم ( أيها المقاتلون والمناضلون في عراق الصمود والتحدي ) حيث وهم القريبين منه وفعله الجهادي على أرض العراق وهو قريب منهم ومعهم فلا يحتاج لضمير النداء ، وهم خصوص الخصوص .

ثم يُخاطب القائد المجاهد رفاقه في ذكرى تأسيس حزبهم ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، فيقول لهم منادياً ( أيّها المناضلون ) ، و( يا رجال البعث ) ، و( أيّها الرفاق المناضلون ) ، و( أيّها المناضلون والمجاهدون ) ، و( أيّها الرفاق المناضلون ) ، فيذكر رفاقه بمآثر البعث وثباته العقائدي وفعله الجهادي المتقدم ، ولأن البعث حزب الجماهير ، هو منهم وإليهم ، فقد شمل بالذكر ( المجاهد البطل في صفوف المقاومة الوطنية ) و( الجندي الباسل في قواتنا المسلحة ) ، ذلك لأن النصر وتحرير العراق مكفول بهمة الغيارى في مقاومتنا الوطنية وقواتنا المسلحة البطلة .

وهكذا ينتقل القائد المجاهد في مقاطع خطابه التأريخي ما بين الموجَه للأمّة العربية جمعاء أو تخصيص التوجيه إلى شعبنا العراقي الأبي فيستخدم مفردات وأسبقيات النداء بحسب نوع الكلام الموجه وخصوصيته وعموميته ، وعلى الرغم من أن الخطاب بجملته موجَه إلى الأمّة العربية جمعاء وأحرار العالم الإنساني ، إلا أنه في بعض المقاطع يخصص الكلام إلى رفاق البعث وخصوص خصوصهم وهم ( الرفاق المناضلون في حزبنا ) و( الرفاق مناضلو حزب الرسالة ) فيخصهم بالمعاني التي تليق بهم وبوصفهم طليعة هذه الأمّة المجاهدة وخصوص رجالها الأحرار .

الفصل الثان

متن الخطاب

في خطاب الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الدوري ، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ، في السابع من نيسان ، خط فيه استراتيجيات العمل الحزبي والوطني والقومي والإنساني ، الميداني والجهادي للبناء والنضال .

ابتدأ القائد المجاهد خطابه بتحديد التحديات التي تواجه أمّتنا العربية ، باعتبارها أمّة الرسالة الخالدة وأثرها في تقدم الإنسانية وازدهارها ، ووصفها بالمنعطف الخطير والوضع الكارثي وواقع الأمّة المخيف ، وجعل ذلك سبباً في إضافة واجبات للحزب في ساحات المواجهة التي حددها في العراق وسوريا واليمن وليبيا والأحواز والخليج العربي ، وهنا يؤكد الحزب رؤيته التي صرح عنها ومنذ ثمانينات القرن الماضي ، بأن الخليج العربي هو جزء من استهداف أعداء الأمّة وخاصة العدو الفارسي المجوسي وأطماعه فيها وكجزء مهم في غايات الأعداء الهادفة إلى تدمير الأمّة العربية وفرض التغيير الديموغرافي عليها .

في هذا الخطاب يطرح القائد المفدى رؤية البعث في التهديدات التي تحيط بالأمّة وتلك التي توغلت بالفعل في جسد الأمّة ، ويطرح هذه الرؤى والمفاهيم ليتدبرها أحرار الأمّة والعالم ويتفاعلوا معها بالنقاش والحوار وصولاً إلى الحلول المنطقية وآلياتها التنفيذية والمشاريع الوطنية لإنقاذ الأمّة ، وقد سبق هذا الخطاب أن طرح البعث مشروعه الوطني لإنقاذ العراق ، المشروع الذي بإمكان كل جماهيرنا العربية وأحرارها ومناضليها الأخذ به وتوظيفه بالشكل الذي ينسجم وخصوصية كل قطر عربي ، وهنا ، يذكر القائد في خطابه ما يلي :

" فلا نصر إلاّ باللّقاء المباشر وبالمصارحة والمكاشفة والحوار بين قوى والنّضال والكفاح والتّحرّر العربيّة وتحديد الأهداف المطلوب الوصول إليها بدقّة عالية وفقاً لإرادة الجماهير العربيّة صاحبة المصلحة الأساسيّة في كلّ تغيير ثوريّ تحرّري تقدّميّ " .

ومما جاء في مشروع البعث الوطني لإنقاذ العراق والذي أكد على وجوب إنهاء الاحتلال الإيراني للعراق وتصفية وجود ميليشياته وإزالة مخلفات الاحتلال الأمريكي ونتائجه ، وقد تناول الرفيق القائد في خطابه جوانباً من المشروع الوطني للبعث لإنقاذ العراق ، وأن من فقرات هذا المشروع ، هي :

  • " تعبئة الشعب وتحشيد قواه الوطنية وتوحيد فصائل المقاومة ، واستخدام كافة الوسائل المشروعة في التصدي للاحتلال الإيراني وأدواته ، على الصعيد المادي والعسكري والسياسي والإعلامي والاقتصادي وغيره " .

وهذا بالتأكيد متوافق مع حاجة ساحاتنا العربية في كل من اليمن وسوريا وليبيا وغيرها من الساحات التي تهددها الأطماع الفارسية وهيمنتها المتوافقة مع الغايات الأمريكية والصهيونية .

  • " السعي والتواصل مع الدول العربية الشقيقة لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض على إيران إنهاء احتلالها للعراق والانسحاب منه بدون قيد أو شرط والكف عن تهديداتها وتدخلاتها في شؤون الدول العربية الأخرى " .

وهذه الفقرة واضحة في اشتمال الوطن العربي للتهديد الفارسي ، وعليه ، فإن خطاب القائد المجاهد هو بمثابة تأكيد رؤية البعث للواقع العربي والتهديدات التي تعيشها الأمّة ، وبذلك ، يكون مشروع البعث الوطني جزء لا يتجزأ من خطاب القائد التأريخي الذي نعتبره هو الخصوص الذي يُراد به العموم .

  • " العمل مع الجهات الدولية ذات العلاقة لوضع الميليشيات المسلحة المرتبطة بإيران وبأحزاب السلطة في العراق على قائمة المنظمات الإرهابية وملاحقتها ومحاكمتها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، ولكونها تمثل الوجه الآخر للإرهاب والتي فاقت بجرائمها داعش والقاعدة وباتت مصدر تهديد لأمن واستقرار الدول العربية ودول العالم " .

هكذا هو معنى الانسجام التوافقي ما بين خطاب القائد المجاهد ومشروع البعث الوطني لإنقاذ العراق ، والذي نعتبره مشروعاً لإنقاذ الأمّة ، ذلك لأن :

  1. العراق جزء مهم في جسد الأمّة وبوابتها الشرقية ، ومصدر الثقافة الثورية فيها وطليعتها الجهادية ، فانتصار العراق يعني انتصار الأمّة على مختلف الآفاق وبشمولية أكبر لا تقدح بأن انتصار أي قطر عربي هو انتصار للعراق وللأمّة جمعاء .

  2. حزب البعث العربي الاشتراكي ، حزب قومي ثوري ، فإن مشاريعه تستهدف إنقاذ وتحرير الأمّة بكاملها وإن جاءت بمعاني الخصوص فإنها تفيد العموم في حال من الأحوال .

  • " يفصل بشكل تام بين الدين والسياسة ويعالج المشاكل والصراعات والاختلافات في هذا المجال والتي سبّبها الاحتلال وفقاً للدستور والقوانين المدنيةً " .

وهذا مفهوم ثوري قومي شامل لكل الأمّة العربية ، ومقوم لتمكين العرب نحو طريق الخلاص الوطني ، وفي ذات الوقت نعتبره توجيه لرفاق البعث في عموم الساحة العربية العمل وفق هذا المنظور والنضال من أجله .

  • " يتعامل مع المؤسسة الدينية في العراق بطريقة متوازنة بما يضمن احترام كافة الأديان والمذاهب والطوائف والمعتقدات ، ويضمن حرية الفرد في ممارسة طقوسه الدينية وفي اختياراته وانتماءاته المذهبية ، وبما لا يخل بأمن الدولة والمجتمع . وتشكيل ) مجلس أعلى للأديان ( ، في العراق يضم ممثلين من كافة الديان والطوائف والمذاهب ينسق المواقف فيما بينها ، ويحدد الممارسات ويطبّع العلاقات بين الديان والطوائف وفق قانون خاص يشرع لهذا الغرض " .

طرح يتوافق مع ما تمر به الأمّة العربية قاطبة ، وأساس أمثل للتعايش بين أبناء البلد الواحد وحفظ معاني اللحمة الوطنية ووحدة صفه ، وهذا ما أكده خطاب القائد المجاهد في عموم معناه الثوري .

جاء خطاب القائد ليؤكد حقيقة استهداف البعث العظيم من قبل أعداء الأمّة ، ويُبشر جماهيرية العربية بعافية الحزب وانتصاره واستمرار نضاله وجهاده على طريق التحرير والخلاص الوطني ، تحرير العراق وكامل تراب الأمّة ، ذلك الانتصار الذي أرغم الاحتلال الأمريكي على مغادرة العراق في نهاية عام أحد عشر وألفين متكبداً خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات حيث بلغت أرقام كبيرة جداً ، ويؤكد على الثبات العقائدي وسمو المعاني الأخلاقية والإنسانية والثورية في فكر البعث الخالد ، ولا اختلاف على أن حزب البعث العربي الاشتراكي يكاد يكون هو الحزب الوحيد الذي تستهدفه مخططات أعداء الأمّة ، وهو الحزب الوحيد الذي تصدى لهذه المحاولات جهادياً وفعلاً مقاوماً على الأرض ، ذلك لأن أعداء الأمّة يعلمون يقيناً بقدرات البعث على قيادة الأمّة في التصدي وتحقيق النصر والتحرر والنهوض والازدهار ، ولهذا ، نرى أن الأعداء قد جندوا الحكام المرتدين في ملاحقة جماهير البعث والتضييق عليهم في عموم الساحة العربية ، لكنهم فشلوا وخاب فألهم ، حيث أن البعث العظيم بجماهيره ينتقل يوماً بعد يوم ، من نصر إلى نصر ، ويحقق التفاتاً جماهيرياً رائعاً .

شمل خطاب القائد المجاهد على جوانب تعبوية في عمومه ، فخاطب المجاهد والمناضل والمقاوم والجندي ، ورفع من معاني الثقة بالنفس في كل هذه الموصوفات ، وعزى الانتصارات المتحققة بهم ووقفتهم البطولية الجهادية ، وهو ما يؤكد على أمل الأمّة في هممهم وثباتهم الوطني والعقائدي .

تناول القائد المجاهد الجهد الإعلامي وأثره في إسناد الجهد المقاوم على الأرض ومسيرة البعث الخالد ، وأثنى على المؤتمرات التي تحقق انتشاراً مهماً لرسائل البعث للعالم الإنساني في عرض حقيقة ما يجري على أرض العراق خصوصاً والأمّة العربية عموماً .

وأنت تقرأ خطاب القائد فإنك تستشعر البشارة فيه بقلب مطمئن بالنصر والتحرير ، وفي ذات الوقت تستشعر اطمئنان القيادة المجاهدة واعتزازها وتفاخرها بثبات رجالها وجماهيرها الأبية .

يؤكد القائد في خطابه على أنه ليس من غاية الحزب العودة إلى السلطة وإنما الغاية تكمن في إنقاذ العراق وتحريره من قبضة أعدائه الساعين إلى تدميره ونهب ثرواته وتغير ديموغرافيته ، وهذا ما يجب على شعبنا العراقي العظيم فهمه وإدراكه واستيعابه ، وهذا يؤكد على أن البعث ومنذ تأسيسه ما كان همه في السلطة إلا لتطبيق أهدافه على الواقع وكوسيلة لرفع الحيف عن جماهيرنا الأبية وكفالة العيش الكريم لهم ، واليوم ، وبالرغم من اتساع القاعدة الجماهيرية للبعث العظيم ، فإنه يؤكد على لسان قائده حضوره وكما كان كجزء من الجماهير والأحرار فيه على العمل الوطني الموحد في إنقاذ العراق وتحريره ومن ثم بناءه والنهوض به .

إن مع ما طرحه القائد في خطابه التأريخي من عرض لواقع الأمّة المرير وحقيقة ما يجري في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها التي يقف التهديد عند ابوابها ، فإنه يطرح الحلول الموضوعية لإنقاذ أمّة العرب من المهاوي الكارثية ، ويؤكد نظرة البعث القومية إلى كل أقطار الأمّة بلا تمايز أو مفاضلات ، وهذه حقيقة يجسدها البعث في فكره ويقدمها القائد في خطابه ، أن النصر أو الهزيمة تعم على الأمّة قاطبة إذا ما تحققت في أي قطر عربي ، ويؤكد سيادته على ثبات البعث بخصوص مركزية القضية الفلسطينية وأنها الجزء الأهم في تحقيق أهدافه على الرغم من أن ما يجري اليوم في العراق يمثل حالة لا تختلف عما جرى ويجري في فلسطين من استهداف الأرض والإنسان ، بل والصورة أبشع على الساحة العراقية ، ولهذا ، فإن القائد المجاهد يدعو أحرار الأمّة إلى وقفة جهادية ثورية موحدة للتصدي للهيمنة الفارسية على مقدرات الأمّة بتوغلها المباشر أو تحضيراتها في زرع الفتن الطائفية في عموم الوطن العربي ، وعليه ، فإن البعث وعلى لسان قائده في خطابه التأريخي يعول على جماهير الأمّة وسمو المعاني الوطنية فيها وحضورها الثوري في معركة المصير المشترك ، ولا يعول على الحكام الخانعين التابعين للإرادة الأمريكية والصهيونية والصفوية .

يجدد الرفيق القائد دعوته للعالم وخصوصاً أمريكا إلى الاهتداء لمنطق العقل والعدل وتصحيح الخطأ الجسيم الذي ارتكبته أمريكا في غزوها واحتلال العراق ومن ثم تسليمه إلى الكيان الصفوي في إيران .

وبالتأكيد ، فإنه لا يفوت الرفيق القائد أن يذكر قادة البعث بالتحية والإجلال ، وكذلك ، أرواح شهداء البعث وشهداء الأمّة ، ويدعو بالحرية ويلقي التحية على رفاقنا الذين ما زالوا في سجون الاحتلال ومعتقلات الأنظمة المتخاذلة .

الباب الثان

آليات تنفيذ الخطاب

الفصل الأول

عراقياً

  1. استناداً لما ورد في المشروع الوطني لحزب البعث العربي الاشتراكي في الفقرة ( 1 ) من أولاً منه ، فإن تكثيف الجهد الوطني التعبوي يعتبر من أهم الواجبات التي تقع على عاتق السياسيين الوطنيين في إيصال الصوت الوطني إلى شعبنا العراقي العظيم ، ويأتي ذلك ابتداءً بتعريف الشعب بغايات ومهام الجبهة الوطنية العراقية ، واللجنة الإعلامية المركزية للدفاع عن العراق ، والمجلس السياسي العام لدعم ثوار العراق .

  2. دراسة ووضع الخطط والآليات اللازمة في الدفع بثورة جماهيرية كبرى لتحرير العراق حيث غليان الشارع العراقي وحنقه على إجرام وفساد حكومة الاحتلال العميلة ، ومن الضروري تشكيل لجنة مشتركة منبثقة عن الجبهة الوطنية العراقية واللجنة الإعلامية المركزية للدفاع عن العراق والمجلس السياسي العام لثوار العراق تعمل على تفعيل هذا الهدف الثوري .

  3. تثقيف الجماهير العراقية باتجاه المشروع الوطني لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وعرضه وإيصاله إلى أبعد نقطة في داخل العراق وبصيغته الوطنية الشاملة ، وذلك من خلال لجنة منبثقة عن اللجنة الإعلامية المركزية للدفاع عن العراق وباستخدام الوسائل السريعة والمضمونة في تمكين شعبنا العراقي الأبي من تلقي الرسائل التعبوية الموجهة في هذا الجانب .

  4. عرض منجزات الحكم الوطني قبل الاحتلال وبالوثائق والأرقام ، والغايات التي دعت أمريكا ومن تحالف معها إلى استهداف حزب البعث العربي الاشتراكي ، ودور البعث العظيم في طرد أمريكا من العراق بعد تكبيدها الخسائر الجسيمة في الأرواح والمعدات ومن خلال مقاومته الوطنية والفصائل الوطنية المجاهدة المنضوية في عمل جبهة الجهاد والتحرير ، ويكون ذلك من خلال الرسائل السريعة والموجهة التي تم الإشارة لها في الفقرة ( 3 ) آنفاً .

  5. إعلام جماهيرنا العراقية الأبية بثوابت البعث الوطنية والقومية وثباته على طريق الجهاد لتحرير عراقنا وتعريف شعبنا العراقي عموماً والشباب على وجه الخصوص بقوة الحزب وحضوره الميداني الفاعل على المستوى القطري والقومي ، ويكون ذلك من خلال لجنة شبابية ثورية وبإشراف كوادر قيادية في حزب البعث العربي الاشتراكي تقوم على التأكيد بوجوب الفعل الثوري المتقدم والمنظم لتحرير العراق وعرض خطط البعث العظيم في بناء العراق وتحقيق الرفاهية والعيش الرغيد الآمن لشعبنا العراق العظيم .

  6. تنشيط الإعلام باتجاه تجميع وعرض حالات الإجرام والفساد التي اتبعتها حكومة الاحتلال العميلة المرتبطة بأجندات الكيانين الصهيوني والصفوي وأمريكا في تدمير العراق وتصفية العنصر العربي فيه ، ويكون ذلك من خلال قيام أعضاء الجبهة الوطنية العراقية واللجنة الإعلامية المركزية والمجلس السياسي لثوار العراق بتأسيس مساحات إعلامية أوسع من خلال تعددها وتنوعها ومساحة انتشارها ، ومثال على ذلك ، بناء مواقع وصفحات على شبكة الانترنت ، ودعم البرامج التلفزيونية الموجهة إلى داخل العراق ، تأسيس القنوات التلفزيونية ، وإنشاء صفحات متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي ما عدا الصفحات الشخصية ، وتوظيف تطبيقات ( الواتساب والفايبر وغيرها ) بهذا الاتجاه ، والتأكيد على المساحات الإعلامية الشبابية .

  7. فضح المشاريع الزائفة والتي تتخذ من ( إنقاذ العراق ) عنواناً لها وتعرية غاياتها التي من شأنها الإبقاء على الهيمنة الأمريكية على العراق ولكن بأساليب وخطط جديدة والتي لا تطرح معالجات ثورية لتحرير العراق وشعبه ولا تحقق في مجملها قضاءً ثورياً على المد الصفوي وتدخلاته في العراق ، وأن هذه المشاريع لا تختلف كثيراً عن النزعات الطائفية المزروعة اليوم في الجسد العراقي ولكن بألوان أخرى تنسف معاني الوحدة الوطنية ولم شمل المجتمع العراقي وأن هذه المشاريع المزيفة ترتكز بالدرجة الأساس على تقسيم العراق عرقياً وطائفياً ، ومقابل هذه المشاريع ، فلابد للشعب العراقي العظيم أن يعلم علم اليقين بأن المشروع الوطني لحزب البعث العربي الاشتراكي هو الخيار الأمثل للخلاص الوطني وبرنامج ثوري حقيقي على تحرير العراق وبنائه وضمان العيش الكريم الآمن لشعبه ، ويكون ذلك من خلال توسيع مساحة الإعلام الموجه الواصل إلى داخل العراق وانتشاره في المجتمع العراقي .

الفصل الثان

عربياً

  1. العمل على التصدي للمد الصفوي في جسد الأمّة ، ويكون ذلك من خلال الجهد الثوري لجماهير وتنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي في توسيع قاعدة نشاطها الجماهيري والحضور القوي بين الناس وتثقيفهم وتوعيتهم وتوظيف الإعلام المرئي والمسموع في ذلك والضغط على أصحاب القرار الحكومي في اتخاذ خطوات ملموسة بهذا الاتجاه .

  2. العمل وفق مبدأ التحالف القومي بين حزب البعث العربي الاشتراكي من جهة والقوى الثورية العربية من جهة أخرى وخصوصاً مع الناصريين المحافظين على ثوابت وقيم وأهداف حزبهم وإبعاد من تم تجنيده صفوياً وتوظيفه لتمرير أجندات الكيان الصفوي .

  3. توسيع قاعدة الإعلام العربي باتجاه تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني ، وتحرير العراق من الاحتلالين الصفوي الإيراني والأمريكي ، وتحرير اليمن وسوريا من الهيمنة الصفوية ، وتحرير الأحواز والجزر العربية الإماراتية من الاحتلال الإيراني .

  4. الدفع بتنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي في عموم الساحة العربية إلى توسيع قاعدتها الجماهيرية مستخدمين في ذلك عرض الحال الثوري الذي كان عليه العراق قبل الاحتلال وتحت ظل حكومة البعث الوطنية وما حققته من انجازات على الصعيدين القومي والقطري في حفظ كرامة الأمّة والدفاع عن عروبتها وثوابتها القومية وحرماتها كحجّة في نشاطهم بين الجماهير ، ونشير في هذا إلى دراستنا المعنونة " حجج البعث في العمل بين الجماهير " .

  5. استنهاض الجماهير باتجاه مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية والصفوية الإيرانية ومن تعاون معهم والضغط على الحكومات في مقاطعة حكومة العمالة في بغداد سياسياً واقتصادياً وعسكرياً .

  6. تشجيع النشاط البحثي والتحليلي وإعداد الدراسات الموثقة في ذلك وبما يكشف للعالم حقيقة الهجمة الأمريكية الصفوية الصهيونية على أمّة العرب ووسائل التصدي والخلاص الوطني من ذلك التهديد كله ، ويكون ذلك من خلال تأسيس المنتديات الثقافية العربية والتي تخدم هذا التوجه .

الفصل الثالث

دولياً وإنسانياً

  1. التحرك باتجاه المنظمات الإنسانية الدولية والأحزاب الأوربية وغيرها في عموم المعمورة والتنسيق معهم في جهد إعلامي يستنكر ويدين غزو واحتلال العراق وتدمير بناه التحتية وتقتيل شعبه ونهب ثرواته ، ويكون ذلك من خلال عقد مؤتمرات إعلامية مشتركة مع الجهات المشار إليها آنفاً ، وتقوم الجبهة الوطنية العراقية واللجنة الإعلامية المركزية التأسيس لذلك .

  2. إقامة المعارض الفوتوغرافية والفنية الأخرى في مختلف ساحات العالم يتم فيها كشف وعرض الجرائم التي مورست في العراق من يوم غزوه واحتلاله ، ويتم ذلك بتأسيس لجنة فنية منبثقة عن الجبهة الوطنية العراقية تتبنى الإعداد لهذه المعارض والفعاليات الفنية .

  3. عقد الندوات الفكرية والثقافية ودعوة عدد من المفكرين الأجانب إليها ، يتم التركيز فيها على جرائم الميلشيات الإرهابية الصفوية في العراق وممارسات التغيير الديموغرافي فيه ، وكذلك عرض أحوال النازحين والمهجرين على أرض العراق ، وعلى الجبهة الوطنية العراقية التأسيس لذلك .

  4. توظيف الجهد الإعلامي المقاوم بقوة باتجاه متابعة ونشر الأنشطة الواردة في الفقرات الثلاثة آنفة الذكر .

  5. ترجمة خطاب القائد المجاهد في الذكرى السبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ومشروع البعث الوطني لإنقاذ العراق وبعدة لغات ونشرها في الصحف العالمية وكذلك إرسالها إلى الأحزاب الخارجية التي تتمتع بحرية الفكر والرأي والمؤيدة لحق الشعب العربي عموماً والعراقي خصوصاً في التحرر والعيش الكريم والحياة الآمنة ، ونرى من الضروري تشكيل لجنة خاصة بالترجمة منبثقة عن الجبهة الوطنية العراقية .

  6. التركيز على الشارع الأمريكي من خلال الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية للضغط على الإدارة الأمريكية بتنفيذ التزاماتها في تصحيح الخطأ الجسيم الذي ارتكبته في غزو واحتلال العراق ومن ثم تسليمه إلى الكيان الصفوي وميليشياته الإرهابية وحقائق الإجرام التي مورست وتمارس ضد أبناء الشعب العراقي .

الخاتمة

إن خطاب القائد المجاهد في الذكرى السبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي والمشروع الوطني لإنقاذ العراق الذي طرحه البعث العظيم توأمان يقدمان دليل العمل الموضوعي والجوهري والثوري في إنقاذ العراق خصوصاً والأمّة العربية عموماً ، وأن خطاب الرفيق القائد يعتبر أساساً منطقاً في بناء علاقات إنسانية فعّالة بين المجتمعات تقوم على أساس الاحترام المتبادل وحرية كل شعب في العيش الآمن ، وكذلك فإنه منطلق نظري وفكري وثوري في استنهاض الأمّة العربية وتصحيح مساراتها السياسية بالاتجاهات الثورية الفاعلة نحو التخلص من كل أشكال الاستعمار وهيمنته على مقدرات البلاد العربية ومصادرته قرارها السياسي .

إن الجماهير العربية بأحزابها وحركاتها القومية الثورية مدعوة لتكثيف جهدها الثوري واستنباط آليات عملها الميداني من خطاب القائد المجاهد ، عزّة إبراهيم الدوري ، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وحيث يدعو القائد المجاهد كل الحركات والأحزاب القومية العاملة في الساحة العربية على المكاشفة والمصارحة والعمل معاً لإنقاذ الأمّة العربية من حال الوهن الذي تمر فيه ، فإنه يكون لزاماً على كافة الأحزاب والحركات القومية الثورية في أمّتنا العربية التمتع بالإيثار والرغبة في العمل التضامني التحالفي في قيادة جماهير الأمّة نحو الخلاص الوطني .

إن خطاب القائد المجاهد يضع المنظمات والجبهات والحركات الوطنية العراقية أمام مهام ثورية تتطلب جهداً ثورياً مضافاً وقوياً في مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر الجسيمة التي يعيشها ويواجهها شعبنا العراقي الأبي .

وأن الرفيق القائد يوجه خطابه إلى رفاقه في البعث الخالد وحثهم على تفعيل دورهم القيادي والطليعي في الأخذ بيد الجماهير العربية نحو التحرر من كل أشكال الاستعمار وطغيان أدواته المتمثلة بخنوع واستسلام حكام ( العرب ) للإرادة الخارجية ، ويكون ذلك من خلال دفع العمل التنظيمي بقوة ثورية حضوراً بين جماهيرنا العربية ، والالتزام بنظام حزب البعث العربي الاشتراكي الداخلي ، ومبدأ " البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد " ، ومبدأ " النقد والنقد الذاتي " في العمل الحزبي .

ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في تسليط الضوء على هذا الخطاب التأريخي وعرض آليات تنفيذه وبالشكل الذي يحقق المراد من خطاب الرفيق القائد ، أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي ، في تأكيد حرية الأمّة وتقدمها .

Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page